:: حقيقة هرمجدون ::
13-05-2018, 08:59 AM
:: حقيقة هرمجدون ::

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد انتشر منذ فترة ليست بالوجيزة عدة مقاطع فيديو تتحدث عن قضية (هرمجدون) والمعركة الفاصلة التي ستنهي العالم.

ولعلمي أنّ أكثر مشاهدي هذه المقاطع لا يعرفون أصل هذه الخرافة ولا حقيقتها ولا أهدافها أحببتُ أن أكتب عنها بشكل مختصر وسهل وفي شكل نقاط حتى أُقرّب معناها الحقيقي للقراء . وقد استعنت في إعداد هذه المادة بعدة مراجع آثرت عدم ذكرها فأقول:


1. كان لدى اليهود منذ 2000 عام حلم في العودة إلى فلسطين ولم يتحقق هذا الحلم إلا بواسطة النصارى الصهيونيين.
2. سعى اليهود بكل وسيلة إلى تحقيق هذا الحلم .
3. يعتقد النّصارى أنّ المسيح عليه السلام سيعود إلى الأرض ويحكمها ألف سنة ويحولها إلى جنّة ليستمتع بها أتباعه.
4. ويعتقد اليهود أنّ المسيح -غير مسيح النّصارى- سينزل إلى الأرض لأول مرّة في القدس وسينصر اليهود على أعدائهم .
5. أقنع اليهودُ النصارى أنّ قيام دولة إسرائيل هو أوّل مراحل نهاية الكون وبالتالي قرب المجيء الثاني للمسيح وبداية الألف سنة السعيدة.
6. أدخل اليهود على النّصارى مصطلح هرمجدون ويعنون به المعركة الفاصلة بين سكان الأرض على اختلاف أديانهم والتي سينجم عنها بداية ألف سنة سعيدة .
7. اقتنع النصارى بهذه الخدعة وسعوا إليها وعملوا لها وسخروا أوقاتهم لتحقيققها.
8. لا تتحقق هذه المعركة إلا بعد أن يحكم اليهود القدس وما حولها ويعيدون بناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى .
9. حتى إنّ كريستوفر كولمبس مكتشف العالم الجديد (أمريكا) صرّح للملكة إيزابيلا أنّه سيستخدم الذهب الذي سيجده في العالم الجديد لإعادة بناء المعبد ولتكون أورشليم مركز العالم.
10. صرّح اليهود للنصارى أنّهم سيتحوّلون إلى النصرانية إذا جاء المسيح فانطلى ذلك على بعض النّصارى وبعضهم يعتقد أنّ اليهود سيحاربون المسيح فيهلكون فتكون الغلبة لهم في النّهاية.
11. وسواء كان الأمر هذا أو ذاك فكلّ الطوائف النّصرانية تعتقد أنّ المسيح لن يعود ثانية إلا والقدس تحت سيطرة اليهود والهيكل مشيّد في ساحة الأقصى على قبة الصخرة وهذا ما يوضّح الاتفاق بين اليهود والنّصارى بعد قرون من العداء والشقاق.

12. ازداد النصارى الانجليز والأمريكان قناعة بهذه الخدعة بعد انتصار اليهود في حرب 1967 واحتلالهم للقدس.
13. تأكّد لدى النّصارى أنّ ما في التوراة والإنجيل حق بعد هذا النّصر وعودة اليهود إلى القدس فلابد أن النّصر سيكون في النهاية لهم كما تنبّأت كتبهم.
14. تحوّلت البروتستانتية إلى النّصرانية الصهيونية لدعم هذا المشروع ولحقتها من بعد الكاتوليكية. ودعا الفاتيكان إلى تعديل نصوص الإنجيل لإنصاف اليهود.
15. صرّح الكُتّاب الأمريكان أنّ بلادهم على استعداد لشن حرب نووية من أجل إسرائيل وتحقيق نبوءات التوراة. وكذا قال الإنجليز.
16. بل صرّح بلفور صاحب الوعد المشهور أنّه صهيوني أكثر من اليهود .
17. صرّح قسيسون أمريكان أنّ الرب يدعم من يدعم إسرائيل ويلعن من يلعنها وإنّ أمريكا ما وصلت إلى ما وصلت إليه إلا بدعمها لإسرائيل وحفاظها على شعب غال عليه.
18. اقتنع النّصارى أنّ ما تفعله دولة إسرائيل هو تنفيذ لإرادة الله فلا يصح الاعتراض عليها ولا محاسبتها ولو أدى ذلك إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية أو إشعار حرب عالمية ثالثة.
19. بعض طوائف اليهود تعارض قيام دولة إسرائيل لأن ذلك يعتبر نذير هلاك اليهود وفنائهم بناء على نبوءات وردت في كتبهم.
20. يطبق اليهود والنصارى قاعدة المعذرة والتعاون الباطلة وهي: (نتعاون في اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) فقد اتفقوا على وجوب هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل تمهيدا لمجيء المسيح من عالم الغيب إلى عالم الشهادة وأجلوا اختلافهم في قضية تحديد شخصية المسيح المنتظر .
21. انخدع بعض المسلمين على غرار المدعو عمران حسين -بفعل السيطرة الإعلامية الصهيونية- بهذه الخدعة وربطوا أحداثها بالملحمة الوارد ذكرها في الأحاديث النّبوية الصحيحة وكتبوا الكتب وألقوا المحاضرات في بيان صحّة هذه النّظرية الزائفة فقدموا بذلك أكبر عون لليهود لنشر باطلهم وتمرير مخططهم الشيطاني.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

كتبه: أبو عبد الله غريب الأثري القسنطيني.
10 جمادى الثانية 1439 ه
27/02/2018 م.