...ناقصات عقل ودين !
14-03-2015, 06:01 PM
كتب الفاضل ظافر سعيد نحاس في موقعه ، دراسة موثقة حول حديث ناقصات عقل ودين ، هذا جزء منه ، نقلته بأمانة للإطلاع والإثراء .



....ناقصات عقل ودين !





*°°°*إن الحديث النبوي الذي ورد عن النساء يصفهن بنقص العقل ، كما يصفهن بنقصان الدين و نكران العشير و كفرانه . . .الخ**....هو حديث انتشر في معظم كتب الحديث النبوي ، إلا أن شروط صحة الحديث لم تتضمن سعة الإنتشار في المصنفات أو كثرة الترداد على الألسن في المجالس ،أو في الفضائيات ! إذ قد لا تزيد كثرة الطرق للحديث إلا ضعفاً .
و نتيجة لدراسة حديثية موسعة فقد رأينا أن هناك مراحل مر بها حديث ناقصات عقل ، هذا ، حتى وصل إلى ما وصل إليه :

1) ـ أرسل مصعب بن الزبير إلى أبي سعيد الخدري يسأله عن عيد الفطر فأخبره أن رسول الله*كان يصلي صلاة العيد قبل أن يخطب ( مسند أحمد 10637 ) ، و قد ورد هذا في صحيح مسلم أيضاً ـ كتاب صلاة العيدين ـ**برقم 1472 ؛ و هو ما سنطلق عليه اصطلاحاً بالحديث الأول (1)**و هوكالتالي


*[. . . عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ*r**كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ فَيَبْدَأُ بِالصّلاةِ فَإِذَا صَلَّى صَلاتَهُ وَسَلَّمَ قَامَ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلاهُمْ فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ أَوْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَمَرَهُمْ بِهَا وَكَانَ يَقُولُ*تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُواوَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ**ثُمَّ يَنْصَرِفُ . . .**] . و هو حديث صحيح متناً و سنداً .

*2) ــ و في متن آخر من الحديث (1) ورد أن أكثر من يتصدق هو من النساء : [ . . يَخْرُجُ يَوْمَ الْعِيدِ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَقِفُ عَلَى رِجْلَيْهِ فَيَسْتَقْبِلُ النَّاسَ وَهُمْ جُلُوسٌ فَيَقُولُ تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا*فَأَكْثَرُ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ بِالْقُرْطِ وَالْخَاتَمِ وَالشَّيْءِ*فَـإِنْ كَانـتْ حَاجَةٌ يـُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ بَعْثًا يَذْكُرُهُ لَهُمْ وَإِلاّ انْصَرَفَ ]( ابن ماجة 1278 ) ، و هو ما يتناسب مع طبيعة المرأة و بذلها و عطائها الكريم ، و نجد في صحيح ابن خزيمة 4/107 زينب امرأة ابن مسعود تتصدق على زوجها و قرابتها .

3)هذا هو الحديث الأول انتشر ضمن السند (1) ، و قد تطابق الإسناد ، و لم تدخل للمتن الشوائب ، فهو حديث طاهر نقي فاه به الرسول بقوله : تصدقوا ثلاث مرات؛ و لم يقل تصدقن ثلاث مرات ـ و ذلك بسبب عدالة و ضبط راوييه بعد الصحابي الخدري ، و هما عياض و داود ـ*و هذا الحديث نجده في الكتب التالية :
(1) = مسلم 1472 ـ النسائي 1558/1561 ـ**ابن ماجة 1278 أحمد 10954/10889/11084 ـ صحيح ابن خزيمة 2/605 ـ**صحيح ابن حبان 8/114 ـ المستدرك 1/436 ـ المسند 2/472 ـ سنن البيهقي الكبرى 3/297 ـ السنن الكبرى 1/546 ـ 1/553 ـ مصنف عبد الرزاق 3/280 ـ مسند أبي يعلى2/498 .

4) ــ لم يَرْضَ صيارفةُ ُ الحديث في أن يبقى الحديثُ النبوي الكريم الأول حديثاً نقياً طاهراُ ، بل راحوا يعبثون في النص ، يتصرفون به ، فسحبوا منه ( تصدقوا ) و أبدلوها بـ ( تصدقن ):(تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ*النَّار . . . ِ) !و أشياء أخرى إلى المتن السابق الصحيح؛ حتى غدا الحديث المستحدث الثاني حديثاً مشوهاً(2) ، بعيداً عن حروفه الأساس .
°°نختار من هذه الأحاديث المشوهة ما وجدناه في[ صحيح البخاري برقم293] ، مع ضرورة أن نلاحظ وجود*زيد بن أسلم*في السند المختصر و قد حل محل داود بن قيس ، و نثبت الحديث هنا
(2) :*[ . . . أَخْبَرَنِي*زَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ*عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ*r*فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ،*تَصَدَّقْنَ ، فَإِنِّي*أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ*! فَقُلْنَ : وَ بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :*تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ و َتَكْفُرْنَ*الْعَشِيرَ ! مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَ دِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ*إِحْدَاكُنَّ*! قُلْنَ : و َمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَ عَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ! قُلْنَ بَلَى ، قَالَ : فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا ! أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ! قُلْنَ بَلَى ؟ قَالَ فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ] .
و من الجدير بالانتباه الضعف الواضح في الحفظ فلم يحفظ زيد الزمن (فطر أم أضحى )أم كلاهما ؟ المهم هو التصرف في الحديث الأول !

