كفيف ينتحل صفة جنرال لقضاء مصالحه من كبار المسؤولين
04-02-2016, 04:06 AM

حكيم عزي

أوقفت، قبل أيام، مصالح الدرك الوطني بورقلة، كهلا كفيفا يبلغ من العمر 50 سنة، انتحل صفة جنرال في الدولة ومسؤول على أعلى مستوى لقضاء مصالحه الشخصية، وتوظيف أبنائه وأقاربه واستخراج وثائق هامة من مؤسسات رسمية للحصول على إعانات.
المتهم أحيل على وكيل الجمهورية لدى محكمة ورقلة لمحاكمته، حيث يواجه عدة تهم منها انتحال صفة عسكريين ومسؤولين مدنيين من أجل مآرب خاصة .

ويستعمل المتهم حيلة الاتصال الهاتفي مباشرة بالمسؤولين بعد الحصول على أرقام هواتفهم الشخصية، أو أرقام الهاتف الثابت المباشر في مكاتبهم، قبل أن يقدم نفسه على أنه جنرال أو مسؤول كبير في الدولة حسب كل حالة انتحال، إذ يطلب عبر الهاتف من هؤلاء ضرورة تقديم خدمة لشخص كفيف بحاجة إلى مساعدة عاجلة، نظرا إلى حالته الصعبة والمعقدة .


وبعد تحديد موعد بصفة رسمية مع المسؤولين، يتنقل الكفيف شخصيا لمقابلتهم، على أنه هو من يحتاج إلى مساعدة بواسطة الجنرال أو المسؤول الفلاني.

وحسب معلومات تحصلت عليها "الشروق" فإن المسؤولين الذين اتصل بهم المتهم قدموا لهذا الأخير مساعدات مختلفة كحالة إنسانية، بسبب حالته الصعبة وكذا العاهة التي تلازمه منذ سنوات وهي فقدان نعمة البصر.

ومعلوم أن عملية توقيف ذات المتهم تطلبت تمديد الاختصاص إلى ولاية وهران بغية إلقاء القبض عليه بمحل إقامته، حيث يتخذ من بيته محلا لنسج الانتحالات قبيل تنقله من ولاية إلى أخرى لتنفيذها.

وكانت "القشرة التي قسمت ظهر البعير" هي اتصال المتهم بمسؤول كبير في ورقلة، وقدم نفسه على أنه مستشار في وزارة العدل، إلا أن نفس المسؤول تفطن إلى الأمر بعد الاتصال بالوزارة التي نفت وجود مستشار لديها بالاسم الذي قدمه المتهم الكفيف، حيث وضع نفسه في عنق الزجاجة بعد عمليات انتحالية عديدة نفذها بدقة منذ شهور.

وتمكنت مصالح الدرك بورقلة من الوصول إلى المتهم الكفيف وتحديد موقعه بعد الحصول على رقم هاتفه، واستعمال تسخيرة الحصول عليه من طرف الجهة المعنية، واستعمال تقنية متطورة ما سهل القبض عليه وتقديمه إلى المحاكمة.