طوارئ في الأندية.. و"الشكارة" تضرب "الميركاتو"
17-01-2018, 01:51 AM


عرف سوق التحويلات الشتوية بالجزائر حركية وانتعاشا كبيرين في اليوم الأخير منه، حيث وقع العشرات من اللاعبين على عقود جديدة مع الأندية المحترفة قبيل ساعات فقط عن انتهاء المدة المحددة بمنتصف ليل يوم الثلاثاء.
استغل العديد من اللاعبين اليوم الأخير، من فترة التحويلات الشتوية لإنهاء مفاوضاتهم مع رؤساء أندية الرابطة المحترفة، وترسيم التحاقهم قبيل لحظات فقط عن إغلاق "الميركاتو"، وهذا على غرار المهاجم عادل بوقروة الذي التحق بنادي اتحاد الحراش، والمهاجم المالي أليو دينغ الذي رسم التحاقه بمولودية الجزائر، والمهاجم السابق لشباب بلوزداد حامية الذي وقع على عقد يمتد لعام ونصف مع اتحاد العاصمة، والمدافع الأيسر شرفاوي الذي التحق بسريع غليزان كرابع المستقدمين في النادي، والمدافع الدولي السعيد بلكالام الذي عاد مجددا إلى فريق القلب شبيبة القبائل، بالإضافة إلى قيطون الذي وقع في "الكناري" أيضا، فضلا عن التحاق الثلاثي بورنان وسيديبي وبن واضح بشباب بلوزداد.
وعاشت الأندية المحترفة حالة طوارئ على مستوى مقراتها في الساعات الأخيرة من "الميركاتو"، فما بين إقناع اللاعب على الإمضاء والإسراع في دفع ملفه للرابطة المحترفة قصد تأهيله والحصول على الإجازة، لم يكن أمام مسؤولي الفرق متسع كبير من الوقت ودخل العديد منهم في سباق ضد الزمن على غرار إدارة مولودية الجزائر التي لم تتمكن من تأهيل اللاعب المالي، سوى في اللحظات الأخيرة وتسجيله في نظام التحويلات "التي آم آس" بسبب الوصول المتأخر لورقة خروج اللاعب من الاتحادية المالية لكرة القدم، كما كادت شبيبة القبائل أن تخسر صفقة بلكالام الذي رفض التوقيع واشترط الحصول على الأموال قبل كل شيء، ووصل به الأمر إلى حد وصف الرئيس المستقبلي لشبيبة القبائل الشريف ملال بـ"الكذاب"، قبل أن ينتهي المسلسل في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين، بعد أن استجاب ملال إلى مطالب اللاعب.
وعرف سوق التحويلات في يوميه الأخيرين، صراعا كبيرا بين قطبي العاصمة مولودية الجزائر واتحاد العاصمة من أجل الظفر بخدمات المهاجم يوسف بلايلي من نادي أنجي الفرنسي، حيث دخل اللاعب في مفاوضات مع رئيس فريقه السابق ربوح حداد وأيضا المدير الرياضي للمولودية كمال قاسي السعيد، ولكنه في نهاية المطاف فشل في إقناع رئيس نادي انجي في منحه وثائق تسريحه، الأمر الذي اضطره لمغادرة الجزائر دون تحقيق رغبته في العودة إلى اللعب بالبطولة الجزائرية.
وكان "الميركاتو" الشتوي قد عرف ركودا في أيامه الأولى بسبب معاناة العديد من الفرق من الضائقة المالية، فضلا عن تأخر لجنة فض النزاعات في إصدار قراراتها في حق العديد من اللاعبين، الذين لجؤوا إليها لفسخ عقودهم مع أنديتهم لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية لشهور عدة.
واضطر العديد من رؤساء الأندية تحت ضغط الشارع إلى تحدي الأزمة واللجوء مجددا إلى الاستدانة من بعض محبي الفريق، من أجل مواجهة غضب الأنصار وجلب لاعبين جدد، حتى ولو أن الفريق في غنى عنهم، والأمثلة عديدة ومتعددة.
كما قام رئيس وفاق سطيف بتلبية جميع شروط مدلل الفريق عبد المؤمن جابو الذي كان محل أطماع فرق محلية وتونسية، من أجل كسب ود أنصار الوفاق الذين فرضوا ضغطا رهيبا على حمّار بعد رحيل المدرب خير الدين مضوي نحو النجم الساحلي التونسي، ورفضوا جملة وتفصيلا التفريط في صانع ألعاب النادي عبد المؤمن جابو، ما جعل الرئيس حمّار مضطرا لا مخيرا في تلبية جميع شروط اللاعب للاحتفاظ به، رغم أنه لا أحد ينكر المستوى الجيد لجابو في البطولة الجزائرية، ودوره الكبير في تتويج الوفاق الموسم الماضي بلقب البطولة.
وتبقى الأزمة المالية في ظل الأجور المرتفعة للاعبين والمصاريف الكثيرة للأندية تهدد جل الفرق المحترفة سواء الناشطة في الرابطة الأولى أو الثانية، فالسيناريو الذي عاشه اتحاد الحراش هذا الموسم، وعجزه عن تسديد مستحقات لاعبيه الذين دخلوا في أكثر من مناسبة في إضراب مفتوح، وقبله فريق سريع غليزان، مرشح لأن يتكرر في المواسم القليلة المقبلة مع فرق أخرى، في ظل عدم وجود إستراتيجية عمل واضحة من طرف الأندية، وعزوف رجال الأعمال عن الاستثمار في الشركات الرياضية "الوهمية" لحد كتابة هذه الأسطر، يأتي هذا رغم تحذيرات رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج الذي جدد في آخر اجتماع له مع رؤساء الأندية المحترفة بفندق السلطان بحسين داي، دعوة الأندية إلى ضرورة ترشيد النفقات.