تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى الأدب > منتدى الشعر الفصيح

> سعدي يوسف شاعر متقشف جرد القول من زوائده وعاش في وطن القصيدة.

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
سعدي يوسف شاعر متقشف جرد القول من زوائده وعاش في وطن القصيدة.
20-04-2016, 07:38 PM

سعدي يوسف شاعر متقشف جرد القول من زوائده وعاش في وطن القصيدة.
زياد العناني

عمان - "أسير مع الجميع وخطوتي وحدي" قالها ذات مرة فتمددت خطوته وتفردت في الشعر لاعتبارات إبداعية استطاع أن يطور فيها أسلوبه في السرد الشعري ويحول القصيدة إلى سرد قصصي، بعد أن كان تحويل النص الشعري العربي إلى سرد ليس بالمهمة السهلة.
وكان لهذا الجبل الوطني المسمى سعدي يوسف أيضا تفرده في مواقفه السياسية، وفي اختياره لمنفاه الذي جعل منه وطنا دائما يفضله على خيانة أفكاره في وطن منع من دخوله فقال: "لن أعود حتى لو تحرّر العراق، لأنّ إعادة بنائه على أسس جديدة لن تتم قبل قرن، وقد لا يحدث ذلك أبداً".
يقال إنه "الشيوعي الأخير" ويقال أيضا إنه "الخط الأحمر" عند المبدعين العراقيين، لأن له رؤية ناقدة حول المثقف العراقي، خصوصا بعد الأحداث التي تعرض لها العراق تطاول المثقف التابع في محاولاته التماهي مع المستعمر.
ويقول عن نفسه ولنفسه: أعدائي واضحون، فهناك عملاء الاستعمار الذين أقف ضدهم، ولا داعي لأن أقطع لساني فهو ملكي، ولا بد من أن أدافع عن وطني ضد الاستعمار، لأن الشعب العراقي كله يرفض الاستعمار".
أما علاقته مع الشعراء فهي ما بين جزر ومد ولها تقلباتها ومطباتها الهوائية، فهو لم يتردد مثلا في اعتبار بدر شاكر السياب معلّمه الأوّل حين قال: "كان الأعمقَ تأثيراً فيّ". ولم يجد حرجا في قوله عن نازك الملائكة "إنها أهم شاعرة عربية في العصر الحديث.. هي فاتحة طريق، لأنها كانت الأكثر بحثاً في الشكل الشعري". ولم يتراجع قط حين أصر أن عبدالوهاب البياتي قد "ركب الموجةَ متأخراً". ولم يرتج عليه الكلام حين يوم قال: إن ادونيس "غزير الثقافة.. لم يعد مؤثراً منذ أواخر الستينيات بسبب نخبوية نصّه".
وفي سياق العلاقات أيضا نرى أن علاقته مع النقاد كذلك قد اتسمت بالتحرش اللفظي، حيث يؤكد الناقد السعودي محمد العباس في شبه محاكمة أخلاقية أن معظم أيام "الشيوعي الأخير" خمر، ولا يبدو أن أمراً سيعقبها، غير فائضه المزاجي الذي جعله يتبرأ من العرب المستعربة، وصار يلعن الكولونيالية المؤمركة.
ويكتب حازم العظمة عن سعدي يوسف والشعر الكليل، ‏معتبرا أنه يهدر حبرا كثيرا في تقريع الأيديولوجيا والخطابة السياسية والنعوت السياسية في القصيدة، لدرجة أن المرء يحسب أن كلمات من هذا النوع ستدمر القصيدة وتفسد الشعر وسيحسب ربما أن على الشعر ألا يتحدث إلا ‏عن الفراشات والأزهار، أو عن عزلة الكائن.
ويقرن العظمة شعرية سعدي يوسف بشعرية الأميركي "آلان غينسبرغ" الذي يقول: "أميركا اذهبي ضاجعي نفسك بقنبلتك الذرية"‏.
بينما تكتب الناقدة فاطمة المحسن دراسة لافتة عن النزعة التصويرية وقيم النثر في شعر سعدي يوسف تقول فيها: "لعل من بين أفضل ما أنتجته اختبارات سعدي يوسف الشعرية، قصيدته التي تسعى الى تجريد القول عن زوائده، محاولة الاقتراب من اتجاه يمكن أن نسميه مجازا: الشعرية الخالصة، أو الشعر الصافي مقرونا بالنزعة التصويرية التي تؤكد التقشف والتخلي عن الزوائد في القول، وتضع المشهد الشعري أمام الناظر كما لو أنه لوحة هادئة تومئ الى عوالمها الباطنية وتتهرب من الانفعال المباشر برشاقة".
وترى المحسن أن سعدي يوسف استطاع أن يتفرد بقصيدة تخلو قدر طاقتها من الفصاحة الشكلانية والأسلوب المترفع، أو الموروث الشفاهي الذي يعتمد على الصوت الجهوري والأداء المسرحي في جانبه التطهيري.
وتعدد المحسن الميزات التي تشكل القاسم المشترك في تجربة سعدي يوسف في هذا الميدان ومن أبرزها: سطوة الصورة الواحدة، الاختزال، التهرب من المعنى المباشر، الصيغة التشكيلية.
لوضع لمسات قصيدته معتمدة على قوله: "الشاعر يكتب بعينيه وأنامله ومسمعه. وثمة آلة عود خفية، صغيرة، كالتي جاء بها الشاعر الصيني هان فوك من ذلك المنبع قرب النهر العظيم. هذا العود الخفي، يهب كل ما ترده العين، وتلمسه الأنامل وتستقبله الآذان، إيقاعه الخاص المتفرد".
من جهة أخرى يلفت الناقد وديع العبيدي إلى تجربة سعدي يوسف في قراءة مزدوجة، رائيا أن الشيوعي الأخير لا يبني علاقاته مع الحياة والوجود والمجتمع على جسور من الفراغ، ذلك لأنه ولد لكي يكتب فاللغة هي لعبته وعشيقته وخنجره البدوي وعندما تتقرن ملامح الزمن العولمي وتتكشر القباحة تبقى أصابع البدوي امرؤ القيس المعاصر على مقبض لغته وحروفه.
ويؤكد العبيدي أن قصيدة سعدي يوسف تتميز بشخصية واقعية موضوعية لا تمتح من الميتافيزيقا ولا تحلق في مجازات اللغة واستعارات الاسطورة، فهي بذلك كائن اجتماعي مرتبط بجغرافيا وانتماء وهوية. وهذه إحدى خصائص الشعرية العربية والحداثوية التي اختزلتها نصوص المتأخرين، في حمأة استنساخ النص الأجنبي أو تهيؤات العالمية.
ويصف الناقد بيار أبي صعب سعدي يوسف بالساموراي الأخير، مبينا أنه الانتقام الوجودي الوحيد الممكن لهذا العراقي الجريح، لافتا الى تتحرّشه بالواقع، حين يستفزّه أو يبحث عما يداري به يأسه الفظيع أو حين يقتنص كل لحظة، كل انفعال، كل وجع، كل تفصيل عابر، ليصنع منه شعراً ويعيش بشكل متواصل داخل القصيدة. من أجلها فقط. يعيش معتكفاً في الشعر.. الوطن الوحيد الممكن، الملاذ الأخير.
ويؤكد بيار أبي صعب أن سعدي يوسف آخر الشعراء الكبار يكتب، فيزداد الآخرون شحوباً أمام شجاعته وعناده. لإنّه "شاعر الأقلية النبيلة" أو "الأقليّة الغامضة".
يذكر أن سعدي يوسف ولد في العام 1934، في أبي الخصيب، بالبصرة (العراق).
أكمل دراسته الثانوية في البصرة ليسانس شرف في آداب العربية. وعمل في التدريس والصحافة الثقافية.
تنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان العويس، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية. وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبيّ.
  • ملف العضو
  • معلومات
mohamed yakon
زائر
  • المشاركات : n/a
mohamed yakon
زائر
رد: سعدي يوسف شاعر متقشف جرد القول من زوائده وعاش في وطن القصيدة.
20-04-2016, 07:52 PM
ثلاث قصائد , لسعدي يوسف ....



لزوم مالايلزم .


