تسجيل الدخول

زبانية البترودولار


حسان زهار


السبت 16 أوت 2014


في ظرف أقل من أسبوع، قدمت السعودية، هذا البلد الذي يضم أقدس البقاع، والمتحدث الحصري باسم الإسلام، ما مجموعه ست مليارات دولار لثلاثة جيوش عربية، والهدف الوقوف في وجه الحركات الإسلامية بمختلف أنواعها، وقطع الطريق على شعوب المنطقة في الحرية والديمقراطية.
السعودية، قدمت مليار دولار، للجيش اللبناني، مباشرة بعهد تحرك فصائل سورية ناحية عرسال اللبنانية، وفي اليوم الذي تلاه، رجع الحريري إلى لبنان بعد سنتين من الغياب، ليضمن بقاء الاسلام السعودي بتلك الأموال في لبنان.
وبعد 48 ساعة، ضخت السعودية مليار دولار آخر، في حسابات الجنرال خليفة حفتر، مدعية أنها تساعد الجيش الوطني الليبي، بينما القصد، هو تقوية الانقلابيين، ضد جزء من الشعب الليبي، جريرته أن فيه رائحة الاخوان المسلمين، وبالتالي وجب سحقهم.
وفي ذات الوقت، مضت السعودية، للجنرال السيسي على 4 مليارات دولار، قيمة صفقة السلاح التي اتفق عليها السيسي مع بوتين في الزيارة الأخيرة، وهذا بمناسبة مرور سنة على الانقلاب في مصر، وعلى مجزرة رابعة العدوية.
الفكرة، ليست بطبيعة الحال في أن تمنح السعودية المليارات لجيوش عربية بحد ذاتها، فهذا أمر يخصها ولا يعنينا كثيرا، إنما الفكرة هي في هذه الحقيقة المفجعة، لتسخير أموال البترودولار، لتنظيم الانقلابات، ودعم الاستبداد، بينما لا نرى هذه الأموال السعودية السخية، تتوجه أبدا نحو مقاومة إسرائيل ، وتجهيز المجاهدين لمحاربة المغتصبين للأرض العربية والإسلامية.
تصوروا معي مثلا، لو أن السعودية، صرفت هذه المليارات لحماس وباقي الفصائل الفلسطينية المقاومة للاحتلال الصهيوني، وتصوروا لو أن السعودية أمرت حاكم مصر بفتح معبر رفح وإدخال تلك الأموال وتسليح المجاهدين في غزة وباقي أراضي الضفة، هل كانت إسرائيل ستبقى أسبوعا في فلسطين؟ وقد رأينا كيف انتصرت المقاومة ، المحاصرة من كل الجهات، وصمدت رغم المؤامرات ؟.
أيها الناس، إسرائيل أبدا ليست البعبع، ولا هي قوة لا تقهر، إنما العرب، أو بالأحرى حكام العرب، أو بالأحرى حكام الخليج، هم من قرروا هذا الواقع، وعلينا أن نتعامل مع الوضع على هذا الأساس


http://www.elhayat.net/article6642.html

السعودية الراعي الرسمي للاسلام الوهابي .