كُبْ يَا سَاقِي لَلسّاهِي
29-08-2015, 08:26 AM
كُبْ يَا سَاقِي لَلسّاهِي
يَا مَحْلَاهَا قَعْدَةْ لَحْبَابْ بَالْهَنَاء وَ الفَرْجَة مُحَالْ خَاطْرِي يَنْسَاهَا * بَايَتْ شَمْلِي بِيهُمْ مَلْمُومْ
فِي رِيَاضْ مْزَخْرَفْ وَاطْيَارْ هَايْجَا فُوقْ اغْصَانْ تْصِيحْ تَنْشَدْ بَغْنَاهَا * تْسَبَّحْ لَلْحَيْ القَيُّومْ
وَشْيُوخْ وْ ألَة وَ اوْزَانْ وَ المُدَامْ اكْوَابْ تَدُورْ وَ النَّدِيمْ مْلَاهَا * وَعْبِيقْ رْحِيقْ المَشْمُومْ
وَالْكِيَاتَرْ وْ نَايْ وْ طَارْ وَ اصْوَاتْ رْخِيمَة تَسْبِي السَّامَعْ بَالغَاهَا * وَالمْجَالَسْ تَمْثِيلْ نُجُومْ
كُلْ وَاحَدْ زَاهِي بَهْوَاهْ لَا حْسَدْ لَا غِيرَة لَقْلُوبْ صَافِيَة بَعْضَاهَ * رَاحْ مَنْ يَبْغَضْنَا مَذْمُومْ
كُبْ يَا سَاقِي للسّاهِي و مَدْلُو مَنْ كِيسَانْ حْلَالْ طَيْبَة مَحْلاهَا * فَيْقُو مَنْ غَفْلَاتْ النُومْ
كُبْ يَا سَاقِي نْدِيمْ الكَاسْ ** طَابَتْ القَعْدَة لَلْجُلَاسْ ** وَدْهُمْ وَ اسْقِيهُمْ
فِي لِيلَتْنَا مَا كَانْ نْعَاسْ ** حَتَّى تْغِيبْ نْجُومْ الحَمْدَاسْ ** شَلّْتِي رَضِّيهُمْ
صَاهْرِينْ مَا طَالْ العَسْعَاسْ ** لَا حَاسَدْ وَ لَا جُوسَاسْ ** خَالقِي حَظِيهُمْ
خَالقِي سَاتَرْنَا مَنْ كِيدْ العْدَاء وَ عْيُونْ الحُسَادْ مْكَفْفَة وَ عْمَاهَا * وَ البَغِيضْ المَتْلُوفْ يْهُومْ
حْنَا فِي خَلْوَة صَهْرَانِينْ وَ الجْدَاوَلْ تَجْرِي مَنْ كُلْ جِيهْ دَافَقْ مَاهَا * وَ الحَاسَدْ يَتّكْوَى مَهْزُومْ
وَ الغَشِيمْ التّالَفْ بْعِيدْ مَا يْطِيقْ لْقَعْدَتْنَا فِي المَنَامْ مَا يلْقَاهَا * مَنْ ايّامْ الفَرْحَة مَحْرُومْ
مَا دْرَكْ مَعْنَة وَلَا فْهَمْ مَا فْقَهْ كَلْمَة فِي المَلْحُونْ مَا عْرَفْ معْنَاهَا * فِي حْيَاتُه كَاللِّي مَرْدُومْ
فِي حْيَاتُه عَوْضْ اللّي مَاتْ مَا صْهَرْ لِيَالِي مَا شَافْ لَلصّرُورْ نزَاهَا * م حْظَرْ لِيلَة بِينْ القُومْ
كُبْ يَا سَاقِي لَلسّاهِي وْ مَدْلُو مَنْ كِسَانْ حْلَالْ طَيْبَة محْلَاهَا * فَيْقُو مَنْ غْفْلَاتْ النُومْ
مَا هْوَى مَا انْحَب وَلَا حَبْ ** مَا بَاتْ بَالتّيهْ مْعَذّبْ ** مَا تْشَطّنْ بَالُو
مَا انْجَرَحْ مَنْ قُوْصْ الحَاجَبْ ** مَا بَاتْ وَاجِي يَتْقَلّبْ ** مَا لْهَبْ مَشْعَالُو
مَا ذَاقْ مَحْنَة مَا جَرّبْ ** مَا بَاتْ بَالهَجْرَة عَاطَبْ ** مَا اشْتَدْ اهْوَالُو
مَا شَافْ بَعْيُونُو حَطّاتْ مَا عْشَقْ مَا هَجْرُو مَعْشُوقْ مُهْجَتُو هَنّاهَا * ما انْحَرَمْ عَنْ عَيْنِيهْ النّومْ
مَا حْظَرْ حَظْرَة وَ العَذْرَاتْ كَالْعَرَايَسْ كُلْ غْزَالَة عْشِيقْهَا سَمَاهَا * تْمَدْلُو مِنَ الرّحِيقْ المَخْتُومْ
مَا سْقَاهْ السّاقِي كِسَانْ مْنَ المُدَامْ مَتْلُوفْ وْ شَاقِي عْمِيرْتُه عَيّاهَا * إذَا يْلُووّمْ خَلِّيه يْلُومْ
اشْ عْلِينَا بَاللّوَامْ خَلِّيهْ بْلُومُه يْنَقّصْ اوْزَارْنَا وَ امْحَاهَا * الدّنِي البَاخَصْ المَذْمُومْ
حْنَا فِي زَهْوْ وَ فُرْجَة مْتَوْلَا مَقْيُومَة مَنْ كُلْ خِيرْ وَجّدْنَاهَا * فِي حَفْضْ الحَيْ القَيّومْ
كُبْ يَا سَاقِي لَلسّاهِي وْ مَدْلُو مَنْ كِسَانْ حْلَالْ طَيْبَة مَحْلَاهَا * فَيْقُو مَنْ غَفْلَاتْ النّومْ
عَمّرْ يَا سَاقِي الأقْدَاحْ ** مَنْ عَصِيرْ الشّرْبْ المُبَاحْ ** مَالْ جَفْنَكْ نَاعَسْ
غَدّرْ لَلْحَظْرَة وَ ارْتَاحْ ** نُوبَة نُوبَة فَاقَدْ المِلَاحْ ** وْ نَبّهْ الغَايَسْ
مْشَا اللّيلْ وْ بَانَ الصّبَاحْ ** وَالطّيرْ فُوقْ ادْوَاحُه صَاحْ ** عَلَى الغُصْنْ المَايَسْ
وَالزّهَرْ بَعْبِيقُو فِي الرّوضْ رِيحْتُو مَطْيَبْهَا لَلرّوحْ تَنْعَشْ بَشْذَاهَا * تْفَاجِي عَلَى القَلْبْ المَهْمُومْ
وَ النّسِيمْ يْرَقّصْ لَغْصَانْ وَالشُّمِيسَة شَرْقَتْ عْلَى البِطَاحْ لَاحْ ضِيّاهَا * نَبّهْ السّاهِي بَاهْ يْقًومْ
الصّبْحْ بَانْ وْ سَاعَةْ لَوْدَاعْ وَالفُرْقْة مَا بِينْ الخُوتْ صَاعْبَة مَقْسَاهَا * كِالمُوتْ تْشَتَتْ المَلْمُومْ
الفِرَاقْ قَاطَعْ مَثْلْ السّيفْ مَزّقْ احْشَايَا وَ المَارَة فِي كَبْدَتِي خَلّاهَا * وَ دْلِيلِي تَرْكُه مَقْسُومْ
مَنْ حَرْ الفِرَاقْ ا وْجِيعْ الدُّوَاخَلْ مَجْرُوحَة تَنْزَفْ وَ نْسَفَكْ دْمَاهَا * كِالطّعْنْ بَالرّمْحْ المَسْمُومْ
كُبْ يَا سَاقِي لَلسّاهِي وَ مَدْلُو مَنْ كِسَانْ حْلَالْ طَيْبَة مَحْلَاهَا * فَيْقْو مَنْ غَفْلَاتْ النّومْ
