رد: مذكرات ناجحة في البكالوريا
14-10-2009, 04:07 PM
الحلقة السادسة ....
كلما كانت تقترب الامتحانات كانت كل العائلة تدخل في حالة لا اعتيادية الكل يطلع على اخر التحضيرات التي نقوم بها ورقم الدرس الذي نراجعه والمادة التي نحفظها
أما أنا فأمرض بالزكام كلما اقترب الموعد حتى أنني لا أذكر امتحانا لم اذهب اليه إلا والمنديل في يدي وصدري يرتجف و السعال والعطاس و.و.و . ...
يال تلك الايام كم كانت شاقة ومتعبة و مملة كل اليوم سهر الى ما بعد منتصف الليل و امامي رزم من الأوراق والكتب و أنا لا أكاد أظهر من تحت الأكوام، حقيقة كانت طاولتي لا تفرغ أبدا ولا يوجد شبر واحد الا ووجد عليه كتاب أو مجلة مدرسية
أما الحفظ فكان حكاية أخرى: كنت أجلس على المكتب وأحفظ لا يمكنني الحفظ دون هذه الطريقة أو أحمل الكراس وابدأُ رحلات الصفا والمروة بين زوايا غرفتي تلك ،
كل ذلك ووالدتي ذاهبة رائحة باقداح الشاي وأكواب القهوة التي لا تفارق مكتبي
ووالدي يدخل الى الغرفة بين الفينة والاخرى يطمئن الى سير الأشغال هناك ههههه،
كان يزودنا ابي من حين لحين بما نحتاجه من اوراق وكراريس وكتب مدرسية وسيالات دون أن نطلب منه . وهكذا لم نكن نطلب منه شيئا ...ما أحن أبي
يوم الامتحان :
بعد أن نكون قد سهرنا البارحة حتى نال السهر منا ،ننهض باكرا ونرتب أشياءنا ونغادر ،كل ذلك و دعوات والدتي العزيزة ترافقنا :أقراو السؤال مرتين قبل ما تجاوبو ،ركزوا مليح ،اكتبوا بخط واضح خاصة أسماء تقوللها انتي تكتبي كي الجاجة ،راجعوا الورقة مليح قبل ما تمدوها وبالأخيييييير تقول :مع السلامة .
عندما نصل الى الثانوية التي تبعد عن مقر سكنانا بحوالي عشر دقائق نجد الوجوه المصفرة لتلاميذ الثانوية واحد يحفظ والتاني يراجع والثالث ولا على بالو ...
كل واحد وكيفاه حالتو ...
°عند ما يدق الجرس نبدا في البحث عن قاعة الامتحان المخصصة لنا أي الجري بين قاعات الأقسام وأخيرا وبعد عناء كبير وجهد جهيد نجدها ...
من أصعب اللحظات :هي لحظة تسلم ورقة الامتحان، وبعدها تأتي لحظة اكتشافك أن أستاذ المادة أدرج سؤالا لم تدرسه حينها يسيل معك العرق البارد، ويبدأ يدك في الارتجاف وتبدأ في التلفت يمينا وشمالا تبحث عن من يمدك بالاجابة هكذا كنت ألاحظ زملائي في قاعة الامتحان .
أنا حقيقة مررت بموقف أني لا أملك أدنى فكرة عن الجواب ،لكنني لم أغش مرة في حياتي لأنني أخاف من التبهديلةأولا ، ثانيا لأنني سأشعر بتأنيب الضمير بعدها لأنني أخذت ما ليس لي .
كذلك من اصعب المواقف هو لما يقترب الوقت من نهايته و أنا لم أنهي الاجابة هذا الموقف يحصل خاصة في مادة الرياضيات والفيزياء وكذا اللغة العربية ، لأن الاجابة عنهم تكون طويلة وتحتاج الى الدقة والتركيز ، غير أنه لم يحدث مرة أن سلمت ورقتي دون إكمال الاجابة والحمد لله .
أما حينما ينتهي امتحان مادة من المواد فنهبُ جميعَا الى الساحة نتناقش حول الاجابة حينها يبدأ كل طرف في إثبات وجهة نظره، حتى وإن كان في أعماقه يعلم يقينا أنه أخطأ الاجابة فيظهر الاصفرار والشحوب جليا على وجوه الطلبة ،ويبدأ البعض في البكاء والنحيب ،وترى البعض الآخر ينزوي بعيدا عنا إذا كان لا يرغب في أن يزيد في توتره .
العودة الى المنزل :
في طريق العودة الى المنزل لا يبقى شخص واحد في الشارع الا وسمع موضوع حديثنا و ذلك بسبب الجدال والحرب الكلامية بيني وبين أسماء أختي .
حينما نعود إالى المنزل يبدأُ سيْل الأسئلة من والدي ووالدتي: أمي دوما كان اولُ سؤال لها هو {باز ولاَ رخمة ؟؟}وهو حسب تعبير ناس قسنطينة يعني هل كان عملكم جيدا أم لا و أبي يكتفي بسؤال: خدمتو ؟؟ ونحن نجاوب بنعم دومَا حتى وإن لم أكن متأكدة من أجابتي ...
وكذلك نجد أنه من أصعب اللحظات هي التي ابدأ فيها بعَد أخطائي في المنزل حينها تبدأ الصلوات والابتهالات تتعالى من غرفتينا أنا وأختي وتبدأ النوافل و النذور كل منا لها طريقتها الخاصة بين الصدقة والصلاة .
اووووف كم كنت أخاف من أن أحصل على نقاط سيئة في الامتحان لأن الجميع سيطلع عليها حتى أخي الصغير رابح ذي التسع سنوات سيبقى ليعيرني بها طوال الفصل الدراسي اي الى غاية أن أحًسنَ النقطة .
وكم كنت أحزن حينما ارى علامات الاستياء تؤنبني في عيني الوالدة والوالد لأنهما وفرا لي كل ما أحتاجه واقل القليل هو رد الجميل لهما والحصول على العلامة التي ترضيهما .
ولاانسى أبدا يوم تصحيح الامتحان آه ما أقساه من يوم حينما أتأكد من أخطائي
وما أحلاه من يوم حينما أعلم أنني كنت محقة في إجابتي ، ثم تحين ساعة الحقيقة : ساعة تسلم النقطة حينها تشرئب أعناق الطلبة نبحث عن صاحب أعلى علامة وتبدأ الغيرة بيننا كل ذلك يتكرر في كل امتحان ،لا يختلف ذلك ان كانت المادة علمية أم أدبية ...
°لو سألتموني ما هي أحلى اللحظات التي يمر بها المرء خلال دراسته ؟؟؟ لقلت إنها اللحظة التي تكتشف فيها أنك الوحيد الذي كانت إجابته صحيحة ...آه ما أحلاها من لحظة وقد حصلت معي مرة في امتحان العلوم أذكر أن جميع القسم كان متفقا على إجابة واحدة وكنت الوحيدة التي لم تكن إجابتي مماثلة . الجميع يعتقدون أنهم محقون وانا الوحيدة التي اخطأت ... يوم توزيع النقط كنت الوحيدة المحقة وأخذت العلامة الكاملة أما باقي القسم فأحسن علامة بينهم لم تتعد الخمسة من عشرين ...كم ضحكت ذلك اليوم ملء اشداقي وكم تلقيت المديح من الاستاذ هههههه وجميع القسم يغلي ويكتوي ...
وكذا من اسعد اللحظات هي لحظة تسلم المعدل حينما تكون من بين الاوائل حينها تنسى تعبك وسهرك وكل شيئ وتحس أن النتيجة تستق كل ذرة مجهود بذلته .
...حقا حينما نكون طلبة نعيش العديد من اللحظات التي نبقى لنتذكرها دوما ونرويها بأعين دامعة و ثغور باسمة ، لم تبق لي الآن غير الذكريات التي أتذكرها بين الفينة والأخرى و استمتع الىن بها وإياكم اعزائي .
clap
في الحلقة القادمة سأتحدث عن أمتحان البكالوريا
كيف حضرت له وكيف كان أدائي في كل مادة bye1
انتظروني ...surrender
التعديل الأخير تم بواسطة نور الملائكة ; 28-03-2010 الساعة 06:39 AM
