..........الوطنية بين بطاقة الناخب و شهادة الميلاد..........
04-04-2009, 08:37 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


محدثكم عضو جديد بينكم يتمنى أن ينهل مما تجود به عقولكم كتمنيه أن تجد كلماته مكانا بين اقلامكم.



في بلادي التي يسميها رئيسي ببلاد العزة و الكرامة, تعتبر الوطنية مفهوما نسبيا شديد الارتباط بالواجب كثير الابتعاد عن الحقوق, فقد يتطلب استخراج بطاقة الناخب التي تعتبر واجبا وطنيا ساعة بينما يتطلب استخراج شهادة ميلاد اصلية و التي تعتبر حقا وطنيا شهرين.




*********



قبل ايام عدة أثار عنفواني اشهار على شاشة يتيمتنا يربط بين الانتخاب و مفهوم الوطنية الى درجة يكاد يخيل فيها للمشاهد ان المقاطع "حركي او قومي" و ان المنتخب "مجاهد او باتريوت", بصراحة الاعلان جعلني متشوقا لان انتمي لاحدى المذهبين بعد ان مللت الروتين الفكري المذهبي الذي اعيشه و بطبيعة الحال كان الاختيار على مدرسة المجاهدين او الرجال الواقفين, فقررت ان استخرج بطاقة الناخب لاول مرة في حياتي املا في ان احس بمفهوم الوطنية الحاضر فكر في عقلي و الغائب احساسا في قلبي, فاتجهت صوبا لاقرب قطاع حضري لمقري سكناي حيث وجدت شباكا خاصا ببطاقة الناخب تعتليه فتاة جميلة تقابل كل مستفسر بابتسامة عريضة تجعلك لا تفارق الشباك قبل الظفر ببطاقة الانتخاب و بالفعل لم تستغرق كل الاجراءات من وقتي غير دقيقتين لارجع الى بيتي و بطاقة الناخب في جيبي.



*******************



بعدها بايام اضطرتني اشغالي ان ازور القطاع الحضري مرة اخرى و لكن لغاية اخرى غير الواجب الوطني فهاته المرة كانت لاجل شهادة ميلاد اصلية او لاجل اثبات الانتماء, و لما اتجهت لشباك شهادات الميلاد وجدت رجلا مزمجرا لا ادري ان كان يلعن قلة الاقلام ام ظلم الاقدار التي رمته في هذا المكان, صارحته بالمبتغى فسجل طلبي و اخذ معلوماتي ثم صارحني ان الامر قد يتطلب اسبوعا ان لم يكونا اسبوعين, احترت في امري و انا المستعجل في طلبي فترجيته ان لا يطيل فاسر لي ان الامر ليس بيده و ان الحل و الربط بالقطاع الحضري المركزي فسلمت امري لربي و قفلت راجعا, و لما هممت بالرجوع اشار لي انه يستطيع مساعدتي فاستدرت له شاكرا و للحل طالبا فقال انه يعرف شخصا بالقطاع المركزي سيسلمني الشهادة عند اول طلب فزدت في امتناني, غير انه همس في اذني واضعا حدا لامتناني "لا تنس ان الامر سيكلفك 400 دج", استفقت من فرحتي فكرت مليا ثم استفسرته عن كلمة السر التي ستكون بيني و بين منقدي فقال باسما "معا لاجل عهدة ثالثة"




تلك هي بلادي تدفع لك لاداء الواجبات و تجعلك تدفع لتنال الحقوق




لان الواجب يتعلق بالحاكم و الحق يتعلق بالفرد





شكرا لكم كل عام و انتم وطنيون و اليكم الخط....
التعديل الأخير تم بواسطة المنفي ; 04-04-2009 الساعة 08:39 AM