التقرعيج : رادار الجارات الذي يلتقط كل الاخبار
02-09-2013, 10:11 AM
الافق الجميل ومعاناته من التقرعيج...............



صحيح ان مجتمعنا ذاع فيه صيت هذه الظاهرة فكل شيئ يشغل بال الاخر والاهتمام بما لا يعنيه، بالإضافة الى البحث عن كل كبيرة وصغيرة تخص الجار او الأهل، فهي افة سيئة وغير اخلاقية في معناها الحقيقي، وحسب الرأي العام فان التقرعيج كما يسميه الشارع الجزائري هو مهنة النساء، ويعود السبب الى الفراغ الذي تعانيه اغلب ربات البيوت، لذلك فهي تلجأ الى ملأ هذا الفراغ بانتهاك حقوق الغير والإطلاع على احوال الجيران دون طرق أبوابهم، وكما يوصفون بقناة الجزيرة أو الرادار أو البارابول، لان كلا من هذه الاشياء تلتقط أخبار العالم، والتقاط اخبار الجيران يكون مجانا بدون شفرة وبطاقات الترميز.

قال تعالى "لا تسالوا عن أشياء أن تبد لكم تسؤكم" صدق الله العظيم ، و صحيح أن هذه الظاهرة اخذت منحى خطير و اصبحت من عادات المجتمع - إلا من رحم ربي- حيث يمكن أن تكون سببا في افتكاك عدة عائلات، و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ "
فلانة تزوجت وفلانة تطلقت، فلانة غضب منها زوجها وخاصمها لأنها مشغولة بعملها ولم تطبخ له فضربها، لقد اهملته رأيتم ملابسه كيف هي، لا تعتني به، هذه خرجت مع هذا وذهبت مع ذاك ..... والخطير في الامر أن كل هذه الاشياء يمكن أن يكون جزءا صغيرا فقط منه صحيح، أما الجزء الآخر فهو تضخيم للأحداث.

فهذه القصص كلها تدخلها المرأة في أرشيف القصص، وتخرجها عندما تلتقي بجارة أخرى في مجلس ما، فلا نجد امرأة صحا ضميرها فجأة وقامت تاركة مجلسا نسويا به الوشوشات والهمسات، إلا اذا كان طبعها مميز ولا تشغل بالها بأحاديث فارغة وأخبار الناس، خاصة اذا كانت امرأة عاملة، ومنهمكة في شغل البيت في آخر النهار.

هذه الصفة نجدها عند اغلب الدول العربية، بما فيها المجتمع الجزائري الذي لا يفوت أي فرصة للتطلع على اخبار الآخرين فلماذا المجتمعات الغربية لا تهتم بهذه التفاهات ؟ وتكرس وقت فراغها في أشياء اخرى تطور بها حياتها وثقافتها وحتى بلادها، أظن أنه لو كل واحد من الدول المتخلفة يشغل وقت فراغه بأشياء تفيده وتفيد المجتمع، ستخرج هذه الدول من الانحطاط والتخلف.