نسي أمه فنسيه الله....
05-04-2016, 05:44 PM
نسي أمه فنسيه الله....


لدارُ العجزة أفضل لك من الإقامة معنا هنا.
كلمة إهتز لها عرش الرحمن...كلمة أثقل وزنا من جبال تهامة...كلمة هو قائلها
لمــــــــــــــــــــــــن..؟


لمن في بطنها أُنشئ وخلقه اكتمل...لمن حملته وهنا على وهن.....لمن أطعمته من ثدييها والطوى يلوي أمعاءها...لمن غطته بحنانها وعطفها ... لمن دغدغته بلطف ووديان الأسى والألم تجري في عروقها..لمن رعته و حمته برموش عينيها خوفا عليه من أذى يصيبه ...لمن الليالي الطويلة بقرها وحرها سهرت وهو نائم... لمن كبدها يتفتت عليه وهو طفل لم يحتلم....
فلما خُط شاربه وبانت رجولته أراد أن يلقي بها في غياهيب اليم ..
لمن حسبته الأمنية وقمة الأمل الذي لطالما حلمت به ’ فلما بلغ مبلغ المسؤولية أنكرها ..عافها. جحدها. ابتغى هجرها وأراد أن يكون هجره لها مليا....
وكانت هي عصية الدمع شيمتها الصبر لا لشيئ إلا لكونها حقا أم عربية’ بدوية ’ تميزبين الحق والباطل وتعلم أن المسافة بين الجنة والنار هي حيز أربعة أصابع اليد الواحدة بين سمع وبصر....
كتمت ما بها دون جزع ولا دمع ...دون تأوهات ولا أنات ’ خوفا من غضب الله عليه .. لكنه لم يع ولم يرتدع وكأنه قد طُبع على قلبه وأذنيه فلم يعد باستطاعته السمع ’ فراح يكيل لها من التهم ما لم يفكر فيه إبليس اللعين وهو من فوق سبع
*- قلت لكِ مرارا وتكرارا أنك بي حملت خطأ..
*- قبل أن يبني والدك ويدخل بي لم يمسسني بشر ولم أكن بغيا ’ إتق الله في نفسك وفـــــــــــــــــــــَي..؟
*- أتذكرين الله , وأين كنتِ من قبل أيتها.....
*- حسبك لا تكمل؟’ والله يشهد أنني أطهر من الطهر الذي أنت وأمثالك ينجسونه
إنني يا ولدي لا ولم أقرب حراما ’ ولم أطلع على عورة محرم أو من المحارم ’ وقد عشت ما مضى من العمر مع والدك – رحمة الله تعالى عليه- عيشة هنية سوية
*- كفى..كفى تملقا ونفاقا ’ أنا برئ منك وقد نسيتك لحظة علمت أنك أتيت أمرا فريا
*- ولدي الحبيب أنا والدتك أمك التي حملتك في بطنها شهورا معلومة العدد وهذا صدري الذي رضعت منه طيلة الأمد ’ وهاتان اليدان اللتان قلبتك يمينا وشمالا وأنت في المهد’ والآن وبعد أن إحدودب الظهر وقصر النظر والسير بي تعثر ’ رحت ترميني بكلام قذر أشد وطأ علي من حر الجمر ..حسبي الله ونعم الوكيل
ورحلت الأم عن الدنيا قبل أن يزج بها هذا العاق في دار العجزة...
رحلت وعَبراتها في مقلتيها جامدة متحجرة .. رحلت وكبدها عليه يتوق شوقا وحنانا ورأفة وشغفا ..
وقبل أت تُغمض عيناها سبابتَها رفعت ونظرها إلى أعلى وهي تتمتم بدعاء: اللهم أهده واغفر له إنه ولدي ’ اللهم لا تؤاخذه ’ اللهم إني سامحته فسامحه إنه طفلي ..قطعة مني ’ اللهم..
لم تكمل دعاءها ’ هوى ساعدها الذي يحمل يدها التي فيها سبابتها ...
وما هي إلا سنة لم تكتمل شهورها عافه القريب والغريب .. حتى امرأته حتى أولاده.. استوطن بدنه الدود ومختلف أنواع الديدان التي لم يُر مثلها من ذي قبل
والآن وبعد فوات الأوان أيها العاق لأمه من بني الإنسان ماذا أنت قائل للرحمن وما هو بمكلمك’ ولا هو بناظر إليك ’ نسيت أمك فكذلك اليوم تُنسى.