ألعاب أطفال "داعشية" تغزو الأسواق خلال العيد في وهران
18-07-2015, 08:22 PM


خيرة غانو


أغرقت جهات مجهولة السوق الوهرانية، خلال عيد الفطر، بأنواع جديدة وغير متعود عليها من ألعاب أطفال تتسم بتقليدها لبعض الأسلحة التي تستعملها عموما جماعات إرهابية، إلى جانب أخرى نارية كان يقتصر عرضها خلال مناسبة المولد النبوي الشريف، لكنها تعرف هذه الأيام رواجا من طرف باعة فوضويين، وحتى تجار أكشاك متعددة الخدمات.
وعلى الرغم من خطورة العديد من هذه الألعاب التي تصنف على أنها محظورة البيع والترويج في السوق المحلية، بالنظر إلى ما تحتويه من مواد مفرقعة أو قطع صلبة من شأنها إلحاق الضرر بالأشخاص، على غرار أنواع من مسدسات تشحن بكريات دقيقة بلاستيكية، لكن مصدر الخطر فيها يتمثل في سرعة القذيفة التي تلقى بها تلك الرصاصات المقلدة، والتي من شأنها أن تفقأ عين من تصوّب نحوه، أو تخترق بلعوم طفل لا يفقه استعمالها، إلا أن ما يلفت للانتباه بالفعل، وفي ظل غياب الرقابة على هكذا مخالفات، وجود أنواع ليست بالمألوفة ضمن مجموعة تلك الألعاب الممنوعة التي اعتدنا مشاهدتها سنويا تكتسح السوق بطريقة غير شرعية ودخولها إليها من طرف جماعات الشنطة والتهريب خلال مناسبات معينة، بحيث رصدت الشروق اليومي عرض بعض التجار أنواع من بنادق ومسدسات بلاستيكية تصدر أشعة ليزرية، وأخرى عبارة عن ألعاب مقلِّدة في شكلها وتصميمها لأنواع من الصواريخ والقذائف، وهي تطلق أنوارا متوهجة شبيهة بلهيب النار، مثلما لا تخلو طاولات هؤلاء في عمومها من عرضها لأشكال مختلفة من أسلحة بيضاء بلاستيكية، منها خناجر يمنية، سيوف ملحقة بأغمادها، ومنها ما هو شبيه بسيف سيدنا علي ـ رضي الله عنه ـ، في حين أن جميع هذه النماذج من الألعاب التي عادة ما يميل إليها فضول الصِبْية إليها، ويلحون على أوليائهم لشرائها وتمكينهم من اللعب بها، لا تضيف من غاية لهؤلاء سوى التدرب منذ الصغر على العنف، وتعلم التعامل مع أقرانهم وحتى مع آبائهم وذويهم بلغة السلاح حتى ولو كان ذلك في البداية على سبيل المزحة والمداعبة، وهو ما تفعله بهم أيضا العديد من الألعاب الإلكترونية التي تعرض عليهم على مستوى نوادي الانترنيت التي تستقطب بهذا الأسلوب العديد من الأطفال إليها، وهذا كله في ظل الغياب التام للمصالح المختصة والمعنية بحماية فكر وصحة الطفل، وقبلها السلطة الأبوية التي باتت طيّعة بالنسبة للعديد من الحالات لرغبات ونزوات الطفل، بل وأنها تسخر في جلب واقتناء تلك الألعاب الخطيرة والموصوفة بالداعشية ليتسلى بها في ترهيب وربما إيذاء غيره بعاهات قد تكون مستديمة.