تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
تركيا في الإستراتيجية الأمريكية المعاصرة
08-06-2010, 08:09 PM
تركيا في الإستراتيجية الأمريكية المعاصرة

دراسة في تطور العلاقات التركية الأمريكية بعد الحرب الباردة 1991ـ 2007

الكتاب من تأليف: د. لقمان عمر محمود النعيمي
الموصل: جامعة الموصل ـ مركز الدراسات الإقليمية 2008
يقع الكتاب في 180 صفحة

عرضه للمجلة: وليد مال الله

(1)

استفادت الولايات المتحدة الأمريكية من موقع تركيا الجغرافي الإستراتيجي المهم. لذلك بقيت المصالح والتوجهات الأمنية العالمية أو الإقليمية للولايات المتحدة وليس مشاعر الصداقة والقيم والأيديولوجيات المشتركة، القوة المحركة للسياسة الأمريكية تجاه تركيا تحديداً.

ولم تكن تركيا في نظر الأمريكيين، وضمن المخطط الإستراتيجي الأمريكي تجاه منطقة الشرق الأوسط، تحديداً في أعقاب انتهاء الحرب الباردة، إلا إحدى أدوات احتواء العراق وإيران، وتدعيم عملية السلام المحتضرة في الشرق الأوسط، عن طريق توسيع وتوثيق التعاون التركي ـ الإسرائيلي، ومراوغة روسيا وإيران والالتفاف حولهما في عملية إيصال الكميات الكبيرة من ثروات آسيا الوسطى من الطاقة الى الأسواق وغيرها من المصالح الإستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة.

جاء الكتاب ليلقي الضوء على (التحالف المضطرب) الأمريكي ـ التركي، خلال 16 سنة من العلاقات والأحداث الساخنة في منطقة الشرق الأوسط.

(2)

والكتاب يحتوي على أربعة فصول، يتحدث الفصل الأول عن تركيا والولايات المتحدة في عهد الرئيس (كلينتون)، فيما يتناول الفصل الثاني تطور العلاقات الأمريكية ـ التركية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، كما خصص الفصل الثالث بالحديث عن القضية العراقية وتأثيرها في العلاقات التركية الأمريكية، فيما يبحث الفصل الرابع في موضوع تركيا والولايات المتحدة بعد احتلال العراق.

على الرغم من أن انتهاء الحرب الباردة في مطلع التسعينيات شكل منعطفاً تاريخياً ونقطة تحول، ليس في العلاقات التركية ـ الأمريكية فحسب، بل في العلاقات الدولية عموماً، فإن ما جرى على صعيد العلاقات الثنائية بين الطرفين هو إعادة تقويم كل طرف لعلاقاته مع الآخر في ضوء الاعتبارات والظروف الدولية الجديدة التي تشكلت بعد الحرب الباردة.

وهكذا عدَّت الولايات المتحدة علاقاتها بتركيا بأنها (علاقات إستراتيجية) في ضوء ما يفرضه دور تركيا الجديد من أهمية في مرحلة باتت المصالح الأمريكية أكثر عمقاً وتوسعاً بحكم كونها قد غدت وكأنها القطب الوحيد في العالم دون منافس.

وفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر/2001، دخلت العلاقات التركية ـ الأمريكية مرحلة جديدة من التحالف الإستراتيجي، نتيجة التقاء مصالح الطرفين في محاربة ما يسمى (الإرهاب الدولي) وانضمام تركيا الفوري الى التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة في أعقاب الأحداث المذكورة، ثم مشاركتها في الحرب على أفغانستان.

لكن السياسات التركية والأمريكية ما لبثت أن تضاربت فيما يتعلق بقضية العراق تحديداً فأحدثت توتراً كبيراً في العلاقات السياسية بين الطرفين، إلا أن التحالف الإستراتيجي بينهما لم يتأثر.

وقد حاولت كل من تركيا والولايات المتحدة إصلاح علاقاتهما الثنائية في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق، لكن تركيا كانت أكثر حرصاً على إصلاح تلك العلاقات نظراً الى حاجتها الى الدعم الأمريكي لدى مؤسسات التمويل الدولية، والى مساندة عضويتها في الاتحاد الأوروبي، والى اعتقاد صنَّاع القرار السياسي في تركيا أن الوجود العسكري الأمريكي في العراق سوف يطول أكثر مما يتوقعه الكثيرون، حفاظاً على مصالحها في المنطقة.

