خـذوا مني فـؤادي و امنحوني سـلاحي أمتطي صـهو المنون
14-11-2008, 12:36 AM

خُذُوا منِّي فؤادي وامنَحُونِي سِلاحِي أمتَطِي صَهوَ المَنُونِ

فإنِّي لَمْ أَعِشْ لأذوقَ ذلاً ولا لأذوبَ في حِضنٍ حَنونِ


ولكنْ كيَ أَذودَ على حِمَايَا

شربْنَا الذلَّ منْ سوطِ الأعادي
وسرْنا كالقطيعِ بكلِّ وادي

رضينا أنْ نكونَ لهم ذيولاً
ونَلْبَسَ ذِلّةً ثوبَ الحدادِ

نقبِّلُ كفَّ خنـزيرٍ لعينٍ
ونَصفَعُ كفَّ طاهِرَةٍ تُنادِي

فتبَّاً للحياةِ إذا أُهِنَّا
وأهلاً بالمنونِ على الجهادِ

فهذِي رُوحِيَ الحَرَّى فِدَاءً
لكلِّ جَريحةٍ دوَّى نِدَاهَا

لكلِّ عفيفةٍ في الأرضِ تَشْكُو
جَحِيمَ الهتكِ تَلعقُ منْ أساها

لكلِّ يَتِيمَةٍ تدعُو أباهَا
وبينَ دِمَائِه تَاهَتْ خُطاها

تَنُوحُ على بقَايا مِنْ رُفاتٍ
فهذا رأسُ أُمِّي ذي يدَاهَا

فإنِّي ذُبْتُ مِنْ فَرطِ اشتِيَاقِي
إلى الجبهاتِ للخيلِ العِتَاقِ

إلى عَزْفِ الرَّصَاصِ يَحِنُّ قَلبِي
ويَطرَبُ حينَ يُدْعى للتَّلاقي

فإمَّا النَّصرُ يَعْصِفُ بالأعادِي
ويَسْقِيهِم أَسىً مرَّ المذاقِ

وإِمَّا الموتُ يمضِي بي لعَدْنٍ
أُزَفُّ بها إلى الحُورِ السَّواقِي

ففجرُ النَّصرِ لاحَ له شروقٌ
يُبدِّدُ ظلمةَ الليلِ السّجينِ

ويبعثُ في حَنَايَا القلبِ عِزَّاً
وإِنْ أزرى بِنَا ذُلُّ السنينِ

وإِنْ وقفَ الطغاةُ أمامَ دربي
وإِنْ كادُوا بكيدِهِمُ المَهِينِ

فلَمْ تَهدأْ رياحِي عاصِفاتٍ
ونصرُ اللهِ في الهيجا يقيني





بصوت كل من
أبو عبد الملك و أبو علي

للإستماع أو الحفظ




التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث ; 14-11-2008 الساعة 01:07 AM