الذات الانسانية..لماذا ومتى وكيف
16-05-2009, 08:14 PM
ملاحضة ..الفلسفة تعتمد اساسا على الدقة فى التعاطى مع المصطلحات وهناك تراكيب فلسفية لايدركها الا ذوا صاحب ذهنية مركزة حتى تسهل عملية الفهم والذهاب والاياب مع الاليات النص
لماذا ...الذات الانسانية
عند العقلانيون او المنطقيون يعتقدون انها من اهم عناصر صناعة الحضارة ويستحيل بدونها ان تبنى الاخيرة..بحكم ان الذات الانسانية هى الصرح الفكرى الذى يتعب ويبنيه صاحبها بنفسه ويعتمد عليها ..والانسان فطريا مركب بالسلب والايجاب فى قوله عز وجلى وهديناه النجدين -

وتاتى الذات الانسانية كمتوج ونضج فكرى للانسان بحيث يمكن له من دراية جيدة مع التعامل بين الادراك والوجدان والخيال وغيرها من الالروحانيات
وهنا نقول ان الذات الانسانية ان تكونت وتعمل باساليب سليمة فسوف هى من تصنع عنصر الادراك و تنضم مساحة الوجدان اى المكمون الداخلى للانسان وياتى عنصر صناعة الخيال بعد توفر الشرطين الاساسين الذات والادراك والوجدان فيعمل العقل وفق برنامج يمكنه من تخطى هذه الحدود الذى نصبها لنفسه ويبحر فى الخيال وهنا نقول انها من عنصر الاحتمالات الذات الانسانية والمدركة تعمل بنضرية الاحتمالات وكما قلنا ان الانسان محاط بنقص فى الادراك

ومتى .. نستقيد من صناعة الذات الانسانية والاسلام اول حضارة تصنع الذات الانسانية
- فى طبخ الافكار ..لان اول ما تبدء الحضارات فى البزوغ تبدء على شكل افكار تجد الذات محضنة لها ومن بعد تنتشر لتصبح واقع معاش يلامسه الناس وخير مثال لن تستطيع ان تسافر الا اذا قررت وجهة السفر فالقرار هو فى قرارة النفس -الذات-

-يستفاد منه فى توصيل الافكار والرئ ..بحيث من اهم اساليب الاقناع الذات السليمة ومعلوم ان البشر يختلفون فى التفكير والطباع والسلم الاجتماعى فاصحاب الذات السليمة يعتبرها مرجعية ولايخاف ان يتنقل بين هؤلاء ويستطيع التاقلم مع مختلف الطباع والاطياف والصعود والنزول فى سلم الاجتماع بكل سهولة ..والشائع عند مثقفينا والمسؤولين لايخالطون من هم ادناهم وهذا مرض وتقصير وجهل بالذات بحد ذاتها ..ولهذا نجدهم يكفرون ويشتمون وهذا اسلوب يتهرب منه المسؤول والمربى وغيرهم لضعف منه فى التواصل ولذا اغلب المثقفين والعارفين تجدهم هادئين فى التواصل مع الاخر وباسلوب مقنع جدا

-اول خطوة لصناعة النجاح..بحيث صاحب الدات السليم يستطيع تصور فكرة عمله المزمع انجازه ودراستها دراسة انية جيدا باستحضار الوساءل والادوات لغاية بلوغ هدفه انيا ومن بعد هو يتبع الخطوات التى رسمها فى وجدانه بالاعتماد على الادراك ونجد اغلب الناجحين والمتفوقين يتبعون الخطوات وصابرين ولا يخلط بينها عكس نضرائهم فى العادة يخلطون بين الخطوات والاهداف والوسائل كالحاصل فى مجتمعاتنا ففى الغالب تاتى فى النهاية للفشل المحتوم

-تقى نفسك من الميوعة الفكرية ..وهناك نضرية تقول اذا لم تخطط لنفسك كنت ضمن مخطط الاخرين ..فصراع الافكار بين البشر والرئى والمفاهيم ونقص الادراك لدى البشر يكون الانسان محتوم ان يقى نفسه من الوقوع فى اخطاء الاخرين او اهدافهم فصاحب الذات الانسانية لديه خارطة ذهنية يسير وفقها ولا ياخذ من الاخرين الا بتمحيص دقيق وبحث والغالب تبقى فى خانة الاحتمالات الا غاية ثبوت صحة الفكرة

-لاجل شخصية متزنة وهادئة وصبورة و ارادية وطموحة وحالمة ..كل هذه الصفات الانسانية لاتكن الا لصاحب الذات الانسانية نجده هادئ جدا فى التعامل مع الحياة والضغوط ..ومتزن يعرف كيف يدير شؤون نفسه ادارة جيدة مضبوطة ..وهادئة لامتلاكه عنصر الاقناع والصبر ..وارادية لتوفره على عنصر الادراك فهو يعلم جيدا ماذا يريد ومن اين يبدا وكيف يصل لايحمل ما ليس له طاقة به .. وحالمة لعيشه والتجوال المستمر فى الوجدان والخيال -نضرية الاحتمالات-

-تستطيع مشاركة هموم الاخرين وطموحاتهم واحلامهم والتعايش معهم بكل اريحية وقد تمتلك قلوبهم بحيث يستطيع الاخر ان يجد نفسه فى شخصك


وكيف .. تصنع هذه الصفة الانسانية بجملة عناصر نذكر منها عنصر الحياد والتجرد من العواطف وامتلاك خاصية المقارنة وخاصية الخروج والدخول فى اي وقت تشاء ..وكانك صاحب نفسك تعاتبها وتشكرها وحتى تالف لنفسك وايضا تقرء لنفسك وتصحح لنفسك
فعنصر الحياد تجعلك فى مرتبت الحكم بين عدت اطراف واطياف تدرس الفكرة من عدة جوانب ..بالمقلوب وهى صفات المبدعين وبعدة اساليب وبالاحتمالات فوجود عنصر الحياد من اهم الخاصيات
ام عنصر التجرد من العواطف فهى بسبب التركيبة البشرية ومعلوم ان البشر والنزاعات فى المحاكم اغلبها الكل يريد ان ياخذ الحق لنفسه وهذه حالة فطرية طبيعية بحيث تكلم العلامة ابن خلدون ان الانسان دائما تلعب ممتلكات غيره فى عينيه وصاحب الذات لاياخذ حقوق غيره
اما خاصية المقارنة فهى تحديد اوجه الاختلاف بين الخارطة الذهنية والمستجدات الجديدة والافكار واي فكرة تعتبر شاذة عن الخارطة الذهنية تلقائيا العقل سيرفضها ويعيد طردها ..وهنا نشير ان الخارطة الذهنية تدخل فى طياتها العادات والتفاليد وكل ما يعتبره جزءا من كيانه وهويته وانسانيته ..والمقارنة تحمى صاحبها من السقوط فى المنزلقات الخطيرة
اما خاصية الخروج والدخول فهى من اهم الشرط ومن الاشياء المعقدة جدا واغلب البشر لايمتلكونها والمفيد منها والصعوبة هى فى امتلاكك لعدة عقول فى عقل واحد وليس الخروج بمعنى اخر وانما التفكير باسلوب الاخر مهما كانت مرتبته الذهنية او العلمية ونحن الجزائريين نمتلك هذه الخاصية ولهذا تجدنا من اكبر الشعوب تاقلما مع الاخر والمعطيات الجديد
موضوع معقد ولا تكفيه صفحة كهذه وان شاء الله اعطونا ارائكم واضافاتكم ..وشكرا