إلى أي حد يمكن أن نسلم مع البراغماتيين : " أن المنفعة هي مقياس المعرفة الحقة"
03-06-2018, 06:45 PM
إلى أي حد يمكن أن نسلم مع البراغماتيين : " أن المنفعة هي مقياس المعرفة الحقة"

الطريقة الإستقصاء بالوضع :

1/ المقدمة : (طرح الإشكالية)
لقد ظلت الفلسفة منذ العصر اليوناني بحثا عن العلل الأولى و الأسبابالقبلية للوجود ، فلم تقدم للإنسان سوى حلولا مغرقة في التجريد و غيرمجدية ،لأنها كانت تتأمل في الحياة بدلا من تقديم حلول عملية لمشاكلها ،في ظل هذه الم*****ات انبثقت البراغماتية محاولة أن تجعل من المنفعة فيالحياة هدفا لفلسفتها ، و إذا كانت البراغماتية نظرية خاصة في الصدق كمايرى وليام جيمس ، فكيف يمكن إثبات و تبني هذه الأطروحة ؟

2 / التوسيع ( محاولة حل المشلة )
عرض منطق الأطروحة :
لقد قامت الفلسفة البراغماتية أولا، برفض الفلسفات التقليدية المجرَّدةالتي ليست في خدمةالحياة، وثانيا، بتأسيس منهجٍ جديد أو فلسفة عمليةذاتمنهجٍ عصريٍّ يُساير حاجات الناس المتجددة، وتقلبات رغباتهم اليومية؛ وهومنهجٌ يدعو إلى الانصراف من الفكر المجرد إلى الفكر العملي، وذلك استجابةًلضرورات الحياة واستشرافا للمستقبل. يقول وليام جيمس : " إن كل فكرة لاتنتهي إلى سلوك عملي في دنيا الواقع ، هي فكرة خاطئة وليس لها معنى " إذننفهم من هذا القول بأن المعرفة وسيلة أو ذريعة لتحقيق أغراض عملية تفيدنافي حياتنا ، وسبب صدقها هو تجسدها في دنيا الواقع ، يضيف وليام جيمس : "إن الفكرة الصادقة هي التي تؤدي بنا إلى النجاح في الحياة "

دعم الأطروحة بحجج شخصية :
الواقع العملي يؤكد أن النجاح لا نصل إليه بأفكار فارغة من مضمونها العملي، بل هو نتيجة عن الأفكار الحيوية ، التي توجه الإنسان نحو العمل ، لذلكتقتبس البراغماتية من كل فلسفة إيجابياتها ، فهي تأخذ عن فلسفة كانط فكرةالعقل العملي ، وعن نظريات داروين فكرة البقاء للأصلح ، و عن فلسفة
شوبنهاور تمجيده للإرادة ، كما أنها تهتم بالدين لأنه يتضمن كثيرا منالحلول العملية للمشاكل النفسية و الإجتماعية للإنسان ، فالتفكير هو أولاوأخيرا من أجل العمل يقول ديوي : " إن كل ما يرشدنا إلى الحق فهو حق " والبراغماتية شعار اتخذته الولايات المتحدةعنوانا لسياستها لذلك فلسانحالها يقول :" ليس لدينا أصدقاء دائمون ، و لا أعداء دائمون ، بل مصلحةدائمة "

نقد خصوم الأطروحة :
(منطق الخصوم) : وإذا كانت الفلسفة البراغماتية ترفض الفلسفات التقليديةفلأنها ظلت تبحث في مسائل الوجود بحثا ميتافيزيقيا مجردا يستهدف معرفةالعلل القصوى للوجود ، و مصير الإنسان ، و أصل معارفه هل هي الخبرة الحسيةأم العقل و الأفكار الفطرية ،(النقد) وقد ترتب عن هذه الأسئلة سجال فكريبين العقلانيين و المثاليين و التجريبيين ، لم يصل في رأي البراغماتيينإلى إجابات نهائية ، ولم يجد الإنسان من ورائها حلولا لمشاكله اليوميةلذلك فالبديل عن هذه التصورات المجردة هو إعتماد فكر براغماتي سبيلا يوجهالإنسان إلى العمل المنتج في الحياة .

3/الخاتمة ( تأكيد مشروعية الدفاع )
نستنتج مما سبق أن الفلسفات الكلاسيكية لم يجد الإنسان في أفكارها المغرقة في التجريد ، سوى المزيد من المشاكل المعرفية ، و الخلافات
النظرية حولها ، و لذلك فحياة الإنسان هي بحاجة إلى فلسفة عمليةكالبراغماتية تدفع بفكر الإنسان نحو تحقيق منافع ومصالح في حياته ،وهذا ماأكدته البراهين السابقة ، أمام تهافت تصورات خصومها وبهذا نصل إلى أنالأطروحة التي ترى " أن المنفعة هي مقياس المعرفة الحقة " هي صحيحة فيسياقها .


سحر الحرف والكلام


شكرا للأخ صقر الأوراس على التوقيع