الشَّح!.............../بقلم: صالح عوض
12-07-2016, 02:01 AM
ليس هناك ما يكفي من معنى يعبِّر عن التشفي بكل خسارة تلحق بسمعة فرنسا من كلمة "الشَّح".. وهنا نقف على رصيد من التاريخ ليس آخره البحث عن جماجم الشهداء العظام الذين سقطوا في ميدان الشرف دفاعا عن كرامة الجزائر.. جماجم كل واحدة منها بوزن الكرة الأرضية من أمثال القائد الكبير بوبغلة.. تاريخ لم يعرف قادة فرنسا كيف يعالجون مآسيه وكوارثة، بل لايزالون بإصرار غبي يرفضون الاعتذار عما اقترفت أيادي جنودهم من قتل وإبادة وهمجية في الجزائر على مدار قرن وثلث قرن من الزمان.. فهل هناك أقل من "الشَّح" يصفع بها وجه فرنسا "أم الحريات"؟
قبل أيام كان رئيس الدولة الفرنسية يخرج من ملعب كرة قدم بمرسيليا بعد مباراة بين فريق بلاده والمانيا فاعترضه شاب جزائري: الرئيس الرئيس.. فالتفت هولاند ففاجأه الشاب: تحيا الجزائر.. قد لا يكون هولاند فهم الرسالة التي يكررها الجزائريون منذ عشرات السنين ولما احتاج الأمر رووها بالدم وكانت رسالة قانية في أكثر من مرة.. ولا يعتقد أن اللهو والعبث وعدم المسئولية هو الذي دفع شباب الجزائر لينطلقوا في أكثر من مكان حتى في باريس يرفعون رايات الجزائر في أعقاب لعبة كرة قدم فاز فيها الفريق البرتغالي يعتقد كثيرون ان ليس للجزائر فيها ناقة او جمل.. إلا أن المسألة لها علاقة برصيد من المشاعر المتراكمة والتي فشل الفرنسيون في مناقشتها ووضع آليات عملية لإصلاح ما أفسده الاستعمار.
للأسف، إذا ما التفت الواحد منا يسارا او يمينا وماضيا وحاضرا يجد لفرنسا آثارا من الإفساد والظلم.. اذا ما يمّمنا وجوهنا نحو الصحراء ورقان نصاب بالذعر من نتائج التفجيرات النووية الفرنسية فيها والتي تركت آثارها حتى الآن، وإذا ما التفتنا إلى فلسطين نجد أول مفاعل نووي في الكيان الصهيوني تم بتمويل وإعداد فرنسي، وان العدوان الصهيوني على الدول العربية في 1967 كان بسلاح جوي فرنسي بطائرات الميراج الفرنسية.. وإذا ما تتبعنا مأساة ليبيا وما نتج عنها من خطورة أمنية على الإقليم فإننا لا نشاهد أسوأ ولا اخطر من دور فرنسا في تدمير ليبيا.. وإذا تتبعنا مشكلات وطننا العربي الحالية في سوريا والسودان نجد ان فرنسا هي من قادت عملية فصل جنوب السودان، وأنها هي من تزعمت الحرب لتدمير سورية.. ولايزال دورها الاستعماري يعشش في مخيلة قياداتها السياسية والأمنية فترعى مؤتمرات لمنظمات مصنفة إرهابية كـ"مجاهدي خلق" وتوفر لها الغطاء الإعلامي والسياسي واللوجستي يتم خلاله التحريض على الإرهاب والعنف وإثارة القلاقل والأزمات في الدول..
"الشَّح" في نظام يستند إلى الغطرسة وعدم الجنوح إلى السلم والسلام.. نظام يعيث الفساد في افريقيا فسادا ويتعامل من فوقية عنصرية نحو الدول التي كان في يوم من الأيام يستعمرها ويفتك بها.. "الشَّح" كلمة من مقهورين يشعرون بالغبن ولكنهم في اللحظة نفسها يقولون: اجل لستم المتفوقين أيها الفرنسيون؛ فهناك مجالات عديدة يمكن فيها إلحاق الهزيمة بكم.
انه الضمير الجمعي والوعي الجمعي الذي يفيد أن الأمة بخير وان كل المحاولات لصرفها عن معيارها وبوصلتها انتهت إلى فشل وإنها لازالت تحفظ الرواية كاملة ولا تقبل ان تعامل بأقل مما تستحق من كرامة وعزة وندية، فعلى الآخرين خلف البحر أن يفهموا الرسائل المتوالية وإلا فإنهم يطحنون هواء.. تولانا الله برحمته.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/491290.html
