وزرع الصهاينة التعصبات السلطوية والدينية والقبلية
22-10-2014, 04:02 PM


(لا شك أن الحراك الشعبي في الوطن العربي ظاهرة جديدة، يمكن وصفها افتراضا بأزمة سياسية عميقة أنتجها الإحباط الذي أصاب الشعوب العربية وأضر بفئات واسعة من شبابها فانتفضت تطالب بالإصلاح السياسي، وتطالب باحترام حقوق الإنسان وتوفير العيش الكريم وهي مطالب مشروعة.
هذه انتفاضات اصطلح على تسميتها بـ ( الربيع العربي – أو الثورات العربية - أو الحروب الأهلية ) وأنت سميها كما تشاء فالمؤكد أنها كانت مثيرة للدهشة والانبهار لكنها تختف كحدث عن الثورات القائمة على المبادئ المنتجة لأنظمة جديدة على صعيد الفكر والسياسة والقيم الإنسانية ولم تتعدى كونها هيجان شعبي أو قع تصدعات في انظمة الحكم واسقط انظمة حاكمة واقام انظمة على انقاضها ،انظمة مبهمة لم تتحدد معالمها بعد . تنهج نهج الأنظمة السابقة اجتماعيا، واقتصاديا، وسياسيا في مظهر جديد).كان هذا اهم، ما جاء في صدر مقالنا، "الحراك الشعبي في الوطن العربي... والمشروع الصهيوني" بتاريخ 27جوان 2013م تحت عنوان" بتاريخ 27جوان 2013م "
وقد اغضب مقالنا البعض ممن شعروا بأنهم معنيين بما ورد فيه، وقالوا أنه مناف للحرية و الديمقراطية، لذا توقعنا منهم حينها ردا طويلا عريضا مقنعا معبرا عن سلامة التوجه واستقلالية الرؤى...لكن لم يحدث الا ما نراه اليوم من عبء وعيوب ما حدث. وأحال الواقع جحيماً.
والحق أن هناك وضعا جديدا، أشياء تنبت وأشياء تتغير وأفكاراً جديدة تولد، وتعاليم تحفظ، وتعليمات أمريكية تنفذ. ومع الألم الذي يعتصر الفؤاد، حركت الأصابع القلم، في محاولة الاقتراب من حق ضاع أو أوشك ان يضيع.
وهدفنا لم يكن تهويلا واخافة الناس يومها، لكن هدفنا كان كشف حقيقة ما يحاك من حول أمتنا من مؤامرات،
وليس ما استندنا إليه في حكمنا على الشعارات والنعوت في تداول مفردة (( الربيع العربي)) كان سطحيا.
فالتغيير والثورة التي تنطلق باسم الديمقراطية والحرية وتطالب برحيل رأس النظام وباي ثمن كان؟! حتى ولو على حساب سيادة وحرية الوطن، انما لها هدف آخر لا يمت إلى الديمقراطية والحرية بصلة وهو استبدال هيمنة بهيمنة اشد بطشا أي أنه أمر لا يعني التغيير الثوري، ولا يحمل من الثورة الا اسمها.
ومن المؤكد ان "الشك المبرر أقل ضررا من السذاجة المفرطة" فاعتبارنا أن ما كان يجري على الساحة العربية من حراك يندرج ضمن مؤامرة صهيونية، ليس لكون الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه، كان وما زال وسيبقى محط استهداف الاستراتيجيات الدولية المتقابلة وتلك الإقليمية الملتحقة أو المتماهية معها، وبالتالي فإنه من خلال قدرة أصحاب هذه الاستراتيجيات على التأثير، بالاستناد إلى الامكانات الكبيرة المتاحة لهم.
وليس لأن الفترة الزمنية الطويلة، للاستعمار المباشر لهذه المنطقة العربية مكنت القوى الاستعمارية من إقامة مرتكزات سياسية واجتماعية، تلجأ إليها عند الحاجة.
وليس لطبيعة هذه المنطقة التي تحتل موقعاً شديد الأهمية في الجغرافيا والسياسية الدولية وتحتوي على مخزون من النفط والمواد الأولية، التي ترتبط بعجلة الانتاج الصناعي والمنظومات الخدماتية، ما يجعل القوى الاستعمارية لا تتساهل مع من تعتبره مهدداً لهذه الاستراتيجية،
وليس لأن خروج المنطقة العربية من تحت سقف الهيمنة الدولية، وبروز حالة شعبية ضاغطة على النظم الحاكمة، ومنشئة لنظم وطنية مستقلة مفتوحة في برامجها السياسية الاستراتيجية، ما قد يجعل من الكتلة الشعبية العربية كتلة مؤثرة.
