تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: بدأت المناظرة في اليتوب
11-01-2012, 08:39 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لغريب مشاهدة المشاركة
الحديث عن صحابة رسول الله (ص) (ومنهم أبو هريرة رضي الله عنه) لا بد ان يكون بأدب وعلى علم واسس صحيحة لا يخدش صحابيا ولا يغمز بأحد منهم، لأن النبي (ص) حذرنا من ذلك عندما قال: «الله الله في اصحابي، فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد حدهم ولا نصيفه» وقد لاحظت بكل أسف ان هناك احاديث تدور عن روايته للحديث وكثرتها ولو ردها هؤلاء الى علماء الحديث ورجاله لعلموا الحقيقة وعرفوا صدق الصحابة وأمانتهم في الرواية، لأنهم تربوا على يد رسول الله (ص) وسمعوا منه، واخذوا عنه، وتعلموا منه أهمية الصدق، وقد حذرهم من الكذب عليه حين قال: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

وعلينا ان نعلم ان أبا هريرة صحابي جليل، صحب رسول الله (ص)، وكان قريبا منه، وقد احبه رسول الله (ص)، ودعا له بالحفظ، وكان رضي الله عنه زاهدا في الدنيا، ومن أهل الصفة، وكان حريصا على سماع الحديث من النبي (ص)، وكثيرا ما كان يتحمل آلام الجوع حتى لا يفوته شيء من الحديث النبوي الشريف.

وقد صحب النبي (ص) وحفظ الكثير من احاديثه، وآتاه الله قلبا واعيا، وحفظا دقيقا، وعرف بالصدق والايمان والتقوى، والمروءة، والاخلاق، ولهذا فإنه أمر مؤسف ان نلاحظ بين وقت وآخر تهجم بعض المستشرقين، فقد حذا بعض من لا علم له بالحديث حذو هؤلاء المستشرقين، وصدقوا أقوالهم في الطعن في الصحابة الكرام، والطعن في الحديث الشريف، والتشكيك في روايته، وكثير من هؤلاء الطاعنين من المسلمين الذين لم يدرسوا حياة هذا الصحابي الجليل دراسة صحيحة، ولم يعرفوا حقائق ناصعة عن روايته ودقته، ولهذا فقد أخذوا بكل أسف يغمزون ويلمزون، وهذا أمر خطير لأن رسول الله (ص) قال: «من آذى اصحابي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله... الحديث» ومن هنا فإننا نلاحظ ان بعض هؤلاء الطاعنين قد اسرفوا على أنفسهم وعمدوا الى اتهام أبي هريرة رضي الله عنه بالاكثار في رواية الحديث النبوي، وانه قد روى الآلاف من الاحاديث عن رسول الله (ص)، واتهامه بأنه اسرف في الحديث، وهذا أمر غير صحيح، بل هو تزوير وتدليس على هذا الصحابي الجليل الذي خدم الحديث النبوي وأخلص في روايته، وانقطع له، وصحب رسول الله (ص)، وكان يتحمل ألم الجوع حتى لا يفوته شيء من حديث رسول الله (ص)، وقد اخرج البخاري عنه انه قال: «والله الذي لا اله الا هو ان كنت لاعتمد على الأرض بكبدي من الجوع، وأشد الحجر على بطني».

لقد كان رضي الله عنه حريصا على العلم، وشهد له النبي (ص)، فقد روى ابن كثير في البداية والنهاية ان النبي (ص) قال له: «الا تسألني من هذه الغنائم التي سألني أصحابك؟»: فقلت له اسألك ان تعلمني مما علمك الله.

وكان كثير الحفظ لا ينسى، فقد دعا الله فقال: اللهم اني اسألك علما لا ينسى وقد أمن الرسول (ص) على دعائه. وروى البخاري ومسلم، قال أبو هريرة: قلت يا رسول الله اني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه. قال (ص): «ابسط رداءك» فبسطته، ثم قال: ضمه الى صدرك» فضممته، فما نسيت شيئا بعد ذلك.

«وهذه ميزة مهمة لهذا الصحابي الجليل فقد روى ابن حجر في الاصابة: أنه جاء رجل الى زيد بن ثابت رضي الله عنه فسأله، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو الله ونذكره، اذ خرج علينا رسول الله (ص) حتى جلس إلينا فقال: عودوا للذي كنتم فيه، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي فجعل رسول الله (ص) يؤمن على دعائنا، دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سأل صاحباي وأسألك علما لا ينسى، فقال رسول الله (ص): آمين.. فقال زيد وصاحبه: ونحن يا رسول الله نسأل علما لا ينسى... فقال سبقكم بها الغلام الدوسي. (يعني أبا هريرة). فأبو هريرة إذن محفوف بالعناية الإلهية، والدعوات النبوية، فإذا أضفنا الى ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة في الدلالة على حبه لرسول الله (ص)، وحرصه على نوال شفاعته الخاصة التي لا ينالها إلا الذين سبقت لهم الحسنى من الله فكانوا أسعد الناس بهذه الشفاعة، وهم الذين تكون شفاعته (ص) بهم شفاعة تشريف وتكريم وعلو درجات، وقرب من رسول الله (ص)، وليست شفاعة من ذنوب أو شفاعة من كبيرة أو كبائر وقد كان جواب النبي (ص) شهادة عظيمة منه لأبي هريرة رضي الله عنه.

والسبب في اكثاره من الحديث وعدم نسيانه طول الصحبة، وملازمته لرسول الله (ص) وتأمين الرسول (ص) على دعائه ودعاء الرسول له (ص). فقد روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة انه قال: انكم تزعمون ان أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله (ص) والله الموعد، اني كنت امرءا مسكينا اصحب الرسول على ملء بطني.

«ولو حسبنا عدد أيام صحبته للنبي (ص) لوجدنا أنها تبلغ أكثر من ألف وأربعمائة وستين يوما ولو قسمنا ما روي عنه من الأحاديث الشريفة على هذه الأيام وجدنا أنه يروي كل يوم ما يقارب ثلاثة أحاديث ونصفا، وفي كل مائة يوم 367 حديثا أو أنه كان يحفظ مائة حديث في كل سبعة وعشرين يوما، فهل يستغرب أن يحفظ أبو هريرة رضي الله عنه كل يوم أربعة أحاديث مع ما رأينا من قصة الكساء، وقصة الدعاء، وما رأينا من حرصه على العلم، وحرصه على حفظ الأحاديث الشريفة، ومع ما رأينا من انقطاعه لخدمة النبي (ص) وسماع أقواله، وزهده في الدنيا، وعيشه مع أهل الصفة، وصبره على الجوع في سبيل ذلك.

وعندما قمت بنفسي بالتحقق من هذه المسألة بواسطة فريق مختص في الحاسب الآلي ظهرت لنا حقائق مهمة عن روايات أبي هريرة، فعندما تتبعنا رواياته وجدنا ان هناك ما يزيد عن ثمانمائة صحابي وتابعي رووا عنه الحديث وكلهم ثقات، لكن القضية الاساسية التي افادتنا عند استخدام الحاسب الآلي هي انه عندما ادخلت هذه الاحاديث المروية في كتب الحديث الستة وجدنا ان احاديث ابي هريرة بلغت 5374، ثم وجدنا بعد الدراسة بواسطة الكومبيوتر ان المكرر منها هو 4074 وعلى هذا يبقى العدد غير المكرر 1300 وهذا العدد تتبعناه فوجدنا ان العديد من الصحابة قد رووا نفس هذه الاحاديث من غير طريق ابي هريرة هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى وبعد ان قمنا بحذف الاحاديث التي رويت من غير طريق ابي هريرة في كتب الصحاح الستة وجدنا ان ما انفرد به ابو هريرة ولم يروه اي صحابي آخر هو اقل من عشرة احاديث.

ومن هذا يظهر امانته وصدقه في رواية الحديث الشريف، ويبريء ذمته رضي الله عنه مما اتهم به، وقد ساهم في هذه الدراسة رجال خدموا سيرة ابي هريرة ومنهم محمد ضياء الدين الاعطى الذي قام بعمل دراسات دقيقة وبذل جهودا تستحق التقدير وقد ساعدني في هذا الموضوع.

ثم شاء الله ان نطور العمل في احاديث ابي هريرة فانتقلنا من الكتب الستة الى الكتب التسعة وقد لاحظنا ان الاحاديث في الكتب التسعة المنسوبة الى ابي هريرة هي 8960 حديثا، منها 8510 بسند متصل و450 حديثا بسند منقطع وبعد التدقيق انتهينا الى ان الاحاديث التي رواها ابو هريرة في كل هذه الكتب التسعة بعد حذف المكرر هي 1475 حديثا، وقد اشترك في روايتها معه عدد من الصحابة. وعندما حذفت الاحاديث التي رويت عن طريق صحابة آخرين وصلنا الى حقيقة مهمة وهي ان ما اتى به ابو هريرة مع المكررات في كتب الحديث التسعة هي 253 حديثا، ثم ان الاحاديث التي انفرد بها ابو هريرة بدون تكرار ولم يروها احد غيره في الكتب التسعة هي 42 حديثا، وما زلنا نواصل البحث، لكن هذه الامور وهذه الحقائق ازالت كل تلك الشبه والتهم العقيمة والمغرضة التي كانت تلصق بأبي هريرة ويتهمونه فيها بالاكثار ويقولون عنه رضي الله عنه انه روى 8000 حديث بمفرده.. وبعضهم يقول انه روى 5000 حديث بمفرده.. هكذا دون روية او تدقيق او تمحيص.

ولذا فاني استغرب من الذين يطعنون في هذا الصحابي الجليل كيف يطعن بمن وثقه النبي (ص) وشهد له بالحرص على الحديث، ووثقه صحابة النبي (ص)، وقال طلحة بن عبيد الله «أحد العشرة المبشرين بالجنة والملقب: طلحة الخير»: لا اشك بان ابا هريرة سمع من رسول الله (ص) ما لم نسمع، ولا نجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله (ص) ما لم يقل.

وشهد له عبد الله بن عمر فيقول: يا أبا هريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله (ص) واحفظنا لحديثه. وحذيفة ابن اليمان يوثقه ويزكيه وينقل تزكية ابن عمر له وقال رجل لابن عمر: ان ابا هريرة يكثر الحديث. فقال ابن عمر: أعيذك بالله ان تكون في شك مما يجيء به، لكنه اجترأ وجبنا.

واعتمده ابو بكر رضي الله عنه بتبليغ الحديث لما كان أميرا على الحج: ان لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ووثقه كثير من الصحابة ورووا عنه وكثير من التابعين رووا عنه كذلك حتى قال البخاري: روى عنه الثمانمائة من كبار اهل العلم من الصحابة والتابعين وكان احفظ من روى الحديث في عصره.

ولا بد ان نعلم انه رضي الله عنه قد حرص على تدوين الحديث وكتابته في آخر ايامه وكان يرجع اليه كلما سأله سائل، وقد روى الحاكم والامام احمد ما يدل ان الحديث كان مكتوبا عند ابي هريرة قال ابن حجر: لا يلزم من وجود الحديث مكتوبا عنده ان يكون بخطه فقد ثبت انه لم يكتب فتعين ان يكون المكتوب عنده بخط غيره، وكان يرجع في آخر ايامه الى ما كتب من الحديث.

وقال الشافعي عنه: ابو هريرة احفظ من روى الحديث في عصره، ومن هنا فاني احذر الذين يطعنون في هذا الصحابي بأن الطعن بأبي هريرة طعن بالنبي (ص) الذي وثقه، وطعن بكبار الصحابة والتابعين الذين رووا عنه ووثقوه، وتطاول على السنة الشريفة.

وقد حرص بعض اعداء الاسلام من الذين اثاروا الشبهة حول كثرة روايات ابي هريرة بقصد الطعن في رواية الحديث وكان هدفهم التشكيك في السنة النبوية الشريفة والتشكيك في الاسلام، فالذي يطعن بأبي هريرة يطعن بثمانمائة من الصحابة وكبار العلماء من التابعين، والامر اكبر من ذلك بكثير عند اهل العلم، لانه يستهدف السنة النبوية.

وقد بين الامام القرطبي رضي الله عنه ان الطاعن في رواية هذا الصحابي طاعن في الدين خارج عن الشريعة مبطل للقرآن، بل قال بعض السلف: اجلال ابي هريرة اجلال للنبي (ص)، واتهام ابي هريرة فيما يرويه عنه زدراء على رسول الله (ص) وعلى ما جاء به.

وختاما فاني اضع هذه المعلومات بين يدي القاريء الكريم حتى يتبين له الحق، ويعلم خطأ الذين يتهمون هذا الصحابي الذي صدقه رسول الله (ص)، وقربه وصحبه ودعا له، ولو لم يعلم فيه خيرا لما فعل كل ذلك.
والقضية ليست قضية عاطفة وانما حقائق نضعها امام القارىء ولا املك الا ان اقول اتقوا الله في صحابة رسول الله (ص) ولا تتجرأوا ولا تتهموا ولا تلقوا القول على عواهنه بغير علم ولا هدى، فان الله عز وجل يقول: «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا».
محمد عبده يماني (الشرق الأوسط، 9816)
يا حبيبي لغريب هذا كلام الشيوخ الاموات
أين رأيك أنت الحي
تكلم ولا تحجب لسانك فالمقام مقامك
و النهار نهارك و اليل ليلك
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
رد: بدأت المناظرة في اليتوب
11-01-2012, 08:59 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنالعياط مشاهدة المشاركة
تفسرات في الحلقة

أحبابي في الله و أخواتي الفاضلات أنار الله قلوبكم بمعرفته و ألزمكم كلمة التقوى و جعلكم أحق بها و أهلها , هذا هو سؤال أخي الحبيب السابع و جوابي عنه , و فقني الله و إياكم
7 ـ و قلت سيدي الفاضل:

عند الدقيقة ٣٠ في خطبة الإمام عليه السلام قلت: أين أحاديث سعد و الأرقم؟ الآلة الإعلامية لبني أمية تمنع. أليس في هذا طعن في أمانة البخاري و مسلم

و جوابي : ان كان السؤال منطقيا معقولا فلا بد له من جواب , بغض النظر عما يلزم عنه, فلا أرى ان الاشارة الى الشيخين ستُفقدُ سؤالا كهذا مشروعيته فضلا عن ان تشكل نواة اجابة حتى عن هذا السؤال
ثم سيدي هل تظن ان العلماء الافاضل بالضرورة استشهاديون من طراز الامام الحسين و حفيده الامام زيد بن علي زين العابدين عليهم السلام و من طرز سعيد بن جبير و ابي حنيفة مثلا؟
قد سبق و رأينا كيف كان ابو هريرة و هو صحابي لا مجرد عالم حديث و مصنف فيه يكتم بعض ما حفظ من رسول الله مصرحا بانه لو حدّثَ به قطعوا بلعومه , و منْ ذا الذي يملك منه ذلك غير الحكام المتسلطين بالجبروت ليذلوا من اعز الله و يعزوا من اذل الله ؟و لما كان موت ابي هريرة سنة ثمانية و خمسين للهجرة فقد وضح انه كان يخشى معاوية و رجال معاوية مع انه من عمالهم و شيعتهم كما هو معروف , فكيف بغيره ممن ليس صحابيا و لا هو من شيعة بني امية ؟
ثم قد روى الحافظ ابن كثير عن الامام احمد : قال: حدثنا عبدالأعلى بن عبد الجبار، حدثنا حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب قال: كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية، سكت، فإذا أمسك عنه، تكلم.
نوع من الضغط المتبادل بين سلطتي الحكم و المعرفة , بين سلطة النص و نص السلطة .
و ابن عمر نفسه ـ على ما في البخاري ـ وهو من هو خافَ ان يرد على معاوية لما قال قولته القبيحة يُعَرّضُ فيها بأبيه الفاروق رضي الله عنه لئلا يسفك الدم و تقع فتنة. و لعل كثيرا من المسلمين لا يعرفون ان ابن عمر قضى مقتولا على يد الحجاج , أرسل اليه من طعنه في ظاهر قدمه بنصل مسموم في عرفة في موسم الحج.
و ها هو الامام احمد رحمه الله يروي في مسنده باسناد صحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ قَالَ قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا وَقَالَ : النَّاسُ حَيزُ وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيزُ وَقَالَ : لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ فَقَالَ لَهُ( اي لابي سعيد) مَرْوَانُ كَذَبْتَ وَعِنْدَهُ ( اي عند مروان و كان امير المدينة لمعاوية )رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ وَلَكِنْ هَذَا يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عِرَافَةِ قَوْمِهِ وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ الصَّدَقَةِ فَسَكَتَا فَرَفَعَ مَرْوَانُ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ لِيَضْرِبَهُ فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالُوا: صَدَقَ.
و هل اتاك نبأ ختم الفاسق الحجاج ضارب الكعبة بالمنجنيق لأصحاب رسول الله كما تختم الدواب استخفافا بهم بل امعانا في اذلالهم , فمن مختوم في عنقه ومن مختوم في يده , فأنس بن مالك و سهل بن سعد الساعدي ختما في أعناقهما , و جابر بن عبد الله خُتم في يده , كما ذكر ذلك الطبري في احداث سنة اربع و سبعين.
و العهد قريب بذكر رعب الناس من تسمية ابنائهم باسم الامام علي عليه السلام , فمن ذا يجرؤ و الحال تلك على التوسع في الرواية عنه او حتى طلب حديثه ؟ و قد سأل هارون الرشيد الامام مالكا لمَ لم ْ يرو عن الامام علي شيئا في موطئه ـ كما ذكر ذلك العلامة الزرقاني في شرحه على الموطأ , مع ملاحظة ان في الموطأ جملة احاديث عن الامام فلعل الرشيد لنزورها لم يعتدّها شئيا ـ على حين نجد الامام احمد تجرأ فأخرج في مسنده للامام زهاء ثمانمئة حديث و ما ذلك الا لأن المأمون العباسي و أخاه المعتصم اظهرا حب اهل البيت و توقيرهم حتى ان المأمون اوصى بالخلافة من بعده للامام علي الرضا كما هو مشهور , فهنا يبرز مرة اخرى حقيقة ان السياسة هي التي تتحكم في تيار الرواية فتحا و اغلاقا.
و سأختم بمثال له دلالته على فعل القهر الملوكي و أثره على حرية الرواية , من المعلوم ان الامة نقمت على معاوية استلحاقه زياد بن ابيه حتى صار يدعى ابن ابي سفيان رغما عن الناس , خوفا و رهبا ـ و سأخصص لهذه الفعلة من فَعَلَات معاوية حلقة او اكثر من حلقات الميزان ـ و لذا نجد في صحيح البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الحج نسبَ زيادٍ الى ابي سفيان , ما احوجَ الحافظَ ابن حجر الى ان يقول : قوله : أن زياد بن أبي سفيان كذا وقع في الموطأ وكأن شيخ مالك حدّث به كذلك في زمن بني أمية وأما بعدهم فما كان يقال له إلا زياد بن أبيه وقبل استلحاق معاوية له كان يقال له زياد بن عبيد وكانت أمه سمية مولاة الحارث بن كلدة الثقفي تحت عبيد المذكور فولدت زيادا على فراشه فكان ينسب إليه فلما كان في خلافة معاوية شهد جماعة على إقرار أبي سفيان بأن زيادا ولده فاستلحقه معاوية لذلك وزوج ابنه ابنته وأمر زيادا على العراقين البصرة والكوفة جمعهما له ومات في خلافة معاوية سنة ثلاث وخمسين أه
و قال الامام الشوكاني في نيل الاوطار : فاستلحقه معاوية بذلك وخالف الحديث الصحيح " أن الولد للفراش وللعاهر الحج " وذلك لغرض دنيوي وقد انكر هذه الواقعة على معاوية من انكرها حتى قيلت فيها الاشعار منها قول القائل
ألا بلغ معاوية بن حرب مغلغلة من الرجل اليماني
أتغضب أن يقال أبوك عف وترضى أن يقال ابوك زاني
وقد أجمع أهل العلم على تحريم نسبته إلى أبي سفيان وماوقع من أهل العلم في زمان بني أمية هوتقية وذكر أهل الأمهات نسبته إلى أبي سفيان في كتبهم مع كونهم لم يألفوها إلا بعد انقراض عصر بني أمية محافظة منهم على الألفاظ التي وقعت من الرواة في ذلك الزمان كما هو دأبهم أه
فلا تهمة للبخاري و لا لمسلم رحمهما الله هنا و لكن السلطة لها اكراهاتها , و ألقي اليك بحقيقة لك ان تختبرها بنفسك : كل من كان من اولياء الامام علي عليه السلام سواء من امهات المؤمنين او من الصحابة و التابعين قلّ حديثه بالقياس الى حديث غيره ممن شايع بني امية او مال اليهم , و الامر قريب من ذا في عهد العباسيين ايضا, هذا بالطبع مع مراعاة التكافؤ في الشروط الاخرى, و قد ذكروا في ترجمة الامام ابي العباس بن عقدة انه كان عنده من حديث اهل البيت ثلاثمئة الف حديث !! فأين معشار ذلك( اي عشر عشره) و هو ثلاثة الاف حديث؟!
كلام خبيث يقوم على التزوير والكذب وقلب الحقائق

لتشويه صورة الصحابة وصورة اهل السنة


واتهام الصحابة و اهل السنة بالجبن والنفاق


المصيبة انك تنقل عنه كل ما يكذب ولا تميز بين الغث والسمين

وانا باذن الله راد على بعض النقاط لابين كذبك وكذبك هذا الخبيث الافاك


ولعن الله من سب اصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم او طعن فيهم

  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
واين عقل الشيعة وهم يعبدون شيوخهم
11-01-2012, 09:25 AM
اولا


يتحدثون عن العقل والنقل

وهم اجهل الناس بهما


بالله عليكم متى تعلم الشيعة علم النقد والاسناد والتعليل

هذا العلم هو لاهل السنة


ولم يعرفه الشيعة حتى ظهر زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني والمقتول سنة 965 هـ ...!!!!؟؟؟
وهذا ما يعترف به علماء الشيعة أنفسهم ومنهم الحائري في - مقتبس الأثر 3/73


وليس القصد الطعن في ابي هريرة لذاته

وانما لتمكنو من الطعن في السنة التي نقلها ..

بعد أن حاول أعداء السنة التشكيك في عدالة الصحابة ، كخطوة أولى لتمهيد السبيل ، وفتح الباب للطعن والتشكيك في أفرادهم وآحادهم



ليتمكنو بعد ذلك من الطعن في دين الله الذي نقله الصحابة


  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
دعوى أن أبا هريرة كان يكتم العلم
11-01-2012, 09:39 AM
دعوى أن أبا هريرة كان يكتم العلم



