الخطر الحقيقي
02-04-2012, 08:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
حدث أن كنت مسافرا في الأيام القليلة الماضية في ولاية داخلية، وتصادف الأمر أن مررت بمنطقة نائية فلاحية بها احتجاجات اجتماعية، أين قام المواطنون بغلق الطريق الوحيد الذي يمر بهذه الدشرة البلدية -إن صح التعبير- وبحكم أنني لا أعرف المنطقة وحتى سبب الاحتجاج تقدمت من شخص كبير في السن وسألته عن أي طريق آخر يخرجني من المنطقة فدلني على مسلك ترابي يمر بأراضي فلاحية معزولة، واتخذته في عجل رفقة سيارات أخرى وكنت في مقدمتها، وبعد حوالي 15 كم وجددت المسلك مغلق بالحجارة وحكأنها نقطة تفتيش أو كمين إرهابي، وشعرت ببعض الراحة حينما رأيت بعض وجوه الغاضبين بدون لحى وعرفت صغر سنهم -حوالي 14 سنة- وضعف بنيتهم الجسدية.
بادرتهم بالسلام متوسما فيهم الخير طالما أنني غريب عن المنطقة، إلا أن أحدهم وهو المعلم بادرني: إن أردت المرور عليك بدفع 100 دينار. تفاجأت ليس للمبلغ ولكن لسبب الطلب لأنه برر لي ذلك بالقول أن الطريق تمر بأرضه فمن حقه أن يطلب مقابلا عن ذلك.
سألته عن سبب الاحتجاج رد أن المير من عرش غريب عن البلدية وقام في هذه الدشرة بسرقة البلدية ومنح بعض القطع لأقاربه القادمين من بلدية أخرى. فقلت له لكنني لست المير ولست من المسؤولين ولست حتى قاطن البلدية فلماذا تسرقني؟ لأنك تقوم في الحقيقة بسرقة مسلحة أي أنك في هذا السن تقوم بنفس العمل الذي يقوم به رئيس البلدية الذي احتجيتم عليه ولكن فقط بتغيير بسيط في الطريقة.
فتفطن بعض مرافقيه للفكرة وقال له معه حق دعه يمر نحن أيضا نسرق، وبصفته المعلم قال لي إما أن تدفع أو أكسر سيارتك ورفع حديد في وجهي، تقدم عندئذ صاحب السيارة الذي كان خلفي والذي هو جار لهؤلاء الصبية وطلب منه فتح الطريق وقال له أن حتى هذه الأرض ليست ملك أبيك فلان. ولكنه رغم ذلك طالبوه بالدفع فما كان منه إلا أن تفاوض معهم حول المبلغ ودفع مقابل مرور السيارات الثلاث المتوقفة بما فيها سيارتي ومررنا.
فالخطر الحقيقي هو في الفكر الذي يحمله هؤلاء الصبية الذين يشكلون مستقبل البلاد ونفتخر بأن أغلبية الشعب شباب.
فهل أعددنا هؤلاء على فكر سليم مبني على مبادئ حب الخير والتضامن ونبذ العنف والعيش من عمل حلال وحب الوطن أم أننا نترك أبناءنا للتاثر بما يحيط بهم من صالح وطالح ويتأثرون به دون إدراك ليكون شعار الجيل القادم: العنف .....
حدث أن كنت مسافرا في الأيام القليلة الماضية في ولاية داخلية، وتصادف الأمر أن مررت بمنطقة نائية فلاحية بها احتجاجات اجتماعية، أين قام المواطنون بغلق الطريق الوحيد الذي يمر بهذه الدشرة البلدية -إن صح التعبير- وبحكم أنني لا أعرف المنطقة وحتى سبب الاحتجاج تقدمت من شخص كبير في السن وسألته عن أي طريق آخر يخرجني من المنطقة فدلني على مسلك ترابي يمر بأراضي فلاحية معزولة، واتخذته في عجل رفقة سيارات أخرى وكنت في مقدمتها، وبعد حوالي 15 كم وجددت المسلك مغلق بالحجارة وحكأنها نقطة تفتيش أو كمين إرهابي، وشعرت ببعض الراحة حينما رأيت بعض وجوه الغاضبين بدون لحى وعرفت صغر سنهم -حوالي 14 سنة- وضعف بنيتهم الجسدية.
بادرتهم بالسلام متوسما فيهم الخير طالما أنني غريب عن المنطقة، إلا أن أحدهم وهو المعلم بادرني: إن أردت المرور عليك بدفع 100 دينار. تفاجأت ليس للمبلغ ولكن لسبب الطلب لأنه برر لي ذلك بالقول أن الطريق تمر بأرضه فمن حقه أن يطلب مقابلا عن ذلك.
سألته عن سبب الاحتجاج رد أن المير من عرش غريب عن البلدية وقام في هذه الدشرة بسرقة البلدية ومنح بعض القطع لأقاربه القادمين من بلدية أخرى. فقلت له لكنني لست المير ولست من المسؤولين ولست حتى قاطن البلدية فلماذا تسرقني؟ لأنك تقوم في الحقيقة بسرقة مسلحة أي أنك في هذا السن تقوم بنفس العمل الذي يقوم به رئيس البلدية الذي احتجيتم عليه ولكن فقط بتغيير بسيط في الطريقة.
فتفطن بعض مرافقيه للفكرة وقال له معه حق دعه يمر نحن أيضا نسرق، وبصفته المعلم قال لي إما أن تدفع أو أكسر سيارتك ورفع حديد في وجهي، تقدم عندئذ صاحب السيارة الذي كان خلفي والذي هو جار لهؤلاء الصبية وطلب منه فتح الطريق وقال له أن حتى هذه الأرض ليست ملك أبيك فلان. ولكنه رغم ذلك طالبوه بالدفع فما كان منه إلا أن تفاوض معهم حول المبلغ ودفع مقابل مرور السيارات الثلاث المتوقفة بما فيها سيارتي ومررنا.
فالخطر الحقيقي هو في الفكر الذي يحمله هؤلاء الصبية الذين يشكلون مستقبل البلاد ونفتخر بأن أغلبية الشعب شباب.
فهل أعددنا هؤلاء على فكر سليم مبني على مبادئ حب الخير والتضامن ونبذ العنف والعيش من عمل حلال وحب الوطن أم أننا نترك أبناءنا للتاثر بما يحيط بهم من صالح وطالح ويتأثرون به دون إدراك ليكون شعار الجيل القادم: العنف .....