داعش والدواعش ؟ الإرهاب يتجدد في أبشع صوره !!
20-08-2014, 12:41 PM
داعش والدواعش ؟ الإرهاب يتجدد في أبشع صوره !!

إنّه أمر تفزع منه الفطرة البشرية وتقشعرّ منه جلود الجسوم ويذهل أمامه الحكيم

صور صادمة لفلق للرؤوس و ودهس ودعس في أحد أكثر الصور دموية في التّاريخ المعاصر

ليست الكمرات النّاقلة لها صور "خصوم" أو حتّى متعاطفين...إنّها بيانات رسمية مرفقة بتكبير

دماء وأشلاء لا تراعي كرامة إنسان ولا تهتمّ بتشويه إسلام


تلك عيّنة ممّا يقوله "الكثير" في الصور "المرعبة" التي ينشرها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشّام

نظرة آنية لا تلامس جراحات الماضي القريب وغوطة دمشق وأطفالها ورابعة القاهرة ونساؤها "شاهدتين"

الصور نفسهــا تتكرّر في أكثر من بلد إسلامي وغير إسلامي و الضحيّة في الغالب مسلم أو منتسب للإسلام

من بورما وحرق أطفالها إلى الفسفور الأبيض الذي أحرق أهالي الفلّوجة إلى مجازر الصليبين في أفريقيا الوسطى

والأرض المباركة فلسطين نار على علم ودم أهريق بلا رحمة ولا شفقة أمام الكمرات


فلمـاذا فقط أراضي المسلمين؟ وكيف نواجه داعشا؟ وهل هناك دواعش أفتك وأشدّ منها؟

منذ سقوط خرقة "الخلافة العثمانية" البالية التي شكّلت كأخواتها السابقات ملكا عضوضا في المسلمين منذ سقوط الخلافة بعد استولاء بني أميّة على الحكم نهاية حكم الخلفاء الراشدين؛

وبلاد المسلمين تأنّ ويشتدّ أنينها من هول المجازر والحروب والصراعات الدّاخلية التي أثقلت كاهلها


لقد وصل الحال إلى تعد صارخ على المسلمين وصل بالحقد الصلبي إلى قتل 45 ألف جزائري في ساعات قليلة !!

واستمرّ الحال ونزفت الدّماء وسلبت الحقوق من أهلها وسيق الشباب والكهول بل والشيب إلى المعتقلات والسجون وعذّبوا بالسياط والكهرباء ورجموا وفعلت بهم الأفاعيل...

لم تكد الأمّة تنهض من كبوتها وتفيق من ليل أنينها وتخرج من النفق المدلهم الذي أجبرت على دخوله حتى أنفجرت فيها الصراعات

استقّلت البلدان هنا وهناك بتضحيات جسام فوجدت الأمّة حالها مع طواغيت حكّام لا يقلّ شرّهم عن أسلافهم المستعمرين

لقد أهانوا الأمّة وجعلوها كالرقيق ولأنّ في الأمّة بقيت خير لا ترضى بالركون ولا المجون ولا عبادة بني صهيون

فقد أستعملت ضدّها كلّ الوسائل منعا للتمكين والخروج عن بوتقة الهيمنة العالمية برعاية الأمم المتّحدة ومجلسها الظالم وأدواتهم الإقليمية

حتّى أنّه ومنذ أكثر من نصف قرن من زمن ما سيق للشعوب على أنّه استقلال لم تعد الأمّة تدرك نفسها أهي عاهرة للعيان أم قحبة متستّرة عن الجيران

فما من حلم إلا ووأدوه وما من شاب طامح متمسّك بثقافة أمّته إلا وسجنوه بل وعذّبوه ومنعوه أبسط حقوقه


عاشت الأمّة في أشرّ أيّامها حلكة على الإطلاق ما بين شعوب رضيت بالدّون والركون مع ترف العيش والريع البترولي

وشعوب رضي بالحدّ الأدنى من الأمن بعد أن ذاقت طعم الدم لمّا قالت للظلم "لا" أو حاولت تنصيب حاكم باختيارها


حطّموا فينـا آخر ما أمّلنا فيه خير من "ثورة للشعوب" فوأدوه بالإنقلابات والصراعات الطائفية و التقسيمات العنصرية العرقية

شباب نشأ على حالة من الاستعباد ووجد نفس يحال بينه وبين تحقيق أي هدف يرنوا له بقوّة الحديد والنّار

حتّى مجال الحوار وطرح الفكرة للعلن لنقاشها أصبحت خطّا أحمر في ديارنا فالمقتنع بما عنده منزو بها يخاف أن يسمعه "البوليس"

قهر وغلبة ومكر الليل والنّهار وفلسطين تعاد حروبها كلّ حين



ماذا انتظر هؤلاء الدواعش الإرهابيون القتلة من شباب هذا حاله نشأ في بيئة الاستبداد يجلده السجّان ويقهقه العميل وهو خمّار سكير..

إنّ الحالة السوداوية التي عاشتها الرقعة الإسلامية خاصّة و دول العالم الثالث ليست الأولى من نوعها بل سبقها في تاريخ البشرية الأسود نكبات ونكبات

وكانت كلّها تنتهي بمصير "واحد" وهو الردّ بعنف شديد وتحطيم الطواغيت وإحراق الأخضر واليابس دون ذلك

لن أذهب بعيدا ولكن لكم ما عاشته أوربا الوثنية في عصور الظلام من الإقطاعيين والثيوقراطيين الذين حوّلوا حياة النّاس إلى جحيم


باسم الله والحفاظ على هوّية الوطن ورفض الفتنة مورست أشدّ أنواع الإرهاب فتكا بالشعوب الأوربية...

فكيف كانت النتيجة....

أترككم مع قراءة هذا الجزء للثورة الفرنسية الدموية التي يتغنّى اليوم بها كلّ العلمانيين في العالم بقلم حسين بن محمود

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين بن محمود مشاهدة المشاركة

الثورة الفرنسية بدأت عام 1789م، كانت أول أعمال الشعب الفرنسي: الهجوم على مخزن للأسلحة وأخذ 25 ألف قطعة سلاح ، ثم الهجوم على سجن الباستيل الذي أعطى بعض الثوار الأمان لحراسه ثم ما لبثوا أن تعقبوا الحراس في السجن وقتلوهم عن بكرة أبيهم .. ثم بعد هذا القتل واحتلال هذا السجن الرهيب ، قام الشعب بزيادة التسلح وبتحصين المدينة تحسباً للرد الحكومي عليهم، وكان النساء يجمعن الحجارة ويعتلين الأسطح لإلقاء الحجارة على الجنود، وهذا اليوم مشهود في تأريخ فرنسا ولا زال الفرنسيون يحتفلون بيوم 14 يوليو إحياء لذكرى احتلال الباستيل. ألهب اقتحام الباستيل مشاعر الطبقة الدنيا في فرنسا فسار هؤلاء إلى قلوع وحصون أسايدهم "الأشراف" فأحرقوها وقتلوا من فيها تشفياً وحنقاً على هؤلاء الذين استعبدوهم لقرون، ونهب العامة قصور الأشراف والنبلاء ودمروا ما استطاعوا تدميره، وإنحاز كثير من الجيش الفرنسي والجنود إليهم.
لقد أحاط النساء بالقصر الملكي بفرساي وهن شاهرات السلاح، تخيّلوا: النساء حملوا السلاح في الثورة الفرنسية! دخلت الجموع الغاضبة –يتقدمهم النساء- القصر الملكي ووصلوا إلى غرفة الملكة التي هربت منها إلى غرفة زوجها فعاثوا في الغرفة فسادا، وأجبرت هذه الجموع الملك على القدوم والسكنى بباريس.
وما أن انتظمت الثورة قليلاً حتى أجبر الثوار الملك على إعلان الحرب على النمسا. ثم لما فشلت الحرب وتداعت الأمور زحف الفرنسيون على قصر الملك الذي كان يراسل النمساويين في السر، وكان في مقدمتهم "اليعاقبة" (هي فرقة سياسية علمانية متشددة)، فتقاتلوا مع الحرس وقتلوهم وحملوا رؤوسهم على أسنة الرماح، حتى اضطرت الجمعية التشريعية أن تحجز الملك في حصن "التامبل" حفاظاً على حياته وأسرته. قبض الثوار على قرابة الأربعة آلاف من الأشراف والفرسان والقساوسة وأقلوا بهم في السجون، وطاف الجلادون على السجون فعذبوا هؤلاء حتى قتلوا ألفاً من الأمراء والأشراف تحت التعذيب الذي استمر لمدة ثلاثة أيام متتالية، وحملوا رؤوس بعضهم على أسنة الرماح، وقامت المذابح (التي اشتهرت بمذابح سبتمبر) في بقية المدن الفرنسية تحصد الأمراء والأشراف وكل من يشكون أنه ضد الثورة من العلماء والعامة، فانظروا الفرق بين الثورات العربية والثورة الفرنسية التي يباهي بها الغرب العالم!
خرجت الجيوش الفرنسية من فرنسا لتفتح بقية البلاد الأوروبية بدعوى نشر العدالة ومساعدة الشعوب ضد الإضطهاد الملكي (وهذا في عرف المسلمين هو جهاد الطلب الذي يُنكره البعض)، وقُطع رأس ملك فرنسا "لويس السادس عاشر" علانية بعد محاكمة لم تدم شهراً واحداً، ثم حدثت بعده حروب، وبدأ في فرنسا ما يسمى "بعهد الإرهاب"، طبعاً لم يكن هناك إعلام يهودي ينفي الإرهاب عن كل شعوب الأرض ليخصوا بها المسلمون.
عوقبت مدن فرنسية بأكلمها لتلكؤها عن الإلتحاق بالثورة، ودخل الثوار في دوامة الصراعات فيما بينهم وحدثت مجازر هائلة. لقد كانت ملكة فرنسا "ماري أنطوانيت" زوجة لويس السادس عشر من أكثر النساء بذخاً في أوروبا حتى أن نساء فرنسا كُنّ يحسدن كلابها لما تلقيه عليهم من ثياب فاخرة شأنها شأن أميرات العرب الآن. هذه المرأة سجنها الثوار في غرفة وأعطوها ثوبين خلقين لا غير، ثم قاموا بمحاكمتها في محكمة ثورية دامت فيها القضية عشرون ساعة وحكموا عليها بالإعدام ثم ساقوها إلى المشنقة تحفها هتافات الشعب باللعنة، فجُزّ شعرها وأُعدمت وألقي بجثتها في الشارع لمدة اسبوعين لم يدفنها أحد، هذه هي الثورة العظمى التي يمجدها حسني مبارك وابن علي، فعقبال زوجتيهما.
تتبع الثوار كل من كان له صلة بالأسرة الحاكمة سواء بالنسب أو حتى بالإتصال المجرّد، واتهموهم كلهم بالخيانة وقتلوهم، وكانوا يقتلون كل من لا يُظهر بغضه لهذه الأسرة، بل وصل بهم الحال إلى قتل قادة الثورة أنفسهم بعد اتهامهم بالتخاذل عن نصرة الثورة من بين تهم أخرى! ثم هجم الفرنسيون على الكنائس وأفرغوها من النفائس وهاجموا الدين النصراني ونبذوه كما نبذوا الأساقفة من قبل، ثم غيروا التأريخ والأيام والأشهر في محالوة لتغيير كل قديم، وأتى الفرنسيون بأشهر بغيّ عاهرة في فرنسا ووضعوها على عرش كنيسة "نتردام دي باري" وأعلنوا بهذه الطريقة: عبادة العقل ونبذ الدين!
من رحم هذه الثورة الفرنسية خرج نابليون بونابرت ليحتل مصر باسم الثورة، وليحارب انجلترا عدوة فرنسا في مستعمراتها الشرقية، فكانت الثورة الفرنسية وبالاً على الأمة الإسلامية، بل وعلى أوروبا كلها، ولا يغفر لها شعارها البرّاق "الحرية والإخاء والمساواة" فهذا الشعار لم يطبّق ابان الثورة ذاتها، بل كان القتل والتدمير واحتلال البلاد وقهر العباد وسرقة مقدرات الدول والشعوب: السمة البارزة للثورة الفرنسية التي انبهر بها بعض المغفلين. عاد نابليون بونابرت إلى فرنسا لينقلب على الثورة وينصّب نفسه امبراطوراً لفرنسا فانتهت الثورة الفرنسية بهذا الشكل المخزي، وعادت بعد ذلك الملكيّة لتعود الثورات تتوالى من جديد ضد الطغيان والإستبداد حتى تشكلت حكومة جمهورية حقيقية بعد قرابة التسعين سنة من الثورة الأولى ضد الملكيّة والكنيسة.

إن الثورة الفرنسية الأولى نجحت في إسقاط الملكية والإقطاعية بطريقة دمويّة مرعبة، فالجموع دخلت القصور والبيوت وسلبت وقتلت ومثّلت بجثث الإقطاعيين واغتصبت نسائهم وأحرقت بيوتهم وأنهت إلى الأبد تلك العبودية التي فرضتها عليها الإقطاعية الموالية للكنيسة الكاثوليكية، فكانت هذه الثورة هي البداية لكل الثورات الغربية الحديثة التي أعقبتها والتي علم أصحاب القرارات منها أن الشعب جاد في التغيير، وأنه مستعد للوصول إلى مبتغاه بأي أسلوب أو ثمن، فكان الغوغاء والدهماء هم أسياد الوقف، وكان الخطيب المفوّه الذي يستطيع تحريك هذه القطعان هو قائد المرحلة.

وهاهو التّاريخ يعيد نفسه وفق القاعدة السننية "ما أخذ بالقوّة لا يستردّ إلا بالقوّة" وكما أنّ الأخذ لا يبقي في طريقه ولا يذر فالاسترداد قد لا يتوقّف في حمأة الحروب عند ضمير

فيحرق الأخضر و اليابس...

داعش في كلّ عصر هي ردّة فعل على دواعش كلّ عصر من طواغيت وظالمين...

في الحلقة القادمة بإذن الله " كيفــ نتخلّص من داعش؟"


عبد المنعم شيتور
متمرّد على الواقع الجاهلي المعاصر وأفتخر
متمرّد على علماء السوء
محرّض على الأنظمة الفاسدة
التعديل الأخير تم بواسطة أريــجُ العــزّ ; 20-08-2014 الساعة 12:49 PM