(3)

شَكَّل التعاون العسكري بين تركيا والولايات المتحدة خلال عقد التسعينات من القرن الماضي محوراً مهماً من محاور علاقاتهما الإستراتيجية، وعاملاً فاعلاً في تعميق هذه العلاقات.

وكان الهدف الأمريكي من ذلك التعاون متطابقاً مع الهدف التركي، الذي تمثل في تلبية حاجات تركيا المتزايدة من الدعم العسكري لتحديث الجيش التركي فيما يتعلق بالتجهيزات والمعدات العسكرية، ليكون بمستوى الدور الذي تقوم به تركيا في الحفاظ على المصالح الإستراتيجية في المناطق التي تستطيع تركيا أن تؤثر فيها، كالشرق الأوسط وآسيا الوسطى والبلقان والقوقاز وبحر قزوين.

كما شهدت العلاقات الاقتصادية بين الطرفين تطوراً ملحوظاً في عهد إدارة كلينتون، التي أبدت تفهماً واضحاً لرغبة تركيا في توسيع علاقاتها مع الولايات المتحدة الى أبعد من حدود التعاون الأمني والعسكري.

وأدركت واشنطن أن توثيق العلاقات الإستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة يتطلب حتماً تعاوناً مكثفاً على الصعيد الاقتصادي بما يخدم أهداف الدولتين. وتباينت السياسات التركية والأمريكية الإقليمية تبايناً واضحاً في منطقة الشرق الأوسط بعد حرب الخليج الثانية، خصوصاً ما يتعلق بالموقف من العراق وما يتعلق بتعقيدات المسألة الكردية فيه، وتأثيراتها في المسألة نفسها داخل تركيا، وبالموقف من سوريا وإيران، ومصالح تركيا في إقامة علاقات طبيعية معهما.

أما العلاقات التركية ـ الإسرائيلية، فقد وجدت دعماً أمريكياً ملحوظاً لأنها تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة من جهة، وتقوي وتشجع المؤسسة العسكرية التركية ذات الميول الغربية، من جهة أخرى.

(4)

لقد كان دور تركيا في ما يتعلق بالقضية العراقية دوراً حيوياً؛ ففضلاً على دعم تركيا للتحالف ضد العراق في حرب الخليج الثانية، فإن التعاون التركي على تطبيق قرارات مجلس الأمن في معاقبة العراق ظهر من خلال دعم العمليات العسكرية الأمريكية في شمال العراق انطلاقاً من قاعدة (إنجرليك) الجوية، وهو الدعم الذي كان من الأهمية بمكان بالنسبة للولايات المتحدة.

انطلاقا من مصلحة الولايات المتحدة المتمثلة في إرساء الدولة التركية بصورة أكثر أهمية من ذي قبل، في ضوء المصالح الإستراتيجية الأمريكية، فقد دعمت الولايات المتحدة بفاعلية دخول تركيا للاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي عام 1995، والذي أسس في وضع أسبقية في دبلوماسية الولايات المتحدة في ما يتعلق بعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن نشوب أي نزاع تركي ـ يوناني قد يهدد المصالح الأمريكية، فإن أمريكا لم تعمل بجدية في مجال الحيلولة دون زيادة حدة التوترات بين الطرفين.

ومع أنها بذلت جهوداً دبلوماسية مكثفة لإعادة الاستقرار للعلاقات التركية ـ اليونانية فإنها لم تستطع أن تخفض من حدة تلك التوترات. وتنطبق هذه السياسة أيضا على القضية القبرصية التي شكلت عاملاً بارزاً في النزاع التركي ـ اليوناني.

يتبع

المصدر: المجلة العربية للعلوم السياسية العدد 26/ ربيع 2010
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 05-02-2009
  • الدولة : الأردن/ الرمثا
  • العمر : 72
  • المشاركات : 1,896
  • معدل تقييم المستوى :

    17

  • ابن حوران is on a distinguished road
الصورة الرمزية ابن حوران
ابن حوران
شروقي
رد: تركيا في الإستراتيجية الأمريكية المعاصرة
08-06-2010, 08:10 PM
(5)

ومع أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 مثلت تحدياً حقيقياً للقوة العظمى في العالم، فإنها شكلت في الوقت نفسه انطلاقة جدية للولايات المتحدة في تبني إستراتيجية جديدة في ما وصفته ب (الإرهاب الدولي).

