كتابي الاليكتروني - خط زوال -
14-04-2018, 12:52 PM
بقلم: رمضان بوشارب
https://www.alfikre.com/articles.php?id=40964
يشرفني أن أطلعكم عن كتابي الإليكتروني خط زوال، تم طبعه ونشره اليكترونيا بنسخة PDF من إصدار مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام.
هو عبارة مجموعة نصوص أدبية اجتماعية وسياسية ، تتناول قضايا المجتمع العربي، في قالب جديد يجمع بين الإيحاء والرمزية.


تقديم الدكتور فيصل مول الخلوة للكتاب
كلمة :
كتابة الصوت، كتابة الدهشة، الإبهار، الكشف، الرصد كتابة الاحتراق، القول، الصدمة.
تلك بعض الكتابات التي نحن في أمسِ الحاجة إليها الآن في وقتنا العصيب هذا، في وقت نجتاز؛ بل في وقت نغرق فيه، حتى الهلاك، حتى الاضمحلال، زمن ما قُدِرَ لنا أن نعيشه قبلُ...ربما، قبلُ عشنا أصعب أحوالنا، لكن ثمة تطلع، ثمة رغبة، كنا أحياء على نحوٍ ما، واليوم،لا حياة لا حياء من أنفسنا ومما حولنا، كم صرنا صغارا...
أن تقف خلواً إلا من الصدق أمامك، أمام العالم من حولك، إذاك تتكشف لك الحقائق، ما ثَمَ إلا التردي الشتات الدونية، إلا الضياع...ولكن دون هذا السواد، الظلام الليل، يتجلى أفق، يتجلى ضياء، دوننا ودون الكل من حولنا.
ثمة أصوات ، أصوات ليست النشاز، بل الأصل التمايزالإعتاق، أصوات تحاول الأخذ بأيدينا نحو الأمل نحو الآتي، نحو الحياة، أصوات ترفض القبو الركودالموت، تتطلع إلى الحرية، إلى إثبات الذات، إلى الإنسان...
ذاك بعض انطباع حملني على التحرر مما حولي ممن حولي، ودفعني إلى الغوص في عالمك، في نصوصك رؤاك، خطوطك، حيث المخاطبة الكاشفة الراصدة المحاجة...
أن يحملك نص على قراءته مراتٍ، ذاك انه نص متمايز نص جدير أن يسكنك أن يتملكك.
وإلى كل تلك الكتابة تنتمي، تنتمي خطوطك... نصوص صوتٍ، نصوص بصمةٍ، ونصوص دهشة، فأن تحمل العالم في ذاتك وتحاول أن تكونه، تلك هي المغامرة، وان تكتب لتقول، ذلك هو الإبداع، الموقف، تلك الجرأة...
قرات نصوصك- رؤاك- قراءة متعةٍ، قراءة أنسٍ، غصت في معانيها، دلالاتها، قصديتها، ذلك أنها نصوص تعمدُ إلى التكثيف، الرمز، تحتفي بالمعنى كما المبنى، تشتغل على اللغة، كما الصورة، كما الرمز، وبأسلوب ممتع مشرق، تحاور ذاتك، عالمك، كما تحاور عوالمنا، واقعنا قضايانا، همومنا من مبدأ الذات، الهوية، الوطن المجتمع الأمة، لتنتهي حيث الأسئلة الكبرى الكينونة الوجود الإنسان...
كل ذلك يقف بك عند نقطةٍ، عند خط متميز، وعند عتبة العنوان يتم الوقوف، خط الزوال بما يوحيه، بما يحيل إليه، حيث الثنائية صاخبة، حيث الرصد الحامل عنوة على المشاركة وجدانيا، عقليا، حيث الدفع لاستنهاض ما تبقى فينا من مروءة، من حياة.
خط الزوال ينظم رؤى في تنويعات على واقعنا في السياسة والثقافة والاجتماع، يرصدها قلم جرئ لا للتوصيف، بل للتحليل والكشف، والأمل في تغيير لابد يحصل على نحو ما.
كل ذلك تحمله لغة استعارية، إشارية، موردها الأثر موردها التاريخ، لغة محفزة على التفاعل، وعلى خلخلة ما غدا رتيبا فينا متهالكا وساكنا.
خط الزوال، خط المفارقات، خط الفصل، الالتقاء الاضمحلال، الإشراق، خط الأزمنة الحلم خط الخطوط... كل ذلكّ، لابد واجده وأنت تنتقل بين هذه الرؤى، هذه النصوص، نصوص توظف الرمز الصورة لأشياء المواقف، بكل قدرة على التكثيف والاستغلال الدلالي والإيحائي، نصوص تدير الحوار القائل، المبني، الدال على لسان البشر كما على ألسن الحيوان، وتحاور الجامد كما تحاور المتحرك...ذاك هو عالم كاتب خط الزوال المتميز ...ما يثير حقا في هذه الخطوط، هذه الرؤى، قدرة البناء، التحكم في الصياغة، هندسة المعنى القول، بدء العنوان، أساس الكلام، الإحالة وترابط الدلالات، النسيج الواحد وتنداح العناوين من "خط الزوال"،"نعشي يحملني"،"لا تصاحبني"،"المثقفون في الأرض"والحمار متهم "عنوان يتعذب"، الشجرة العجوز"، "أقلام مأجورة""رأفة بالتاريخ"..."العربية تحتضر"...وغيرها كلها انفجار، كلها صخب ، كلها تحيل على ذاتٍ غير صدئةٍ، ذات حية حاسةٍ، مدركةٍ، متفاعلةٍ، ذات مبدعة... ذات خليق أن تكون الراصد، المؤشر على وضعنا والأمل الخافت في كل نفوسنا.
حلمنا المُغْبَرُ المنتظر.
خط الزوال ، كتابات ليست أولية بحال، كتابات تنبئ بالمكانة التي يقدر لصاحبها أن يكونها لو توفر الشرط ثقافيا، اجتماعيا، سياسيا،وكل الشروط، كتابات في الأول في الأمام، تضاهي إطلالات المتميزين، أعمدة الكتَابِ...كتابات تقول في زمن عز في الكلام.
إني على يقين أن مثل هذه الكتابات وغيرها مما يختزنك وتختزنه جدير بأن يجد الطريق إلى النفوس والعقول، وأن يطل علينا ولو من بُعْدٍ وبَعْدِ...فلتمض، كاتبا كما البدء فأصابعك كلها أقلام كما قلت، وإنها لحقيقة ليس إلاك يدركها الإدراك كله...ولتبعث الأمل كما نذرت فينا، فيك ولتحرر قلمك، ولتضحك وإن ماتت القلوب... فحيث خط الزوال هناك المغيب والإشراق، هناك الأبيض، هناك الأسود وهناك الشمس، ألم تقل "شمسي تعاود المجيء لتمنحني الحياة من جديد"، فليبق الأمل، ليبق الحلم، يسكننا الغد.
وبعد لا يسعني إلا حسن الأمل، حسن التمني أن تجد خطوطك هذه وغيرها، وغيرها، سبيلها إلى متلقيها طريقها إلى النشر وثق انك تمتلك من القدرة على النفاذِ إلى العقول وإلى النفوس الكثير...الكثير.
كل التهاني، وليس امام إلا الأمام ...ودمت.
الأستاذ/ فيصل مولى الخلوة
/جانفي/2015عين وسارة الجزائر

رمضان بوشارب