5) ـ نقاط الاتفاق و نقاط الاختلاف بين الحديثين (1) ، و (2) :

• نقاط الاتفاق :

أ) ـ نقاط اتفاق السند : نجد في كلا الحديثين : عياض بن عبد الله ( الراوي الثاني ) ، عن أبي سعيد الخدري ( الراوي الأول )
ب) ـ نقاط اتفاق المتن : نجد في كلا الحديثين مناسبة واحدة قيل فيها الحديث هي مناسبة العيد ،يصلي الرسول صلاة العيد ،ثم يخطب أو يقف لمهامه كقائد يرسل البعوث ويقضي حوائج الناس .

• نقاط الاختلاف :
أ*)ـ نقاط اختلاف السند : الراوي الثالث في الحديث الأول هو داود بن قيس ـ راو ثقة لم يتعرض له أحد بجرح . بينما الراوي الثالث في الحديث الثاني فهو زيد بن أسلم ، ذكر بالتدليس .

ب) ـ نقاط اختلاف المتن : النداء في الحديث الأول للرجال : تصدقوا ـ و كان أكثر صدقة هم النساء ( صدقة تطوع : بالقرط و الخاتم و الشيء ) . . . بينما نجد النداء في الحديث الثاني موجهاً للنساء : تصدقــن ( و ليس على النساء صدقة فرض أو واجب ! ! ) ـ و قد خلا الحديث الأول من عبارات : (أنهن أكثر أهل النار ! و أنهن يكفرن العشير ! ، و أنهن ناقصات عقل ، و أنهن ناقصات دين ! ) إلى آخر ما هنالك من أوصاف هجومية و شتائم ، تبعها تبرير نقص العقل و الدين للنساء بحوارية أجروها بين النساء و بين الرسول للاستيضاح الذي يتناغم مع الدس و الإدراج .

*نبحث في*السند المختصر للأحاديث (2) التي استحدثها صيارفة الحديث ، مشوهة ، تغاير الحديث الأم الذي ينسجم مع الفطرة و الفكر الإسلامي السليم ، و قد انتشر هذا الحديث (2) المدرج المشوه في كل من الكتب التالية :ـ (*سبقت ملاحظة هي أن الفرق بين سندي الحديثين هو حلول زيد بن أسلم محل داود بن قيس*) ـ

*(2) =*البخاري293/1369/1815/2464/ ـ مسلم 114ـ أبو داود 4059 ـ صحيح ابن حبان 13/54 ـ المسند 1/158 ـ سنن البيهقي الكبرى 1/308 ـ 3/ 297 ـ 4/178 ـ 4/235 ـ الإيمان لابن منده 2/680
و هكذا نلمس تهافت الرواة و جنوحهم لتداول المعلومة الغريبة ، كما نلمس رغبة مروجي الأحدوثة الفاسدة في قيامهم بإذاعتها و نشرها إلى أكبر ساحة ممكنة ، كما نلمس استعداد هؤلاء الرواة ـ الذين كنا نظنهم من الأخيار ـ بإيجاد إسناد أخرى لنفس النص المشوه (2) يرفعونها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن طريق عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما ، كما سنجد ، إن شاء الله ، في (3) و (4/1) و (4/2)*:

و هـُم نقلوا عني الذي لم أفـُهْ به**************و ما عـِلــّة الأخـبـار إلا رواتـهـا

6)ــ*أما*زيد بن أسلم*، مولى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد جاء مـُـرْسـِلاً عن جابر و أبي هريرة و سعد و أبي أمامة و محمود بن لبيد ـ و قد سئل يوماً عن حديث حدث به ، عمن يحدثه ؟ فأجاب : ما كنا نجالس السفهاء ! ! إلا أنه لم يجب . . فإذا كان زيد لم يسمع من خمسة من الصحابة ، ثم روى الأحاديث عنهم ، فهذا يعني : الإرسال ، و الإرسال جرح رئيس في الراوي .

*و كان زيد يفسر القرآن الكريم برأيه ، و يكثر من ذلك ، كما جاء عنه ـ و لا يشكل ذلك جرحاً إنما الجرح في أن يخلطه بالإسرائيليات ! مما جعل الطبري يعتمد على إسرائيلياته في تفسيره !
***و لزيد أساتذة كثر و منهم عطاء بن يسار ، راوي الإسرائيليات المعروف و مُرَوِّجُها ؛ و تلامذة كثر و منهم معمر بن راشد أحد الأبناء الوافدين من اليمن ! و هذه الثلاثية أنتجت حديثاً يحمل فكر أهل الكتاب :

*وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111)*بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ])
(سورة البقرة : 112،111 ).
*

*و ذلك ضمن الحديث الذي رواه الترمذي برقم**2523 و هذا متنه : ( . . حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُخْرَجُ مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ الإِيمَانِ ،ثم إنهم قـَوَّلوا الخدري رضي الله عنه ما يلي ( قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَمَنْ شَكَّ فَلْيَقْرَأْ إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) .
*و رغم صلاح زيد بن أسلم ، كما قيل عنه ، إلا أن في حفظه شيء ـ كما ذكرت كتب التراجم ـو لقد أورد ابن عبد البر في مقدمة التمهيد*؛ ما يدل على أن زيد بن أسلم كان يدلس*، ( مما يفقد أحاديثه المعنعنة حجيتها ) ، و بالتالي فأحاديث زيد في الأسناد (2) جديرة بالاستبعاد .
*أما عن اعتماد الفقهاء و المحدثين لأحاديث زيد بن أسلم ( و غيره من الرواة الضعاف ) فلأنه راو من رواة الجامع الصحيح للبخاري المعترف بأنه غير منزه عن الخطأ ـ و يعود تنزيه( صحيح البخاري ) إلى عصور التراجع العلمي حيث أدخل ابن الصلاح الشهرزوري قواعد تخرب علم الحديث الذي أسسه الأوائل ! و منها الإلغاء العملي لتأثير السند ، على المتن ! !
***و هكذا نجد تطابق الحديثين من حيث الحادثة و تحرر الحديث الأول من فضل الرجال على النساء بـتـصـدقهن تصدقاً أكثر بالقرط و الخاتم و الشيء ، و من ثم جعلهن الحديث الثاني ناقصات عقل و. . . و ذلك عندما تغير الراوي الذي كان داود بن قيس ، في الحديث الأول ؛ فصار زيد بن أسلم في الحديث الثاني .

7) ــ هل صحيح أن أكثر من في النار من النساء ؟
*
******هكذا جاء في الحديث الثاني ! و لكن حديث مسلم رقم 5062 ينص على أن أكثر أهل الجنة هم من النساء و ليس أكثر أهل النار من النساء و كالتالي :
**( عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ إِمَّا تَفَاخَرُوا وَإِمَّا تَذَاكَرُوا الرِّجَالُ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ أَمْ النِّسَاءُ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَوَ لَمْ يَقُلْ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ*اخْتَصَمَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ أَيُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ؟*فَسَأَلُوا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّة)َ.
*
*
8) ـ أحاديث لتشويه مكانة المرأة :
*

*كثيرة هي الأحاديث التي تنسب للرسول صلى الله عليه و سلم ، انتشرت كريح يظهر في البداية طيبها ثم نشم من خلالها و بعد قليل ما يقرف حقاً ـ**، و منها ما رواه الترمذي برقم 2192، نختار منه ما يلي :

1)ـ( . . حَدَّثَنَا*صَالِحٌ الْمُرِّيُّ*عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ*r*إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ خِيَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ سُمَحَاءَكُمْ وَأُمُورُكُمْ شُورَى بَيْنَكُمْ فَظَهْرُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ بَطْنِهَا وَإِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ بُخَلاءَكُمْ*وَأُمُورُكُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ فَبَطْنُ الأرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا*قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْـرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ (صَالِحٍ الْمُرِّيِّ )وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ فِي حَدِيثِهِ غَرَائِبُ يَنْفَرِدُ بِهَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ ) .
فإذا علمنا أن (صالح المري) هو صالح بن بشير بن وادع المري ـ البصرة 172 هـ جُـرح من قبل علي بن المديني فقال عنه : ليس بشيء ضعيف ضعيف ، و قال عمرو الفلاس : يحدث بأحاديث مناكير ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال أبو داود السجستاني : لا يكتب حديثه لعلمنا أن صالحاً ليس برجل صالح كما ادعاه الترمذي !
*
2) ـ في سنن الترمذي حديثاً برقم 1093 ليس له مكررات و انفرد به الترمذي هو :
****( . .عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَبِي الأحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ*الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ*قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) و فيه قتادة المدلس البصري يروي بالعنعنة فلا احتجاج بحديثه هذا .
*
3) ـ**و في صحيح البخاري الحديث ذي الرقم 4706 جاء فيه : ( . . عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ*مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ*) و فيه سليمان بن طرخان المدلس ,

4) ـ**و في سنن ابن ماجة الحديث ذي الرقم 1842 جاء فيه : (عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ*لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا وَلَوْ أَنَّ رَجُلا أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَنْقُلَ مِنْ جَبَلٍ أَحْمَرَ إِلَى جَبَلٍ أَسْوَدَ وَمِنْ جَبَلٍ أَسْوَدَ إِلَى جَبَلٍ أَحْمَرَ لَكَانَ نَوْلُهَا أَنْ تَفْعَلَ*)و في هذا الحديث الباطل ، السيء المعنى المقيت ـ نجد الراوي : علي بن زيد من البصرة وفاته سنة 131 هـ قال عنه الترمذي ربما رفع الشيء الذي يوقفه ؛ و قال عنه يعقوب بن شيبة : إلى اللين ما هو . و قال عنه أحمد بن حنبل : ليس بذاك القوي . و قد ترك يحيى بن سعيد القطان حديثه . ( و قد يكون علي بن زيد حينما اخترع هذا الحديث مراهقاً ) ! !
*
5) و ليس ثمة آية واحدة في القرآن الكريم جاءت ضد صالح المرأة ، إذ لم يرد أنها ناقصة عقل بل جاء التكريم لها و للرجل في سورة الإسراء ، الآية رقم 70 :
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً .
*
أما الآية*(( و ليس الذكر كالأنثى ))*فقد جاء هذا القول على لسان امرأة عمران*:
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [آل عمران : 36]
*
فكان من قول الله عز و جل على لسان امرأة عمران .
َ**
9 )ـ بـعض ما يقدمه الفكر الإسلامي للمرأة من حقوق :
**
أ ـ يجب الاعتراف بأن الفكر الذي يقول بنقص عـقـل المرأة هو فكر لا يعـترف الإسلام الحق عليه و هو فكر دخيل متناقض إذ كيف يقبل نقص العقل للمرأة في الامتيازات و يجعلها كاملة العقل في العقوبات ؟**ثم أليس هذا الفكر فكراً متناقضاً**؟*.

ب ـ**في حديث للبخاري برقم 844 نجد : ( . . كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ . . .**وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ**)

ج ـ بِـرّ ُ الأم مقدم على بر الأب .
د ـ ليس على الزوجة ( غنية كانت ام فقيرة ) النفقة بل على الزوج النفقة و السكن .
هـ ـ يحق للمطلقة عدم مغادرة البيت حتى انتهاء العدة مع النفقة الكاملة أثناء العدة ، و عند المغادرة تغادر بجميع ممتلكاتها الخاصة ؛ فإذا تعرضت لأي نوع من أنواع الأذى حق لها تقديم الرجل للمحاكمة و تغريمه و حبسه .

و ـ*إذا ضرب الرجل زوجه يحاكم و يعوضها مادياً بل و يقتص منه ، مثلما يقتص*من أي شخص لشخص . أما الضرب الوارد في القرآن الكريم فهو لحالة تكريم البيت الأسري**و قد حدده الرسول الكريم في أحاديث أتينا بها . فإذا رفعت الزوجة أمرها إلى القاضي*بضرب سبب لها أذى فلا يسأل القاضي الرجلَ لماذا ضربها بل يعاقبه و يغرمه , و عندها يحق للقاضي التفريق والعقوبة و التغريم .

ز ـ**إذا ضربت المرأة زوجها الضعيف أو المختل أو إذا كان يدأب على إهلاك أولاده أو بيته من أجل ردعه فللقاضي اعتبار ضرب الزوجةَ زوجـَها في هذه الحالة ضرباً وقائياً لا تحاسب عليه .

ح ـ يحق للمرأة اختلاس نفقتها و نفقة عيالها بالمعروف عندما يقصر الرجل في ذلك من دون معاقبة المرأة في حين لا يحق للرجل فعل ذلك فإن فعله يعاقب و يسترد منه ما اختلسه .

ط ـ إذا ثبت للقاضي أن الزوج غير كفء لإدارة الأسرة مالياً اجتماعياً حق له تعليق الولاية عنه لمصلحة الزوجة مع بقاء واجب الوفاء بالمال اللازم للنفقة على الزوج .

*ي ـ كفل الإسلام للمرأة حق رفض أو قبول الزوج المتقدم لها : الأيم حتى تستأمر . . و البكر . . و قصة خنساء بنت خزام معروفة .
ك**ـ وصل الرحم فريضة . . و في هذا المجال نقدم الحديث الشريف التالي :*((*. .**عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ قَالَ لا قَالَ هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَبِرَّهَا . . )) كما في الترمذي 1827 .

ل ـ لا تطيع المرأة زوجها في معصية .
*
التعديل الأخير تم بواسطة الأمازيغي52 ; 14-03-2015 الساعة 06:37 PM