تصريحات سلال بخصوص غرداية "تهز" المغرب
18-07-2015, 10:20 PM


  • مجلس أعيان الڤرارة: "الجزائر مستهدفة من خلال غرداية.. نثمن ونطالب بتعزيز الإجراءات المتخذة"
دليلة بلخير

صحافية بجريدة الشروق اليومي، متابعة للشؤون الوطنية والسياسية والأمنية

ADVERTISEMENT
هزت تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال، بخصوص أحداث غرداية، مسؤولي المملكة المغربية، الذين اعتبروا التلميحات التي جاءت في تصريحات سلال، وقال فيها بأن أحداث غرداية التي أسفرت عن سقوط 23 ضحية في مواجهات بين الإخوة الفرقاء، تمولها ماديا ومعنويا "دولة شقيقة معروفة"، تصريحات تخص المغرب، حيث ردت على لسان وزيرها للاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، الخميس المنصرم باعتبارها "تصريحات مزعومة ومرفوضة كليا".
وقال الوزير المغربي في ندوة صحفية عقدها الخميس، إن "المغرب دولة لها تاريخ، وتطورت طيلة هذا التاريخ، العديد من المبادئ"، وفق تعبيره، ذاكرا منها "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى"، ووصف الخلفي التصريحات "بالمزعومة والمرفوضة كليا"، مسجلا في هذا الاتجاه أنها "لا تنسجم مع تاريخ هذه الدولة العريقة"، أي المملكة المغربية، وكان سلال قال في لقائه مع مواطني المنطقة "نعلم جيدا مصادر التمويل المادي، وكذا الدعم المعنوي سواء من دولة شقيقة معروفة، أومن دول أخرى غير شقيقة، ولدينا قوائم رؤوس الفتنة الكبار، كما لدينا قوائم للشباب المنجر والمغرر به".
وإن كانت المغرب ترفض هذه الاتهامات، غير أن العديد من الأطراف تؤكد ضلوع أياد خارجية في الأحداث، خصوصا وأن حصيلة المواجهات كانت ثقيلة، في أيام مباركة تزامنت وشهر رمضان المعظم، واعترف مواطنوالمنطقة ممن تحدثت إليهم "الشروق" بوجود أطراف غذت "الفتنة" وجعلتها تتحول إلى حقد وغل وقتل لأسباب لم تكن لتصل حد إزهاق الأرواح البريئة، ويجري التحقيق مع 28 موقوفا اعتبرتهم العدالة مشتبها بهم للوصول إلى الحيثيات الحقيقية للمجزرة التي سجلتها ولاية غرداية، فيما تواصل مصالح الأمن بسط سيطرتها وإحكام قبضتها على الأحياء بالموازاة مع تجفيف منابع "الفتنة" بحجز الأسلحة وتفتيش المساكن المشبوهة، مع تسجيل إجراءات رادعة اتخذتها السلطات العمومية في الإطار ذاته.
إلى ذلك، أصدر أعيان مجلس الڤرارة بيانا أهاب فيه بالهبة التضامنية للجزائريين مع مواطني الڤرارة إثر الأحداث الأخيرة، مؤكدا أن "الفتنة التي ضربت وادي ميزاب ما هي إلا حلقة في سلسلة الفتن التي مست عديد الدول العربية، فهناك من يحاول أن يجر الجزائر إليها"، وذكر المجلس في بيان اطلعت عليه "الشروق" أن غرداية تقع في قلب الجزائر جغرافيا واستراتيجيا وتتوسط أهم منطقتين تمدان الجزائر بالطاقة وهما حاسي الرمل وحاسي مسعود، كما أنها تملك ثراء وتنوعا فقهيا وحضاريا "تعايش سكانه لقرون في وئام ولم يعرف هذه النعرات العصبية إلا في السنوات الأخيرة حين قرر أعداء الأمة الإسلامية أن يشغلوا الشعوب الإسلامية في مثل هذه الصراعات ليسهل ابتلاعها" -يقول المجلس-، موضحا بأن الڤرارة دفعت ثمنا باهظا بعشرات القتلى ومئات الجرحى ومئات البيوت المحروقة والمخربة ومئات العائلات المهجرة، والآلاف من القلوب الجريحة والنفوس المرعوبة، واعتبر أنها تضحيات جسام "غير أنها تهون إن كان فيها نجاة للجزائر مما يحاك".
ووجه المجلس رسالة إلى السلطات الرسمية الإدارية والأمنية في كل مستوياتها، قال فيها "لقد استتب الأمن بصورة عامة بعد تدخل قوات الدرك الوطني، غير أن الإجراء غير كاف ما لم ترافقه إجراءات أمنية وإدارية وقضائية تتسم بالحزم والعدل، تجتث الفتنة من جذورها وتكشف مؤامرات من يحاول أن يعبث بأمن الجزائر".
وأبرز مجلس أعيان الڤرارة أن الجزائر هي المستهدفة أولا وأخيرا، ما يستدعي الوقوف جميعا سدا منيعا ضد هذه المؤامرات.