تَديُّن المسؤولين الجزائريين في الميزان
16-03-2016, 06:12 AM

محمد.ل

صحافي بموقع الشروق أونلاين ، متابع للشأن السياسي والوطني

أعادت حادثة إقالة وزير العدل المصري، أحمد الزند من منصبه على خلفية تصريحات له تضمنت الإساءة لمقام النبوة، الحديث عن إساءات سابقة لمسؤولين جزائريين لأركان الدين الإسلامي وحتى سب الذات الإلهية.
وأثار كتاب وزيرة الثقافة سابقا خليدة تومي، جدلا واسع النطاق بآرائها في الدين الإسلامي وأركانه، تضمنها كتابها الذي صدر تحت عنوان "خليدة مسعودي جزائرية واقفة"، حيث وصفت في كتابها الصلاة بأنها "إهانة" لكرامة الإنسان، حيث "يضع المسلم رأسه على الأرض أثناء الصلاة، وهو ما يعد أكبر إهانة له"، على حد قولها.

وورد في كتابها "قررت أن لا أصلي صلاة المسلمين، وحتى القرآن لا يوجد به ذكر للصلوات الخمس، ولأن وضع الرأس على الأرض أكبر إهانة للإنسان، ولأن هذه الصلاة المجسدة للعبودية فكرة من ابتكار بدو السعودية النخاسين، فقد قررت أن أؤدي صلاة غير صلاة المسلمين، فقد طويت سجادتي ووضعتها في قفة وقررت بذلك التخلص من الأكاذيب والنفاق".

وذهبت خليدة تومي إلى أبعد من ذلك حين طعنت في الفريضة الخامسة للإسلام (الحج)، وقالت "أفضل أن أستغل أموال الحج في بناء قاعات سينمائية وتشجيع الفن، أنا أتأسف على الأموال التي تضيع هناك في الحج التي كان من المفترض أن تنفق على بناء قاعات سينما".

وتعرضت خليدة تومي، وقتها إلى موجة انتقادات لاذعة وصلت إلى القنوات الدينية، وتمت مساءلتها في البرلمان عن التصريحات والتهم المنسوبة إليها، وهو ما دفعها إلى الرد بأنها مستهدفة من قبل دوائر مغربية، بسبب مواقفها وكذا مواقف الجزائر المساندة للقضية الصحراوية، على اعتبار أن من أعاد نشر مقتطفات من الكتاب هو أحد المواقع الإعلامية المغربية.

وتسبب تلفظ الأمين العام الحالي للإتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، بعبارات يسب فيها الدين بحضور وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب، ووزير المالية، عبد الرحمن بن خالفة، في ضجة كبيرة وألهبت مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ورود مقطع يُسّب فيه الدين بـ"لعنه"، وكان هذا الكلام "البذيء" موجها للمنتقدين لإجراءات القرض الاستهلاكي المخصص تحديدا لـ"إنقاذ" المنتوج الوطني.

واستنكرت الأحزاب والجمعيات والمنظمات، والعديد من الشخصيات الوطنية سلوك عبد المجيد سيدي السعيد، الذي تعرض لانتقادات كبيرة، حتى من طرف النقابات المنضوية تحت لواء المركزية النقابية، وطالبت الرئيس بالتدخل لوضع حد لمثل هذه التجاوزات في حق الإسلام.

وسرعان ما "تاب" سيدي السعيد عن فعلته واعتذر عن عباراته وقال إنه لم يكن يقصد الإساءة للدين الإسلامي الحنيف، وأضاف "أنا جزائري مسلم متشبع بالدين الإسلامي ومن عائلة مرابطة، أحترم الدين الإسلامي وجميع الديانات والمعتقدات والآراء والتوجهات السياسية للأشخاص، بل أحاول قدر المستطاع لم شمل الجميع، واستعملت عبارات لم أقصد بها الإساءة للدين، وإنما حاولت الرد على المعارضين لعودة القرض الاستهلاكي الذي أراه يشجع المنتوج المحلي والاقتصاد الوطني ويخدم القدرة الشرائية للمواطن"، على حد قوله.

وكان الوزير السابق، أمين عام الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، قد تلفظ بعبارات سب فيها الجزائريين، قبيل رئاسيات أفريل 2014، عندما شتم ولعن بن يونس آباء وأجداد الجزائريين الذي كانوا يرفضون ترشح بوتفليقة آنذاك لعهدة رابعة.

وقد أعلنت وقتها جبهة العدالة والتنمية مقاضاة بن يونس، الذي كان يحمل حقيبة الصناعة، واستعجلت أيضا رئيس المجلس الشعبي الوطني بفتح نقاش عام حول انتهاكات لامسؤولة في حق الشعب الجزائري. وانتهت الحكاية باعتذار قدمه بن يونس للجزائريين.