السفير البريطاني بالقاهرة:لن نفرض أبدا رؤية أجنبية على مصر
22-08-2018, 10:59 AM



كشف السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن عن أهم الرسائل التي خرج بها من مصر وسوف ينقلها لحكومته عقب الإنتهاء من فترة عمله في القاهرة طوال الأربع سنوات الماضية.

وقال كاسن في حوار لـ24 إن بلاده لن ترغب يوما في فرض رؤية أجنبية على مصر وإنما تتعامل بمنطقة الشراكة والتعاون للوصول إلى الطريق الصحيح في مسار التنمية، مؤكدا على أن مصر هي القلب النابض للمنطقة.. وإلى نص الحوار:
بعد إنتهاء مدة عملك في مصر وقبل مغادرتها كيف ترى العلاقات بين القاهرة ولندن الآن؟


- لقد جئت لمصر في أغسطس(أب) 2014، واستمعت لكثير من المصريين وتعلمت منهم، وفخور بأن بريطانيا أكبر بلد لديه استثمارات مباشرة في مصر، وخلقنا نوع جديد من الحوار مع المصريين، من خلال حوار غير عادي مع الوزراء والدبلوماسيين، وحققنا النجاح بين بريطانيا ومصر كي نصل إلى الطريق الصحيح، والعلاقات بين البلدين بها تنسيق مستمر وفعال طوال الوقت، ونأمل أن يستمر ويكون أفضل خلال السنوات المقبلة.

كيف تقيم جهود السفارة البريطانية خلال فترة عملك في قضية استئناف الرحلات لشرم الشيخ؟


- إن السفارة البريطانية بذلت جهود حثيثة خلال الشهور الماضية منذ اتخاذ قرار إيقاف الرحلات البريطانية لمدينة شرم الشيخ عقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وتوصلنا إلى تنفيذ47 رحلة بين بريطانيا ومصر أسبوعيا وبريطانيا في 2016 ضاعفت عدد السياح البريطانيين لمصر وشاهدنا زيادة 88% في عدد السياح البريطانيين في مصر مؤخرا، وشاهدنا زيادة كبيرة في دول القاهرة وهناك أكثر من 300 سائح بريطاني في مصر الآن، ونحن رقم 2 من الدول الأوروبية في السياحة لمصر ونأمل العودة لشرم الشيخ، ولكن الطريق مازال أمامنا، وبناء على الشراكة والتعاون بين مصر وبريطانيا سوف نصل للطريق الصحيح في نهاية الأمر.

ما هي النصيحة التي تستطيع تقديمها للسفير البريطاني الجديد في القاهرة ؟


- إن النصيحة التي يمكن تقديمها للسفير الجديد "هي ضرورة فهم المصريين من خلال الحوار المباشر معهم، ولبناء مستقبل أفضل لابد أن يذهب للأماكن التي يوجد بها المصريين في الشواره والاستماع لهم ويفهم رؤيتهم حول كيفية مساعدة بريطانيا لمصر ولا يمكن ترك كل شيء للحكومات، وإن التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر كنوع من الخضوع لنوع من المحاسبة من الشعب المصري ومعرفة ماذا يريدون.

ما هي أغرب المواقف التي تعرضت لها خلال فترة عملك في مصر ؟


- هناك الكثير من المواقف التي لم أنساها خلال تواجدي في مصر، ولكن أكثر موقف تعرضت له وقت قداس الكنيسة البطرسية عقب إعادة ترميمها بعد التفجير التي تعرضت له، شاهدت كيف يقف المصريون مع بعضهم أمام الإرهاب والتصدي له ولم يستطع تفرقتهم، وتأكدت من قوة الشعب المصري وتلاحمه وضرورة الوقوف بجانبه من أجل محاربة الإرهاب الذي يتعرض له، كما أن هناك عدد من التحديات واجهتها في مصر، وأبرزها أنه تعلم العربية بصعوبة حيث درستها بالفصحى ولكن كنت أريد العامية للتحدث مع المصريين، وهناك ملفات سيتم استكمالها سواء في مجال السياحة والاقتصاد والتعليم.

ما الرسالة التي سوف تنقلها للحكومة البريطانية عقب عودتك من مصر؟


- هناك رسائل عدة سيتم نقلها للحكومة البريطانية حول مصر، فإن القاهرة هي القلب النابض للمنطقة ولا يمكن أن تنجح بدون مصر، وسلكت القاهرة طريق صعب وحققت إنجازات هامة، ولتكون نموذج للنجاح في المنطقة لابد من التركيز على كيفية مساعدتها ليس من خلال أسلوب "الأستاذ والتلميذ" وإنما من خلال الشراكة والرؤية المصرية لتحقيق طموحات وتطلعات المصريين، حيث لن نفرض رؤية أجنبية على مصر أبدا، ولابد من التحدث بصراحة دون ارتداء أي أقنعة لأننا نريد التعرف على المصريين بشكل مباشر".

ماذا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين في الوقت الحالي؟

- إن بريطانيا أسست برنامج جديد خلال السنوات الماضية لمساعدة مصر على صعيد القطاع الخاص، وساهمت بريطانيا بمبلغ 250 مليون دولار في برنامج الإصلاحات الاقتصادية، وإن بريطانيا أصبحت الشريك القوي لمصر في ملف التعليم ومصر لديها أقوى وأفضل طلبة في العالم، ونؤكد دوما أن التعداد السكاني ليس عبء على الدولة وإنما المحرك للاقتصاد في أي بلد وهو ما نؤكد عليه للمسؤولين في مصر.