ثقافة الجنون أم أشباه مثقفين مجانين
28-02-2009, 09:14 AM
قادتني الصدف أن أناقش بعض الأشخاص، ممن يصفون أنفسهم بالمثقفين (من سوء حظي)، و يتخيلون أنفسهم حاملين مشعل الثقافة (نحتاج للأيدي التي تستحق أن ترفع أشياء أكثر أهمية من الثقافة) ، تراهم دوما يصيحون و يتصايحون بأن سبب بلاء امتنا و تدهور حالها هو غياب الثقافة، و غياب الإنسان المثقف (سبب البلاء هو وجود المثقف من أمثالهم).
يتحدثون طوال اليوم أحاديث مرتبطة بالثقافة ليس إلا ...، و ينتهون دوما إلى التهميش الذي يعاني منه المثقف العربي، مما يؤثر سلبا على الثقافة العربية إجمالا ، لينتهوا دوما، إلى الحديث عن أوضاعهم الإجتماعية و حالتهم المادية البئيسة إن لم أخطأ ...
التي لا تليق بمثقفين و بما يستحقه المثقف (ثقافة مادية تختفي الثقافة و تبقى المادة).
لم اتعب نفسي يوما بمحاولة استجلاء معاني الثقافة، و لا بمحاولة تقمص شخصية المثقف، و لا بمحاولة تذكر أسباب انتحار مثقفينا من أمثال مهدي الراضي و أروى صالح و خليل حاوي و غيرهم، هذا الأخير الذي في حياته كان يستهزيء من كلام المثقفين و تفكيرهم، و ربما حتى بعد مماته يفعل.
كما لم اتعب نفسي بالتقاط رواية متسخة على الارض معنونة باسم أجنحة متكسـ...(صفحة العنوان مبثورة)، لا أحب الجنون، و لا أحب أن اكون متميزا عن الاخرين بعقدي و شطحاتي المجنونة، و لا أن اظل حبيس قفص كلماتي، تعمدت الدوس فوقها (الرواية و ليس كلماتي)، ربما تختفي ملامحها، و تختفي معها بضعة كلمات مجنونة مخطوطة داخلها بجنون (جنون يميزهم عن العقلاء، و عقد ترفع مقامهم أمامنا).
ما الداعي لكتابة ركام من الاوراق لن ينتفع بها الناس، و لن يقرأها عامة الناس، و غالبا ما تصل إلى أيدي عامة الناس على شكل أوراق موضوع داخلها بضعة حبات من اللوز أو الكاوكاو أو الزريعة، أو تباع بثمن بخس في مكتبات مهمشة، لبضعة زبائن قراءة رفضوا أن يكونوا مثل باقي الناس (الله يستر و صافي).
و ما الداعي أن نوجه خطابنا لفئة محددة من عامة الناس، فنزيدهم عذابا فكريا على عذاب، و نصنع منهم تكرار لحياتنا البئيسة، التي قتلنها بعقدنا و ميزناها بجنوننا و وشمناها بشطحاتنا في عالم اللامعقول.
و ما الداعي، إلى فقدان أشياء جميلة من حياتنا، مقابل تميزنا في تنسيق أحرف و ترتيب كلمات و إبداع جمل (ما علينا، كل يعش حياته كما هي مقسمة له).
(و نعود للمقهى) مر النادل قربنا، ترامي إلى سمعه كلام مجنون يصدر من اشخاص مثقفين في نظرهم، و مجانين في نظره، نظر إلى زميله و صاح قائلا : فلتسقط الثقافة المستعربة ولتحيا الثقافة الأنسانية (مجنونة مع وقف التنفيذ صاحبة المقولة)، ابتسمت في وجهه، أحسست بروحه المرحة و ثقافته السليمة، اتعبت تفكيري لأسقط جملته على أمر ما أو فكرة ما، لم أجد ما يواتيها من قالب، فاعتبرت جملته قالبا استهزائيا بمثقفينا.
المشكل يكمن في عجز المثقفين عن تنوير عقول الناس وانكبابهم نحو التمظهر بأنهم مثقفين وفقط
ليس الثقافة أن تخاطب العامة من عال لترفعهم إليك، بل الثقافة أن تخاطبهم من جنب و ترفعهم إلى عال.
فإن لم تستطع، فأنت زائد عليها (الدنيا و ليس الثقافة).
يتحدثون طوال اليوم أحاديث مرتبطة بالثقافة ليس إلا ...، و ينتهون دوما إلى التهميش الذي يعاني منه المثقف العربي، مما يؤثر سلبا على الثقافة العربية إجمالا ، لينتهوا دوما، إلى الحديث عن أوضاعهم الإجتماعية و حالتهم المادية البئيسة إن لم أخطأ ...
التي لا تليق بمثقفين و بما يستحقه المثقف (ثقافة مادية تختفي الثقافة و تبقى المادة).
لم اتعب نفسي يوما بمحاولة استجلاء معاني الثقافة، و لا بمحاولة تقمص شخصية المثقف، و لا بمحاولة تذكر أسباب انتحار مثقفينا من أمثال مهدي الراضي و أروى صالح و خليل حاوي و غيرهم، هذا الأخير الذي في حياته كان يستهزيء من كلام المثقفين و تفكيرهم، و ربما حتى بعد مماته يفعل.
كما لم اتعب نفسي بالتقاط رواية متسخة على الارض معنونة باسم أجنحة متكسـ...(صفحة العنوان مبثورة)، لا أحب الجنون، و لا أحب أن اكون متميزا عن الاخرين بعقدي و شطحاتي المجنونة، و لا أن اظل حبيس قفص كلماتي، تعمدت الدوس فوقها (الرواية و ليس كلماتي)، ربما تختفي ملامحها، و تختفي معها بضعة كلمات مجنونة مخطوطة داخلها بجنون (جنون يميزهم عن العقلاء، و عقد ترفع مقامهم أمامنا).
ما الداعي لكتابة ركام من الاوراق لن ينتفع بها الناس، و لن يقرأها عامة الناس، و غالبا ما تصل إلى أيدي عامة الناس على شكل أوراق موضوع داخلها بضعة حبات من اللوز أو الكاوكاو أو الزريعة، أو تباع بثمن بخس في مكتبات مهمشة، لبضعة زبائن قراءة رفضوا أن يكونوا مثل باقي الناس (الله يستر و صافي).
و ما الداعي أن نوجه خطابنا لفئة محددة من عامة الناس، فنزيدهم عذابا فكريا على عذاب، و نصنع منهم تكرار لحياتنا البئيسة، التي قتلنها بعقدنا و ميزناها بجنوننا و وشمناها بشطحاتنا في عالم اللامعقول.
و ما الداعي، إلى فقدان أشياء جميلة من حياتنا، مقابل تميزنا في تنسيق أحرف و ترتيب كلمات و إبداع جمل (ما علينا، كل يعش حياته كما هي مقسمة له).
(و نعود للمقهى) مر النادل قربنا، ترامي إلى سمعه كلام مجنون يصدر من اشخاص مثقفين في نظرهم، و مجانين في نظره، نظر إلى زميله و صاح قائلا : فلتسقط الثقافة المستعربة ولتحيا الثقافة الأنسانية (مجنونة مع وقف التنفيذ صاحبة المقولة)، ابتسمت في وجهه، أحسست بروحه المرحة و ثقافته السليمة، اتعبت تفكيري لأسقط جملته على أمر ما أو فكرة ما، لم أجد ما يواتيها من قالب، فاعتبرت جملته قالبا استهزائيا بمثقفينا.
المشكل يكمن في عجز المثقفين عن تنوير عقول الناس وانكبابهم نحو التمظهر بأنهم مثقفين وفقط
ليس الثقافة أن تخاطب العامة من عال لترفعهم إليك، بل الثقافة أن تخاطبهم من جنب و ترفعهم إلى عال.
فإن لم تستطع، فأنت زائد عليها (الدنيا و ليس الثقافة).
مدونتي التقنية:
||Secur!ty-dz Blog||
Hacking .Security .Network .Exploit .Web Development .Linux
مدونتي الأدبية:العِـلمُ زينٌ فكُنْ للعِلم مُكْتسبًا .. وكُنْ له طالبًا مَا عِشْتَ مُقتبِسًا
||Secur!ty-dz Blog||
Hacking .Security .Network .Exploit .Web Development .Linux
مدونتي الأدبية:العِـلمُ زينٌ فكُنْ للعِلم مُكْتسبًا .. وكُنْ له طالبًا مَا عِشْتَ مُقتبِسًا