وليس لأن اغتصاب فلسطين، لم يكن باستهدافاته السياسية اغتصاباً لفلسطين وحسب، بل أيضاً لإقامة قاعدة ميدانية استراتيجية للنظام الاستعماري، تنفيذاً للاستراتيجية الدولية التي أرسى دعائمها الأولى نابوليون.
ليس لكل ذلك فحسب، وليس نكرانا منا لوجود أسباب موضوعية تحرك شعب كان خارج كل حساب في الصراع السياسي بين النظم ومعارضيها
من هذه الأسباب الموضوعية التي لا ينكرها الا جاحدا:
- نذكرالقهر السياسي المتراكم في الوجدان الشعبي الجمعي للجماهير العربية والذي بدأ يقترب أو بتعبير أدق قارب درجة الغليان، بعدما استفحلت إجراءات الضاغطين المتحكمين في القرار السياسي.
-الفساد الذي استشرى في مفاصل المؤسسات بسبب غياب أو تغييب المساءلة وانعدام الشفافية في إدارة الشؤون العامة، واستفحال المحسوبية وتحول الاقتصاد إلى اقتصاد ريعي في جميع انحاء وطننا العربي.
إنما رؤيانا انطلقت من منظور تاريخي بعدما تبين لنا، ان القوى الخارجية من دولية وإقليمية أخذت تقدم نفسها كمظلات سياسية مع تغطيات إعلامية، ومساعدات عسكرية، وتدخلاً بصيغة أو بأخرى في الحراك لتوجيه دفة الأمور بالاتجاه الذي يخدم مصالح الصهيونية.
هذه صورة نعتقد انها تكفي للقول: ان الحراك القائم يومها لا يحمل من الثورة الا اسمها.
ونحن هنا إذ نقدم اعتذارنا لمن نرغب في مشاركتهم هموم الأمة، عم قد تثيره مضامين الموضوع من سوء فهم ومراجعات قد لا تروق له، نرى أن هناك أمورا ينبغي أن توضع في الحسبان، منها أن ما يقدم عن الأزمات العربية عَرضا واستعادة وتكرارا ليس جهدا ضائعا أو منقطع الصلة بتاريخ امتنا.
كما نهدف هنا إلى محاولة اختراق حجب الضباب التي تفصلنا عن المستقبل وقد حجبت عنا شيئا من الماضي. عن طريق معاودة فحص حالتنا التي لا ولم تخرج عن مخطط الصهيونية....
لقد جاء في البند الخامس من بروتوكولات حكماء صهيون: {كان الناس في الماضي ينظرون الي الملوك وكأنهم اًلهه أحكامهم مطاعه دون تفكير مهما كان الحكم صعبا, ولكن منذ أن تسللنا إلي عقول العامة ووضعنا فكرة الحقوق الذاتية في عقولهم وأن لكل مواطن حق، أصبحوا ينظرون إلي الملوك وكأنهم أشخاص عاديين مثله مثلهم فسقطت حينها هيبه وعزة الملوك في نظر الرعاع ومن هنا انتقلت القوة من الملوك الي الشارع بين الرعاع وبالتالي اختطفنا منهم القوة}.
وقد ورد في نص البند الأول من تلك البروتوكولات: {إن أفضل وسائل الهيمنة على العالم تأتى باتباع أساليب العنف والإرهاب} كما وردت الجملة: {الأخلاق والسياسة أمران لا يجتمعان ولهذا السبب يجب اللجوء إلى الدهاء والمكر...}
الصهيونية الحديثة حركة سياسية عنصرية متطرفة ارتبطت بشخصية اليهودي النمساوي -هرتزل -الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث، والمعاصر الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم. وهي ترمي مند القدم إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله.
وهاهم اليهود قد زرعوا بين كل فرد وأخر وبين كل وآخر التعصبات السلطوية والدينية والقبلية وبذلك لم تستطيع أي حكومة عربية منفردة ايجاد عوناً لها من الدول والحكومات الأخرى لتساعدها على المقاومة ضد اليهود وأصبح اللجوء الى الاحتماء بالأعداء سنة، وقد بلغ المخطط الصهيوني مبلغه، وهاهم يحرقون أبناء الأمة في كل مكان في العراق في سوريا في فلسطين. ويقيمون لاقتسام الأقصى مع المسلمين عرسا كبيرا في انتظار الاستحواذ عليه تماما.
فماذا بقي للحكام العرب المتحالفون مع الصهاينة من شرف؟
وماذا بقي (للثوار) من معنى للمطالبة بالحقوق والمكابرة بالخطأ؟ أجيبونا عما كنتم تدعون صادقين

[email protected]
الحمد لله
غيمة تمطر طهرا
التعديل الأخير تم بواسطة محمد 07 ; 22-10-2014 الساعة 07:44 PM سبب آخر: اضافة الايميل