تسجيل الدخول

تأملت جملة من المنشورات الداعية إلى تحريم أو ترك الاحتفال بالمولد النبوي وبدعيته فلم أجد لهم ألا حجة واحدة هي: لم يفعله السلف.ويتفرع عليها قولهم لو كان الاحتفال خيرا لسبق إليه الصحابة والتابعون
فقلت في نفسي هل يجب على الأمة ترك كل ما لم يفعله السلف ؟ ام ان هناك تفصيل ؟ وهل الاحتفال بالمولد عبادة الاصل فيها التوقيف أم هو من باب العادة التي الأصل فيها الإباحة ؟وهل هذه الحجة مطردة في جميع المسائل ام هي خاصة ببعضها دون بعض ؟ وما هو ضابط المسائل المتروكة وفعلها بدعة من غيرها؟ اسئلة كثيرة راودتني لأنني وجدت كثير ممن يحرمون المولد يبيحون ذكرى ملوكهم بل وعلمائهم كذكرى وفاة الشيخ ابن باز رحمه الله
و وجدتهم يقولون في العقيدة ما ليس هو بمعروف عند الصحابة والتابعين كنظرية تقسيم التوحيد ولا يعترضن علينا احد بتنصيص بعض الاعلام عبارة توحيد الربوبية او عبارة توحيد الالوهية لان كلامي في نظرية تقسيم التوحيد غذا هو ثابت باستقرا ءشيخ الاسلام ابن تيمية كما يقولون هم بانفسهم
فلست ادري هل يحل لهم ما يحرم على غيرهم ؟ ام ان القوم لهم مشكلة مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ و الا كيف يجوز الاحتفال بذكرى الشيخ ابن عبد الوهاب كل سنة اسبوع كاملا والاحتفال باليوم الوطني وهو يوم تملك فيه ال سعود زمام الحرمين وذكرى وفاة ابن باز رحمه الله ولا يجوز الاحتفال بذكرى النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم كيف يكون الترك حجة في العادات (لأن الاحتفال عادة لا عبادة عند جميع المحتفلين به) ولا يكون حجة في العقائد ؟ اسئلة كثيرة فهل من مساعد

قالتها ام هديل وخلاتها زاد النبي وفرحنا بيه

أخي الكريم : أنا لست من المحتفلين بالمولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم كلّ عام لسبب واحد هو أنني غير متيقن من يوم مولده خصوصا وأن الثاني عشر من ربيع الأول يوافق تاريخ وفاته يقينا فأخشى أن أكون من المحتفلين بوفاته .
وأما الاحتفال بيوم مولده فهو مشروع كل اثنين من كل أسبوع لا كل سنة فقط كما كانت سنته صلى الله عليه وسلم الصيام يوم الاثنين فلما سئل عن ذلك قال : "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ " رواه مسلم ، فدل على مشروعية الاحتفال بالطريقة الشرعية وهي شكر الله بالصيام كل أسبوع ، ويشهد لذلك أيضا صيام يوم عاشوراء فإن سببه شكر الله على نجاة موسى عليه السلام ومن معه من فرعون وقومه ، إذ لمّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ " رواه البخاري . فدلّ على مشروعية الاحتفال بهذه الأيام السعيدة والتي حدثت فيها أحداث غيرت غيّرت مجرى التاريخ ، ومن ذلك غزوة بدر ويوم الحديبية ويوم فتح مكة وغيرها ، قال تعالى : " وذكّرهم بأيّام الله " .
ولقد أعجبني طرحك في البداية إلى أن وصلت إلى قولك : "ام ان القوم لهم مشكلة مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ " رأيت أنك قد جانبت الصواب فنحن لا نشك في إخلاص المحتفلين ولا غير المحتفلين ، فلا يدفعنّك الخلاف في المسألة إلى التشكيك في النوايا خصوصا وأنك ترى أنها من مسائل العادات ، فإنها لا ترقى عندك إلى هذا المستوى من القدح . وجزاك الله خيرا .
ثم مع ذلك فأنا أخالفك في جعل الاحتفال بالمولد عادة ، بل هو عبادة جليلة ، لكنه لا يكون بالأكل والشرب والرقص وإحراق الأموال ... بل يكون بالطريقة الشرعية وهي شكر الله بالأفعال ، ومنها الصيام كما أسلفنا . والله أعلم بالصواب

اذاكان الاحتفال بيوم عاشورة ويوم بدر ويوم فتح مكة وغيرها من الايام والمناسبات السارة للمسلمين فإن بوم مبلاد المبعوث رحمة لعالمين في نظري هو اسعد ايام الكون بكامله ليس على المسلمين فقط وهو ايضا من ايام الله فإني اعتبر هذا اليوم من اعظم الايام ويجب الاختفال به في اطار حدود الشرع استنادا الى اقوال العلماء كالشيح رمضان البوطي والشيخ الشعراوي رحمهما الله وغيرهم من علماء الامة.