داعش "ينهار" في الرقة.. 400 مقاتل آخر ما تبقى للتنظيم
19-09-2017, 03:50 PM


الرقة السورية بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على المدينة (المصدر)





أكدت مصادر في سوريا، أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد قادراً على الصمود في مدينة الرقة شمال البلاد، بسبب نفاد مخزونه من الأسلحة، مشيرة إلى أنه لم يتبق للتنظيم سوى 300 أو 400 مقاتل بعد مقتل المئات من مسلحيه، وأن التنظيم بات على وشك الانهيار.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، أن الاشتباكات العنيفة مازالت مستمرة في أطراف حي الرميلة بمدينة الرقة السورية، بين عناصر من تنظيم داعش و قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع استمرار القصف الجوي من قبل طائرات التحالف الدولي على مناطق في المدينة، إضافة لاستمرار القصف الصاروخي من قبل قوات عملية "غضب الفرات".

وقال المرصد السوري في بيان، نقلاً عن مصادر وصفها بالموثوقة، إن "تنظيم داعش الذي لم يتبق من عناصره سوى 300 أو 400 مقاتل في المدينة بعد مقتل المئات من مسلحيه، لم يعد قادراً على الصمود لفترة طويلة في الرقة، نتيجة بدء نفاد مخزونه من المعدات العسكرية والأسلحة والنقص المتزايد في المواد الغذائية".

وأوضحت المصادر أن ما يؤخر سيطرة قوات عملية "غضب الفرات" التي تشنها "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة على الرقة، يعود لكثافة الألغام التي زرعها التنظيم في المدينة، إضافة لوجود آلاف المدنيين المستخدمين كدروع بشرية من جانب التنظيم.

وكشفت المصادر أن التنظيم "يعمد في بعض الحالات إلى تنفيذ عمليات تسلل لمواقع (قوات سوريا الديمقراطية)، بغية الحصول على مياه وطعام".

وكان عناصر من التنظيم فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة، قبيل وصول "قوات سوريا الديمقراطية" والقوات الخاصة الأمريكية إلى مواقعهم، وعزت المصادر ذلك إلى "الحالة النفسية والضغط الذي يعانون منه نتيجة تضييق الخناق عليهم، وعدم وجود مفر لهم للخروج من المدينة".

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية"، أحكمت سيطرتها على نحو 70% من مساحة مدينة الرقة، مقلصة نطاق سيطرة التنظيم لأقل من ثلث المدينة.

وقال المرصد: "إن داعش ما زال يُحكم سيطرته على أحياء الأندلس، وسكة القطار، والحرية، وتشرين، والتوسعية، في القسم الشمالي من مدينة الرقة، في حين لا يزال يسيطر نسبياً على بعض الأحياء التي تشهد اشتباكات وعمليات كرّ وفرّ، وهي أحياء البريد والنهضة (القسم الغربي من المدينة)، وحي الأمين بوسط الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرقي المدينة".

ويذكر أن عملية "غضب الفرات" الهادفة لتحرير مدينة الرقة من سيطرة داعش قد انطلقت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

دير الزور
وفي دير الزور، أفاد المرصد السوري، أن طائرات حربية نفذت عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، غارات استهدفت خلالها أماكن في مدينة الميادين الواقعة بريف دير الزور الشرقي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة في محور المريعية ومحاور على الطريق الدولي قرب مطار دير الزور العسكري ومحاور ثانية عند أطراف منطقة حويجة صكر، بين قوات النظام السوري وحلفاءه وتنظيم داعش.

وعبرت قوات النظام السوري أمس نهر الفرات ووصلت إلى الضفة الشرقية منه وسط "تقدم متسارع" لهذه القوات وحلفائها، ما مكنهم من توسيع نطاق سيطرتهم على نحو 31 كلم من الضفاف الغربية.

وتزامن وصول قوات النظام إلى منطقة شرق الفرات، التي تُعتبر منطقة عمليات "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكياً، مع الإعلان عن إعادة تشغيل مطار دير الزور العسكري وهبوط أول طائرتي نقل محملتين بالأعتدة فيه.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون لوكالة الصحافة الفرنسية إنّه "بقدر ما يقترب جيش النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية من بعضهما، تصبح الحاجة إلى التيقظ أكبر".

وفي هذا السياق، قال الناطق باسم "قوات سوريا الديمقراطية" مصطفى بالي في تصريحات صحافية "إنهم لم يوثقوا بعد أي عبور لقوات النظام إلى الضفة الشرقية، وهو أمر نرفضه تماماً"، مرجحاً أن يكون العبور قد تم إلى إحدى الجزر النهرية فقط، وهي جزيرة حويجة صكر.

وفي منطقة عمليات قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في الريف الشرقي لدير الزور، أفادت مصادر كردية بـ"تقدم قوات مجلس دير الزور العسكري وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة باتجاه مدينة دير الزور بوتيرة متسارعة"، لافتة إلى أنها تمكنت من التقدم نحو 60 كيلومتراً باتجاه المدينة والسيطرة على نقاط استراتيجية منها المنطقة الصناعية ومنطقة المعامل التي تمركز فيها مسلحو تنظيم داعش خلال المعارك.

ومن جهته، قال القيادي في مجلس دير الزور العسكري كندال دوغان "إن ما يؤخر تقدمهم هو أن المنطقة صحراوية ويستخدم تنظيم داعش السيارات المفخخة والانتحاريين، موضحاً أن التنظيم لا يقوم بكثير من عمليات الهجوم، ولكن اعتماده على القناصين والمفخخات".

وأشار دوغان إلى أن "معطيات المعركة تتغير في كلِ لحظة، وهذا ما يجبرنا على التنقل بين الحين والآخر"، لافتاً إلى إقدام مقاتلات عراقية على قصف أهداف لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية بمنطقة الميادين في دير الزور القريبة من الحدود العراقية أمس، وهي الثانية بعد غارات مماثلة في فبراير (شباط) الماضي طالت البوكمال.



24 - أبوظبي