والمتتبع الدقيق للسياسة الخارجية الأمريكية منذ بداية الحرب الباردة، يرى أن الولايات المتحدة هي التي تصنع أعدائها وِفق تصوراتها وسياساتها العدوانية، وبالتالي هي التي تتبنى السياسات والإستراتيجيات المناسبة لذلك العدو من خلال تشغيل ماكنتها السياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية، لتسويغ حروبها المعلنة وغير المعلنة في العالم.

وهكذا، فقد تم استبدال عدو الأمس (الاتحاد السوفييتي السابق) بعدو جديد هو (الإرهاب الدولي)، وهو عدوٌ يخدم مصالحها في كل زمان ومكان، باعتبار أنه ليس محدداً بمكان ولا مؤطراً في زمان، وليس هناك مجموعة محددة تمثله، وبالتالي فإن الباب مفتوحٌ على مصراعيه أمام الولايات المتحدة كي تفعل ما تشاء، وتحارب من تشاء في أي مكان ترغب، وأي دولة تُحدِّد تحت مسمى محاربة الإرهاب.

صحيح أن انتهاء الحرب الباردة لم يُقلل من أهمية تركيا في الإستراتيجية الأمريكية، بل بالعكس من ذلك، زاد من أهميتها، إلا أن هجمات 11 سبتمبر أسهمت في تحديد الدور المناسب لتركيا في تلك الإستراتيجية، فكان دخول تركيا في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في الحرب ضد أفغانستان عام 2001 معبراً عن ذلك الدور الذي وجدت فيه تركيا عاملاً قويا في تسويغ حربها الطويلة ضد حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة ضمن المنظمات الإرهابية.

وبالتالي فإن الإستراتيجية الأمريكية في مواجهة الإرهاب خدمت المصالح التركية في مواجهة حزب العمال الكردستاني، وهذا ما يسمى هنا (توافق المصالح).

(6)

وفي ما يتعلق بموقف تركيا من الحرب ضد العراق، فقد تباينت المصالح التركية مع المصالح الأمريكية في هذه القضية؛ فالولايات المتحدة اعتبرت هذه الحرب مرحلة ثانية من السيناريو الأمريكي في ما يصفه الأمريكيون حرباً ضد دول (محور الشر) أو (الدول الداعمة للإرهاب)، وهي العراق وإيران وكوريا الشمالية، فيما رأت تركيا أن هذه الحرب ليست كالحرب ضد أفغانستان، ولا تحمل مسوغاتها القانونية التي يحددها مجلس الأمن الدولي، كما فعل قبيل الحرب على أفغانستان، فضلاً على أن الولايات المتحدة ذهبت بمفردها الى الحرب دون حلفائها الأوروبيين.

والأخطر من ذلك أن تركيا هي أكثر دولة عانت اقتصاديا من حرب الخليج الثانية عام 1991 وما تبعها من حصارٍ على العراق طوال عقد التسعينيات من القرن الماضي، علاوة على ما ستجلبه تلك الحروب من مشكلات أمنية لتركيا هي في غنى عنها في هذه المرحلة.

ومع ذلك، فإن التوتر الذي حصل في العلاقات الأمريكية ـ التركية جراء عدم مشاركة تركيا في الحرب ضد العراق في آذار/مارس 2003، لم تكن سوى حادث طارئ في العلاقات الثنائية بين البلدين، ولم يؤثر في تحالفهما الإستراتيجي الذي تمتد جذوره لأكثر من أربعة عقود. وما لبثت العلاقات أن عادت الى طبيعتها بعد أشهر من التوتر.