مضمون الشبهة:
يزعم بعض منكري السنة أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يكتم العلم، ودليل ذلك: اعترافه في حديث له قال فيه: «حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم»، وهذا دليل واضح على كتمانه العلم؛ وذلك خوفا على نفسه من القتل.
ويتساءلون: هل يخشىأبو هريرة الله أم الناس؟!
ويرمون من وراء هذا إلى القول بالطعن في عدالة أبي هريرة - رضي الله عنه - بدعوى كتمانه جزءا كبيرا من السنة النبوية.
وجها إبطال الشبهة:
1)إن أبا هريرة معروف بتمسكه بالحق، وما كان يخشى الناس في الله - سبحانه وتعالى - ومواقفه من مروان بن الحكم معروفة، ولكنه عمل بقاعدة "دفع الضرر مقدم على جلب النفع" وقول علي: «حدثوا الناس بما يعرفون»، فلم يتكلم بأحاديث قد لا تدركها كل العقول خاصة أخبار الفتن والملاحم مما قد يحدث الفتنة ويهيج من لا يفهمها من الناس، لاسيما أنها لم تضم أحكاما تشريعية يحتاج إليها المسلمون.
2)لا يسع أبا هريرة أن يكتم علما ينتفع به الناس، وهو الراوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة».
التفصيل:
أولا. أبو هريرة وقاعدة دفع الضرر:
يتحتم علينا بداية أن نذكر أن حديث أبي هريرة: «حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم»[1]، حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو كما يقول الدكتور أبو شهبة: "في غاية الصحة رواية ودراية، والمراد بالوعاءين: نوعان من الأحاديث التي تلقاها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأحد الوعاءين وهو الأول: فيه ما يتعلق بأحاديث الأحكام والآداب والمواعظ وقد بلغه حتى لا يكون كاتما للعلم، وأما الآخر: وهو ما يتعلق بالفتن والملاحم، وأشراط الساعة، والإشارة إلى ولاة السوء، فقد آثر أن لا يذكر الكثير منه حتى لا يكون فتنة لسامعه"[2].
قال العلامة ابن كثير في البداية والنهاية: "وهذا الوعاء الذي كان لا يتظاهر به هو الفتن والملاحم، وما وقع بين الناس من الحروب والقتال، وما سيقع مع معرفة أبي هريرة لها، التي لو أخبر بها قبل كونها لبادر كثير من الناس إلى تكذيبه، وردوا ما أخبر به من الحق، كما قال: لو أخبرتكم أنكم تقتلون إمامكم، وتقتتلون فيما بينكم بالسيوف لما صدقتموني"[3].
وينبغي علينا - أيضا - أن نذكر أن أبا هريرة - رضي الله عنه - ما كان ليخشى الناس في الله - سبحانه وتعالى - وهو المعروف بصرامته في الحق ومواجهته للحكام بما يكرهون، ولقد قال الحافظ الذهبي - رحمه الله - في تأويل الحديث: "هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول، أو الفروع، أو المدح والذم، أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه، فإنه من البينات والهدى"[4].
ويؤيد ذلك "أن الأحاديث المكتومة لو كانت من الأحكام الشرعية ما وسعه كتمانها؛ لما ذكره في الحديث الأول من الآية الدالة على ذم كتم العلم"[5]، يقصد قول أبي هريرة رضي الله عنه: «إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو: )إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (160)( (البقرة)»[6].
وعليه فلم يكن كتمان أبي هريرة - رضي الله عنه - لهذا الوعاء من العلم بسبب خشية الناس كما يزعم بعض المغرضين، وكيف هذا وهو المعروف بصرامته في الحق ومواجهته للحكام بما يكرهون، وندلل على ذلك بما ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" عن الوليد بن رباح، قال: "سمعت أبا هريرة يقول لمروان: والله ما أنت وال، وإن الوالي لغيرك فدعه - يعني حين أرادوا أن يدفنوا الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولكنك تدخل فيما لا يعنيك، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك، يعني معاوية... قال - أي أبي الوليد بن رباح - فوالله ما زال مروان يقصر عن أبي هريرة ويتقيه بعد ذلك، ويخافه ويخاف جوابه"[7] وفي رواية أن أبا هريرة قال لمروان: "إني أسلمت وهاجرت اختيارا وطوعا، وأحببت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبا شديدا، وأنتم أهل الدار وموضع الدعوة، أخرجتم الداعي من أرضه، وآذيتموه وأصحابه، وتأخر إسلامكم عن إسلامي إلى الوقت المكروه إليكم فندم مروان على كلامه له واتقاه"[8].
فها هو أبو هريرة - رضي الله عنه - يسمع مروان ما يكرهه، ومروان هو والي المدينة وأحد أقارب الخليفة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - ترى لو كان تركه الحديث خشية الناس كما يزعمون - هل كان يقول ما قاله لمروان؟
إذن السبب الحقيقي الذي منع أبا هريرة - رضي الله عنه - من بث بعض الأحاديث، هو - كما ذكرنا آنفا - أن هذه الأحاديث تذكر الفتن التي يتعرض لها المسلمون، وما يقع بينهم من حروب وقتال، ولا شك أن التحدث بها يزيد هذه الفتن اشتعالا، وهذا لا يجوز بحال من الأحوال.
وقد ذكر "بعض العلماء سببا آخر لكتم أبي هريرة - رضي الله عنه - هذه الأحاديث، وهو أن يكون أراد ما يتعلق بأشراط الساعة وتغير الأحوال في آخر الزمان، فينكر ذلك ما لم يألفه ويعترض عليه من لا شعور له به"[9]، وذلك عملا بحديث ابن مسعود موقوفا عليه: «ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة»[10]
يؤكد ذلك - أيضا - حديثه - أي: أبو هريرة - الذي قال فيه: "لو حدثتكم بكل ما في جوفي لرميتموني بالبعر"، قال الحسن راوي الحديث عن أبي هريرة: "صدق، والله لو أخبرنا أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقه الناس"[11].
ثم إن كتمان أبي هريرة لهذا الوعاء لم يكن لخوفه ألا يسمع الناس له لمهانته وضعفه فيرمونه بالبعر وبالمزابل؛ بل لأنه أراد أن يحدث الناس على قدر عقولهم وأن يخاطبهم بما يفهمون ويعرفون"[12].
وفي صحيح البخاري عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟!»[13]، وقد ذكر البخاري هذا الأثر في باب "من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا"، قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: " ممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، ومالك في أحاديث الصفات، وأبو يوسف في الغرائب... ونحوه عن حذيفة وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين[14]؛ لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي، وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة وظاهره في الأصل غير مراد، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب"[15].
وقد يعتقد بعض الناس أن الحديث دال على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كتم شيئا من الوحي عن جميع الصحابة سوى أبي هريرة، فإذا نظرنا في هذا الاعتقاد لوجدنا أنه جهل منهم؛ وذلك لأن الحديث ليس فيه ما يفيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصحابة، فليس فيه شيء من كتمان الوحي الذي أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغه الناس[16]، إذ إن هذا غير معقول؛ لأنه ينافي - أيضا - تبليغ الرسالة، وأمر الله - عز وجل - في قوله: )يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين (67)( (المائدة).
وأما أن يكون ما اختصه به من الآداب فبعيد جدا؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، ومنعه ذلك عن الأمة ينافي تبليغ الرسالة أيضا، فليس من المتصور أن يلقن الرسول الكريم بعض ما يتعلق بالأخلاق والآداب أبا هريرة، ويترك الأمة من غير أن يفيدها بشيء من هذا"[17].
وبالرغم من هذا فإن أبا هريرة ليس بدعا في قوله أو فعله؛ فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختص بعض أصحابه بأشياء دون الأخرين، من هذا حديثه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار، قال يا رسول الله: أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما» [18]، أي: "خوفا من أن يكون قد كتم العلم"[19]، وأعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - حذيفة بن اليمان أسماء المنافقين فكان لا يعرفهم سواه - رضي الله عنه - ولا مشاحة في ذلك.
ومن هنا يتأكد لنا أن الوعاء الثاني الذي لم يبثه أبو هريرة لم يكن فيه ما يتعلق بالأحكام ولا بالآداب والأخلاق إنما بعض ما يتعلق بأشراط الساعة، أو بعض ما يقع للأمة من فتن، وكتمان مثل هذه الأمور جائز، وعليه فليس هذا الكتمان مطعن على صحابي جليل مثل أبي هريرة رضي الله عنه.
ثانيا. أبو هريرة ينشر العلم بين الناس:
كان أبو هريرة من أوعية العلم، ومن كبار أئمة الصحابة في الحديث، مع الجلالة والعبادة، والتواضع والورع، وكان يقول: «وايم الله... لولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو: )إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (159) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (160)( (البقرة)»[20].
وكان يدعو الناس إلى نشر العلم، وعدم الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن ذلك ما يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة»[21]، وعنه أيضا: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»[22].
هكذا كان يشعر أبو هريرة أن من واجبه أن يفقه الناس ويعلمهم ما سمعه من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ويرى هذا لزاما عليه، لذلك لم يتوان في هذا المضمار ولم يقصر فيه، بل كان في طليعة المعلمين، سعى لنشر العلم، وأفتى الناس أكثر من عشرين سنة، وكان طلاب العلم وأصحاب المسائل لا ينقطعون عنه؛ لعلمه الجم، وحفظه الجيد، فقد كان من أعلم الصحابة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويظهر لنا ذلك فيما حدث له مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال أبو هريرة رضي الله عنه: "أخذت الناس ريح بطريق مكة، وعمر بن الخطاب حاج، فاشتدت عليهم، فقال عمر لمن حوله: من يحدثنا عن الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئا، فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته، فقلت: يا أمير المؤمنين، أخبرت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها»[23].
انظر إلى حرصه - رضي الله عنه - في تبليغ ما عرفه من علم، فلم ينتظر عودة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حتى يحدثه عن الريح، بل استحث راحلته وسعى خلفه عندما علم وأخبره بما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.
ومما يثبت حرصه - رضي الله عنه - على نشر العلم وعدم كتمانه أن من عاصره من التابعين لاحظوا كثرة تحديثه، فجعلوا يسألون الصحابة عن السبب؛ فقد جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله، فقال: "يا أبا محمد، أرأيت هذا اليماني - يعني أبا هريرة - أهو أعلم بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منكم؟ نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم، أم هو يقول عن رسول الله ما لم يقل؟ قال: أما أن يكون سمع ما لم نسمع، فلا أشك، وسأحدثك عن ذلك! إنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل، كنا نأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار، وكان مسكينا ضيفا على باب رسول الله يده مع يده، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع، ولا تجد أحدا فيه خير يقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل"[24].
فهل بعد شهادة معاصريه له بكثرة الحديث حتى لفت أنظارهم هذا منه، يتهم بأنه كان يكتم العلم؟! إنه لو كان كتوما للعلم ما اشتهر عنه ذلك.
ونراه بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجالس أصحابه يسألهم ويسألونه حتى إنه كان يأتي إلى كل من يظن عنده بعض العلم[25]؛ فقد "جاء إلى كعب الأحبار يسأل عنه، وكعب في القوم، فقال كعب: ما تريد منه؟ فقال: أما إني لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحفظ لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني، فقال كعب: أما إنك لم تجد طالب شيء إلا شبع منه يوما من الدهر إلا طالب علم أو طالب دنيا، فقال: أنت كعب؟ فقال: نعم، فقال: لمثل هذا جئتك"[26].
ولقي أبو هريرة كعب الأحبار فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب: "ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة"[27].
نشر أبي هريرة العلم في سائر الأمصار:
كان أبو هريرة يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة المنورة وفي مكة المكرمة، كما حدث في دمشق، وحفظ عنه أهلها، وحدث في البحرين، وكان يحدث حيثما حل، ويفتي الناس بما سمع من الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن يتبع حديثه يرى أنه قد جعل بيته معهدا للمسلمين يترددون عليه، ليسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان يستقبل طلاب العلم في أرضه بالعقيق ويحدثهم ويكرمهم، ويدخل السرور عليهم بما أنعم الله عليه من حسن المعشر ولطيف الخلق، وكثرة العلم والخير.
أبو هريرة يفتي بحضرة الصحابة:
وكانت أكثر مجالسه في المسجد النبوي إلى جانب الحجرة المشرفة، وقد عرف الناس فضله ومكانته، فكانوا يرجعون إليه في كثير من أمورهم، وكان يفتي بوجود علماء الصحابة، وكان بعض الصحابة كزيد بن ثابت وعبد الله بن عباس يحيلون السائلين عليه؛ لأنهم عرفوا علمه وإتقانه.
فعن معاوية بن أبي عياش الأنصاري:"أنه كان جالسا مع ابن الزبير، فجاء محمد بن إياس بن البكير، فسأل عن رجل طلق ثلاثا قبل الدخول، فبعثه إلى أبي هريرة وابن عباس - وكانا عند عائشة - فذهب فسألهما، فقال ابن عباس لأبي هريرة: أفته يا أبا هريرة، فقد جاءتك معضلة، فقال الواحدة تبينها والثلاث تحرمها"[28].
ويصف لنا محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم مجلسا لأبي هريرة، فيقول: "إنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة، وفيه مشيخة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة عشر رجلا، فجعل أبو هريرة يحدثهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحديث فلا يعرفه بعضهم، ثم يتراجعون فيه فيعرفه بعضهم، ثم يحدثهم بالحديث فلا يعرفه بعضهم، ثم يعرفه، حتى فعل ذلك مرارا، قال: فعرفت - يومئذ - أنه أحفظ الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "[29].
وقد وثق الناس بأبي هريرة وعرفوا مكانته، فكانوا يتواعدون لينطلقوا إليه، فيسمعوا حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ذلك ما رواه مكحول، قال: "تواعد الناس ليلة من الليالي إلى قبة من قباب معاوية، فاجتمعوا فيها، فقام أبو هريرة: فحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح"[30].
وعن محمد بن سيرين أن أبا هريرة كان يقوم كل خميس فيحدثهم[31]، وقد عرف الصحابة والتابعون سعة علمه، ومكانته من الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكانوا لا يرونه في مكان إلا اجتمعوا حوله ينهلون من علمه.
وكان أبو هريرة حريصا كل الحرص على تبليغ العلم ونشره، وبيان السنة في أية فرصة تسنح له، من هذا ما رواه مسلم بسنده عن أبي الشعثاء، قال: «كنا قعودا في المسجد مع أبي هريرة، فأذن المؤذن، فقام رجل من المسجد يمشي، فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد، فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم»[32]؛ وذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن.
وكان أبو هريرة يدعو الناس إلى طلب العلم بالحكمة والموعظة الحسنة ويضفي إلى ذلك شيئا من مرحه فتقبله النفوس وتطمئن له القلوب، من هذا ما روي عن أبي هريرة أنه مر ذات يوم بسوق المدينة - وقد هاله انشغال الناس في الدنيا - فوقف عليها، فقال: «يا أهل السوق ما أعجزكم!! قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: ذاك ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم وأنتم ههنا، تذهبون فتأخذون نصيبكم منه، قالوا: وأين هو؟ قال: في المسجد، فخرجوا سراعا إلى المسجد، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: ما لكم؟ قالوا: يا أبا هريرة فقد أتينا فدخلنا فلم نر فيه شيئا يقسم، فقال لهم أبو هريرة: أما رأيتم في المسجد أحدا؟ قالوا: بلى، رأينا قوما يصلون، وقوما يقرأون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: ويحكم، فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم»[33].
وكان أبو هريرة حين يعقد حلقات الحديث، يسمح لبعض طلابه بالكتابة عنه، ويمكننا أن نعتبر هذه الحلقات التي يكتب فيها طلاب أبي هريرة عنه مجالس إملاء الحديث[34].
فمما سبق يتبين لنا أن أبا هريرة - رضي الله عنه - لم يكتم علما ينتفع الناس به، وقد نشر الحديث في كافة ربوع الأرض وتلقى الصحابة على يديه الحديث، وكان يحدث بحضرتهم، ويفتي بحضرتهم، وما سئل من علم من فتيا أو حديث إلا أجاب عنه، وأفتى فيه، واعترف له الصحابة بكثرة حديثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه فلا مسوغ لشبهة أو افتراء يصم أبا هريرة بكتمان العلم والحديث.
الخلاصة:
·إن مما عرف به أبو هريرة - رضي الله عنه - من الشدة في الحق، وعدم هيبته من الحكام، مثل قوله لمروان بن الحكم يوما: "والله ما أنت بوال، وإن الوالي لغيرك؛ فدعه، ولكنك تدخل فيما لا يعنيك، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك، يعني معاوية"، وأنكر عليه عندما رأى في داره تصاوير، فلو كان أبو هريرة يخشى الناس ما أمر الحكام وما نهاهم، أما وقد عرفت جرأته فلا تقبل دعوى أن أبا هريرة كتم شيئا من العلم خشية الناس.
·ما كان لمثل أبي هريرة أن يكتم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو يستنكف عن نشر علم علمه منه - صلى الله عليه وسلم - أو فتيا سئل عنها، وهو الراوي لحديث "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة".
·إذا كان لا يحل لعالم أن يسأل عن علم فيكتمه، فمن باب أولى ألا يكتمه أبو هريرة لمقام الصحبة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقربه الشديد من مصدر النور المحمدي، ولكن العلم نوعان:
ـ علم يحتاج إليه لصلاح الدنيا والآخرة، وهذا العلم يأثم كاتمه، وهو المقصود بالذم في الحديث والمتوعد عليه بالعقاب.
ـ وعلم لا يتوقف عليه حكم شرعي، ولا يتوصل به إلى غيره، ومعرفته فضلة، وهذا بالخيار حدثت به أو لم تحدث، وهو يدور - أيضا - تحت قاعدة المصالح والمفاسد؛ أي إذا رأى العالم به أن التحدث به لا نفع فيه بل يجلب مضرة وجب كتمانه، ولا يحل التحدث به، وهذا المعني بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنت بمحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".
·الوعاء الذي لم يبثه أبو هريرة - رضي الله عنه - كان من قبل العلم الذي معرفته فضلة، وهو ما يتعلق بالفتن والملاحم وشرائط الساعة، ويجوز كتمان ما يتعلق بذلك إذا أدى إلى مفاسد، وهذا يتضح من قول أبي هريرة: "لو أخبرتكم أنكم تقتلون إمامكم وتقتتلون فيما بينكم بالسيوف لما صدقتموني"، والقاعدة الشرعية تقول: دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة، وقد كان أبو هريرة - رضي الله عنه - في ذلك مثل سائر الصحابة لا يحدث الناس إلا بما ينفعهم.
·ليس صحيحا أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يكتم العلم، بل المعروف عنه أنه كان أكثر الصحابة نشرا لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد حدث في المدينة ومكة كما حدث في دمشق، كما كان يفد إليه طلاب العلم من كل مكان، وقد حدث عنه - رضي الله عنه - خلف كثير من الصحابة والتابعين، فقيل: بلغ عدد أصحابه ثمانمائة كلهم روى عنه الحديث، فكيف يتهم مثله بكتمان العلم؟!



(*) الرد على الطاعن في أبي هريرة رضي الله عنه، الحسن بن علي الكتاني.
[1]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: حفظ العلم، (1/261)، رقم (120).
[2]. دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين، د. محمد محمد أبو شهبة، مطبعة الأزهر الشريف، القاهرة، 1991م، ص262.
[3]. البداية والنهاية، ابن كثير، دار التقوى، القاهرة، 2004م، (4/ 590).
[4]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/ 597).
[5]. فتح الباري بشرح صحيح الباري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (1/ 262).
[6]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: حفظ العلم، (1/ 258)، رقم (118).
[7]. البداية والنهاية، ابن كثير، دار التقوى، القاهرة، 2004م، (4/ 593).
[8]. البداية والنهاية، ابن كثير، دار التقوى، القاهرة، 2004م، (4/ 593).
[9]. فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (1/ 262) بتصرف.
[10]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، المقدمة، باب: النهي عن الحديث بكل ما سمع، (1/170، 171).
[11]. الطبقات الكبير، ابن سعد، تحقيق: علي محمد عمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، (5/ 237).
[12]. السنة قبل التدوين، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، مصر، ط4، 1425هـ/ 2004، ص453.
[13]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن يفهموا، (1/272) معلقا.
[14]. قصة العرنيين: رواها البخاري عن قتادة: « أن أنسا ـ رضي الله عنه ـ حدثهم: أن ناسا من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتكلموا بالإسلام، فقالوا: يانبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا، حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستاقوا الذود، فبلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم، قال قتادة: "بلغنا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد ذلك كان يحث على الصدقة وينهى عن المثلة » صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: المغازي، باب: قصة عكل وعرينة، (7/524)، رقم (4192).
[15]. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محب الدين الخطيب وآخرين، دار الريان، القاهرة، ط1، 1407هـ/ 1987م، (1/ 272).
[16]. الحديث والمحدثون، محمد محمد أبو زهو، مطبعة مصر، القاهرة، ط1، 1378هـ/ 1958م، ص154 بتصرف.
[17]. أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م، ص123.
[18]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفقهوا، (1/272)، رقم (128).
[19]. أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م، ص123 بتصرف.
[20]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: حفظ العلم، (1/ 258)، رقم (118).
[21]. صحيح: أخرجه الإمام أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة، (15/ 194)، رقم (8035). وصحح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على المسند.
[22]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: العلم، باب: إثم من كذب على النبي، (1/242)، رقم (107). صحيح مسلم (بشرح النووي)، المقدمة، باب: تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، (1/169).
[23]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة، (14/ 52)، رقم (7619. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[24]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/ 605، 606).
[25]. أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م، ص118: 121 بتصرف.
[26]. الطبقات الكبير، ابن سعد، تحقيق: علي محمد عمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، (5/ 237).
[27]. الطبقات الكبير، ابن سعد، تحقيق: علي محمد عمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، (5/ 237).
[28]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/ 607).
[29]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م، (2/ 617).
[30]. سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط7، 1410هـ/ 1990م (2/ 599).
[31]. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، الخطيب البغدادي، تحقيق: د. محمد عجاج الخطيب، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط2، 1414هـ/ 1994م، (2/ 64).
[32]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: النهي عن الخروج من المسجد إذا أذن المؤذن، (3/1236)، رقم (1462).
[33]. حسن: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، (2/ 114),رقم (1429). وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (83).
[34]. انظر: أبو هريرة راوية الإسلام، د. محمد عجاج الخطيب، مكتبة وهبة، القاهرة، ط3، 1402هـ/ 1982م، ص110: 115.
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
اذا رأيت الرجل يسب أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق
11-01-2012, 09:48 AM
قال الامام الثبت ابو زرعة الرازى (اذا رأيت الرجل يسب أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك لأن القران عندنا حق والسنة عندنا حق والصحابة هم نقلة القران والسنة فانهم بذلك يجرحوا شهودنا والجرح بهم أولى وهم زنادقة)
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
ما هو العلم الذي أسره أبو هريرة رضي الله عنه ، وخاف من نشره ؟!
11-01-2012, 09:53 AM
ما هو العلم الذي أسره أبو هريرة رضي الله عنه ، وخاف من نشره ؟!


السؤال : هل يمكنكم أن تشرحوا بشيء من التفصيل أي أنواع العلم لم يكن أبو هريرة ينشره ، هذا الحديث مأخوذ من الجزء الأول كتاب 3 الحديث 121 من صحيح البخاري . رواه أبو هريرة : ( حفظت عن رسول الله وعاءين ، فأما الأول فبثثته ، وأما الآخر وأما الآخر لو بثثته قطع هذا البلعوم ) . جزاكم الله خيرا.


الجواب :
الحمد لله
روى البخاري (120) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : " حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ : فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ " .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" (1/216) :
" حَمَلَ الْعُلَمَاء الْوِعَاء الَّذِي لَمْ يَبُثّهُ عَلَى الْأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا تَبْيِين أَسَامِي أُمَرَاء السُّوء ، وَأَحْوَالهمْ وَزَمَنهمْ , وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَكُنِّي عَنْ بَعْضه وَلَا يُصَرِّح بِهِ ، خَوْفًا عَلَى نَفْسه مِنْهُمْ , كَقَوْلِهِ : أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ رَأْس السِّتِّينَ وَإِمَارَة الصِّبْيَان ؛ يُشِير إِلَى خِلَافَة يَزِيد بْن مُعَاوِيَة لِأَنَّهَا كَانَتْ سَنَة سِتِّينَ مِنْ الْهِجْرَة . وَاسْتَجَابَ اللَّه دُعَاء أَبِي هُرَيْرَة فَمَاتَ قَبْلهَا بِسَنَةٍ .
قَالَ اِبْن الْمُنِير : وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو هُرَيْرَة بِقَوْلِهِ : " قُطِعَ " أَيْ : قَطَعَ أَهْل الْجَوْر رَأْسه إِذَا سَمِعُوا عَيْبه لِفِعْلِهِمْ وَتَضْلِيله لِسَعْيِهِمْ , وَيُؤَيِّد ذَلِكَ أَنَّ الْأَحَادِيث الْمَكْتُوبَة لَوْ كَانَتْ مِنْ الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة مَا وَسِعَهُ كِتْمَانهَا . وَقَالَ غَيْره : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَرَادَ مَعَ الصِّنْف الْمَذْكُور مَا يَتَعَلَّق بِأَشْرَاطِ السَّاعَة وَتَغَيُّر الْأَحْوَال وَالْمَلَاحِم فِي آخِر الزَّمَان , فَيُنْكِر ذَلِكَ مَنْ لَمْ يَأْلَفهُ , وَيَعْتَرِض عَلَيْهِ مَنْ لَا شُعُور لَهُ بِهِ " انتهى ملخصا .
وقال العيني في العمدة :
" أراد به نوعين من العلم ، وأراد بالأول : الذي حفظه من السنن المذاعة ، لو كتبت لاحتمل أن يملأ منها وعاء ، وبالثاني : ما كتمه من أخبار الفتن كذلك .
ويقال : حمل الوعاء الثاني على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء الجور وأحوالهم وذمهم " انتهى . "عمدة القاري" (3 / 364)
وقال القرطبي رحمه الله : " حُمل على ما يتعلق بالفتن من أسماء المنافقين ونحوه ، أما كتمه عن غير أهله فمطلوب بل واجب " انتهى .
"التيسير بشرح الجامع الصغير" (2 / 852)
وقال ابن بطال رحمه الله :
" قال المهلب ، وأبو الزناد : يعنى أنها كانت أحاديث أشراط الساعة ، وما عرف به صلى الله عليه وسلم من فساد الدين ، وتغيير الأحوال ، والتضييع لحقوق الله تعالى ، كقوله صلى الله عليه وسلم : ( يكون فساد هذا الدين على يدى أغيلمة سفهاء من قريش ) ، وكان أبو هريرة يقول : لو شئت أن أسميهم بأسمائهم ، فخشى على نفسه ، فلم يُصَرِّح . وكذلك ينبغى لكل من أمر بمعروف إذا خاف على نفسه في التصريح أن يُعَرِّض . ولو كانت الأحاديث التي لم يحدث بها من الحلال والحرام ما وَسِعَهُ تركها ، لأنه قال : " لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم ، ثم يتلو : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ) البقرة / 159 .
"شرح صحيح البخارى" لابن بطال (1 / 195) .

وقال ابن الجوزي رحمه الله :
" ولقائل أن يقول : كيف استجاز كتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال :
( بلغوا عني ) ؟ وكيف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما إذا ذكر قتل راويه ؟ وكيف يستجيز المسلمون من الصحابة الأخيار والتابعين قتل من يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فالجواب أن هذا الذي كتمه ليس من أمر الشريعة ؛ فإنه لا يجوز كتمانها ، وقد كان أبو هريرة يقول : " لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم " وهي قوله ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ) فكيف يظن به أن يكتم شيئا من الشريعة بعد هذه الآية ، وبعد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ عنه ؟ وقد كان يقول لهم : ( ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) وإنما هذا المكتوم مثل أن يقول : فلان منافق ، وستقتلون عثمان ، و( هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش ) بنو فلان ، فلو صرح بأسمائهم لكذبوه وقتلوه " انتهى .
"كشف المشكل من حديث الصحيحين" (ص / 1014)

فقد تبين أن الأحاديث التي ترك أبو هريرة رضي الله عنها نشرها وإذاعتها بين عموم الناس ، ليست مما يتعلق بالحلال والحرام ، ولا مما يترتب عليه عمل أو تكليف ، وإنما هي أحاديث عن بعض الفتن ، وأحوال الملوك والأمراء ، مما لا ينبغي أن ينشغل به ، أو يخوض فيه إلا خاصة أهل العلم والرأي .


والله أعلم .

  • ملف العضو
  • معلومات
Mushtak
زائر
  • المشاركات : n/a
Mushtak
زائر
Re: رد: Re: رد: Re: رد: بدأت المناظرة في اليتوب
11-01-2012, 10:05 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنالعياط مشاهدة المشاركة
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ..
-و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي..
-و أصلح آخرتي التي فيها معادي ..
-و أجعل الحياة زيدة لي فكل خير..
-و أجعل الموت راحة لي من كل شيئ






ايها الظان المظنون لماذا تشاكس عقلك ..
و تردمه برماد الشجرة التي حرقتموها
قبل معاد الفجر...
التي دخانها ضلل و ضلل و حجب علينا شمس الحرية
و غطسنا في نهر من الغباء و الجمود...
و أكلنا كبادنا جوعاً كما أكلتموها طعنا
أتظن هزلي المعريفي و خطي الاملاء
يربط لساني..
لا أظن يصل بك جبنك و ظنك لهذا التدني المسلوب..
حتى يتظمحل عقلك المغطى و يجمع لك الكفر و الامان في كأس واحد ..
إستغفر ربك و عد أين كنت...
و أعلم تفوقي عليك إني أحبك في الله
يا سي بن عياط اعلم أن الحجر يتفتت تحت عام مائل و ذهنك قائم بين كأس يتفجر بالترايسك ، فلا تعجبك نفسك الفاترة بين أنهار البحار الجامدة
بارك الله فيك
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
11-01-2012, 10:08 AM
كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية ، سكت ، فإذا أمسك عنه ، تكلم


تريد الرافضة من هذه الرواية الطعن بابي هريرة رضوان الله عليه وبيان انه كان محبا للمال وليس في الرواية بيان ما أعطاه معاوية رضوان الله عليه ، ولا ما سكت عنه أبو هريرة رضوان الله عليه ، فتحميل الكلام بالظنون والأوهام على ما يشتهي الحاقدون مردود وباطل


ومعنى الرواية " كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية حقه سكت، وإذا أمسك عنه حقه تكلّم مطالبًا به ؟

وهذا هو الصحيح لما عُرف عنه رضي الله عنه من التقى والورع ، خصوصًا أن الراوي عنه هنا صهره زوج ابنته سعيد بن المسيب سيد التابعين وإمام أهل المدينة وفقيه الفقهاء ، الذي أكثرُ حديثه المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه ، فلو أن الرواية كانت كما تئولها الرافضة ، فهل كان سعيد بن المسيب رضي الله عنه بعدها يستحل الرواية عنه ؟

والأمر الآخر هو : أن معاوية رضي الله عنه ليس بحاجة إلى أن يدفع كلام أبي هريرة رضوان الله عليه عنه بالمال وهو سيد الشام وحاكمها ، وأمره نافذ فيها .

ثم إن هذه الرواية تشهد لأبي هريرة بأنه كان لا يخاف الحكام ويقول ولا يأبه ولا يخشى أحدًا وهذا عكس ما يحاول الطاعنون إلصاقه به من أنه كان يتشيع لبني أمية.

الخلاصة أننا معشر المسلمين من أهل السنة نعتقد صدق وعدالة وأمانة أبي هريرة رضي الله عنه لتعديل الله سبحانه وتعالى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه ومدح النبي عليه السلام والصحابة والتابعين وأهل العلم من بعدهم له
ونقول إن أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا أعطاه معاوية حقه سكت وإذا أمسك عنه تكلم مطالبًا بحقه وليست المطالبة بالحقوق عيبًا ولا مذمة .
  • ملف العضو
  • معلومات
محمد تلمساني
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 16-07-2009
  • المشاركات : 2,226
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • محمد تلمساني will become famous soon enough
محمد تلمساني
شروقي
شبهة ادعائه زياد بن أبيه أخًا له
11-01-2012, 10:10 AM
شبهة ادعائه زياد بن أبيه أخًا له
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الولد للفراش وللعاهر الحجر ).

والجواب : المراد بزياد هنا ؛ هو زياد بن سمية ، وهي أمه كانت أمة للحارث بن كلدة ، زوجها لمولاه عبيد ، فأتت بزياد على فراشه وهم بالطائف قبل أن يسلم أهل الطائف . انظر ترجمته في الإصابة (2 / 527 – 528 ) ، والاستيعاب ترجمة رقم ( 829 ) وطبقات ابن سعد ( 7 / 99 ) وغيرها .

إن قضية نسب زياد بن أبيه تعد من القضايا الشائكة في التاريخ الإسلامي ؛ لأنها تثير عدداً من الأسئلة يصعب الإجابة عليها ، مثل :-

- لماذا لم تثر هذه القضية في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، مثلما أثيرت قضايا مشابهة لها عند فتح مكة ؟

مثل قضية : نسب ابن أمة زمعة بن قيس الذي ادعاه عتبة بن أبي وقاص ، انظر القصة في صحيح البخاري مع الفتح ( 12 / 32 – 33 ) .

– لماذا لم تثر هذه القضية في حياة أبي سفيان رضي الله عنه ؟

- لماذا لم تثر هذه القضية في أثناء خلافة علي رضي الله عنه ، خاصة عندما كان زياد من ولاة علي ؛ لأن في إثارتها في تلك الفترة مكسباً سياسياً لمعاوية رضي الله عنه ؛ إذ قد يترتب على ذلك انتقال زياد من معسكر علي إلى معسكر معاوية ؟

– لماذا أثيرت هذه القضية في سنة ( 44 ه ) وبعد أن آلت الخلافة إلى معاوية رضي الله عنه ؟

ومهما يكن من أمر فإن قضية نسب زياد تعد من متعلقات أنكحة الجاهلية ، ومن أنواع تلك الأنكحة ما أخرجه البخاري في صحيحه من طريق عائشة رضي الله عنها : ( إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء – بمعنى : أنواع - : فنكاح منها نكاح الناس اليوم ، يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها – أي يعين صداقها – ثم ينكحها .

ونكاح آخر ، كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها – حيضها - : أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه – أي اطلبي منه الجماع – ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه ، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب ، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد – النجيب : الكريم الحسب - ، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع .

ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها ، فإذا حملت ووضعت ومر ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم ، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها ، تقول لهم : قد عرفتم الذي كان من أمركم ، وقد ولدت ، فهو ابنك يا فلان ، فتسمي من أحبت باسمه ، فيلحق به ولدها ولا يستطيع أن يمتنع به الرجل .

والنكاح الرابع : يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها ، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علماً ، فمن أردهن دخل عليهن ، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها ، جمعوا لها ودعوا لها القافة – جمع قائف ، وهو الذي يعرف شبه الولد بالوالد بالآثار الخفية – ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون ، فالتاطه به – أي استلحقه به – ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك .

فلما بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالحق ، هدم نكاح الجاهلية كله ، إلا نكاح الناس اليوم . الفتح مع الصحيح ( 9 / 88 – 89 ) .

وقد أقر الإسلام ما نتج عن تلك الأنكحة من أنساب ، وفي ذلك يقول ابن الأثير : فلما جاء الإسلام .. أقر كل ولد ينسب إلى أب من أي نكاح من أنكحتهم على نسبه ، ولم يفرق بين شيء منها . الكامل في التاريخ ( 3/ 445 ) .

