رد: خواطر لها صلة بالمرأة ( مئات المواضيع ) :
22-01-2014, 08:29 AM
155- " وإذا الجنين سئل بأي ذنب قتل ؟! " :
مررتُ في الأيام الماضية ( نهاية مارس
2009 م ) ببيت من البيوت في الولاية ... فرأيتُ هناك امرأة وأمها ومجموعة من
أولادها وبناتها ,
فتذكرتُ قصة قديمة وقعت لهذه المرأة منذ عشرات السنين , حيث زنت المرأة مع
رجل , ولما ولدت
منه سفاحا تم الاتفاق بين العائلتين من أجل التكتم إلى حد ما على الجريمة , تم
الاتفاق على الزواج
بسرعة بعد أن تم قتل الجنين أو خنقه ببرودة من طرف الأم ورميه في حفرة بالغابة . هذا هو الموجز وقبل أن أذكر التفاصيل التي أتذكرها جيدا , وكأنها وقعت بالأمس فقط . قلتُ : قبل ذلك أردتُ أن أنبه إلى جملة مسائل لها صلة بموضوع القصة الحقيقية والواقعية :
1- الله يعطي الدنيا للمؤمن والكافر على حد سواء , ولكن الآخرة والدين وكذا سعادة الدنيا الحقيقية فلا يعطيها الله إلا للمؤمن .
2- إذا أراد المؤمنُ سعادة الدارين فعليه بالإيمان بالله والعمل الصالح أو عليه بطاعة الله واجتناب معصيته . وأما من يطلب السعادة وهو عاص لله , فإنه - وبلا أدنى شك - يطلب وهما وسرابا , أو هو ينفخ في واد أو يزرع في رماد .
3- الله عزوجل بقدر ما تساهل في علاقة المرأة بزوجها الحلال حتى قال رسول الله عليه الصلاة والسلام " في بضع أحدكم صدقة " , فإنه تشدد في المقابل في علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه تشددا كبيرا .
4- الزنا بشع جدا وسيء جدا وقبيح جدا , ويكفي أن الله قال فيه " إنه كان فاحشة وساء سبيلا ".
5- الجريمة تجر أحيانا إلى جريمة أخرى , ومنه فإن الزنا يجر في الكثير من الأحيان إلى جرائم أخرى منها قتل الجنين بغير حق .
6- يقول المثل عندنا في الجزائر " يا قاتل الروح وين تروح " , أي " يا قاتل النفس عمدا وبدون حق , سيُكتشَف أمرك ولو بعد حين " . ومنه فإن المقصر في حق الله يمكن أن يستر الله عليه ( خاصة إن لم يكن مصرا ) في الدنيا قبل الآخرة , وأما المقصر في حقوق العباد والظالم لهم فإن الله يكشفه غالبا في الدنيا قبل الآخرة . نسأل الله أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض , آمين .
ثم أقول : زنت الفتاة مع الشاب مرات ومرات , ولما حملت منه أخفت الأمر عن أهلها وخاصة عن أمها . ولما كانت الدورة الشهرية تنقطع عن المرأة بمجرد بدء الحمل , فإن الفتاة قالت لأمها " لا أدري يا أمي لماذا انقطع عني كذا !". ولأن الطب محدود في الجزائر في ذلك الوقت وخاصة في القرى والأرياف فإن أم الفتاة سعت لشهور وشهور عن طريق الأعشاب الطبية وغير الطبية من أجل أن تخلص ابنتها من تأخر الدورة الشهرية عن ابنتها (!!!) . ولما بدأ بطن الفتاة يبرز أصبحت تلبس فساتين فضفاضة وواسعة لتخفي حملها أو بروزَ بطنها . ولما حان وقت الحمل قالت الفتاة لأمها " أنا متعبة الآن جدا , ... وكأن الدورة الشهرية آتية من جديد خلال أيام قليلة يا أمي " . لزمت الفتاة الفراش لأيام قليلة , ولما حان موعد الوضع خرجت خفية عن أمها , إلى الغابة القريبة حيث وضعت حملها بمفردها وخنقت الجنين ثم دفنته تحت التراب , ولكن على عجل ( أي أنها لم تغطه كما ينبغي).
رجعت الفتاةُ إلى بيتها بسرعة وبشرت أمها بأن الدورة الشهرية جاءتها بعد طول انتظار , ففرحت الأم فرحا شديدا ظنا منها بأن ابنتها شفيت أخيرا من مرضها !!!.
وفي اليوم الموالي وبينما كانت أم الفتاة أمام دارها , إذا بها ترى كلبَ الأسرة يدخل إلى الدار وهو يحمل في فمه جنينا حديث الولادة ممزق الأوصال والأطراف , فسقطت الأم مغشيا عليها . وبعد أن استفاقت بعد بضع ساعات عرفت الأم الحقيقة , أي عرفت أن ابنتها زنت ثم قتلت جنينها وأن الجنين الذي حمله الكلب في فمه هو حفيدها الحرام الذي وضعته بالأمس ابنتها من رجل ارتكب الفاحشة معها مرات ومرات . أرادت المرأة أن تتخذ موقفا حازما من ابنتها , ولكن غلبتها في النهاية عاطفتُها مع ابنتها فأرادت لها الدنيا ولم ترد لها الآخرة , ومنه فإنها تسترت على ابنتها وساعدتها على إخفاء جريمتها وعلى التمويه على الناس أو على بعض الناس حتى لا يعرفوا الحقيقة .
ولكن وكما قلتُ من قبل فإن الجريمتين ( زنا وقتل الجنين ) تم انتشار خبرهما بسرعة وخلال أيام فقط في القرية كلها .
نسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة , آمين .
156 – الصراخ في وجه الطفل :
على الأبوين أن يتجنبا الصراخ في وجه الطفل وهو صغير خاصة فيما دون السادسة من عمره . وإذا أرادا أن يوجها ابنهما , فعليهما أن يحدثاه بلغة طفولية أي بكلام بسيط يفهمه هو ، لا أن يحاسباه بعقليهما هما .
فمثلا عندما يمزق الولدُ كتابا ، لا يليق بالأم في هذه الحالة أن لا تلجأ من البداية للضرب , بل يجب عليها أن تجلبه إليها وتذكر له فوائد الكتاب , وأن الله لا يحب ذلك , وأنه إذا لم يستفد منه اليوم قد يستفيد منه غدا , وأنه إذا لم يستفد منه هو قد يستفيد منه غيره والله يعطي الأجر للجميع و... وبهذا فإن الأم تكون قد عاتبت ولدها وعملت من أجل ألا يعود لهذا العمل مرة أخرى من جهة ، ومن جهة أخرى تكون قد غرست فيه حب الكتاب منذ الصغر , وهذا أمر جد مهم , لأن الكتاب سيكون حافزا مهما له ولغيره للدراسة عموما وللمطالعة خصوصا .
157- مما يعينك على أن تكون في المستقبل سعيدا معزوجتك :
ا- الخطبة من قوم تعرفهم أنتَ .
ب- أن تكون زوجتك من طبقة اجتماعية واقتصادية وثقافية مثل طبقتك أنت أوقريبة منها .
جـ- أن لا يكون مستوى زوجتك الثقافي أعلىمن مستواك أنتَ .
د- أن لا تطلبَ الجمالَ في المرأة كشرطلازم وكافي .
هـ- أن لا تكثرَ من زيارة أهل زوجتك بعدالزواج , حتى تبقى المودة ويبقى الاحترام متبادلا بينك وبينهم , ومن ثم بينك وبينزوجتك .
و- أن تُرِيَ لزوجتكَ من أول يوم في الحياةالزوجية أسوأ ما عندكَ ( بعيدا عن الحرام ومخالفة الدين بطبيعة الحال ) كما يقولالشيخ علي الطنطاوي رحمه الله , حتى إذا قبِلتْ مضطرة بك وصبرت محتسبة عليكَ , تـعود أنتَ فتُريَـها أحسنَ ما عندكَ من خلق وأدب ومعاشرة طيبة , فتفرحُ الزوجةبذلك فرحا شديدا وتحس وكأنها تزوجت بك من جديد , فتُقبل على زيادة الإحسان إليكَوزيادة خدمتكَ , وستصيران بذلك كلما زادت الحياة الزوجية يوما كلما زادت سعادتكماقدرا ملموسا بإذن الله تعالى .
ي - أن تترك المرأةَ وشؤونها الخاصة بها منترتيب الدار وتربية الأولاد , وأن تترك هي لكَ - في المقابل - ما هو لك من الإشرافوالتوجيه .
وأخيرا أن لا تكتم أمرا مهما عن زوجتك , وأن لا تكذب عليها إلا فيما يجوز لك شرعا أن تكذب عليها .
158- ما هو الدليل القطعي على عفاف الزوجة ؟ :
إذا أردت أيها الزوج أن تعرف الدليل القطعي على عفاف زوجتك ولا أقول على عذريتها ( لأنها قد تكون عفيفة وغير عذراء كما أكدت على ذلك أكثر من مرة ) , فاعلم علم اليقين أن اختيار الزوجة ذات المنبع الحسن والسمعة الطيبة والدين السليم هو فعلا الدليل الأكيد بإذن الله على عذرية المرأة . فليكن هذا هو مقياسك وشعارك وميزانك , لتكسب رضا الله ولتسعد مع زوجتك بإذن الله .
أما إن كان لديك مقياس آخر غير هذا المقياس فأنت وشأنك لكنني أحذرك من أن تلاحق زوجتك أو تضغط عليها بالباطل وبدون بينة أو دليل أو برهان .
نسأل الله أن يبارك لكل زوج في زوجته وأن يجمع بينهما في خير , آمين .
يتبع : ...
اللهم اغفر لأهل منتديات الشروق وارحمهم واجعلهم جميعا من أهل الجنة