ذكرى هجمات الشمال القسنطيني
20-08-2014, 09:01 PM

في مثل هدا اليوم بتاريخ السبت 20 اوت 1955 الموافق ل 1 محرم 1375 بالحساب الهجري عرفت
الثورة الجزائرية المظفّرة ما اصبح يعرف بهجومات الشمال القسنطيني، حيث قام البطل الشهيد زيروت يوسف رفقة مجموعة من المجاهدين بالهجوم على الاهداف الحيوية الفرنسية الموجودة في قسنطينة وما يتبعها من مدن و مداشر و قرى فيما كان يسمى آنداك بالشمال القسنطيني، ندكر من بينها : قسنطينة و ضواحيها مثل السمندو، بيزو، عين عبيد -سكيكدة -الحروش- عزاية -فلفلة -القل -تامالوس-جيجل -الميلية -العنصر -ميلة و تلاغمة "، و هو ما يعادل حوالي 26 مدينة و قرية "، حيث قام مجموعة من الثوار اغلبهم من حديثي الإلتحاق بالثورة بمباغثة المعمرين و العساكر على الساعة منتصف النهار، ودلك بالهجوم المسلح على مراكز الامن و الدرك و الجيش بالإضافة إلى الهجوم على مكاتب المسؤولين الاوربيين في مكاتبهم من اميار و رؤساء دوائر، بالإضافة إلى تخريب وتحطيم و حرق كل ممتلكات المعمرين و حقولهم و منتجاتهم، و كدلك تخريب مخازن المؤونة لهم و قطع الطرق الحديدية وتحطيم الجسور و قطع الاسلاك الكهربائية مثل التلفون و التلغراف، بالإضافة إلى وضع الالغام والمتفجرات في الاماكن العامة الخاصة بالمعمرين مثل المقاهي و الحانات.
دامت هده العمليات ثلاثة ايام و ثلاثة ليالي بكاملها، بحيث اصبحث هده الهجمات هي الحدث الابرز لدى الفرنسيين سواء على المستوى الرسمي او الشعبي و اصبحت تتصدر صفحات الجرائد الفرنسية، إلى درجة قال عنها الحاكم العام الفرنسي بالجزائر "جاك سوستال" -لم ار في حياتي حدثين هامين اكثر من ثورة 1 نوفمبر 1954 و 20 اوت 1955.
جاء الرد الفرنسي قاسيا و شنيعا للغاية حيث قامت فرنسا بتسليح المعمرين الاوربيين دون ان ننسى العمليات الإنتقامية من المدنيين العزل من تقتيل و تشريد و تعديب
ووصل عدد من أبادتهم فرنسا إلى ما يقارب 12000 جزائري ، وقدعرف ملعب سكيكدة قتل ما لا يقل عن 1500 مدني اغلبهم نساء و اطفال وهناك منهم من دفنوا احياءا وظلوا مدفونين هناك إلى ما بعد الإستقلال .

لقد كانت خسائر الجزائرية كبيرة بعد هده الهجمات لكن المؤرخين يرون بان احداث ال 20 من اوت 1955 نقطة تحول كبرى في تاريخ الثورة الجزائرية سواء من الجانب العسكري او السياسي فمن بين الجوانب الإيجابية فقد تمكنت هده الاحداث من :
1-رفع الحصار على منطقة الاوراس المحاصرة مند إندلاع الثورة عام 1954.
2-إستطاعت هجمات 20 اوت 1955 من كسر حاجز الخوف لدى الجزائريين، بحيث يقال ان 40000الف جزائري إلتحقوا بالثورة بعد تلك الاحداث و القضاء على مقولة الجندي الفرنسي اللدي لا يقهر.
3-إستطاعت هده الاحداث ان تحول المعركة من حرب عصابات ليلية إلى حرب حقيقية في الليل و النهار، لقد اصبحت الثورة الجزائرية اكثر إتساعا جغرافيا و عدديا.
4-رفع معنويات المجاهدين اللدين دخل إلى قلوبهم اليأس بعدما إستشهد بعض مفجري الثورة مثل ديدوش مراد و بن عبد المالك رمضان واسر البعض الآخر مثل مصطفى بن بولعيد و رابح بيطاط...
5-حيث النتائج السياسية اللتي حققتها هجمات ال 20 اوت1955 فقد اخدت القضية الجزائرية بعدا دوليا، تم إدراجها في اشغال الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها العاشرة.


منقول عن : عبد الحميد تمار
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك

https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01

قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .