تسجيل الدخول

نشيدة قوادري

صحافية بالقسم الوطني في جريدة الشروق، مهتمة بالشؤون التربوية

كشفت دراسة أنجزتها وزارة التربية الوطنية، أن نسبة 62 بالمائة من تلاميذ الأقسام النهائية قد حصلوا على شهادة البكالوريا بفضل "الدروس الخصوصية"، لتبقى طريقة من طرق النجاح، في حين ستشرع الوصاية بدءا من الدخول المدرسي المقبل، بالتنسيق مع الولاة، في تجميد نشاط المدارس الخاصة في حال ثبوت تورطها في تقديم هذه الدروس. وبالمقابل بدأ الأولياء مبكرا وعلى غير العادة، في التزاحم على المستودعات للظفر بمقاعد لأبنائهم لتلقينهم دروسا خصوصية خلال الشهر الجاري.
وأكدت الدراسة التي أنجزها مستشارو التوجيه المدرسي والمهني بمركز البحث في التربية بالعاشور التابعة لوزارة التربية الوطنية، اطلعت "الشروق" عليها، أن نسبة تلاميذ الأقسام النهائية الذين تلقوا دروسا خصوصية قد نالوا شهادة البكالوريا خلال دورة جوان 2016، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بنسبة المترشحين الذين حصلوا على الشهادة دون دروس خصوصية وقدرت بـ38 بالمائة فقط.
وتبقى الدروس الخصوصية التي تقدم لتلاميذ الأقسام النهائية عموما وتلاميذ السنة ثالثة ثانوي على وجه الخصوص، طريقة من طرق النجاح، خاصة وأنه معروف لدى العائلات الجزائرية استثمارها الكبير في التعليم منذ الاستقلال حتى أضحى "قاعدة اجتماعية" لديها تقدم كل شيء لأبنائها لضمان نجاحهم حتى وإن كانت عائلات فقيرة ومعوزة، غير أن سنوات السبعينيات والثمانيات كانت المدرسة العمومية هي ما يحتضن الدروس الخصوصية وتقدم للتلاميذ أمسيتا الثلاثاء والخميس، وكل أستاذ يحصل على مستحقاته المالية مع استفادة اليتامى والمعوزين من دروس مجانية، لتخرج سنوات التسعينيات من أسوار المدرسة وتحتضنها المستودعات، لتتحول إلى تجارة موازية للمدرسة العمومية.
وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن وزارة التربية ستشرع في الدخول المدرسي المقبل بالتنسيق مع الولاة، خاصة بالعاصمة والولايات الكبرى، في محاربة المستودعات والمحلات غير المرخص لها، مع إيفاد لجان للتحقيق للمدارس الخاصة، وفي حال ثبوت تورطها مع الأساتذة في تقديم دروس خصوصية، سيتم تشميعها وتجميد نشاطها. في حين رافعت لجنة الدروس الخصوصية لمقترح تحويل الدروس من المستودعات إلى المدرسة في إطار تقنينها وهو الإجراء الذي لم يقنع الوزيرة بن غبريط.