وأما الذراري الذين جاء الإسلام وهم غير منسوبين إلى آبائهم – كأولاد الزنى – فقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود بإسناده قال : قام رجل فقال : يا رسول الله إن فلاناً ابني ، عاهرت – أي زنيت – بأمه في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا دعوة في الإسلام ، ذهب أمر الجاهلية ، الولد للفراش ، وللعاهر الحجر . صحيح سنن أبي داود ( 2 / 430 ) .

أما القول إن سبب سكوت أبي سفيان رضي الله عنه من ادعاء زياد هو خوفه من شماتة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . انظر القصة في الاستيعاب لابن عبد البر ( 2 / 525 ) . فهذا القول مردود بما يلي :-
1– إن قضية نسب ولد الزنا قد ورد فيها نص شرعي ولم تترك لاجتهادات البشر .
2 – إن الإسلام يجب ما قبله .
3– إن عمر رضي الله عنه توفي قبل أبي سفيان رضي الله عنه ، فلماذا لم يدّع أبو سفيان زياداً بعد وفاة عمر ؟ .
4 – إن في إسناد هذا الخبر محمد بن السائب الكلبي ، وقد قال عنه ابن حجر : ( متهم بالكذب ورمي بالرفض ) التقريب ( 479 ) .

وأما اتهام معاوية رضي الله عنه باستلحاق نسب زياد فإني لم أقف على رواية صحيحة صريحة العبارة تؤكد ذلك ، هذا فضلاً عن أن صحبة معاوية رضي الله عنه وعدالته ودينه وفقهه تمنعه من أن يرد قضاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لاسيما وأن معاوية أحد رواة حديث ( الولد للفراش وللعاهر الحجر ) الفتح ( 12 / 39 ) .

وبعد أن اتضحت براءة معاوية رضي الله عنه من هذا البهتان فإن التهمة تتجه إلى زياد بن أبيه بأنه هو الذي ألحق نسبه بنسب أبي سفيان ، وهذا ما ترجح لدي من خلال الرواية التي أخرجها مسلم في صحيحه من طريق أبي عثمان قال : لما ادعى زياد ، لقيت أبا بكرة فقلت : ما هذا الذي صنعتم ؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( من ادعى أباً في الإسلام غير أبيه ، يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) ، فقال أبو بكرة : وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . صحيح مسلم بشرح النووي ( 2/ 51 – 52 ) والبخاري مع الفتح ( 12 / 54 ) .

قال النووي رحمه الله معلقاً على هذا الخبر : ( .. فمعنى هذا الكلام الإنكار على أبي بكرة ، وذلك أن زياداً هذا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان ، ويقال فيه : زياد بن أبيه ، ويقال : زياد بن أمه ، وهو أخو أبي بكرة لأمه .. فلهذا قال أبو عثمان لأبي بكرة : ما هذا الذي صنعتم؟

وكان أبو بكرة رضي الله عنه ممن أنكر ذلك وهجر بسببه زياداً وحلف أن لا يكلمه أبداً ، ولعل أبا عثمان لم يبلغه إنكار أبي بكرة حين قال له هذا الكلام ، أو يكون مراده بقوله : ما هذا الذي صنعتم ؟ أي ما هذا الذي جرى من أخيك ما أقبحه وأعظم عقوبته ، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرم على فاعله الجنة ) . شرح صحيح مسلم ( 2 / 52 ) .

وقال أيضاً : قوله : (ادُّعِي ) ضبطناه بضم الدال وكسر العين مبني لما لم يسم فاعله ، أي ادعاه معاوية ، ووجد بخط الحافظ أبي عامر العبدري – وهو إمام من أعيان الحفاظ من فقهاء الظاهرية ( ت 524ه ) ، انظر ترجمته في : تذكرة الحفاظ للذهبي ( 4 / 1272 ) – ( ادَّعَى ) بفتح الدال والعين ، على أن زياداً هو الفاعل ، وهذا له وجه من حيث إن معاوية ادعاه ، وصدقه زياد فصار زياد مدعياً أنه ابن أبي سفيان ، والله أعلم . شرح مسلم ( 2 / 52 – 53 ) .

وقد تبينت براءة معاوية رضي الله عنه من هذه التهمة فيما تقدم من القول ، وبذلك ينتفي الوجه الذي ذهب إليه النووي في كلامه عن ضبط الحافظ أبي عامر العبدري لكلمة ( ادَّعَى ) .

ويزيد هذا الأمر تأكيداً ما أورده الحافظ أبو نعيم في ترجمة زياد بن أبيه حيث قال : ( زياد بن سمية : ادَّعَى أبا سفيان فنسب إليه ) معرفة الصحابة ( 3 / 1217 ) .

وبذلك يكون زياد هو المدعي ، ولذلك هجره أخوه أبو بكرة رضي الله عنه . والله تعالى أعلم . مقتبس من كتاب : مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري للدكتور خالد الغيث ( ص 372 – 379 ) .

وقد أجاب الإمام ابن العربي رحمه الله عن هذه الشبهة بجواب آخر له وجه من الصحة أيضاً ، فقال فيما معناه : أما ادعاؤه زياداً فهو بخلاف حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال لعبد بن زمعة : ( هو لك الولد للفراش وللعاهر الحجر ) باعتبار أنه قضى بكونه للفراش وبإثبات النسب فباطل لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يثبت النسب ، لأن عبداً ادعى سببين ، أحدهما : الأخوة ، والثاني : ولادة الفراش ، فلو قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أخوك ، الولد للفراش لكان إثباتاً للحكم وذكراً للعلة ، بيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدل عن الأخوة ولم يتعرض لها وأعرض عن النسب ولم يصرح به ، وإنما هو في الصحيح في لفظ ( هو أخوك ) وفي آخر ( هو لك ) معناه أنت أعلم به بخلاف زياد ، فإن الحارث بن كلدة الذي ولد زياد على فراشه ، لم يدعيه لنفسه ولا كان ينسب إليه ، فكل من ادعاه فهو له ، إلا أن يعارضه من هو أولى به منه ، فلم يكن على معاوية في ذلك مغمز بل فعل فيه الحق على مذهب الإمام مالك . انظر تفصيل ذلك في كتاب العواصم من القواصم ( ص 248 – 255 ) بتخريج محمود مهدي الاستانبولي وتعليق الشيخ محب الدين الخطيب وهو من منشورات مكتبة السنة بالقاهرة .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 15-12-2008
  • الدولة : فرنسا
  • المشاركات : 6,030
  • معدل تقييم المستوى :

    22

  • بنالعياط will become famous soon enough
الصورة الرمزية بنالعياط
بنالعياط
شروقي
رد: Re: رد: Re: رد: Re: رد: بدأت المناظرة في اليتوب
11-01-2012, 11:34 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mushtak مشاهدة المشاركة
يا سي بن عياط اعلم أن الحجر يتفتت تحت عام مائل و ذهنك قائم بين كأس يتفجر بالترايسك ، فلا تعجبك نفسك الفاترة بين أنهار البحار الجامدة
بارك الله فيك
بلى يا حبيبي المشتاق هو الله أني خانقها
فوق امواجه الصخرية ...
و إن كنت ركبت البحرو أشتد بك الصفر
و تقطع قوتك ...
قإنك لا تجد أمامك إلى الصبر...
ولا تعترف إلا بقوة الصمد
الواحد الاحد..
الغرور هو تحت قدميك
و عقلك بين يديك من هذ الفج
ترى النور رؤت العين
https://scontent-a-cdg.xx.fbcdn.net/...61&oe=550ADE81

يأتي في آخر الزمــان قوم: حدثــاء الأسنان، سفهاء الأحــلام، يقولون من خير قــول البــرية ، يقتــلون أهل الإسلام ويدعون أهـل الأوثان، كث اللحيـة (غزيرو اللحيــة)، مقصرين الثيــاب، محلقيــن الرؤوس، يحسنون القــيل ويسيئون الفعــل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا مــنه في شيء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين يحملون هذه الصفات:
يقرأون القرآن لا يتجـاوز حنــاجرهم، يمــرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّــة، فأينما لقيـتموهم فاقتــلوهم، فإن قتــلهم أجر لمن قتــلهم يوم القــيامة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: فإن أنـا أدركتهــم لأقتــلنهم قتــل عاد.
مصــادر الحديث:
===========
صحيح بخارى - صحيح مسلم-مسند احمد بن حنبل - السنن الكبرى للنسائى- السنن الكبرى للبيهقى - الجمع بيين الصحيحين بخارى ومسلم - كتاب الأحكام الشرعية الكبرى - سنن أبى داود
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 09:50 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى