"الكادنة" .. من حماية الفتاة من الاغتصاب إلى حرمانها من الزواج
03-04-2016, 06:16 AM

حكيمة حاج علي


لازالت الكثير من النسوة يلجأن إلى بعض الطرق التي تعد نوعا من الدجل والشعوذة "لوقاية" بناتهن، في حال ما تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، على غرار استعمال "الكادنة"، التي دفعت ببعض الفتيات إلى طريق الحرام، فيما تسببت في بقاء الكثيرات منهن رهينة لها بعد أن ماتت العجوز التي وضعتها لها.

الشروق سلطت الضوء على الظاهرة التي لازالت متفشية في زمن التكنولوجيا الحديثة والعلم، ولازالت الكثير من السيدات يؤمن بها ويستعملنها كطريقة مضمونة حسب اعتقادهن، للحفاظ على بناتهن وبقائهن طاهرات إلى حين التحاقهن ببيوت أزواجهن.

اقتربنا من خالتي فاطمة وهي إحدى كبيرات السن، التي عرفت بامتهان هذه الحرفة في إحدى ولايات الوسط، فقالت لنا إنه سبق لها وأن ربطت العديد من البنات وفكت لهن "الكادنة" مع اقتراب يوم زفافهن، وحول المبلغ الذي تتقاضاه في كل عملية ربط قالت إنها تأخذ "ملح اليد" فقط.

سألنا خالتي فاطمة عن حالات لفتيات لم يتمكن من فك سحر الربط، فذكرت لنا حالة لفتاة توفيت العجوز التي ربطتها فلم تتمكن أي واحدة من فكها، حيث أنه من المفروض أن من قامت بسحر الربط هي الوحيدة التي تستطيع فكه دون سواها، فتطلقت من زوجها بعد يومين من ليلة دخلتها، وخضعت لعدة جلسات للرقية الشرعية لتتمكن من حل "الكادنة".

واعتبرت شائعة جعفري رئيسة المرصد الجزائري للمرأة هذه الطريقة التي تفشت بشكل رهيب في المناطق النائية خاصة، هي مجرد خرافة أكل عليها الدهر وشرب، قائلة إن الكثير من الفتيات وقعن في المحظور بسبب هذه "الكادنة" لاعتقادهن بأنهن يمكن أن يفعلن ما يحلو لهن ويحافظن على عذريتهن.

وقالت جعفري إن أحسن "كادنة" يمكن أن تضعها العائلة لبناتها هي تلقينهن القيم والمبادئ والضوابط، التي يجب أن تسير وفقها في حياتها اليومية وفي تعاملاتها مع أفراد المجتمع.

وفي ذات السياق أكد "جمال غول" رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي الشؤون الدينية أن ربط الفتيات باستعمال "الكادنة" هو نوع من أنواع سحر الربط، الذي يعد كبيرة من الكبائر المنهي عنها شرعا، قائلا إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال اللجوء إلى السحر حتى ولو كان الغرض حماية البنات.

وأضاف الإمام أنه لا يجوز تعاطي السحر أو الذهاب إلى الساحر أو حتى تصديقه، حيث لا ينبغي للمسلم الاقتراب من هذه الأمور، داعيا كل من ابتلي بها التوبة وفك بناته عن طريق الرقية الشرعية وليس باستعمال السحر.