تسجيل الدخول

بعد اقل من ثمان و أربعين ساعة على عرض حصة تلفزيونية قادها مدير التلفزيون الجزائري حول ظاهرة الحراقة تناقلت وسائل الإعلام نبأ انتشال ثمانية جثث لمهاجرين غير شرعيين في شواطئ

وهران فيما بقي عدد مجهول منهم في عداد المفقودين وكأن التلفزيون الجزائري حرض على الظاهرة أو على الأقل فشل في تعامله معها، كيف لا وقد ركز في كل فصول الحصة على الجانب الأمني، على مخاطر ركوب البحر و الغرق أو الموت جوعا مما جعلها مجرد مغامرة، كما حصر شريحة المهاجرين في الشباب ذوي المستويات الدنيا من التعليم وتجاهل الآخرين، و هو نفس تعامل السلطة مع الملف و ذالك بوصفهم بالانتحاريين تارة أو المغامرين تارة أخرى أو بوعدهم ب 40 مليون سنتيمم لكل حراق حسب وزارة التضامن.
هذا التعامل الأمني الذي كلف الجزائر ملايير الدولارات وعشرات الآلاف من الموتى في سنوات الدم دون أدنى نتيجة، و أكد مرة أخرى أن الحوار و فهم الطرف الأخر و التعامل معه هو الحل و المصالحة الوطنية أفضل مثال على ذالك
لكن السلطة وان كانت تعتقد فيما مضى أن قتلاها في الجنة وقتلى الطرف الأخر في النار، أو بعبارة أخرى أنها على حق وسواها على باطل لا يمكنها في هذه المرة سوى إلقاء اللوم على نفسها و تحمل المسؤولية كاملة؛ مسؤولية قتل المئات من الشباب، قتلهم أحياء تارة أو إلقائهم في البحر هروبا من موت الحي تارة أخرى، و المسؤولية هنا تقع كاملة على كل مسؤول دون استثناء. على كل مسؤول تسلم رشوة، أو ظلم شخصا، أو لم يؤد واجبه، أو، أو ....
على كل مسؤول أن يتيقن انه قاتل، وانه مسؤول على ذالك أمام الله وأمام الشعب، و انه سيسأل في يوم ما على جريمة قتل النفس التي حرم الله، فالمسؤولية تكليف و ليست تشريف.
لكن السؤال الذي حيرني و أنا من الشباب؟ ماذا لو فتحت أوروبا مثلا باب لهجرة ؟ ماذا لو احتاجت دولة أوروبية لأيدي عاملة من الجزائر و أعلنت عن احتياجها لمليون أو مليوني جزائري؟ فكيف سيكون مصير الانتخابات في الجزائر؟؟؟؟