قبر الصحابي بالجلفة.. لغز يستعصي على الحل!
13-08-2016, 10:32 PM
روبورتاج: نورين عمارة
طوله يتعدى اكثر من ثمانية أمتار، ويطلق عليه محليا "قبر الصحبي ".. روايات كثيرة متداولة حول هذا القبر المتواجد بالمخرج الشرقي لمدينة الجلفة وغموض كبير يكتنف هذا القبر "الغريب" الذي أصبح حديث العام والخاص في عاصمة السهوب.
بالمخرج الشرقي لمدينة الجلفة وبطريق بحرارة على بعد حوالي عشرة كيلومتر من عاصمة الولاية توجد مقبرة على الجهة اليمنى من الطريق يطلق عليها "مقبرة قبر الصحبي" نسبة لقبر مسمى "قبر الصحبي" وهو قبر غريب جدا نظرا لطوله الذي تعدى ثماني أمتار، وفي وسط القبر وضعت صخرة متوسطة الحجم، ما جعل هذا القبر يطرح الكثير من التساؤلات وحتى الروايات فلكل ساكن من سكان تلك المنطقة رواية مع هذا القبر الغريب.
سكان المنطقة: آباؤنا اكتشفوا هذا القبر وحولوا محيطه لمقبرة
الشروق نقبت عن تاريخ هذا القبر في دهاليز الروايات الشفوية المتنقلة من جيل لآخر حتى وصلت للسكان المحلين المجاورين لهذا القبر، فمعظم الروايات المتداولة بين سكان المنطقة تقول أن هذا القبر لصحابي وجده آباؤنا في هذا المكان وشيدوا بجانبه مقبرة، حيث أصبح سكان المنطقة والمناطق المجاورة يدفنون أمواتهم بجانب القبر تبركا بهذا القبر الغريب، عمي مصطفى أحد سكان المنطقة المجاورة للمقبرة له رواية ورثها عن أجداده بخصوص هذا القبر، فهو يعتقد أنه قبر لأحد صحابة النبي رضوان الله عليهم، فهم يقدسون هذا القبر ويعتبرونه غريبا عن القبور الأخرى نظرا لطوله الذي تجاوز ثمانية أمتار.
سي يحيى مسعودى: القبر لصحابي كان في جيش عقبة ابن نافع
انتقلت الشروق إلى مكان تواجد هذا القبر واصطحبنا معنا أحد باحثي المنطقة وهو الشيخ سي يحيى مسعودي نجل العلامة سي عطية مسعودي أحد علماء الجلفة، سي يحي المنحدر من منطقة ارجاقنوا مكان تواجد القبر الغريب، له رواية عن تاريخ هذا القبر وأردف سي يحيى مسعودي قائلا "منذ مدة طويلة وأنا اسمع الناس يسمون هذا القبر بالقبر الصحبي"، ويضيف نجل العلامة سي عطية مسعودي رحمه الله أن المقصود بقبر الصحبي لدى السكان هو قبر الصحابي، اي أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكلمة "صحبي" هي كلمة "دارجة" تعني صحابي، ويؤكد سي يحيى أن أغلب الآراء تختلف في وجود صحابي، سي يحيى مسعودي قال أن هذا الرأي هو الأرجح، لكون أن هذا الرأي له جذور في التاريخ، مضيفا في ذات السياق أن الصحابة يكونوا قد مروا من هنا أي بالمنطقة المتواجد فيها القبر وهذا باتجاه مدينة تعظميت التابعة لولاية الجلفة حاليا وهذا من اجل فتحها، ويضيف الباحث في تاريخ المنطقة سي يحيى أن قائد الجيش أنذاك يطلق عليه عبد الله بن جعفر وهذا الشخص أتى، حسبه، مع جيوش عقبة بن نافع رضي الله عنه، ونفى ذات المتحدث أن يكون طول القبر مثلما ما هو مروج له، أي ثمانية أمتار، مؤكدا أن القبر يضم رفات شخصين مدفونين بالطول ولم يستبعد أن يكونا من الصحابة رضوان الله عليهم.
روايات كثيرة وغموض كبير يكتنف هذا القبر الغريب الذي يكاد يجزم الكثير أنه قبر من قبور الصحابة الذي مروا من المنطقة من اجل فتح الصحراء، لكن الرواية الصحيحة تبقى بين أيادي المؤرخين الذي ينقبون عن تاريخ فتح الصحراء ومن كان يقود تلك الفتوحات، ليبقى هذا القبر سرا من أسرار المنطقة.