إيبشتاين يقود كيركيرا إلى قمة الهرم اليوناني
26-10-2010, 11:56 AM
يعيش الدوري اليوناني الممتاز على إيقاع مفاجأة مدوية هذا الموسم، بعد مضي سبع جولات على انطلاقته. فبينما يتربع أولمبياكوس على الصدارة، متبوعاً بغريمه التقليدي باناثينايكوس – حامل لقب الدوري والكأس- ثم أيك أثينا في المركز الثالث، نجح وافد جديد في إيجاد موطئ قدم له بين الأربعة الكبار، مزيحاً بذلك عدداً من الأندية التي صرفت أموالاً طائلة في سوق الانتقالات ومتفوقاً على فرق يُحسب لها ألف حساب في بلاد الإغريق.

فقد فاجأ كيركيرا كل المتتبعين والمراقبين بأداء رائع لم يكن منتظراً من فريق ملتحق حديثاً إلى القسم الممتاز. ويتخذ هذا النادي المتواضع من جزيرة كورفو مقراً دائماً له، منذ تأسيسه قبل 40 عاماً. وعلى امتداد أربعة عقود كاملة، لم يحرز أبناء كيركيرا أي لقب يُذكر، بينما شكلت الاحتفالات بالصعود إلى الدوري اليوناني الأول سنة 2004 أفضل ذكرى في تاريخ النادي.

قفزة عملاقة
قبل عشر سنوات فقط، كان كيركيرا ينافس في الدرجة الرابعة، لكنه حقق صعوداً باهراً في الهرم الكروي المحلي بفضل طموح رئيسه السابق، سبيروس كالوجيانيس، حيث تسلق الفريق ثلاث درجات كاملة في سلم تراتبية الأندية ببلاد الإغريق. لكن مقامه في حظيرة العمالقة لم يدم سوى سنة واحدة، ليعود أبناء الجزيرة أدراجهم إلى الدرجة الثانية، قبل أن يتكرر مشهد الصعود والنزول مرة أخرى بين عامي 2006 و2007.

ثم عاد كيركيرا لاستجماع قواه منتصف العام الحالي، فنجح في تحقيق الصعود مجدداً إلى قسم الكبار. وبينما كانت كل المؤشرات تحيل على تكرار سيناريو المد والجزر، خالف أبناء قلعة كورفو كل التوقعات، حيث قاد المدرب بابيس تينيس كتيبته إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ النادي، إذ لم يخسر سوى مباراة واحدة من أصل سبع جولات، محققاً ثلاثة انتصارات ومثلها من التعادلات.

ويُعد لاعب الوسط الألماني، دنيس إيبشتاين، من أبرز مهندسي هذه الانطلاقة المثالية، إذ يتقاسم ابن كولونيا صدارة ترتيب الهدافين مع جبريل سيسيه (باناثينايكوس) ورفيق جبرو (أيك أثينا).

رحالة ألماني
مع أن سنه لا يتجاوز 24 ربيعاً، إلا أن مسيرة إيبشتاين مليئة بالمغامرات والتنقلات. فقد انضم إلى صفوف كولونيا عن عمر يناهز الثانية عشرة، حيث شب وترعرع إلى أن اشتد عوده وأصبح عنصراً أساسياً في تشكيلة المنتخب الألماني للشباب، قبل أن يستهل مشواره في البوندسليجا شهر أكتوبر\تشرين الأول 2005. لكن النجم الصاعد فشل في فرض ذاته داخل التشكيلة الأساسية، فقرر فسخ عقده مع ناديه الأم، لينتقل إلى كتيبة كيكرز أوفنباخ.

بيد أن الشاب الواعد لم يجح مرة أخرى في تحقيق انطلاقة قوية في دوري الدرجة الثانية، فقبل عرض إيراكليس سالونيكا قبل بداية موسم 2008\2009، ليشد رحاله صوب اليونان قصد خوض أول تجربة احترافية خارج الديار. وقد أبلى هناك البلاء الحسن واستعاد رشاقته وبريقه، مسجلاً سبعة أهداف في موسمين. وبعد تجديد العهد مع التألق، استأثر النجم الألماني باهتمام عملاق أثينا، أولمبياكوس، الذي ضمه إلى صفوفه بموجب عقد يمتد لثلاث سنوات.

بداية موفقة
استعصى على إيبشتاين إيجاد مقعد دائم في التشكيلة الأساسية للقلعة الحمراء، مما عجل بانتقاله إلى كيركيرا شهر أغسطس\آب على سبيل الإعارة. وبينما رأى كثير من المراقبين في ذلك تراجعاً مهولاً في مسيرة ابن كولونيا، تبين أن الخطوة شكلت ضربة حظ موفقة في مشوار هذا اللاعب الذي مازال يعد بمستقبل زاهر، إذ حقق انطلاقة مثالية لم تكن في الحسبان مع فريق كان يرى فيه أغلب المتتبعين فريسة سهلة في فم العمالقة.

ولم ينتظر الألماني المدلل طويلاً لإظهار تفننه في هز الشباك، إذ سجل هدفاً حاسماً في الجولة الأولى ليقود فريقه الجديد إلى فوز مستحق 2-1 على حساب أيك أثينا، قبل أن يضيف أربعة أهداف أخرى لرصيده في ست مباريات، مساهماً في تحقيق انتصارين آخرين لأبناء كورفو، فضلاً عن تعادل ثمين لم يكن في الحسبان.

لكن جماهير كيركيرا باتت تتخوف من إمكانية مطالبة أولمبياكوس باسترجاع الجوهرة الألمانية في أقرب وقت ممكن، بعدما فجر إيبشتاين كل طاقاته مع نادي الجزيرة السياحية الواقعة في البحر الأيوني.

ومهما يكن، فإن ابن الرابعة والعشرين سيحاول جاهداً مواصلة العزف على إيقاع الأهداف وإمتاع الجماهير اليونانية، بغض النظر عن الألوان التي يدافع عنها.
لا تحرم الآخرينمن الأمل فقد يكون هذا كلما يملكونه !
حين تدق الفرصة على بابك أدعوها للمبيت!