ومع اندلاع الأزمة العراقية، واجهت تركيا معضلة صعبة تتلخص في رفضها لمنطق الحرب الذي يتناقض مع مصالحها الوطنية من جهة، وتأييدها للحليف الأمريكي الذي بدا أنه مُصِرٌ على خيار الحرب، بينما تحاول تركيا تفادي السلبيات التي نجمت عن تجربتها السابقة في التعاون مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية؛ إذ خسرت تركيا ما بين 50ـ 100 مليار دولار من مواردها التجارية خلال عقد التسعينيات وما بعده نتيجة للعقوبات الاقتصادية التي فُرِضَت على العراق.

كما أن المدن التركية المتاخمة للعراق عانت أسوأ العواقب من الحصار الاقتصادي، وهو الأمر الذي دفع الأكراد الناقمين على الحكم التركي والعاطلين عن العمل الى الالتفات نحو العمل السياسي وحمل السلاح ضد الدولة. وإذا كانت تركيا قد لجأت للمساومات والتقدم بطلبات ضخمة للأمريكيين، فقد كان ذلك نتيجة للدعم الشعبي الكبير الذي رأى أن الحرب ليست حرب تركيا.

(7)

تُعد المسألة الكردية في العراق جوهر القضية العراقية بالنسبة الى تركيا، وتمثل معادلة صعبة في العلاقات التركية ـ الأمريكية، وعامل انقسام حقيقي في سياسة كل من تركيا والولايات المتحدة تجاه هذه المسألة؛ فتحالف الأكراد مع أمريكا أعطاهم دفعاً قوياً باتجاه المطالبة بكركوك ومناطق وأقضية كبيرة في محافظة الموصل، وهو ما يُعد خطاً أحمر بالنسبة لتركيا، الأمر الذي أدى الى استياء شديد من أنقرة تجاه سماح واشنطن للأكراد برفع سقف مطالبهم الى مستوى تصفه تركيا ب (الخطير).

وعلى الرغم من أن بوش قدم لأردوغان ضمانات ووعوداً قوية بعدم السماح للأكراد بالسيطرة على مدينة كركوك، فإن مخاوف تركيا من تقدم مستوى التحالف الكردي ـ الأمريكي في العراق باتجاهات لا ترغب فيها تركيا، وتهدد ما تصفه ب (مصالحها القومية)، تقوض تلك الوعود وتجعلها غير ذات قيمة على أرض الواقع.

ومهما يكن حجم الخلاف التركي ـ الأمريكي حول المسألة الكردية في العراق، فإن الولايات المتحدة تدرك جيداً، في نهاية الأمر، أن علاقاتها الإستراتيجية مع تركيا غير قابلة للمساومة مقابل علاقاتها مع أكراد العراق، ذلك أن مستوى المصالح الإستراتيجية المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة يعلو على مستوى أية مصالح يمكن أن تتمخض عن التحالف الكردي ـ الأمريكي.

من هنا، فإن الولايات المتحدة غير مستعدة للتضحية بمصالح إستراتيجية بعيدة المدى مع شريك إستراتيجي غير قابلة للمساومة، مثل تركيا، مقابل مصالح أخرى مؤقتة وقصيرة المدى أملتها ظروف الحرب على العراق.

يمثل وجود بعض مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق تحدياً إضافياً آخر للتحالف التركي ـ الأمريكي، ويضع الولايات المتحدة بعد احتلالها للعراق أمام مسؤولية تنفيذ وعودها التي قطعتها لتركيا بالتنسيق معها حول تصفية عناصر هذا الحزب الذي عَدَّته (منظمة إرهابية).

وعلى الرغم من انزعاج تركيا مما اعتبرته (سياسة التسويف والمماطلة) الأمريكية في تنفيذ تلك الوعود، فإنها تتفهم وضع الولايات المتحدة الحرِج في العراق، الأمر الذي جعلها تتخبط في وضع خططها السياسية والعسكرية هناك، وأعاق مخططها الإستراتيجي في المنطقة.

وبالتالي، فإنه في الوقت الذي لا تريد فيه تركيا إغضاب الولايات المتحدة وتحميلها أعباءَ جديدة داخل العراق، فإن إصرارها المستمر على الجانب الأمريكي في هذا الصدد يأتي من محاولة استغلال فرصة إعطاء الولايات المتحدة لها الضوء الأخضر في تصفية مقاتلي حزب العمال الكُردستاني، حتى لو تطلب ذلك العمل بمفردها.

انتهى
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 12:05 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى