“الخضر” تألقوا في “كان 96” وأحرجوا أبناء مانديلا في عز رمضان
08-05-2020, 03:24 AM



تعد دورة “كان 96” من النسخ النادرة التي جرت أغلب مبارياتها في شهر رمضان الكريم، حيث شارك فيها المنتخب الوطني بعدما غاب عن نسخة 1994 بسبب قضية كعروف، وقد رفع أبناء علي فرقاني التحدي رغم عامل الصيام، بدليل أنهم نشطوا 3 مباريات من أصل أربعة في رمضان، حيث ظفروا بـ 7 نقاط في دور المجموعات، قبل أن يسقطوا بشرف في الدور ربع النهائي أمام البلد المنضم جنوب إفريقيا الذي توج بلقب الدورة.
عرفت العناصر الوطنية كيف ترفع التحدي في دورة 96 من كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها جنوب إفريقيا، وفي الوقت الذي لعب اللقاء الأول أمام زامبيا قبل أيام قليلة عن دخول الشهر الكريم، وانتهى بالتعادل الأبيض، فإن اللقاءين الأخيرين من الدور الأول قد لعبا على وقع الصيام، كان ذلك أمام منتخب سيراليون، وعرف فوز “الخضر” بثنائية نظيفة حملت توقيع المهاجم مصابيح الذي باغت المنافس دقيقة قبل انتهاء المرحلة الأولى وبعد 16 دقيقة عن انطلاق الشوط الثاني، وهو الفوز الذي فتح الشهية لتحقيق انتصار آخر أمام بوركينافاسو بهدفين مقابل هدف واحد، حيث سجل لمصلحة “الخضر” كل من لونيسي ودزيري. وقد وضع المدرب علي فرقاني الثقة في لاعبين أغلبهم من البطولة الوطنية، على غرار حنيشاد وحمداني وبختي وسلاطني مراد ولعزيزي وزروقي وشريف الوزاني وقشير ومفتاح ومصابيح، مع تواجد محترف وحيد هو لاعب أوكسير موسى صايب.
وبعد أن حصد المنتخب الوطني 7 نقاط كاملة في الدور الأول، بعد فوزرين وتعادل، ما جعله يحتل المرتبة الأولى مناصفة مع زامبيا، مع أفضلية لهذا الأخير بسبب فارق الأهداف، فقد كان الموعد مع مباراة صعبة وحاسمة في الدور ربع النهائي، وذلك أمام منظم الدورة جنوب إفريقيا، ورغم صمود العناصر الوطنية وبروزها في عز رمضان، إلا أن الكلمة في الأخير عادت لـ”بافانا بافانا”، تحت أنظار الرئيس السابق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، في أجواء مثيرة، بدليل أن الأهداف سجلت كلها في الدقائق الأخيرة من المباراة، وفي الوقت الذي افتتح مارك فيش النتيجة لجنوب إفريقيا في (د83)، فقد تمكن طارق لعزيزي من معادلة النتيجة برأسية في (د85)، إلا أن فرحة العناصر الوطنية لم تدم طويلا، بعدما رجح أصحاب الأرض النتيجة مجددا بعد مضي أقل من دقيقة عن هدف “الخضر”، ما جعل أبناء فرقاني يغادرون هذه المنافسة بشرف، رغم الأداء المشرف، وفي أجواء رمضانية بحتة.
وقد أكد المدرب الوطني آنذاك علي فرقاني في تصريح لـ”الشروق” بأنه قبل مغادرة البلاد، أفتى علماء جزائريون بإمكانية الإفطار بجنوب إفريقيا، قياسا للظروف التي كانت محيطة بالعناصر الوطنية في تلك الفترة، مضيفا أن اللاعبين كانوا يصومون في بقية الأيام، ويفطرون فقط أيام المباريات، فيما تحفظ بعض اللاعبين بخصوص خيار الإفطار، بدليل أن الحارس حنيشاد الذي لعب أساسيا في تلك الدورة قد أكد بأن هناك لاعبون أفطروا وآخرون صاموا خلال اللقاءين الأخيرين من الدور الأول، فيما أفطر الجميع أمام جنوب إفريقيا، آخذين بعين الاعتبار فتوى تفضل بها إمام رافق وفد المنتخب المصري، خصوصا وأن مباراة جنوب إفريقيا جرت في أمسية رمضانية، قبل أن يقوم الجميع بالقضاء مباشرة بعد مغادرة المنافسة، بشكل شبيه لما قام به رفقاء قندوز بعد مونديال 82 باسبانيا، ومونديال 86 بمكسيكو.