جَاء الفِرَاقْ بَعْدْ انْ تْلَايَمْنَا ** شَتّتْ الشّمْلْ وْ فَرّقْنَا ** حْقِيدْ قَلْبُثه قَاسِي
القُلُوبْ تَنْزَفْ وَ اتَوَادَعْنَا ** وَالوِدَاعْ مَحّنْتُه مَحْنَة ** زَادْلِي تَهْوَاسِي
نَنْقَهَرْ بَالتّيهْ وَ نَفْنَا ** وَاللِّي مَا جَرّبْ لِيعَتْنَا ** مَا دْرَى بَاحْسَاسِي
بْقِيتْ ذَاهَلْ شَارَدْ مَحْتارْ وَ العَقلْ يَحْظَرْلِي وَ يْغِيبْ كِيْتِي مَعْتَاهَا ** وَ دْمُوع المُقْلَاتْ اسْجُومْ
هَاكْذَا حَالْ الدّهْرْ يْخُونْ كِيفْ دَارَتْ الافْصَالْ يْدُورْ وْ يَنْقَلَبْ مْعَاهَا ** ما عَنْدُوشْ عَا هَدْ مَحْكُومْ
مَا دَامْ حَالْ عَلَى حَالُو يَا الطّامَعْ فِي الدّنْيَا اطْمَعْ غِيرْ اسْفَاهَا ** يَا الغَافَلْ فِيقْ من النُومْ
لَا افْرَاحْ دَامَتْ وَ لَا حُزْنْ هَذِه سُنّةُ الحَيَاةْ كِيفْ رَا دْ انْشَاهَا ** الكُلْ عَنْدُو آجَلْ مَحْكُومْ
اوْفَى نْظَامِي نَخْتَمْ الابْيَاتْ بَالصَّلَاتْ عَلَى شْفِيعْ الخَلْقْ المُفَضّلْ طَهَ ** نُورْ بَصْرِي حْبِيبْ القَيّومْ
وَالرّضَا عْلَى آلُه لَخْيَارْ ولَزْوَاجْ وَ الأحْفَادْ فِي تْمَامْهَا وْ فِي مَبْدَاهَا ** وَ االسّلَامْ مَا فَاحْ المشْمُومْ
عَلَى الاشْيَاخْ وَ المُولُوعِينْ دَارْكِينْ رْمُوزْ الكَلْمَة فَسْرُو مَعْنَاهَا ** القَارْيِينْ المَعْنَة مَعْلُومْ
وَ الجَحِيدْ مَا نَعْبَالو مَا نْقَيمُو كْلامُو كِنَبْحْ الوُجَاقْ غِيرْ سْفَاهَا ** جَاء يْجَادَلْ مَنْ غِيرْ عْلومْ
دِيرْ لِجَامْ وَ ا قْطَعْ الحَسْ وَ اتْرَكْ مَخْلُوقَاتْ الله لَاهْيَا بَبْلَاهَا ** وَاحَدْ زَاهِي وْ وَاحَدْ مَهْمُومْ
أ سْمِي في الأبَجَدْ يَظْهَرْ لَلْقَارِي رْمُوزْ العْدَادْ كِي يَقْرَاهَا ** وَاظَحْ في ختام المَنْظُومْ
المِتِينْ ضِيفْ لَهُمْ عَشْرَة وَ ثْلَاثِينْ زِيدْ الألِيفْ لَلْحُرُوفْ مْعَاهَا ** لَلْعْدَاء يَحْصَلْ في القَرْجُومْ
قَالْ مُحَمّدْ في تْمَامْ الطّرْزْ لَلْأحْبَارْ سَلَامِي مُوصُولْ بِكُلْ نَزَاهَا ** وَ الحَاسَدْ نَسْقِيهْ سْمُومْ
كُبْ يا سَاقِي لَلسّاهِي وْ مَدْلُو مَنْ كِسَانْ حْلَالْ طَيْبَة مَحْلَاهَا ** و فَيقُو من غفْلاتْ النُومْ
تمت بعون الله
ريال محمد السعيد