ســاعِــدْني ، يا ربَّ الفَـلَـواتِ ، على نفسي

ســاءَ الماءُ فلا أشــربُــهُ ،

ســاءَ هواءُ الحانِ فلا أتنفّـسُــهُ

ســافرتُ ، ولكنْ كي أدخلَ في الليلِ على داري …

عَــمَّ أُســائِـلُ ؟

عــن أيِّ زهورٍ تحتَ الثلجِ سـأبحثُ ، أو تحتَ الرملِ ؟

عــناويني انتثرتْ في الريحِ ، وصرتُ أخافُ

عـــلى نفسي … صرتُ أخاف !

داري نائيــةٌ عن داري

دِرعي يتدرّعُ خوفاً من دِرعي

دارَ الكونُ على مَـن صَدّقَ دورتَــهُ …

دعْــني أُطْـبِـقْ فُـوَّهةَ البئر ، إذاً ، دَعني !

يـاما كان الإغفـاءُ على عشبِ النهرِ جميلاً

يـا ما كانت أوراقُ رسائلِـنا حمــراء !

يُـداعبُ شَــعري الآنَ نســيــمٌ …

يَـضْـفِــرُ لي باقةَ زهرٍ صفراءَ ، ويَـهربُ منِّــي .


***********************************


قارة الآلهة .



لو كنتَ وُلِـدتَ بإحدى القارات المجهولةِ في قَــرنٍ آتٍ

وتنفّستَ هواءً مختلفاً

وطَـعِـمْتَ غذاءَ من آلِــهةٍ

وشــربتَ رحيقَ ملائكةٍ …

ولبستَ لبوسَ فضائيينَ ؛

أقولُ :

إذا أَمْــكَــنَ هذا

وتمكّــنتَ ،

فهل آمُــلُ أن أتلقّــى منكَ بريداً ؟

ذبذبةً خافتةً مثلاً

أو بضعَ إشاراتٍ ضوءٍ …

………………

………………

………………

كوكــبُـنا الآنَ يــمُــرُّ بقَـرنِ ظلامٍ

والظلمةُ ، حتى الظلمةُ ، تشتدُّ على البؤساءِ

( أنا منهم … )

أسألُكَ الرحمةَ :

هل تتدبّــرُ أن يحملني منك شعاعٌ

كي أولَــدَ في إحدى القارات المجهولة ، في قَرنٍ آتٍ

فأشِـبَّ رهيفاً

بين ملائكةٍ

ومنازلِ آلهةٍ

وفضائيين !

***********************************

لم يتغير شيء.



لم يتغيّرْ شيءٌ

ما زالَ أبي يكدحُ بين النخلِ وماءِ المدرسةِ،

الناسُ يقولونَ ...

ولكني أعرفُ نفسي خيراً حتى من نفسي؛

مثلاً:

أنا أعرفُ ما لا تعرفُهُ الصّحُفُ المأجورةُ ،

أو أني أعرفُ أنْ أتأمّلَ في الشّاطيءِ

أعني أني أعرفُ أن أتأمّلَ في ذرّاتِ الرملِ

وفي ما يقذفُه البحرُ ، قواقعَ أو عُشْباً

أو أسماكاً ميِّتةً ،

............

..........

..........

لم يتغيّرْ شيءٌ :

مَأوايَ هوَ الغرفةُ، مُفرَدةً ، في أحياءِ الفقراءِ

وقُوْتي الخُبزةُ والعدَسُ ...

الأمرُ ، إذاً ، أبسطُ من أن يخفَى

أبسَطُ من أن يُخشى ،

أرجوك...

...........

...........

...........

ستقولُ ( لكَ الحقُّ تماماً ) إنّ العالَمَ غيرُ العالَمِ

إنّ منارةَ كارل ماركسَ مُطْفأةٌ ...

إنّ الشِّركاتِ العُظمى ، عابرةَ الأقوامِ ، مُخَيِّمةٌ

حَسَناً !

ما شأني أنا في هذا ؟

أنا ما زلتُ فقيراً ،

ما زِلتُ فقيراً ، مثلَ أبي، أكدحُ، بين النخلةِ والماءِ...
التعديل الأخير تم بواسطة mohamed yakon ; 20-04-2016 الساعة 07:55 PM
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 08:35 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى