قصة وعبرة.
06-12-2013, 08:10 PM
سألت الأستاذة طالباتها عن رأيهن في مقولة :" الحبّ يأتي بعد الزواج"، فأجابت بعضهن بأنهن يوافقن عليها تماما، وأجابت الأخريات بأنه لا عيب في حبٍّ يكون بين الخطيبين طالما كانا سيرتبطان على سنّة الله ورسوله عمّا قريب، سمعت الأستاذة لهؤلاء ولأولئك من دون أن تنطق بكلمة، ثم وزّعت على كلّ واحدة منهنّ كأسا جميلا وقارورة ماء، وأشارت على اللواتي يوافقن على المقولة بأن يفرغن من القارورة في الكأس مباشرة، أما اللواتي أجبن بأنه يمكن أن يكون الحبّ قبل الزواج فأشارت عليهنّ بأن يفرغن من القارورة على شفا الكأس، بحيث يسيل نصف الماء داخل الكأس ويسيل الباقي خارجه، فطبّقت فتيات الفئة الأولى ما قالت الأستاذة على الفور ، أمّا فتيات الفئة الثانية فقد بقين ينظرن إليها وعلامات الحيرة بادية على وجوههن، فسألتهنّ:" لماذا لا تفرغون الماء في الكؤوس كما أشرت عليكنّ؟"، فأجبنها بأنّ إفراغ الماء من القارورة بتلك الطريقة التي طالبتهم بها يجعلهم يُسرفون في إستخدام الماء ويصيبون أوراقهم ودفاترهم وكتبهم التي كانت على الطاولات بالبلل فيفسدونها وقد يصل الماء إلى ثيابهنّ ، فابتسمت الأستاذة وقالت لطالباتها:"...ماذا لو قلت لكنّ أن الكؤوس التي أمامكنّ هي الزواج الذي جعله الله نصيبا لكُنّ يأتيكنّ في الوقت الذي يشاء سبحانه، وأنّ القوارير التي بين أيديكنّ هي قلوبكن التي بين أيديكنّ أيضا إن كنتنّ قويّات بدينكنّ وعفتّكن وأن الماء العذب الذي بداخلها هو مشاعر الحبّ والمودّة التي ما جُعلت إلا للزواج، فإن أفرغتم الماء خارج الكأس ولو بملمتر واحد كان ذلك إسرافا لما أتاكنّ الله في غير محلّه وفوق ذلك ستصبن أشياءا عزيزة عليكنّ بالضرر، فالدفاتر والأوراق والكتب هي دينكنّ، وأخلاقكنّ ،وعرضكنّ، وسمعة عائلاتكنّ، بل قد يصل الضرر إلى أنفسكنّ والعياذ بالله، لذلك يا بنات، لا يكون الحبّ قبل الزواج ولا قُبيله وإنما بعده تماما".