تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > المنتدى العام الإسلامي

> صور من الحضارة الإسلامية في البرتغال

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
سلاف ايلاف
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 11-12-2013
  • المشاركات : 2,409
  • معدل تقييم المستوى :

    13

  • سلاف ايلاف is on a distinguished road
سلاف ايلاف
شروقي
صور من الحضارة الإسلامية في البرتغال
20-06-2016, 02:25 PM




المسجد الجامع في لشبونة

"طورد العرب وانتهت مأساة الموريسكيين، وبقيت حضارتهم ومراكزها بارزة في البرتغال وحياة البرتغاليين ثقافة وفكرا ولغة وعمرانا، غير أن مؤرخي البرتغال درجوا -إلا قلة منصفة منهم- على تجاهل هذه الحقبة الطويلة. والغريب أنهم يتحدثون عن بداية تاريخهم في ظلال الرومان، مع أن البرتغال بقيت تابعة للرومان ثم القوط نحو ثمانية قرون ونصف لم نسمع خلالها بشخصية واحدة لها قيمتها من الناحية الحضارية أو الثقافية، على حين أخرجت البرتغال الإسلامية مئات من الشخصيات الفذة التي تعتز بها الحضارة الإنسانية, والتي تمثل في تاريخ الفكر معالم مشرقة مجيدة" [1].

الآثار العربية الإسلامية في البرتغال:
مازالت الآثار العربية الإسلامية شاهدة على ما كانت تتمتع به هذه الربوع في ظل الإسلام من تقدم حضاري وتطور عمراني. ويذكر (فيلوزو) أن عدد أسماء المواقع الجغرافية العربية الأصل كبير بصورة غير اعتيادية في البرتغال، وذلك ينطبق حتى على المناطق التي خضعت للحكم العربي لفترة قصيرة، وتكثر هذه الأسماء بشكل عجيب في أقصى المناطق الجنوبية للبرتغال.

لقد كانت حضارة العرب متقدمة ومتطورة أكثر من حضارة شبه الجزيرة اللاتينية المسيحية. وبطبيعة الحال، فقد تبنى السكان عادات وتقاليد الفاتحين المتحضرة إلى حد كبير خلال فترة القرون الخمسة التي خضع فيها التاريخ البرتغالي للحكم العربي [2].

ويقول (الفييرا ماركيس) في كتابه: (تاريخ البرتغال/ الجزء الأول/ ص: 283): "إن الفن المدجن كانت له أهمية قصوى في المعمار المدني وفي البنايات الدينية وفي قصور الملوك وعليه القوم في أواخر القرن الخامس عشر والسادس عشر من كثرة ما كانوا يضعونه من فن النقش والزخرفة على البنايات مقيدين في ذلك بقواعده التي لا يحيدون عنها، وإن قصر شنترة أحسن مثال على ما تبقى من ذلك. وإن أكبر قسط من أبراج الأسوار المقامة بجنوب مونديكو أو جنوب نهر التاجة في القرون الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر هي من إنتاج البناء المدني والخبرة العسكرية الإسلامية، ولا تخلو لشبونة من الفن المدجن المتجلي خاصة في الزخرفة بالفسيفساء، وقد شاهدت ذلك في عدة أماكن سواء منها دور السكنى الكبيرة منها أو المتواضعة، بل حتى المقاهي الشعبية ودكاكين ومتاجر في الأحياء القديمة" [3].

وهناك مطبوعات قديمة ظاهرة على الأحجار، تبين أسماء شوارع بعض المدن البرتغالية بمنازلها المملوءة بالدفاف التي تضفي عليها سمة من السمات الشرقية [4].

التأثير العربي والإسلامي في البرتغال:
والمطلع على اللغة البرتغالية والدارس لها ولثقافتها لا يصعب عليه كشف التأثير العربي والإسلامي فيها. فهناك الكثير من الكلمات البرتغالية هي عربية أصيلة أو ذات أصول عربية، وقد توصل الباحث الدكتور البرازيلي (جواوباتيست فارجينز) في رسالته الجامعية (الكلمات البرتغالية ذات الأصول العربية) إلى وجود ثلاثة آلاف كلمة برتغالية من أصل عربي، "وقد اعتمدت في ذلك على قاموس (أوراليو) ومن نصوص برتغالية قديمة تتضمن بدورها أصولا لكلمات بالبرتغالية كالزبيب الذي يعني بالبرتغالية العزيز، وكذا السكر والسكاكير وأي مكان نمو السكر. وكلها كلمات عربية وصلت إلينا عبر التأثيرات الحضارية والتواصل الذي تعمق في مراحل معينة. وما يعد مهما ولافتاً للانتباه في هذه الدكتوراه هو توصلنا إلى حوالي ثلاثة آلاف كلمة برتغالية من أصل عربي. وقد اعتمدت في ذلك بالإضافة إلى ما ذكرته على قاموس لغوي قديم يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر، والذي مكنني من الوقوف على أصل الكلمات ومعانيها وتطوراتها، كما كنت أبحث كذلك في القاموس العربي في محاولة لمعرفة المرحلة التاريخية التي دخلت فيها الكلمة إلى البرتغالية" [5].

ويكاد القانون الجنائي البرتغالي في العصور الوسطى أن يكون عربيا في مواصفاته. "ويجب أَلاَّ نستغرب من هذا الأمر لأن العرب كانوا حكاما لمدة خمسة قرون في هذه الأرض. صحيح كانت هناك مؤسسات محلية أيضا، ولكن دراسة القوانين القديمة تشير إلى أن هناك عددا لا بأس به من الموظفين البرتغاليين في العصور الوسطى كانوا يتمتعون بألقاب ومناصب عربية، ولقد كان هذا -إلى حد ما- نتيجة لاتخاذ لشبونة عاصمة للحكم الملكي المسيحي، وهي التي كانت سابقا مركزا عربيا مهما".

ويظهر قانون المواريث التأثير الكبير للتشريع القرآني على الحياة القديمة للسكان البرتغاليين، فحتى عام (1910م) كان يحق في البرتغال للشخص أن يتصرف بثلث ثروته فقط قبل الوفاة، أما ما تبقى من ممتلكاته -وهو الثلثان- فيحفظ للأبناء.

كما عومل العبيد في البرتغال الإسلامية معاملة كريمة، كما هو الحال في بقية الأقطار الإسلامية. ولقد كان لتقليد الـ"ANADIGO" في برتغال العصور الوسطى أهمية عظمى، وهو يحمي المرأة المربية والمرضعة لابن سيدها، الذي هو ابنها أحيانا. وأطلق على هذه المرأة اسم (أمة) ويقوم سيدها بتكريمها وتكريم أسرتها بإهدائها قطعا من الأراضي، ويمن عليها بالحرية، وذلك طبقا للقانون الإسلامي [6].

لقد ازداد البرتغاليون تمرسا بالنظافة والأخلاق تحت حكم العرب، ولم يبطل التأثير العربي في توجيههم وتدريبهم حتى بعد أن أصبحوا أرقاء بسبب انصرافهم إلى العمل والكدح. وبفضل العرب أيضا استخدم الدلو والرشاء لانتشال الماء من الآبار العميقة، واستخدموا الساقية والناعورة لسقي الزروع.

وهم الذين أنشؤوا صناعة السكر في البرتغال، كما أدخلوا إليها الطاحونة المائية جدة الآلة البدائية لعصر القصب والتي تعمل بقوة انحدار الماء على دولاب خشبي كبير. ولا ريب أن زراعة الزيتون ازدادت تحسنا في البرتغال بعد قدوم العرب إليها. وكان للكرمة نصيب من عناية العرب، فقد جلبوا إلى الجزيرة البرتقال والقطن ودودة القز، ومما اقتبسه البرتغاليون عن العرب ونقلوه إلى البرازيل صناعة القرميد المطلي الذي عم استعماله في المساكن والكنائس والأديرة والحمامات والمغاسل، وفي فن الطبخ نقلوا عددا من المآكل الشهية وعلى الأخص المطهية بالزيت والكثيرة الدسم [7].

وعلى العموم فإن البرتغال كما يقول (سيرابراندو) رئيس جمعية المؤرخين البرتغاليين: "استفادت من انتمائها لحوض البحر المتوسط، فتأثرت بالمد والحضارة العربية، واستفادت من العلوم والمعارف العربية، فتم تطوير الإسطرلاب الذي استخدمه العرب من قبل، وكذلك كتابات العرب حول تحديد المركز المغناطيسي للأرض, والرياح, وحركة الأمواج" [8].

[1] انظر مجلة العربي الكويتية, عدد 219, 1977م, ص27 (البرتغال الإسلامية) محمود علي مكي.
[2] آفاق عربية, عدد 1/1980م, ص40.
[3] انظر كتاب محمد قشتليو, تأثير الفن العربي المدجن في حياة الأسبان ص54/55 مطبعة سبارطيل, طنجة 1989م.
[4] انظر كتاب (المدن الإسبانية المسلمة) ليوبولد تورس بالباس, ترجمه عن الإسبانية: إليودورودي لا بنيا, ص598, مطبوعات مركز الملك فيصل بالرياض, السعودية, الطبعة الأولى 2003م ( الدفة وتسمى في البرتغال ADUFA ) وعي تعني بوابة أولوحا خشيا.
[5] انظر حوارا معه في مجلة (الأنباء) المغربية, عدد 15/14, غشت 2000م, ص46/47, أدجرته نعيمة الحاجي.
[6] آفاق عربية, ص4 - 41.
[7] انظر دراسة المؤرخ البرازيلي جلبر توفريدي عن: (أثر الحضارة العربية في البرازيل) في مجلة (المعرفة) السورية، عدد: الخامس, السنة الثانية, يوليوز 1963م, ص7و 8 و 11, ترجم الدراسة موسى كريم.
[8] انظر مجلة العربي, عدد349, ديسمبر 1987م, ص82, البرتغال مملكة الشمس الغاربة، محمود عبد الوهاب.



محمد القاضي


  • ملف العضو
  • معلومات
s.sedira
عضو مبتدئ
  • تاريخ التسجيل : 07-11-2007
  • المشاركات : 25
  • معدل تقييم المستوى :

    0

  • s.sedira is on a distinguished road
s.sedira
عضو مبتدئ
Re: صور من الحضارة الإسلامية في البرتغال
26-06-2016, 05:26 AM
نعم انها الحضارة الاسلامية
من مواضيعي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 02:26 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى