الخيال والنص التخييلى
03-11-2016, 09:57 AM
النص التخييلى هو بعارة عن خيالات تجتاح عقل الإنسان , ومن المعروف لدى الجميع أن الخيال هو أمر مر به جميع البشر فى أوقاته كثيرة من اليوم , وبشكل دائم على مدار حياة البشر ,ولذلك وفى هذا المقال فسوف نتحدث عن الخيال والنص التخييلى بشىء من التفصيل

ما هو الخيال ؟

الخيال هو عبارة عن كل شىء لا يستطيع أن يقر به عقل الإنسان فى مجال الرؤيا ,وأيضا لا يكون فى تصور هذا العقل من عمق المعرفة للشىء الذى لا توجد معالم تحدد وجود له

والخيال أيضا يعد نوعا من أنواع الأدب الذى يسعى إلى إختلاق الكثير من الأحداث التى توصف فى العادة على أنها لا تمت للحياة الواقعية بأى صلة وهى غريبة عن الواقع أيضا ,وفى الغالب ينتشر هذا النوع من الأدب فى الروايات والقصص القصيرة منها والطويلة

وهناك بعض التعريفات التى وضعت فى توضيح معنى الخيال بشكل أكثر دقة ومنها تعريف شاكر عبد الحميد للخيال : قائلا أن الخيال هو عبارة عن عملية يقوم بها الإنسان بمحض إرداته وبكل مرونة ويسر ,ويستطيع الإنسان من خلالها أن يتجول فى عالمه الخاص به بواسطة عقله ,ويقوم بتكوين الصور وتحريكها حتى يصل إلى ما يريده فى النهاية , والخيال أيضا هو بعارة عن عملية كلية تتمتع بفروع خاصة بها

تعريف آرثرث ريبر للخيال : حيث قال أن الخيال هو عبارة عن عملية إتحاد كلا من الذكريات مع الخبرات السابقة والصور التى تم تكوينها بشكل مسبق والقيام بتوظيفها داخل بنية جديدة , والخيال أيضا عبارة عن نشاط يقوم به الفرد بكل إبداع وتميز ومن الممكن أن يكون ذلك الخيال مبنيا على أساس رغبات الإنسان أو على أساس الواقع الذى يعيش فيه , أو على أساس قصص مستقبليه أو مراجعات عن الماضى الخاص به ,فهو بالتالى عبارة عن توقعات للحاضر ,ومراجعة للماضى ,مع إبتكار للمستقبل

ما هو النص التخييلى ؟

النص التخييلى فى العادة ما يقترن بنوعية الرواية فى الثقافات الأجنبية ,وذلك على الرغم من أنه يعد عنصرا أساسيا فى جميع الأنواع التعبيرية ,حتى وإن كان إنطلاقها من التعاقد مع قارىء يدعى تقيده بالواقع المحيط به

أما عن ما يتعلق بالخطاب النقدى فى الأدب العربى فإنه لم يحظى بقدر كبير من التخيل ,وذلك على إعتبار أن النص التخييلى هو عنصر جوهرى مكون فى أى نص روائى وذلك على مدار عقود طويلة

ولكن الصعوبة الحقيقية تكمن فى تحديد شكل التخيل وماهيته حيث أنها لا تتبين العناصر التى تحقق ذلك التخييل ,وهنا لا يمكننا أن نرجع النص إلى المخيلة ,ولا يمكننا أيضا أن نرجعها إلى الأشخاص واللغة , ولا أيضا إلا الحبكة الدرامية أو الروائية بجميع أنواعها , واللاتحديد هنا يعتبر هو الحيز الذى يتشكل لتنبثق منه موهبة الروائى أو القاص الناسج لخيوط الرواية المتشابكة والمتجانسة

ويخضع التخييل مثله مثل الذاكرة إلى الصدفة المحضة والإنتقاء ,إلا أن التخييل يعد أقرب إلى الإدارة ومجال الوعى والإختيار أيضا , وذلك لان مخيلة الإنسان تعد ملكة قابلة للتطوير والتدقيق ,وهذا الأمر هو ما دفع الشاعر المكسيكى “أوكتافيو باث ” إلى قوله أن إنبعاث الخيال كان دائما مسبوقا وممهدا له بالنقد والتحليل

ومن الجدير بالذكر هنا أن مكونات الرواية التخييلية تكتسب أهميتها الخاصة من إعتبارها الطريق لمعرفة الروائى المتخيل للأمور ,ومعرفة ايضا ما تعرض له من مواقف حياتية وقيم بنت روايته , فالخيال هو آداة من أدوات المعرفة التى يعترف بها بجانب العقل وما وضع من وسائل أخرى للمعرفة


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع