الخطوط المتوازية أكثر الخطوط إثارةً للملل
08-03-2021, 09:00 PM
الخطوط المتوازية أكثر الخطوط إثارة للملل

عندما تستعرض شريط حياتك، ويظهر لك شخص رافقك طيلة العمر، وأنت لم تستطع بعد تصنيف مشاعرك تجاهه، فأنت لا تحبه، وبنفس الوقت لا تكرهه، وأنت لا توافقه وبنفس الوقت لا تؤيده، وإن بادرك بابتسامة ستجدها ابتسامة بلاستيكية كالتي رسمت على محياك، وإن سألك عن أحوالك، يصعب عليك أن تستخرج الإجابة من أعماقك .. عند كل ذلك تحس بثقل اللقاء والملل منه مبكرا.

هذه الحالة، تجدها بين أفراد أقاربك، وفي مكان عملك، وفي الحي الذي تعيش فيه، وفي بطون الكتب، تجد لونا من الخطاب عندما تتعرف على مفرداته، لن يعود يهمك من كتبه أو متى كتبه، فالكاتب وتاريخ الكتابة مهما طالت لا يعودان إلا إحداثيات على الخط نفسه. فمن كان يصرخ في العهد العباسي ويلطم على أحوال الأمة، ويقول أن زماننا هو أكثر الأزمنة التي مرت بالأمة رداءة، سيبعث في كل قرن لتكرار ما قاله على المحور (السيني) قبل قرن أو قرون.

قد تكون الخطوط المتعرجة، أقل سوءا من الخطوط المستقيمة، لا بل هي أفضل بجميع الأحوال، فحالات نوم سواق المركبات تكون أكثر في الطرق المستقيمة والمنبسطة. في حين ينتبه من يسوق فوق الطرقات المتعرجة والمنحدرة.

أما الخطوط المتقاطعة، فلحظات قرابتها أو عداوتها (لا فرق) تنتهي عند نقطة التقاطع، حيث يتم التصادم، ويكون البقاء لصاحب السيقان الأكثر ثباتا والصدر الأكثر عرضا.

قد تكون آلام الطرقات المتعرجة والخطرة أكبر، ولحظات التصادم مميتة في الخطوط المتعرجة، لكنها ليست أكثر مللا من الخطوط المتوازية.. فالموت المفاجئ أقل ألما من الانتظار لموت بطيء.