أطراف تتساءل عن مصير مخطوطات الأستاذ مالك بن نبي والمتهم فضيل بومالة
05-02-2016, 08:56 PM

صالح سعودي

تحوّلت أشغال الملتقى الثاني "حمودة بن ساعي" الذي اختتم أول أمس، ونظمه الفرع الولائي لجمعية الجاحظية في دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بباتنة، إلى مناسبة لطرح الكثير من التساؤلات حول مسار ومتاعب الأستاذ مالك بن نبي، ومصير مخطوطاته التي لم يظهر لها أثر منذ وفاته ربيع عام 1998.
ولم يتوان الحضور في الاستفسار عن سيرة ومسيرة المفكر حمودة بن ساعي الذي عاش حسبهم مغمورا، وطاله التهميش طيلة حياته، رغم أنه من خريجي جامعة السوربون في النصف الأول من القرن العشرين، وعرف بنظرته الاستشرافية، وعاصر الكثير من المفكرين والمستشرقين، على غرار أندري جيد وماسينيون وجول بول سارتر وغيرهم، كما نال اعتراف الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي اعتبره من أنجب تلامذة جمعية العلماء المسلمين الذين درسوا بفرنسا .


في المقابل، تساءل العديد من الحضور والمتدخلين عن مصير كتب ومخطوطات حمودة بن ساعي التي لم تعرف طريقها إلى النشر، وحمل البعض منهم المسؤولية للإعلامي الأسبق فضيل بومالة، الذي وعد حسبهم بطبع مخطوطات بن ساعي حين استضافه في حصة "الجليس" التي بثت في التلفزيون العمومي ربيع عام 1998، وهذا قبل أيام قليلة عن وفاته، فيما حاول البعض الآخر تبرئته، واعتبروه بأنه كان عنصرا مهما في إخراج الأستاذ مالك بن نبي من دائرة التهميش، وفي هذا السياق، علمنا من المنظمين أنهم اتصلوا هاتفيا بالإعلامي فضيل بومالة، وهذا بالتنسيق مع بعض مثقفي باتنة يتقدمهم الشاعر طارق ثابت، داعين إياه إلى إعادة مخطوطات بن ساعي، بغية إيجاد الأرضية المناسبة لنشرها، إلا أن بومالة نفى حسب ذات المصدر أن تكون بحوزته، ورد على كل من يتهمه بالدليل .

ويعتبر محمد حمودة بن ساعي، من بين العديد من المفكرين الذين عانوا مرارة التهميش والإقصاء، ورغم أن مالك بن نبي اعتبره في مذكراته بمثابة أستاذه وأهداه كتابه الشهير "الظاهرة القرآنية"، إلا أن الشيخ الإبراهيمي تنبأ له بهذا المصير التعيس، فقال له سنة 1950 حين التقى به في باتنة "إنك عالم، لكن ينقصك فن التصرف مثل الشيطان" فنصحه بمغادرة الجزائر، وقد كانت نهايته مأساوية، حيث مات دون الحصول على مسكن اجتماعي يؤويه، ولا على منصب عمل يحفظ له كرامته، لتزيد مآسيه الفكرية باختفاء مجمل مخطوطاته وكتاباته التي لم تعرف طريقها إلى النشر رغم الوعود المقدمة له من عدة أطراف، وهو نفس المصير الذي عرفه شقيقه صالح بن ساعي الذي يعد أول مهندس زراعي في الجزائر، وأول من تنبأ بجفاف دول الساحل، لكنه مات في صمت بمدينة القنيطرة المغربية.