طليبة يُقحم البرلمان في صراع الكرة.. والفيفا قد تتدخل
10-03-2016, 11:15 PM

ب. عيسى


مرت الزيارة التي قادت الوزير الأول، عبد المالك سلال، إلى عنابة - حيث تفقد العديد من المشاريع وأبرق عدة رسائل واضحة للمجتمع الجزائري - بسلام، بعد التخوفات التي شابت الزيارة، قبل موعدها، على خلفية الاحتجاجات التي كانت عنيفة في بعض الأحيان، الثلاثاء، بسبب تلقي نادي المدينة الأول اتحاد عنابة عقابا شديدا من لجنة الانضباط، بخسارة النادي المتصدر لبطولة الهواة شرق، والمرشح لتحقيق الصعود إلى القسم الثاني المحترف، لمباراة لم تكتمل في جيجل، مع معاقبة النادي باللعب من دون جمهور، إلى غاية نهاية الدوري، ومعاقبة لاعب يدعى بوترعة من الفريق الذي أثبتت صورا حمله مقصا داخل ميدان مباراة توقفت في مدينة جيجل، بين فريق حي موسى واتحاد عنابة، فأثارت الشغب، وأثلج هذا القرار الأول صدور العديد من فرق شرق البلاد ومنها مقرة بولاية المسيلة واتحاد بسكرة ومولودية قسنطينة وشباب تقرت ووفاق القل بولاية سكيكدة، التي انتعشت حظوظها في تحقيق الصعود إلى الدرجة الثانية، ولكن إطلالة نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني عن ولاية عنابة، البرلماني المعروف بهاء الدين طليبة، قلب كل الموازين، عندما كتب على حسابه الخاص على الفايس بوك، ساعات قبل زيارة السيد عبد المالك سلال إلى عنابة، بأن حق النادي العنابي لن يضيع، وبأنه سيبذل كل جهده من أجل إنصاف الفريق.

ولم تمر سوى دقائق حتى انقلبت العقوبة الشديدة، إلى ما يشبه الجزاء والهدية على حد تعبير رئيس نادي مولودية قسنطينة، السيد نورالدين قدري، وصار، كما قال رئيس وفاق القل كمال لعجيمي، الظالم مظلوما، ونزل قرار يلغي القرار الأول، بإعادة مباراة عنابة بمضيفها حي موسى في ملعب محايد، ومعاقبة ملعب عنابة من دون جمهور لمباراتين فقط، وهو ما هلل له العنابيون الذين اعتبروا عودة ما سموه بحقهم، ما كان ليكون لولا تدخل السيد بهاء الدين طليبة، وكما بدأت بوادر المباراة السياسية الرياضية عبر الفايس بوك، انطلق هجوم فايسبوكي معاكس، حيث اعتبر موقع كنال تقرت سبور، بهاء الدين، بالبطل القومي في عنابة، والذي يتطلب أبطالا يهزمونه سياسيا في البرلمان، ليردوا لبقية الأندية ما أسموه بحقوقهم، بينما اعتبر موقع جيجل نيوز ما حدث بالمهزلة، وتساءلوا كيف لنائب بالمجلس الشعبي الوطني أن يعرف بقرار كروي قبل أن يصدر من الرابطة، كما طمع في الصعود فريق اتحاد تبسة المتأهل للدور نصف النهائي في حالة معاقبة اتحاد عنابة، وانهال انتقادا موقع أنصار تبسة 1936 على الرابطة الكروية والسيد طليبة على وجه الخصوص، الذي أصبح من خلال إطلالة فايسبوكية، وتغير في قرار، إلى أشهر رجل كروي، وسرق الأضواء من السيد محمد روراوة على حد تعبير أنصار ترجي ڤالمة.

الأندية المجتمعة في القبة البيضاء بقسنطينة، الأربعاء، طالبت ضمنيا، من برلمانيي ولاياتها التحرك، وهو ما جعل الشروق اليومي تتصل بعدد من نواب الشعب، نهار الخميس، حيث قال سليم سنوسي برلماني ممثل لولاية بسكرة، بأن قضية اتحاد عنابة والعقاب الذي انقلب رأسا على عقب صغيرة جدا، وكبيرة جدا في نفس الوقت، ووجد الأعذار للسيد بهاء الدين طليبة، الذي يمثل عنابة، لأن معلومات ربما قد بلغته عن احتجاجات محتملة سنشهدها عنابة الأربعاء، تزامنا مع زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال، فتحرك لأجل الصالح العام، وهو رجل أعمال له أسلوبه في التعامل مع الأمور والتواصل مع مواطني عنابة، أما عن رد فعل برلماني بقية الولايات، فقال البرلماني سليم سنوسي، بأن البرلماني مطالب بألا يُنزل المستوى إلى التراشق الجهوي، ويثير الفتن بين المدن، وولاية بسكرة لها انشغالات اجتماعية واقتصادية أكبر من قضية صعود ناد للقسم الثاني المحترف، التي من المفروض أن تبقى رياضية لها أهلها، أما النائب عن ولاية سكيكدة من جبهة التحرير الوطني، السيد هشام رحيم، فقال لـ"الشروق" بأنه ابن وفاق القل المتضرر الأكبر من القرار، لأنه كان مصارع جيدو في هذا النادي العريق، وأعرب عن استعداده من دون تراجع للتنسيق مع أسرة وفاق القل، ولكن في إطار قانوني، من أجل خدمة الرياضة والفرق الكروية، واستنكر كل إجراء مسّ بالقانون، وإذا كان بقية البرلمانيين لم يبدوا برأيهم بعد، فإن المؤكد أن رائحة الكرة ستصل هذه المرة إلى البرلمان وبقوة، ولن تكون هناك الكراسي الشاغرة، لأن أنصار العديد من الفرق من تقرت وبسكرة ووفاق القل ومولودية قسنطينة وحي موسى في جيجل، مدعمة بمقرة بولاية المسيلة وترجي قالة وعين امليلة بولاية أم البواقي، سيضغطون بالخروج إلى الشارع، حسب رؤساء الأندية، تماما كما فعل أنصار اتحاد عنابة، ورد عليهم انصار حي موسى باحتجاجات في جيجل، أو بنقل الانشغال إلى الاتحاد الدولي الفيفا، التي ترفض جملة وتفصيلا إقحام السياسة في الشأن الرياضي، وتعاقب بقوة حتى المنتخبات، كما حدث مع الكويت المحرومة من المشاركة الدولية.