تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى القرآن الكريم

> يا اطفاللنا الدين تبكون ولن تجدون من يمسح عنكم الدموع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
alyacinno_21
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 08-11-2007
  • المشاركات : 72
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • alyacinno_21 is on a distinguished road
alyacinno_21
عضو نشيط
يا اطفاللنا الدين تبكون ولن تجدون من يمسح عنكم الدموع
30-11-2007, 08:30 PM
يا اطفاللنا الدين تبكون ولن تجدون من يمسح عنكم الدموع
ليهلك من يهلك على بينة ويحيا من يحيا على بينة

اليهود امنوا من ان يصيبهم لا صواريخ الدول العربيةانها امنت ان يطلق عليها صاروخا من ارض الاسلام مع ان كل هده الدول تشتري السلاح لتضرب به من... بطبع المدنيين من شعوبها....
العالم العربي يعيش في خوف أن يُصنَّف في المعسكر الداعم للإرهاب، وهي تهمة فضفاضة لكنها خطيرة التبعات، فبوش يهدد بعقوبات تبدأ بتضييق اقتصادي وقد تنتهي إلى المصير الأفغاني، وربما أشد سوءاً....
" " لا إكراه في الدين " أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ... إلى آخر كلامه رحمه الله.

الشروق

قال الله تعالى:" الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات" الطاغوت هنا أئمة الكفر وشياطين الضلال يأمرونهم ويزينون لهم الكفر ومحاربة الحق والصد عن سبيل الله تعالى فيخرجونهم من النور الذي هو فطرة الله التي فطر الناس عليها ومن طريق الحق والهدى إلى ظلمات الشك والحيرة والكفر والنفاق


قد تبين الرشد من الغي " أي قد تميز الإيمان من الكفر ووضح الحق من الباطل والهدى من



الضلال. فمن نظر بعين العدل والإنصاف وقصد الحق ظهر له أن الإسلام هو الرشد والحق والهدى فأسلم واهتدى بخلاف من اتبع الهوى ولم يرد الحق ولا اتباعه بل آثر الحياة الدنيا.

العالم العربي يعيش في خوف أن يُصنَّف في المعسكر الداعم للإرهاب، وهي تهمة فضفاضة لكنها خطيرة التبعات، فبوش يهدد بعقوبات تبدأ بتضييق اقتصادي وقد تنتهي إلى المصير الأفغاني، وربما أشد سوءاً.
إذاتبايعتم بالعينة،وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ،وتركتم الجهاد،سلط الله عليكمذلالاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم

يتموت الإيمان في نفس الكثير حتى يصل الأمر ببعض القبائل أن تعبد الأوثان التي عبدها آبائهم في الجاهلية....
سياتي ابطال الحان و شباب ليحموكن لا تبكوا يا ثكالا لا يا اطفال فلسطين انهم قاديمون ....بل انهم لديهم سلاح هو الغناء و الرقص على طبوع اليهود و الامريكان و الحركة..........
يا اطفاللنا الدين تبكون ولن تجدون من يمسح عنكم الدموع
  • ملف العضو
  • معلومات
alyacinno_21
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 08-11-2007
  • المشاركات : 72
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • alyacinno_21 is on a distinguished road
alyacinno_21
عضو نشيط
رد: يا اطفاللنا الدين تبكون ولن تجدون من يمسح عنكم الدموع
30-11-2007, 08:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ باللهمن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهدأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليهوعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم الدين بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.

أمابعد, فيا أيها الإخوة الأحبة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عنواندرسنا هو " الكفر بالطاغوت " وهو يدور حول الآية التي ذكرنا في الدرسالماضي وهي قوله تعالى:" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى" وهي في آية من سورة البقرة قال الله تعالى:" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد منالغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها واللهسميع عليم" قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله سبحانه " لا إكراهفي الدين " أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائلهوبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه بل من هداه الله للإسلام وشرحصدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ... إلى آخر كلامه رحمه الله.

إذاً, المسلمون لا يكرهون أحداً على الدخول في الإسلام ولا على اعتناقه وإن كان لا بد أنيخضع لحكم الله تعالى ويبذل الجزية فإن لم يفعل وجب قتاله حتى إما أن يسلم أو يبذلالجزية صاغراً " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرمالله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطُوا الجزية عن يدوهو صاغرون" وذلك كله أيها الأحبة بعد الدعوة إلى الإسلام.

"
قد تبين الرشدمن الغي " أي قد تميز الإيمان من الكفر ووضح الحق من الباطل والهدى من الضلال. فمننظر بعين العدل والإنصاف وقصد الحق ظهر له أن الإسلام هو الرشد والحق والهدى فأسلمواهتدى بخلاف من اتبع الهوى ولم يرد الحق ولا اتباعه بل آثر الحياة الدنيا.

ثم قال الله تعالى:" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروةالوثقى" العروة: طرف الحبل إذا رُبط على هيئة حلقة يمسك بها من ينزل في بئر أو يصعدمنها. فهي وسيلة النجاة. والوثقى شديدة الربط لا أوثق منها. والمراد بالعروة الوثقىهنا: قيل: الإسلام وقيل: القرآن وقيل: لا إله إلا الله. وكلها أقوال صحيحة متلازمةولا تنافي بينها. فالمراد أنه استمسك من الدين بأقوى سبب وشبه ذلك بالعروة القويةالتي لا تنفصل فهي في نفسها محكمة مبرمة قوية وربطها قوي شديد. قال قيس بن عبادة: كنت في المسجد فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع, فصلى ركعتين أوجز فيهما فقال القوم: هذا رجل من أهل الجنة فلما خرج اتبعته حتى بلغ منزله فدخلت معه فحدثته فلما استأنسقلت إن القوم لما دخلت المسجد قالوا كذا وكذا. قال: سبحان الله, ما ينبغي لأحد أنيقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ؟ إني رأيت رؤيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلمفقصصتها عليه. رأيت كأني في روضة خضراء. قال ابن عون وهو من أحد الرواة: فذكر منخضرتها وسعتها وسطها عمود حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيللي اصعد عليه فقلت لا أستطيع فجاء منصف قال ابن عون هو الوصيف أي الخادم فرفع ثيابيمن خلفي فقال اصعد فصعدت حتى أخذت بالعروة فقال: استمسك بالعروة. فاستيقظت وإنهالفي يدي. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه فقال: أما الروضة فروضةالإسلام وأما العمود فعمود الإسلام. وأما العروة فهي العروة الوثقى. أنت علىالإسلام حتى تموت. قال: وهو عبد الله بن سلام رضي الله عنه. والحديث فيالصحيحين.

أما قوله تعالى:" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله " فهو موضوعنا. والحديث أيها الأحبة في هذه المسألة العظيمة يستلزم معرفة معنى الطاغوت ومعنى الكفربه. أما الطاغوت في أصل اللغة فقال أبو الحسين ابن فارس رحمه الله في معجم مقاييساللغة عند مادة طغا: الطاء والغين والحرف المعتل أصل صحيح منقاس وهو مجاوزة الحد فيالعصيان. يقال: هو طاغ. وطغى السيل إذا جاء بماء كثير قال الله تعالى:" إنا لما طغىالماء" يريد والله أعلم خروجه عن المقدار. وطغى البحر هاجت أمواجه. أهـ رحمهالله.

وكل التعريفات اللغوية تدور حول مجاوزة الحد وكل من تجاوز حده فقدطغى. قال تعالى:" اذهبا إلى فرعون إنه طغى" وقال ربنا سبحانه لنبيه صلى الله عليهوسلم وللمؤمنين:" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا" وقال سبحانه:" كلا إنالإنسان ليطغى إن رآه استغنى".

وأما الكفر فكما قال ابن فارس وغيره هو فيأصل اللغة: الستر والتغطية ثم استعمل في الجحود والجحود متضمن لتغطية مع رفض وإباء. ومنه قول الكفار:" إنا بكل كافرون" أي جاحدون رافضون.

وقبل أن أدخل فيالتعريف الاصطلاحي أحب أن أورد الآيات التي ذكر فيها الطاغوت مع كلام يسير على معنىالطاغوت في كل منها ثم أتبع ذلك بشيء مما ورد في السنة النبوية حتى يتبين بذلكالمعنى الاصطلاحي لهذا المصطلح العظيم.

قال الله تعالى:" الله ولي الذينآمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم منالنور إلى الظلمات" الطاغوت هنا أئمة الكفر وشياطين الضلال يأمرونهم ويزينون لهمالكفر ومحاربة الحق والصد عن سبيل الله تعالى فيخرجونهم من النور الذي هو فطرة اللهالتي فطر الناس عليها ومن طريق الحق والهدى إلى ظلمات الشك والحيرة والكفروالنفاق.

وقال تعالى:" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنونبالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً"
هذهالآية نزلت في بعض زعماء اليهود حينما فضلوا دين المشركين على ما جاء به خاتمالمرسلين صلى الله عليه وسلم, فهم أي اليهود حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهماأوتوا نصيباً من علم الكتاب وهو التوراة ولكن لم ينفعهم علمهم فآمنوا بما كان الفرضوالواجب أن يكفروا به من الجبت والطاغوت وكذبوا على الله ففضلوا الوثنية علىالتوحيد حقداً وحسداً واستكباراً والجبت قيل هو السحر, والطاغوت الشيطان. وهذاتفسير أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسيأتي إن شاء الله تعالى وقيل: الطاغوت هو الكاهن.

وقال الله تعالى:" ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوابما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أنيكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزلالله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً " الطاغوت هنا: كل من يحكم بغيرما أنزل الله من كاهن أو زعيم قبيلة أو برلمان أو محكمة غير شرعية أو هيئة دولية أوغير ذلك. وإنما ذكر العلماء الكاهن لأن العرب في جاهليتها قبل الإسلام كانت تتحاكمإلى الكهان, وسيأتي إن شاء الله تعالى مزيد بيان لمعنى هذه الآية العظيمة إن شاءالله تعالى.

وقال الله سبحانه:" الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذينكفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً"
الطاغوت هنا الشيطان, فالمؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه لإعلاء كلمتهولتحكيم شرعه أما الكافرون والمنافقون فإنهم يقاتلون في طاعة الشيطان وفي سبيله ومايوقعه في قلوب الناس فيتقاتلون عليه من طلب الفقر والعلو في الأرض والغلبة بالباطلوإذلال الغير وسلب أموال الناس والاعتزاز بالعصبيات والقوميات.

وقال اللهتعالى عن اليهود:" قل هل أنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليهوجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل". الطاغوت هنا: هو الشيطان أو الكهنة, وكهنة اليهود هم أحبارهم وزعماؤهم والمراد أنهمعبدوهم فأطاعوهم في التحليل والتحريم من دون الله تعالى.

ولاحظ أن كثيراً منالآيات قد نزلت في اليهود وذلك لأن اليهود قد عتوا عن أمر الله تعالى وانحرفوا عماجاءت به الرسل فتحاكموا إلى الطواغيت الذين يحكمون بالأهواء وبما شرعوه لأنفسهم. وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية قراءة:" وعبد الطاغوت" بالإضافة على أن المعنى خدام الطاغوت وعبيده.

وقال تعالى:" ولقد بعثنا في كلأمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" وقال سبحانه:" والذين اجتنبوا الطاغوتأن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى" فالطاغوت هنا: كل ما عُبد من دون اللهتعالى فإن كان المعبود صالحاً فالطاغوت الشيطان الآمر بالعبادة المزينهاللكافرين.

أيها الإخوة, ومن هنا تتبين لنا معاني الطاغوت في كتاب الله تعالىوهي تنحصر فيما يلي:
الأول: ما يُعبد من دون الله تعالى سواء كان هذا المعبودصنماً أو قبراً أو عبداً صالحاً أو جناً أو غير ذلك.
الثاني: من يحكم بغير ماأنزل الله سبحانه, سواء كان هذا الحاكم هو الكاهن أو كان هو الزعماء أو كان هوالعلماء والأحبار والرهبان أو كان غير ذلك.(1)
الثالث: الشيطان وكل من دعا إلىمعصية الله من أئمة الضلال.
الرابع: الكاهن ونحوه ممن يدعي علمالغيب.
الخامس: من يحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله ويشرع ما لم يأذن به اللهويطاع في معصية الله تبارك وتعالى.

أما السنة فقد ذكر الطواغيت في مواضعكثير منها:
ما روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناسقالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال: هل تمارون في القمر ليلة البدرليس دونه سحاب ؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا. قال: فإنكم ترونه كذلك. يُحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبدشيئاً فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت... إلى آخر الحديث. والطواغيت هنا ما عبد من دون الله تعالى سواء كان ذلك من الجماداتأو كان ذلك من رؤوس الضلال.

وقال صلى الله عليه وسلم:" لا تحلفوا بالطواغيتولا بآبائكم" رواه مسلم والنسائي وابن ماجة. ولفظ مسلم:" لا تحلفوا بالطواغيت" علىالترخيم. والمراد بالطواغيت هنا الأصنام التي كانوا يعظمونها فيحلفون بها مثل العزىواللات ومناة وغيرها.

أيها الأحبة, وبعد أن أوردنا بعض النصوص من كتاب اللهتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي تبين معنى الطاغوت وتوضحه. أورد معناه ثمأورد تعريفه اصطلاحاً مختصراً من كلام أهل العلم.

ذكر الإمام البخاري فيصحيحه أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:" الجبت السحر والطاغوتالشيطان " قال الحافظ ابن كثير: وهو قول قوي جداً فإنه يشمل كل ما عليه أهلالجاهلية من عبادة الأوثان والتحاكم إليها والاستنصار بها.

وقال جابر بنعبدالله الأنصاري رضي الله عنهما رواه عنه البخاري في صحيحه معلقاً كانت الطواغيتالتي يتحاكمون إليها في جهينة واحد وفي أسلم واحد وفي كل حي واحد كهان ينزل عليهمالشيطان.
وذكر البخاري أيضاً عن عكرمة مولى ابن عباس أنه قال: الطاغوت الكاهن. وروى الإمام الطبري عن مجاهد قال: الطاغوت شيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه وقالابن عباس: الطاغوت كعب بن الأشرف وهو رجل من اليهود.

واختار الإمام الطبريرحمه الله أن الطاغوت جنس من كان يعبد من دون الله سواء كان صنماً أو شيطاناً أوجنياً أو آدمياً فيدخل فيه الساحر والكاهن قال الطبري: الصواب عندي أنه كل طاغ طغىعلى الله يعبد من دونه إما بقهر منه لمن عبد وإما بطاعة ممن عبد إنساناً كان أوشيطاناً أو حيواناً أو جماداً. وقال الجوهري: الطاغوت الكاهن والشيطان وكل رأس فيالضلال.

وقد جمع الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ما قيل في معنى الطاغوتفعرفه بقوله:" هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع " ومرادهرحمه الله تعالى أن الطاغوت كل ما ارتفع عن قدره الذي ينبغي له في الشرع وادعىلنفسه من الحقوق ما ليس له. " من معبود أو متبوع أو مطاع " أي من غير الصالحين لأنالصالحين لا يرضون بهذا. فكل من رفع نفسه إلى مرتبة الإلوهية أو رفعه الناس إلى ذلكفرضي فهو طاغوت وإذا كان يدعي ذلك فجرمه أعظم.(1)

وكل متبوع من العلماءتجاوز حده وحده إتباع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تجاوز حده بالتحليل والحريم مندون الله تعالى يعني أن يحلل ما حرمه الله أو يحرم ما أحله الله في كتابه أو علىلسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو دعا إلى بدعة أو زين المعصية فهو طاغوت وكل مطاعممن له سلطة تجاوز حده وحده تنفيذ شرع الله تعالى والأمر بطاعة الله وطاعة رسولهوسياسة الدنيا بالدين فإذا تجاوز حده فأمر بمعصية الله تعالى أو شرع للناس قوانينتحكمهم ويلزمهم بها مخالفة لما جاء بها المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم فهو إذاًطاغوت.(2)

أيها الإخوة, وإذا تبين لما معنى الطاغوت فليعلم كل مسلم ومسلمةعلى وجه الأرض أن الكفر بالطاغوت هو شطر شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان باللههو الشطر الثاني يعني أن لا إله إلا الله تدل على أمرين:
الأول: أن الله تعالىهو المعبود بحق وحده سبحانه ولا يستحق العبادة سواه.
الثاني: أن الكفر بكل معبوددون الله تعالى فرض وواجب.
ولذلك فإن العلم بـ لا إله إلا الله المأمور به فيقوله تعالى: فاعلم أنه لا إله إلا الله يعني إذاً أنه لا بد من معرفة الطاغوت لكينكفر به.

اعلم رحمك الله أن فرض معرفة شهادة أن لا إله إلا الله, قبل فرض الصلاةوالصوم فيجب على العبد أن يبحث عن معنى ذلك أعظم من وجوب بحثه عن الصلاة والصوموحرم الشرك والإيمان بالطاغوت أعظم من تحريم نكاح الأمهات والعمات. وقال أيضاً رحمهالله في الأصول الثلاثة مبيناً أن الكفر بالطاغوت فرض على كل الأمم ودعا إليه كلالرسل قال رحمه الله:" وكل أمة بعث الله إليها رسولاً من نوح إلى محمد صلى اللهعليهم وسلم أجمعين يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قولهتعال:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت".

أيهاالأحبة, فالكفر بالطاغوت إذاً شرط الإسلام وركن الشهادة فمن لم يكفر بالطاغوت فليسبمسلم, كما قال صلى الله عليه وسلم:" من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دونالله - وهو الطاغوت - حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل" رواه الإمام مسلم فيصحيحه.

ولذلك فإنه معرفة الطاغوت ومعرفة أنواع الطواغيت خاصة ما ابتلي بهالمسلمون في هذا العصر من أعظم ما يجب على المسلم, وقد قال أمير المؤمنين عمر بنالخطاب المحدث الملهم رضي الله عنه:" قال: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأفي الإسلام من لم يعرف الجاهلية" والمعنى أنه قد يحمله جهله بحقيقة الإسلام وجهلهبحقيقة الجاهلية على اعتناق مبادئ جاهلية ورفض بعض مبادئ الإسلام وقد يتطور الأمرإلى أعظم من ذلك فيحارب بعض مبادئ الإسلام وينصر بعض مبادئ الجاهلية وهذا قد حصلبالفعل.
وإنما ابتلي المسلمون بالطواغيت في هذا العصر حينما جهلوا حقيقة دينهموحينما جهلوا حقيقة ما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم بل وجهلوا حقيقة لاإله إلا الله وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما:" كان الناس يسألون رسول اللهصلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسله عن الشر مخافة أن يدركني " وما أحسن ما قالالشاعر:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقعفيه
وإذا تبينت أهمية الموضوع, فليعلم كل مسلم أن علماء الإسلام رحمهم اللهتعالى قد اعتنوا ببيان معنى الطاغوت وكشف حقيقته والتحذير منه نصحاً للأمة وبراءةللذمة. والبيان بشيء إنما يكون كما هو معلوم حسب الحاجة فكلما انتشرت الفتنة بنوعمن أنواع الطواغيت هيَّأ الله تعالى من أهل العلم من يتصدى لها حفظاًللذين(2)ومصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرةعلى الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من ناوأهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" ومصداق لقوله صلى الله عليه وسلم:" إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة منيجدد لها أمر دينها" وكلما كان العالم معتقداً بعقيدة السلف الصالح التي كان عليهاالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكلما كان راسخاً في العلم وكلما كان عالماًبواقعه وبحال عصره كلما كان اهتمامه بهذا الأصل العظيم أعظم وكلما كان عنايته بهأكبر.
فلما ظهرت الطواغيت في بلاد المسلمين قبل زمان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله كان كثير من الأمور التي اهتم بها واعتنى بها وركز جهوده على بيانها هي أمورالطواغيت ومن ذلك أنه تكلم كثيراً عن عبادة غير الله تعالى والاستغاثة بغير الله فيكثير من كتبه ولما وجد تحكيم غير الشريعة عند التتار وجد التحاكم إلى عادات الآباءوالأجداد عند بعض البادية ووجد الانحراف عن الكتاب والسنة إلى ما يسمونها بالسياساتعند بعض المتفقهة حذر من ذلك أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وكذلكتلاميذه كابن القيم وابن كثير وغيرهما رحمهم الله تعالى.

ثم لما ابتلي المسلمون بالعلمانية الكافرةوبالقوانين الجاهلية الطاغوتية المستوردة من أوروبا النصرانية الكافرة أظهر اللهتعالى لهذه الأمة من يتصدى لها ويبين شرها وأنها نقض صريح لأصل دين الإسلام وهوشهادة أن لا إله إلا الله وأنها هي الطاغوت الذي وجب على المسلمين أن يكفروابه.

أيها الأحبة, ولقد كان السلف الصالح رحمهم الله تعالى على علم بالطاغوت وأنواعه ولذلك قل فيهمالانحراف عن الصراط المستقيم, وإنما ينشأ الانحراف عن الصراط المستقيم إذا جُهلتحقيقة الدين ولذلك لما تغيرت حال الأمة بعد القرون الثلاثة المفضلة وقويت البدعةظهر الجهل بالطاغوت.

إخوة الإسلام, ولقد كان للمتكلمين من المعتزلةوالأشعرية والماتريدية وغيرهم وكذلك كان للمرجئة أسوأ الأثر على الأمة الإسلامية فيتعكير صفاء العقيدة وفي إفساد فطرتها وحرفها عن الجادة مما أدى إلى الجهل بحقيقة مابعث الله به رسله وأنزل به كتبه وهو التوحيد المشتمل على ركنين عظيمين أولهما: الإيمان بالله وحده لا شريك له. وثانيهما: الكفر بالطاغوت.

لقد كان أثرالمتكلمين سيئاً فإنهم فسروا معنى لا إله إلا الله بتوحيد الربوبية فقط فقالوامعناها أن الله هو الخالق وأنه لا قادر على الاختراع إلا الله, فعندهم أن من آمنبهذا وهو أن الله تعالى هو الخالق وهو الرازق وغير ذلك من أفعال الرب سبحانه فهوالموحد الكامل التوحيد ! فهذا هو التوحيد عندهم وعلى هذا الأصل فإنه أبا جهل وأبالهب يكونان من الموحدين لأنهما ما كانا ينكران أن الله هو الخالق وهو الرازق " ولئنسألتهم من خلقهم ليقولن الله " إنما كان شرك أبي جهل وشرك أبي لهب في توحيدالإلوهية وهو إخلاص الله تعالى بالعبادة, حين ذلك انحرفت الأمة أعني بعد أن ظهرهؤلاء المتكلمون وانتشروا في عرض بلاد الإسلام وطولها فانحرفت الأمة في معنى لا إلهإلا الله فأدى ذلك إلى عبادة القبور وهي من الطواغيت وأدى ذلك إلى صرف كثير منأنواع العبادة للكهان و السحرة والمنجمين والأولياء والصالحين وغيرهم وهذا هوالطاغوت, وأدى ذلك إلى التساهل بالتحاكم إلى غير شريعة الله تعالى لأن ذلك عندهمأمر عملي.

أما المرجئة فإنهم من أشد الناس تأثيراً على المسلمين وقد أفسدواعقائد المسلمين وأفسدوا أعمالهم وأفسدوا أخلاقهم وسلوكهم.

إن الإرجاء يعنيأن الإيمان هو التصديق بالقلب بصحة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ومعنىهذا أن أبا طالب كان مؤمناً لأنه كان يصدق بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقوأنه صادق ولكنه أبى إتباعه وأبى طاعته وكان آخر ما قال عند وفاته: هو على ملة عبدالمطلب.
إن أبا طالب هو الذي قال في أبيات له:
ولقد علمت بأن دين محمد من خيرأديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاكمبيناً

فإذاً هو يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صادقاً وهكذا كانكفار قريش يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق لما قال ولكنهم أبواواستكبروا عن طاعته فكانوا بذلك كافرين.

إذاً إن المرجئة قد جعلوا الأعمالشيئاً خارجاً عن الإيمان فمن صدق بقلبه فهو عندهم مسلم حتى ولو لم يقر بلسانه ولولم يعمل شيئاً من أمور الإسلام. وبذلك وجد الحكم بغير ما أنزل الله في معظم بلادالمسلمين وسكت علماء المرجئة فعندهم أن ذلك لا يتعارض مع مسمى الإيمان وذلك واللهانحراف عن الحق وانحراف عن منهج أهل السنة والجماعة الذي هو طريق رسول الله صلىالله عليه وسلم.

كل ذلك أيها الأحبة أدى إلى خفاء نواقض الإسلام وإلى خفاءموجبات الردة عند كثير من المسلمين مما أدى إلى انتشار الحكم بالطاغوت وانتشارعبادة الطاغوت في بلاد المسلمين وهم يظنون أنهم ما زالوا على الإسلام وأنهم يحسنونصنعاً.

أيها الأحبة, ولقد بلغت عناية السلف الصالح بهذا الأصل العظيم أنينصوا في وصاياهم على الكفر بالطاغوت روى الإمام أبو محمد الدارمي رحمه الله تعالىفي سننه عن مكحول حينما أوصى:" أنه شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنمحمداً عبده ورسوله ويؤمن بالله ويكفر بالطاغوت على ذلك يحيى إن شاء الله ويموتويبعث إلى آخر وصيته" فأنت ترى أيها المسلم أن هذا الإمام الجليل قد نص في وصيتهعلى كفره بالطاغوت وذلك لأنه يعلم أن الكفر بالطاغوت شرط للإسلام.


أيهاالأحبة الكرام, هذه أهم رؤوس الطواغيت ولنتحدث عنها واحداً واحداً. حتى يتضح للمسلمأنه يجب عليه أن يكفر بهذه الرؤوس التي انتشرت وكثرت في هذا الزمان نسأل الله تعالىلجميع المسلمين العافية.
أول رؤوس الطواغيت الشيطان:
والشيطان يشمل إبليسويشمل أعوانه من شياطين الجن والإنس الذين هم أعداء الرسل, على الرسل الصلاةوالسلام. وهم أعداء أتباع الرسل وهم الذين يدعون إلى الضلالة ويصدون عن سبيل اللهويدخل في ذلك العلمانيون والقوميون والمنافقون وغيرهم من أصناف المرتدين عن دينالإسلام.
قال الله تعالى:" وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحيبعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغي إليهأفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون".
وقال اللهتعالى عن فرعون وملئه:" وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرونوأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين".
أيها الأحبة, إنكل من دعا إلى مذهب مادي يعارض به الإسلام فهو طاغوت وكل من طعن في الإسلام وتنقصالشريعة واستهزأ بها سواء كان ذلك في مقالة أو كان ذلك في كتاب أو كان ذلك فيمسلسلة أو كان ذلك في مسرحية أو كان ذلك في مجلس خاص أو عام مازحاً أو جاداً فهوطاغوت كافر.
وكل من ألف كتاباً أو نشر مقالة أو فسح أجهزة الإعلام لشن حملةمسعورة على الإسلام وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آيات الله تعالى فهوطاغوت وإمام في الضلالة وكل من حارب الإسلام بأي وسيلة وكل من صد عن سبيل اللهبلسانه أو بفعله أو بماله فهو طاغوت وهو شيطان مارد من شياطين الإنس أو شياطينالجن. يجب على المسلمين إذاً بغضه والبراءة منه والكفر به ومعاداته في الله تعالىومحاربته إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
وثاني رؤوس الطواغيت:
الذي يُعبد مندون الله وهو راض سواء عبد في حياته أو عُبد في مماته إن كان يرضى بذلك. ويدخل فيهذا أئمة المتصوفة وغلاتهم الذين يُعبدون من دون الله تعالى ويسكتون على ذلك بلويرشدون مريديهم وأتباعهم إلى الاستغاثة بهم والاستنجاد بهم والطواف على قبورهموالمجيء إليها.


ويدخل في ذلك أيضاً المشرعون لما يخالف دين الله تعالى من أعضاءالبرلمانات أو من الحكام الظلمة الذين يسنون شرائع تخالف كتاب الله تعالى وسنة نبيهصلى الله عليه وسلم فهؤلاء يدعون إلى عبادة أنفسهم حينما يعطون أنفسهم شيئاً منخصائص الربوبية وهو التشريع " إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه " ويلحقفي ذلك من دعا إلى عبادة نفسه فهو أيضاً من رؤوس الطواغيت وإن لم يُعبد. ومن هؤلاءمن يدعو إلى الغلو ومن يقره سواء كان الغلو في الأموات أو كان في الأحياء وهذاكمشايخ الضلال وروي عن بعضهم انه أرشد أتباعه بأن من كانت له حاجة أن يأتي إلى قبرهويستغيث به وهذا كفرعون الذين قال لقومه:" يا أيها الملأ ما علمت لكم من إلهغيري".
والرأس الثالث من رؤوس الطواغيت: من ادعى شيئاً من علم الغيب وذلك أيهاالمسلمون كالمنجم والساحر والكاهن والرمال والعراف ونحوهم ممن ينصب نفسه للإخبار عنالمغيبات المستقبلية. فهؤلاء طواغيت والغيب أيها الأحبة نوعان:
غيب الواقع: وهوغيب نسبي يكون لشخص معلوماً ويكون عند آخر مجهولاً.
غيب المستقبل: وهذا غيبحقيقي لا يعلمه إلا الله تعالى أو من أطلعه الله عليه من الرسل, فمن ادعى علم هذاالغيب المستقبلي فهو كافر مكذب لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. قال اللهتعالى:" قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون" وقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر :" قل لا أقول لكمعندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحىإلي"
ولذلك أيها الأحبة, ليحذر المسلم من التعامل مع من يدعي علم الغيب فإنه إنصدقه في دعواه علم الغيب كان كافراً بالله تعالى.
وقد كثر الابتلاء في هذاالزمان بالذهاب للسحرة والمشعوذين للعلاج وغيره. وما علموا أن السحر كفر وأن الساحركافر حيث لا يستطيع ممارسة السحر إلا بالشرك وبتقديم بعض العبادات للشياطين. قالالله تعالى:" واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكنالشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببال هاروت وماروت ومايعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر" كما ابتلي الناس بالذهاب إلىالعرافين والمنجمين الذين يدعون علم الغيب ليخبروهم بالحوادث المستقبلية ويخبروهمبالحظ والنصيب وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" من أتى عرافاً فسألهعن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" رواه مسلم.
وقال أيضاً صلى الله عليهوسلم:" ومن أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" وهوحديث صحيح رواه أحمد والحاكم والبيهقي وغيرهم.
أما التنجيم فهو نوع من السحر. قال صلى الله عليه وسلم:" من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد مازاد" رواه أبو داود بإسناد صحيح صححه النووي وغيره.
ومن التنجيم ما تنشره بعضالمجلات التي تصدر في لندن أو باريس من الحديث عن مستقبل المواليد بالبروج الشمسيةالمختلفة ومن غير ذلك. كل هؤلاء أيها الأحبة من رؤوس الطواغيت ويلحق بهم الذينيزعمون تحضير الأرواح والذين يقومون بقراءة الكف أو قراءة الفنجان أو غيرهم ممنيدعون به علم المغيبات مهما كان الاسم.
فهؤلاء من رؤوس الطواغيت يجب الكفر بهمويجب بغضهم ويجب البراءة منهم وتجب معاداتهم.
وإتباعهم والذهاب إليهم جاهليةمحضة وطريقة منحطة سافلة لأنهم لا يقولون إلا بالخرافات وهي نوع من الارتكاس البشريوفي هذا الزمان بدأت البشرية تعود إلى الارتكاس الذي كان عليه أهل الجاهلية الأولى. فكثير اليوم يذهبون إلى المشعوذين والسحرة حتى بلغ الأمر ببعض زعماء الغرب الكافرالذين فتن بهم بعض الناس وبما وصلوا إليه من صناعة بلغ بهم الأمر أنهم يرجعون إلىالسحرة والساحرات والكهنة والكاهنات ليخبروهم بحوادث المستقبل وليأمروهم بماذايفعلون.
أيها الأحبة, أما الرأس الرابع والرأس الخامس من رؤوس الطواغيت فإنهماالحاكم الجائر المغير لأحكام الله ومن حكم بغير ما أنزل الله تعالى.
إخوةالإسلام, إن الأمة الإسلامية لم تبتلَ في عصر من أعصارها بمثل ما ابتليت به هذااليوم, إنه منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى ما قبل قرنين من الزمان, كان المسلمون يحكمون بشريعة الله تعالى, إنما جاءت فترة قصيرة حكم بها التتاربالياسق الذي اختلقه وابتدعه جنكيز خان.
هذا الياسق أخذه جنكيز خان من الإسلامومن النصرانية ومن اليهودية ومن عادات آبائه وأجداده. وحكّمه أحفاده من بعده فيالبلدان التي يسكنها المسلمون مما افتتحه التتار واستولوا عليها. تلك فترة قصيرة لمتؤثر في المسلمين سرعان ما تغيرت الحال فهزم الله تعالى التتار والمسلمون متمسكونبإسلامهم يعلمون أن التتار على باطل, وسرعان أيضاً ما تراجعت ثورة التتار وتراجعتجيوشهم ثم بعد ذلك بقليل دخل التتار في الإسلام فأصبحوا من جنوده وفتحوا كثيراً منبلدان روسيا المعروفة الآن.
ومع ذلك تصدى علماء الإسلام لبيان هذا الياسق ولبيانخطورته في ذلك الزمن وعلى رأس من تصدى لذلك إمام المسلمين في زمانه شيخ الإسلامرحمة الله على العباد أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى إنه ذلك العالم الفذالذي واجه التتار مواجهة صريحة وحينما تشكك بعض المتفقهين المنتسبين إلى العلم فيحال التتار حيث كان بعض ملوكهم يزعمون الإسلام ومعهم مؤذن ومعهم قاض ومعهم مفتيولكنهم يحكمون بالياسق ذلك حينما تشكك بعض الناس في شرعية قتالهم حينما غزوا الشاموانطلقت الجيوش الإسلامية لقتالهم قال شيخ الإسلام كلمته المشهورة:" إن رأيتموني فيذلك الجانب - يعني في جانب التتار - وعلى رأسي مصحف فاقتلوني" وأصدر فتاواه الكثيرةالمتعددة في حال هؤلاء التتار وأن من خرج على شريعة واحدة من شرائع الإسلامالمعلومة من الدين بالضرورة المتواترة فإنه يجب قتاله حتى ولو كانت واحدة كما قاتلالصحابة رضي الله تعالى عنهم من أبى ورفض أداء الزكاة. وفتاوى شيخ الإسلام في هذاموجودة في المجلد الثامن والعشرين من مجموع الفتاوى في النصف الثاني من هذا المجلدفليرجع لها من شاء.
ثم إن تلميذه الإمام العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى قد نصفي تفسيره في سورة المائدة على أن التحاكم إلى هذا الياسق كفر أكبر مخرج من الإسلامفمن تحاكم إليه وجب قتاله حتى يرجع للكتاب والسنة فلا يحكم سواهما في قليل ولاكثير.
وسأقرأ فتوى ابن كثير إن شاء الله تعالى حينما أورد فتوى العلامة الجليلالشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى.
بعد ذلك مضت الأمة تحكم بشريعة الإسلامحتى جاء الكافرون, جاء الصليبيون النصارى من الإنجليز والفرنسيين والإيطاليينوغيرهم فحكموا معظم بلاد المسلمين ولما حكموا بلاد المسلمين سعوا سعياً حثيثاًولكنه أيضاً صارم من أجل إخراج الشريعة الإسلامية عن حكم المسلمين. وفعلوا ذلكبطريق التدريج حتى نجحوا في ما أرادوا ولقد كان هذا في تركيا منذ ما يقرب من مائةوخمسين سنة ثم دخلت القوانين الجاهلية إلى مصر أيضاً منذ وقت بعيد في بدايات النصفالثاني من القرن التاسع عشر أي مما يقارب مائة وأربعين سنة من الآن.

أيها الإخوة وإن من تدبر القرآن العظيم وتأمله ونظر في معاني ما أنزلالله تعالى على رسوله من الآيات سيجد أن الحكم بشريعة الله تعالى ركن ركين وأصلأصيل في توحيد الله سبحانه وأساس من أسس العقيدة وهذا مبثوث في القرآن اقرأ سورةالنساء والمائدة والأنعام والنور وغيرها ستجد ذلك واضحاً.
يقول الإمام ابن القيمرحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين في منزلة الرضا قال:" فالرضا بالله رباًأن لا يتخذ رباً غير الله تعالى يسكن إلى تدبيره وينزل به حوائجه قال تعالى:" قلأغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء" وقال في أول السورة وهي الأنعام:" قل أغير اللهأتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض" يعني معبوداً وناصراً ومعيناً وملجئاً وهوة منالموالاة التي تتضمن الحب والطاعة. وقال في وسطها أي في وسط سورة الأنعام:" أفغيرالله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً" أي أفغير الله أبتغي من يحكمبيني وبينكم فنتحاكم إليه فيما اختلفنا فيه وهذا كتابه سيد الحكام فكيف نتحاكم إلىغير كتابه وقد أنزله مفصلاً مبيناً كافياً شافياً.
ثم قال ابن القيم رحمه الله:" وكثير من الناس يرضى بالله رباً لكن لا يرضى به ولياً وناصراً وحده بل يوالي مندونه أولياء ظناً منه أنهم يقربونهم إلى الله وكثير من الناس يبتغي غيره حكماًيتحاكم إليه ويخاصم إليه ويرضى بحكمه بينما أركان التوحيد ثلاثة: ألا يتخذ سواهرباً ولا إلهً ولا غيره حكماً".




أيها الأحبة, إن الحكم بغير ما أنزل الله تعالى على نوعين:
هناك حكم فيقضية معينة بين فلان وفلان يحكم بها القاضي وهو يعلم أنه مخطئ يعلم أنه مذنب ولكنهفي كل أحواله يحكم بالشريعة فإذا حكم مرة أو مرتين أو نحوهما اتباعاً للهوى وجار عنالشريعة وهو يعلم أن مخطئ مذنب وليس مستحلاً فهذا يعتبر عاصياً وهذا هو الذي قالفيه ابن عباس وقال فيه غيره من أهل العلم كفر دون كفر. يعني أنه ليس كفراً يخرج عنالملة ولكنه ذنب عظيم هو أكبر من الكبائر كما قال الشيخ محمد بن إبراهيم.
النوع الثاني: حكم بغير ما أنزل الله على عموم الأمة في كل الأحوال كالتشريع العامسواء كان هذا التشريع العام على شكل دستور يشمل كل مناحي الحياة أو معظمها ما عداالأحوال الشخصية أو كان في جزئية من جزئيات الدين المعلومة من الدين بالضرورة فهذاكفر أكبر. فلو افترضنا على سبيل المثال أن حاكماً من الحكام شرع للناس تشريعاً يقولفيه: إنه يجب عليهم أن يساووا بين الذكر والأنثى في الميراث. فقط في هذه الجزئيةوألزم المسلمين به بهذه الحالة يكون هذا العمل كفراً لأنه مناقضة صريحة لحكم اللهتعالى في كتابه الكريم وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وهنا أيها الأحبةجواب مطول للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى وهو موجود في الدرر السنية قالبعد أن قدم بمقدمة عن الطاغوت وعن معناه وعن وجوب اجتنابه:" هذه كلمات في بيانالطاغوت ووجوب اجتنابه قال الله تعالى:" لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيفمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميععليم" فبين الله تعالى أن المستمسك بالعروة الوثقى هو الذي يكفر بالطاغوت وقدمالكفر به على الإيمان بالله لأنه قد يدعي المدعي أنه يؤمن بالله وهو لا يجتنبالطاغوت وتكون دعواه كاذبة. قال تعالى:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدواالله واجتنبوا الطاغوت فأخبر أن جميع المرسلين قد بعثوا باجتناب الطاغوت, فمن لميجتنبه فهو مخالف لجميع المرسلين, قال تعالى:" والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوهاوأنابوا إلى الله لهم البشرى" ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه وجوه كثيرةوالمراد من اجتنابه بغضه وعداوته بالقلب وسبه وتقبيحه باللسان وإزالته باليد عندالقدرة ومفارقته فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق. وأما حقيقته - يعنيحقيقة الطاغوت - والمراد به فقد تعددت عبارات السلف عنه وأحسن ما قيل فيه كلام ابنالقيم وذكر كلام ابن القيم السابق ثم قال رحمه الله تعالى وحاصله - يعني حاصل كلامابن القيم – أن الطاغوت ثلاثة أنواع:
طاغوت حكم وطاغوت عبادة وطاغوت طاعةومتابعة والمقصود في هذه الورقة هو طاغوت الحكم فإن كثيراً من الطوائف المنتسبينإلى الإسلام قد صاروا يتحاكمون إلى عادات آبائهم ويسمون ذلك هذا الحق بشرع الرفاقةوهذه ربما ألفها من أجل وجود بعض البادية في زمانه كانوا يتحاكمون إلى عادات آبائهموأجدادهم والشيخ رحمه الله توفي عام 1349 من الهجرة.
ثم قال:" وهذا هو الطاغوت بعينه - يعني التحاكم إلى غير الشريعة – الذيأمر الله باجتنابه وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاجه وابن كثير في تفسيره أن منفعل ذلك فهو كافر بالله. زاد ابن كثير:" يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله". قال شيخ الإسلام - يعني في منهاج السنة وهو في جزء 5 صفحة 132 وما قبلها وما بعدهابقليل قال شيخ الإسلام:" ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله علىرسوله فهو كافر ومن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير إتباع لماأنزل الله فهو كافر, فإنه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل وقد يكون العدل فيدينها ما رآه أكابرهم بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لمينزلها الله كسوالف البوادي وكأوامر المطاعين في عشائرهم ويرون أن هذا هو الذيينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر فإن كثيراً من الناس أسلموا ولكنمع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية التي يأمر بها المطاعون في عشائرهم فهؤلاءإذا عرفوا أنه لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أنيحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار.
إذاً شيخ الإسلام يريد أن يقول إن العلامةعلى الإيمان هي الالتزام بالشريعة أما إذا لم يلتزموا فهي علامة على استحلال الحكمبغير ما أنزل الله وذلك لأن معرفة ما في القلوب أمر خاص بالله سبحانه تعالى.


ثم من العجب أنك تجد في بعض القوانين يجعلون الشريعة مصدر منمصادر التشريع يعني هي مصدر واحد من مصادر أخرى والمصادر ربما تكون أكثر من عشرينقانون جاهلي. على سبيل المثال: القانون المصري وهو قانون قد أخذه كثير من الدولالعربية يجعل مصدره أكثر من عشرين قانوناً ما بين أوروبي من بولندا شرقاً إلى فرنساغرباً في أوروبا ثم بل يتجاوز ذلك إلى دول أمريكا اللاتينية وإلى غيرها. ثم انظريجعل هذا هو المصدر الأول والمصدر الثاني هو العرف ثم يجعل الشريعة الإسلام هيالمصدر الثالث !
أليس هذا هو تفضيل الأحكام القانونية الجاهلية التي جاءتنا مناليهود والنصارى على حكم الله ؟ وإنك إذا رأيت على سبيل المثال القانون المصري فيمسألة الزنا على سبيل المثال تجده يقول ما ملخصه: إذا زنا رجل بامرأة وكانا بالغينوكانا فوق السن القانونية المسموح بها وكان ذلك برضاهما وكان ذلك في مكان ليس منالأمكنة العامة فإن ذلك ليس فيه شيء.
أليس في هذا تعطيل لحكم شرعه الله تعالى ؟أليس في هذا تحليل لأمر محرم معلوم من دين الإسلام بالضرورة ؟ إذاً فليعلم كل مسلمعلى وجه الأرض أن هذه القوانين كفر بواح وأنها يجب الكفر بها ويجب العمل علىإزالتها ويجب على كل مسلم أن يتعاون مع إخوانه المسلمين في تغيير هذه الحال إلىتحكيم شريعة الله تعالى والرجوع عند التخاصم والتنازع وفي كل حال إلى كتاب اللهسبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون, وإنه أيضاً يجب الحذر مندخول الحكم بغير ما أنزل الله إلى بلاد المسلمين ولو كان شيئاً قليلاً مهما سميسواء سمي قانوناً أو سمي نظاماً أو سمي دستوراً أو سمي تشريعاً أو غير ذلك. ليحذرالمسلمون أن يدخل عليهم بدون أن يعلموه. فإن ذلك شر عظيم ووبال جسيم ومن فعلهمتعمداً عالماً فإنه يكون كافراً فإن الحكم في هذه التشريعات واحد ما دامت تناقضالإسلام وما دامت تخالف ما هو معلوم من دين الإسلام بالضرورة.
وإنه يجب على المسلمينأيضاً أن يحذروا من الاعتراف بأحكام الطواغيت ومن الإقرار بها ومن الانضمام إليهابأي اسم سميت وبأي أسلوب نشرت أو أعلنت أو ظهرت.
إن هذا من أصول الدين وإنه مماأوجب الله تعالى على عباده المؤمنين وهو شطر شهادة أن لا إله إلا الله فيجب علىالمسلمين جميعاً أن يعلموا أن الإسلام يقوم على أن لا تعبد الله إلا الله تعالى فيكل شيء وأن تكفر بكل ما يعبد من دونه وأن تكفر بكل طاغوت على وجه هذهالأرض.
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعاً لطاعته وأن يجنبنا معصيته وأن ينصرهذا الدين وأن يهيئ لهذا الأمة من أمرها رشداً, وأن يردها إليه رداً جميلاً, ونسألهسبحانه أن يقر أعيننا بانتصار الإسلام وأهله وخذلان الكفر والطاغوت وخذلانالعلمانية الضالة التي ابتليت بها بلاد المسلمين ونسأله سبحانه أن يهيئ للمسلمين منأمرهم رشداً يتحاكمون فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إن سبحانهسميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على محمد والحمد لله رب العالمين.

موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 09:45 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى