يا تارك الصلاة إقرأ ...
23-12-2015, 10:54 AM
السلام عليكم ور حمة الله

من منا لم يجد نفسه في بعض المواقف الحرجة و على شفى حفرة عميقة من التفكير فلا تكاد تبرح دماغه المغبون عشرات الأسئلة التي لن يجد لها حلا إلا بانقضاء ذلك اليوم ، فينهض في صباح جديد و فيه الجديد و لعل الله قد منٌُ عليه بالصبر فنام قرير العين على أن تُحل كل مشاكله في اليوم التالي.
فهل حين يجد نفسه في تلك الحالة يقنط من رحمة الله و يقول كلام سيندم عليه ولو بعد حين .
كلنا بشر و كلنا نخطأ و كلنا لنا نقائص كما لنا مزايا في المحيط الذي نعيش فيه ، لكن لا يتقن هذه الاحترافية إلا العاقل الصبور المتفهم للأمور .
فما هي أتعس الأيام إذاً ؟
إنها حين تجد نفسك في كامل قواك العقلية و في كامل صحتك و قد أذن المؤذن لصلاة من الصلوات الخمس و تجد نفسك في حالة لا تسمح لك بدخول المسجد و حين تطلق العنان لتفكيرك و عينك تجد الصحبة في تسارع إلى الصفوف الأولى و أنت في مقهى جالس تنتظر خروجهم ليعودوا برصيد ليس لك فيه أي نصيب .

و تراهم يداعبون و يضحكون و يمازحون و السرور على محياهم لا يكاد يفارقهم فأنت تكلمهم و تسأل و في نفس الوقت تسأل عقلك الجبان ، لماذا يا فلان لم تذهب مع الذاهبين و تعود مع العائدين فتفرح كما يفرحون ؟ .
ام انك ُتظْهر ما ليس فيك من يقين !؟
ام أنك ترائي الناس بما فعلوا و انت حزين ؟ !
أم انك لا تريد أن تصحوا من غفلتك و أنت اعرف الناس بما اقترفت يداك و عقلك الجبان ، الذي صنع حججا لك ستضمحل أمام سؤال الرحمن .
ما غرك بي يا عبدي .
فهل ترى انك ستهان .
فكيف ستلاقي حينئذ كلمات الجبار و أنت محتار ؟
فهل تقول اني كنت أًعْلَمُ و لا أُعَلٌِمْ و اعرف و لا افعل و أقول أن النفاق يقتلني بين خبايا نفسي الحقيرة التي ما لبثت ان تشبع من شهوة حتى تقفز إلى الأخرى و ما شبعت يوما و ما قالت يوما بأنه كفى هذا الذي هي فيه من خزي و جبن و نفاق و تكبر و هذيان و سخرية من خلق الله .
أم اقول بان الرحمن ظلمني و الله لا يظلم العبيد فأكابر حتى و النفس الحقيرة بين لهيب العذاب في الدرك الأسفل مع المنافقين.
أم أقول إني تبت إلى الله و لن أعود إلى ما كنت عليه أو فيه مهماً و سأضع لجاما من حديد لنفسي التي ما لبثت تحتقر روحي بمساعدة المارد الشيطان ، على ان تتذلل الروح الطيبة التي خرجت طيبة و في يدي الآن أن أعذبها أو اجعلها مع الصالحين .
الفرصة بين يدي و يديك الآن فهل أضيعها لجهل مني و منك .
أو أتمسك بها فلا اتركها تبرح المكان .
فهل أقول إني تبت و لا أعود
أم أقول حين اكبر و تنزوي السنين فأعجز عن فعل ما يفعله الشباب
أم أقول غدا إن شاء الله حين أتعلم ما اجهل اليوم في غضون .
أم انهض الساعة من مكاني لأذهب أصلي ما فاتني في غفلة و مجون .

فماذا تنتظرون أيها الإخوة و الأخوات ألم تفهموا بعد بان القيامة قاب قوسين او أدنى من ذلك بكثير .
ماذا تنتظرون أحبتي في الله فهل ترانا نعرف كم نعيش و متى سنموت

ضعوا الدنيا في كفة و الآخرة في كفة ووازوا بينهم و لا تغفلوا عنهم و لا تميلوا الكفة إلى أي واحدة من الكتلتين و احرصوا على أن تعدلوا فحينها لا تخافوا و لا تحزنوا .