أقواس أم مناجل؟
24-09-2009, 04:32 AM
أقواس أم مناجل؟
بن اسماعين زليخة خربوش
ورد نقد في المنتدى يرد على من عاتب الحكام العرب على عدم قراءة الرواية:
اقتباس: (....في مقدمتهم الحكام العرب, ويقدم لنا دواء سحريا لمشاكلنا الحضارية المعقدة, هو مجرد قراءة حكامنا للروايات التي تكتب عن أوطانهم وشعوبهم ومجتمعاتهم, فينتهي كل إشكال ونرتفع إلى أعلى عليين, ونصبح في مصاف أرقى المجتمعات العصرية. تصوري هو أن الدكتور لم يجد ما يملأ به فراغ مقاله الأسبوعي....)
الأقواس تحصر الأفكار وتلقي عليها الضوء بالنقد والتشريح وإظهار الجودة والرداءة أما المناجل تأتي على الأخضر واليابس وتحش من الجذور وتترك المكان اجرد يابسا...
الحكام العرب لا يقرؤون الرواية؟ وقفت طويلا عند هذه الفكرة وارتأيت من واجبي أن أرد...
هل يجوز لنا أن نلوم حكامنا على عدم قراءتهم للرواية ؟ كيف نطلب من الحاكم قراءة الرواية ويومياته مليئة بالروايات؟
الرواية يقراها المثقف الجالس على برجه العاجي والملائكة تروح على رأسه بالمراوح المزركشة، والزوجة تحميه من ضجيج أطفاله، أما الحاكم... يواجه مدنية الهرج والمرج، وراءه شياطين المسؤولية تجلده: على يمينه { فونبيرات} ووطاويط مصاصة وغيلان جشعة...على يساره دكتاتورية متثائبة ، وواقع منفصل عن الواقع ، وغرابيل مثقوبة، وثعالب منتهزة، دفنت عقولها في بيت النوم، تعيش على التطفل والأطماع والحسد... .خلفه ذئاب تعوي وكلاب تنبح...أمامه هوة عميقة سحيقة...
الصراخ السياسي والفكري والمذهبي.. والصراع على السلطة... حناجر الجياع والعراة... وانين المرض والاحتياج... الصراخ يجلده والصياح يتبعه والنباح يحاصره... احتجاج الأغلبية ولوم الأقليات... سخط الساخطين على الكون بدون محاورة وموضة الثورة اللامعقولة وأصحاب اللاءات المتطرفة بلا قضية... والتيارات السلبية والايجابية و...و...و... وهو مفروض عليه أن يواجه فرسان الخير وذئاب الشر...
أيعقل أن نطلب من حاكم كجمال عبد الناصر- الذي حمل هم أمته من محيطها إلى خليجها وظل يكابد الشعارات الملفقة والإيديولوجيات الكذابة؟... أيمكن أن نلومه على عدم قراءة رواية اللص والكلاب وأولاد الحارة وفي يومياته لصول وكلاب وأولاد حارات وحارات ؟
الم يكفيه اضطهاد الأقربين وحرب الأبعدين حتى ننتظر منه على قراءة الروايات التي كتب اغلبها بواقعية فوتوغرافية وهو الذي صنع أحداثها ؟
و لعلم الصغار الذين لم يعرفوا عبد الناصر : عندما زاره ( جي مولى) الرئيس الفرنسي آنذاك ليطب من إسكات ( صوت العرب من قلب الجزائر ) والذي كان في الواقع من قلب القاهرة مقابل بناء قناة السويس... فتركه في القاعة ينتظر أربع ساعات ... وهبط عبد الناصر السلم في أناقته المعتادة ليقول له : أسف ا أنهم اخوانى لا يمكن أن افعل معهم ذلك... هذا حسب الصحف الفرنسية... هل ترون أن مثل هذا الرجل نلومه على قراءة الرواية؟
إن الحاكم هو كبتان السفينة وهو أخر من يفر بنفسه إذا غرقت... أما المثقف فهو حر في نفسه يقرا الرواية ويكتبها ويلوي أعناق شخوصها كما يريد فلا احد يلومه... وهو كالنحلة ينط من هنا وهناك... فهو يجلد شخوصه ويجبرهم على أن يسيروا حسب خياله – لا حسب ما هم عليه في الحياة – ولا احد يعارضه... أما الحاكم أشخاصه أحياء يعقلون... هو مجبر على أن يساير شعبه وحياته ويواسي أوجاع قلقه وأحزانه واحباطاته.
إن الحاكم لا يجد الوقت ليحك رأسه ، ونحن نطلب منه هذا المحال؟ اعتقد أن كانت له قراءة فعليه أن يقرا النظريات الاقتصادية والاجتماعية والفلسفية لعله يستطيع أن يسوس ذاك الخليط من العقول والأمزجة والصدور المغلولة وخراب النفوس وتمزق الأرواح...
الحاكم هو الذي يصنع أحداث الروايات والثلاثيات، فلما نطالبه باعادة قراءتها... فالرئيس الوحيد في أمركا الذي يعرف (شكسبير) هو (اوباما) لأنه لم يكن يحلم بالرئاسة... فلو سالت (بوش) مثلا عن شكسبير لقال: من هو شكسبير ؟ هل هو إرهابي؟.... فلماذا نحن نريد أن نحمل حكامنا أكثر مما يستعطون؟ اللهم إلا إذا كنا نريد أن نستورد حكامنا مع البطاطا والقمح وثقافة الغير؟ هذا الغير الذي يريد أن يقيم وحدته الوطنية والاقتصادية لضربنا... عشية ضرب العراق كل الشعب الأمريكي علق الأعلام على النوافذ وأبواب المنازل تأييدا (لبوش) وما رأيناه من معارضة لم يؤلف 5% من الشعب... حسب الجرائد الأمريكية.
إن مثل هذا التفكير يدل على أن التخلف كامن في شعوبنا قبل أن يكون في حكامنا لان حكامنا خرجوا من صفوفنا... علينا باٍصلاح غباوتنا بالنقد البناء وليس بالفأس الهدام. ونترك حكامنا مع مشكلاتهم ولا نحسدهم على بلوة الكرسي المشوك، فلندعهم يصنعون الأحداث وعلى المثقف أن يقرا أو يصطاد الأحداث ويكتب ويجعل شخوصه أحياء أو ميتين أو كالسائر النائم كما يحلو له؟
Zoulikha2
بن اسماعين زليخة خربوش
ورد نقد في المنتدى يرد على من عاتب الحكام العرب على عدم قراءة الرواية:
اقتباس: (....في مقدمتهم الحكام العرب, ويقدم لنا دواء سحريا لمشاكلنا الحضارية المعقدة, هو مجرد قراءة حكامنا للروايات التي تكتب عن أوطانهم وشعوبهم ومجتمعاتهم, فينتهي كل إشكال ونرتفع إلى أعلى عليين, ونصبح في مصاف أرقى المجتمعات العصرية. تصوري هو أن الدكتور لم يجد ما يملأ به فراغ مقاله الأسبوعي....)
الأقواس تحصر الأفكار وتلقي عليها الضوء بالنقد والتشريح وإظهار الجودة والرداءة أما المناجل تأتي على الأخضر واليابس وتحش من الجذور وتترك المكان اجرد يابسا...
الحكام العرب لا يقرؤون الرواية؟ وقفت طويلا عند هذه الفكرة وارتأيت من واجبي أن أرد...
هل يجوز لنا أن نلوم حكامنا على عدم قراءتهم للرواية ؟ كيف نطلب من الحاكم قراءة الرواية ويومياته مليئة بالروايات؟
الرواية يقراها المثقف الجالس على برجه العاجي والملائكة تروح على رأسه بالمراوح المزركشة، والزوجة تحميه من ضجيج أطفاله، أما الحاكم... يواجه مدنية الهرج والمرج، وراءه شياطين المسؤولية تجلده: على يمينه { فونبيرات} ووطاويط مصاصة وغيلان جشعة...على يساره دكتاتورية متثائبة ، وواقع منفصل عن الواقع ، وغرابيل مثقوبة، وثعالب منتهزة، دفنت عقولها في بيت النوم، تعيش على التطفل والأطماع والحسد... .خلفه ذئاب تعوي وكلاب تنبح...أمامه هوة عميقة سحيقة...
الصراخ السياسي والفكري والمذهبي.. والصراع على السلطة... حناجر الجياع والعراة... وانين المرض والاحتياج... الصراخ يجلده والصياح يتبعه والنباح يحاصره... احتجاج الأغلبية ولوم الأقليات... سخط الساخطين على الكون بدون محاورة وموضة الثورة اللامعقولة وأصحاب اللاءات المتطرفة بلا قضية... والتيارات السلبية والايجابية و...و...و... وهو مفروض عليه أن يواجه فرسان الخير وذئاب الشر...
أيعقل أن نطلب من حاكم كجمال عبد الناصر- الذي حمل هم أمته من محيطها إلى خليجها وظل يكابد الشعارات الملفقة والإيديولوجيات الكذابة؟... أيمكن أن نلومه على عدم قراءة رواية اللص والكلاب وأولاد الحارة وفي يومياته لصول وكلاب وأولاد حارات وحارات ؟
الم يكفيه اضطهاد الأقربين وحرب الأبعدين حتى ننتظر منه على قراءة الروايات التي كتب اغلبها بواقعية فوتوغرافية وهو الذي صنع أحداثها ؟
و لعلم الصغار الذين لم يعرفوا عبد الناصر : عندما زاره ( جي مولى) الرئيس الفرنسي آنذاك ليطب من إسكات ( صوت العرب من قلب الجزائر ) والذي كان في الواقع من قلب القاهرة مقابل بناء قناة السويس... فتركه في القاعة ينتظر أربع ساعات ... وهبط عبد الناصر السلم في أناقته المعتادة ليقول له : أسف ا أنهم اخوانى لا يمكن أن افعل معهم ذلك... هذا حسب الصحف الفرنسية... هل ترون أن مثل هذا الرجل نلومه على قراءة الرواية؟
إن الحاكم هو كبتان السفينة وهو أخر من يفر بنفسه إذا غرقت... أما المثقف فهو حر في نفسه يقرا الرواية ويكتبها ويلوي أعناق شخوصها كما يريد فلا احد يلومه... وهو كالنحلة ينط من هنا وهناك... فهو يجلد شخوصه ويجبرهم على أن يسيروا حسب خياله – لا حسب ما هم عليه في الحياة – ولا احد يعارضه... أما الحاكم أشخاصه أحياء يعقلون... هو مجبر على أن يساير شعبه وحياته ويواسي أوجاع قلقه وأحزانه واحباطاته.
إن الحاكم لا يجد الوقت ليحك رأسه ، ونحن نطلب منه هذا المحال؟ اعتقد أن كانت له قراءة فعليه أن يقرا النظريات الاقتصادية والاجتماعية والفلسفية لعله يستطيع أن يسوس ذاك الخليط من العقول والأمزجة والصدور المغلولة وخراب النفوس وتمزق الأرواح...
الحاكم هو الذي يصنع أحداث الروايات والثلاثيات، فلما نطالبه باعادة قراءتها... فالرئيس الوحيد في أمركا الذي يعرف (شكسبير) هو (اوباما) لأنه لم يكن يحلم بالرئاسة... فلو سالت (بوش) مثلا عن شكسبير لقال: من هو شكسبير ؟ هل هو إرهابي؟.... فلماذا نحن نريد أن نحمل حكامنا أكثر مما يستعطون؟ اللهم إلا إذا كنا نريد أن نستورد حكامنا مع البطاطا والقمح وثقافة الغير؟ هذا الغير الذي يريد أن يقيم وحدته الوطنية والاقتصادية لضربنا... عشية ضرب العراق كل الشعب الأمريكي علق الأعلام على النوافذ وأبواب المنازل تأييدا (لبوش) وما رأيناه من معارضة لم يؤلف 5% من الشعب... حسب الجرائد الأمريكية.
إن مثل هذا التفكير يدل على أن التخلف كامن في شعوبنا قبل أن يكون في حكامنا لان حكامنا خرجوا من صفوفنا... علينا باٍصلاح غباوتنا بالنقد البناء وليس بالفأس الهدام. ونترك حكامنا مع مشكلاتهم ولا نحسدهم على بلوة الكرسي المشوك، فلندعهم يصنعون الأحداث وعلى المثقف أن يقرا أو يصطاد الأحداث ويكتب ويجعل شخوصه أحياء أو ميتين أو كالسائر النائم كما يحلو له؟
Zoulikha2
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا
من مواضيعي
0 الهُوية؟
0 أين أمتنا من النحل الياباني!
0 عدت با نوفمبر وعودك محمود!
0 الكفرة الفجرة؟
0 دعه يسقط!
0 الشهيد
0 أين أمتنا من النحل الياباني!
0 عدت با نوفمبر وعودك محمود!
0 الكفرة الفجرة؟
0 دعه يسقط!
0 الشهيد
التعديل الأخير تم بواسطة zoulikha2 ; 24-09-2009 الساعة 04:37 AM
سبب آخر: كتابة الاسم