" نار الكتمان ولا جنة الفضفضة"...الكتمان سبيل النجاح.
02-09-2013, 08:56 AM




ترتبط قدرة التعبيرعن المشاعر ومختلف الأحاسيس الخاصة بالشخص ارتباطا وثيقا بإحساس الشخص بالأمان من طرف الشخص الآخر
، فالذين يشعرون بهم و يفهمون مشاعرهم و احتياجاتهم و يعرفون كيف يتعاملون معهم هم أكثر الأشخاص الذين يعبرون عن عواطفهم بشكل تلقائي و سهل، على عكس الأشخاص اللذين لا يشعرون بالأمان ويتخذون من البعد العاطفي وسيلة دفاعية للكتمان وعدم البوح بأسرارهم.
و من المعروف أن المرأة هي أكثر الأشخاص التي تحب الثرثرة و إفشاء أسرارها و مخططاتها فمثلا : عندما ترغب بإنزال وزنها و بدأت بالريجيم و الالتزام ببرنامج رياضي فتخبر نصف البلد بذلك..؟؟ !! ..ونفس الشيء إذا كنت تريدين انهاء الماجستر او تمويل مشروع معين...تجاري، اسري،...الخ فيعرف كل من المقربون والبعيدين بنيتك...، وبذلك تعلقين آمالا كبيرة على تلك المشاريع و تستشرين فلان و فلانة ... الخ، و في غالب الأحيان لا شيء يستمر من هذا بل هناك أمور لا تبدأ أصلا ...؟؟ !!...كما يقول المثل :" نار الكتمان و لا جنة الفضفضة"
و قد يكون الأمر غريبا بالنسبة لكي سيدتي، إلا أنه أثبتت آخر الدراسات الحديثة بشكل قاطع أن الحديث عن الأهداف و نشرها و الثرثرة عنها يجعلك اقل قابلية أو قدرة على تحقيقها، بحيث ينصح معظم مدربي التنمية البشرية الأشخاص الذين يرغبون في تحقيق أهدافهم في حياتهم الشخصية أو العملية، حتى و إن كانت بسيطة، بالعمل على تحقيقها في كتمان و سرية و عدم اطلاع المقربين بها، وذلك وفقا لما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة و السلام : "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، كما أكدوا كذلك على خطأ النصيحة الشائعة بإطلاع الأشخاص حول الأهداف و المخططات الشخصية بغرض تشكيل نوع من الضغط الاجتماعي، الذي يدفع المرء إلى تحقيق أهدافه، لأن في الغالب هذه النصيحة أثناء تطبيقها في الواقع العملي تؤدي إلى نتائج عكسية بحيث ما يساور المرء شك في جدوى أهدافه إذا ما تلقى رد فعل سلبي من الآخرين حيالها...مما يؤدي ذلك إلى إصابة المرء بالإحباط و يفقد دوافعه و أهدافه، على عكس الشخص الذي يحتفظ بمخططاته ومشاريعه لنفسه، مما يجعله محتفظا دائما ببطاقته الإيجابية و بدوافعه و من ثم النجاح ومواصلة المشروع.
فهل صحيح أن كثرة الثرثرة و الكلام عن المخططات و المشاريع سبيل للفشل عكس الكتمان ؟