استمرار انهيار أسعار النفط والدينار الجزائريين
15-09-2015, 10:31 PM

سميرة بلعمري
رئيسة تحرير جريدة الشروق اليومي
واصلت أسعار النفط الجزائري تراجعها في السوق الدولية، حيث سجلت شهر أوت الماضي أكبر نسبة تراجع على النحو الذي تراجع معدل أسعار خام الصحاري الجزائري لأوت الماضي بأكثر من 9 دولارات، في وقت واصلت العملة الوطنية تراجعها، وسجل الأورو ارتفاعا في الصرف، بعد أن كان قد أغلق الأسبوع الماضي اليورو الواحد صرفه بـ118 دينار قفز بداية الأسبوع صرفه الى قرابة 120 دينار.
كشف التقرير الشهري الأخير لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، تراجع أسعار خام الصحاري الجزائري خلال أوت المنقضي بـ9 دولارات كاملة، وأوضحت بيانات المنظمة أن معدل أسعار خام الصحاري انتقل من 34.56 دولار للبرميل في جويلية الماضي إلى 17.47 دولار للبرميل بانخفاض قدره 17.9 دولار. وإن أدرج التقرير هذا الانخفاض في سياق الهبوط العام لأسعار النفط الشهر الماضي، فقد أكد أن برميل الخام يكون قد فقد حوالي 16٪ من قيمته متراجعا إلى أدنى مستوياته منذ ست سنوات بسبب وفرة المعروض في الأسواق العالمية وكذا تداعيات تباطؤ الاقتصاد الصيني ووضعية بعض الاقتصاديات العالمية.

وتوقع تقرير المنظمة البترولية أن ينهي خام صحاري الجزائر السنة الجارية على معدل أسعار سنوي في حدود 56 دولارا للبرميل أي ما يمثل انخفاضا بأكثر من 50٪ في قيمته مقارنة بمعدل أسعار عام 2014 الذي بلغ 09.110 دولار، مما يعني بلغة الأرقام أن الجزائر ستخسر نصف عائداتها النفطية ومداخليها ستتأثر، كما ستتأثر احتياطاتها من الصرف بسبب تراجع ميزان مدفوعاتها، كما ستتأثر مداخيل صندوق ضبط الإيرادات الذي يعتبر "عكاز" الحكومة في مواجهة عجز ميزانيتها السنوية.

وكشف التقرير استنادا إلى بيانات رسمية جزائرية أن حجم إنتاج الجزائر النفطي في أوت المنقضي بلغ 153.1 مليون برميل يوميا، وتعرف صناعة النفط الجزائرية في السنوات الأخيرة استقرارا في الإنتاج عند حدود 2.1 مليون برميل يوميا وهو ما يمثل حصة الجزائر المتفق عليها في إطار منظمة "أوبك".

تراجع أسعار النفط في السوق الدولية، والمنحى التنازلي الذي أخذته منذ نهاية ديسمبر من السنة الماضية، بات يشكل خطرا حقيقيا على الدول المنتجة للنفط ضمن إطار منظمة الأوبك والمنتجة خارج هذه المنظمة، الأمر الذي أدى إلى تراجع بشكل طفيف في إجمالي إنتاج منظمة "أوبك" في أوت رغم الرفض السعودي لعقد دورة طارئة لمناقشة مقترح يخص مراجعة حصة دول المنظمة من الإنتاج وخفضه، وحسب أرقام هذه الأخيرة فقد قامت المنظمة بإنتاج 585.31 مليون برميل يوميا مقارنة بـ603.31 مليون برميل في شهر جويلية، وذلك خارج الإنتاج الليبي بالنظر لانخفاض الانتاج السعودي والأنغولي.

وعرف معدل أسعار سلة المنظمة لشهر أوت تراجعا بـ73.8 دولار مقارنة بجويلية لتبلغ 46.45 دولار للبرميل ليواصل بذلك سلسلة التراجعات المسجلة منذ مطلع ماي الماضي. ومعلوم أن وزراء المنظمة قرروا في اجتماعهم مطلع جوان الماضي بفيينا الحفاظ على سقف إنتاج المنظمة دون تغيير بالرغم من دعوة بعض الدول الأعضاء إلى خفض الإنتاج للحد من تدهور الأسعار. وتفضل بذلك المنظمة عدم التدخل مباشرة في أسواق النفط قصد الحفاظ على حصتها السوقية.

في الوجه الآخر من "عملة" الأزمة، واصلت العملة الوطنية تراجعها، وبدأت الأسبوع بصرف 1 يورو بقرابة 120 دينار، بعد أن كانت قد أقفلت البنوك الصرف الرسمي بـ118 دينار للأورو الواحد، بعيدا عن الارتفاع الذي تشهده السوق الموازية بسبب موسم الحج.