الوجدان الكردي يستذكر "جمهورية ماهاباد"
30-10-2017, 07:06 PM
بعد خيبة أمل الأكراد إثر سقوط مشروع انفصال إقليم كردستان عن العراق، أعاد المتتبعون الذاكرة إلى الوراء وبالضبط إلى "ماهاباد"، التي أراد الأكراد أن يجعلوها أول دولة كردية في العصر الحديث، قبل أن تسقط بدورها وتتحول إلى رمز كردي.

وماهاباد هي جمهورية كردية تأسست في أقصى شمال غرب إيران يوم 22 يناير 1946، بمساندة الاتحاد السوفياتي، وسط فوضى ما بعد الحرب العالمية الثانية، سقطت بعد تراجع السوفييت أنفسهم إثر تفاهمات مع الحليف اللدود، الولايات المتحدة.

وسرعان ما تلاشت "ماهاباد" بعد نحو 11 شهرا فقط على إعلانها من قبل الزعيمين الكرديين قاضي محمد، ومصطفى بارزاني، والد زعيم إقليم كردستان العراقي الحالي.

ومعلوم أن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، من مواليد "جمهورية كردستان الأولى" (ماهاباد)، بتاريخ ولد في 16 أغسطس 1946، أي بعد 7 أشهر على إعلان تأسيس الدولة.

وكان الأكراد يأملون في تأسيس دولتهم المستقلة في ماهاباد، إلا أن خططهم باءت بالفشل، ونفس الأمر تكرر في إقليم كردستان العراق.

وداعبت "جمهورية مهاباد" حلم الأكراد في الوصول إلى الوطن المنشود الموحد الذي يمتد على طول منطقة جغرافية متصلة، ولكن مقسمة بين تركيا وإيران وسوريا، بالإضافة إلى العراق.
ظروف التأسيس

وكان السوفييت، وفي محاولة لتحقيق أهدافهم التوسعية غداة نجاحهم في هزيمة النازية، قد توغلوا في الأراضي الإيرانية دافعين الشاه رضا بهلوي إلى التنحي، قبل أن يعينوا نجله خلفا له بموافقة بريطانيا.

وعلى أثر ذلك، عمد الاتحاد السوفياتي، الذي كان يتزعمه جوزيف ستالين، إلى دعم الزعيمين الكرديين بإعلان "جمهورية مهاباد" في أقصى شمال غرب إيران حول مدينة مهاباد، التي باتت العاصمة.

بيد أن الصفقات الدولية وتقاسم النفوذ بين القوى العظمى، التي خرجت من الحرب الكونية الثانية منتصرة ولاسيما الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، لعبت دورا في القضاء على هذه "الجمهورية الناشئة".

وانتهى الحلم بإعدام السلطات الإيرانية قاضي محمد وفرار بارزاني من منطقة مهاباد، التي تجاور مناطق أخرى غير فارسية ولكن تخضع للسيادة الإيرانية، على غرار إقليمي بلوشستان، وخوزستان ذي الأغلبية العربية.
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب تموت الأسود في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب وذو جهل قد ينام على حرير وذو علم مفارشه التراب