رد: الأسئلة الأكثر تداولاً حول الاستشراق
24-10-2018, 10:26 AM
23) السؤال: كيف أسهمت كتابات بعض المستشرقين في غرس وتنمية روح التعصب الديني عند النصارى بشكل خاص، وفي آثار الأقليات غير المسلمة على المجتمع الإسلامي الذي يعيشون فيه؟.
الجواب: نشأ الاستشراق في بدايته في أحضان الكنيسة التي رأت انتصارات الإسلام في كل مكان، فأرادت أن تحتفظ بما تحت يدها من سلطان ونفوذ، فما كان منها إلا أن جندت كل قواها لتنفـير النصارى من الإسلام، فأنشأت كراس للغة العربية هنا وهناك في أوروبا، كما كلفت بعض العلماء بترجمة القرآن الكريم، وشجعت على نشر كل ما يسيء إلى الإسلام، وحتى إنها إذا وجدت أحد العلماء يكتب بشيْ من الإنصاف عن الإسلام: حرّمت نشر كتبه وحرمت قراءتها، والتعصب بضاعة أوروبية مئة بالمئة، وقد تناول هذا الموضوع الدكتور: محمد عمارة في كتابه القيم:(الغزو الفكري: وهم أم حقيقة؟)، حيث أوضح كيف أن النصرانية انتشرت في دول أوروبـا الشمالية بالقوة العسكرية، ومن أراد مزيداً من الأدلة، فليرجع لتاريخ حركة الإصلاح الديني في أوروبا، وبخاصة ما سمي عندهم بمحاكم التفتيش!!؟.
ولا شك أن التعصب هو الذي قادهم إلى قبـول أربعة أناجيـل ورفض الأناجيل الأخرى، لأنها لم توافق هوى السلطة، وكما قال:( المستشرق: مونتجمري وات):" إن الإمبراطورية الرومانية رومنت النصرانية بدل أن تتنصر الإمبراطورية الرومانية!!؟"، وعندما انطلقت أوروبا في حروبها الصليبية اتجهت إلى النصارى في المشرق، وتقربت إليهم لجذبهم إليها، ليكونوا شوكة في ظهر المسلمين، وقد حققوا بعض النجاح، ولكن النجاح الأكبر تحقق على يد الحركة الاستعمارية منذ حملة نابليون على مصر، حيت تقرب إلى النصارى واليهود، وهذا ما ذكره عبد الرحمن الجبرتي في تاريخه.
ثم جاءت حركة محمد علي في مصر واستقلاله، بل منافسته للدولة العثمانية، فتدفق نصارى الشام على مصر، وأخذوا يكونون لهم نفوذا قويا في وسائل الإعلام من صحافة ومسرح وتأليف ونشر.
والاحتلال الأجنبي للمغرب العربي استعان باليهود، ففي الجزائر مثلاً منحت الجنسية الفرنسية الكاملة لليهود منذ عام 1870، ولم يتوان اليهود في استغلال هذا النفوذ الجديد، فكانوا في كثير من الأحيان أداة في يد الاستعمار أو أحياناً جعلوا الاستعمار أداة في يدهم، وما زلت أذكر لقاءً مع منى مكرم عبيد في إذاعة لندن، وهي تتحدث عن المناهج الدراسية في مصر ووسائل الإعلام التي تعطي الإسلام مساحة كبيرة، وكأن هذه المرأة النصرانية تريد من الأغلبية العظمى أن تتنازل عن الاهتمام بدينها لإرضاء هذه الأقلية الصغيرة!!؟.
24) السؤال: بشّر بعض المستشرقين بحرب صليبية، كباحث في قضايا الاستشراق، كيف ترى هذه التصريحات؟.
الجواب: في الوقت الحاضر وفي أمريكا بالذات يعمل المتخصصون أو الخبراء في مجال الشرق الأوسط مع الإدارة الأمريكية، وقد انضمت مجموعة منهم إلى ما يسمى ب (صقور البيت الأبيض) وهم الذين يدعون إلى مواجهة المشكلات التي تزعم أمريكا أنها تواجهها في العالم بالقوة والعنف، وعلى رأسهم (برنارد لويس) المستشرق البريطاني الأصل الأمريكي الجنسية، وهناك مستشرقون آخرون من أمثال (دانيال بايبس وإيمرسون وغيرهم) ، فالمسألة ليست مسألة حرب صليبية بقدر ما هي تحقيق أهداف أمريكا في الهيمنة والسيطرة على شعوب العالم، ولاشك أن في الأمر حربا صليبية حيث أن بعض المستشرقين ينتمون إلى اليمين المتطرف المؤمن بالنبوات التوراتية، ويعتقدون أنه لا بد من دعم اليهود، ولا بد أن تكون القدس عاصمة اليهود الأبدية، والاستشراق يعمل يداً بيد والحكومة الأمريكية تدعم هذه الدراسات وتقويها وكذلك بريطانيا، ولقد كونت الحكومة البريطانية لجنة قبل عدة أعوام لهذا الغرض ما زالت تعمل ومن أعضائها على سبيل المثال ( جرجن نيلسون) مدير مركز العلاقات النصرانية الإسلامية بجامعة ببرمنجهام لدراسة احتياجات حكومة بريطانيا من هذه الدراسات، وبشكل عام هناك دعم كبير من الحكومات الغربية للاستشراق.
25) السؤال: من خلال اطلاعكم الواسع على حركتي الاستشراق الفرنسية والأمريكية ما هي أبرز الفروق إن وجدت بينهما؟.
الجواب: حركة الاستشراق الفرنسية حركة قديمة ارتبطت مدة طويلة بالاستعمار الفرنسي في المغرب العربي وفي أفريقيا، اهتمت بدراسة الدول التي كانت تخضع للاحتلال الفرنسي، فكان الاهتمام من جميع الجوانب لغوياً وعقدياً وتاريخياً وسياسياً واجتماعياً، وبدأت حركة الاستشراق الفرنسي بإنشاء المعاهد المتخصصة في دراسة مجتمعات العالم الإسلامي منذ القديم.
بينما انطلقت حركة الاستشراق الأمريكي المعاصر بقوة بعد الحرب العالمية الثانية، وبنفس مختلف وبروح مختلفة، ولكنها في النهاية تصب في الاتجاه نفسه هو: التعرف إلى العالم الإسلامي من الداخل، والسعي إلى أن يكون لأمريكا اليد الطولى في القرار السياسي والاجتماعي في هذه الدول.
ربما يختلف الاستشراق الفرنسي عن الأمريكي: أنه اكتفى في الغالب بالمستشرقين الفرنسيين وبعدد قليل من أبناء المستعمرات السابقات الذين تأثروا بالفكر الغربي وداروا في فلكه، ولكن الاستشراق الأمريكي انطلق بعد الحرب العالمية الثانية بانياً وجوده على عدد كبير من المستشرقين الأوروبيين، ثم استعان بأعداد من الباحثين العرب والمسلمين الذين سعى إلى أن يحصل من خلالهم على المعلومات عن بلادهم، وكذلك حاول التأثير فيهم وتوجيههم الوجهة التي تخدم الفكر الغربي وتسلخهم عن هويتهم الإسلامية.
ولا شك أن الاستشراق الأمريكي مازال الأقوى لقوة الدولة التي ينتمي إليها، وأن الإنفاق الأمريكي في هذا المجال فاق الإنفاق الأوروبي كثيراً، دون أن نقلل من شأن استمرارية الاستشراق الأوروبي ونفوذه وقوته.
طبيعة الاستشراق الإنجليزي:
لا يكاد الاستشراق الإنجليزي يختلف كثيراً في بداياته ودوافعه وأهدافه عن مدارس الاستشراق الأخرى عدا أن إمبراطورية بريطانيا الاستعمارية كانت أوسع من غيرها من الدول الأوروبية الأخرى مما جعل الاستشراق الإنجليزي أوسع نطاقاً من ناحية عدد المستشرقين واهتماماته.
وفي الوقت الذي أخذت إمبراطورية بريطانيا في الأفول كان من المتوقع أن ينحسر المد الاستشراقي، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً، فقد اتسع نطاق الاستشراق، وتعمقت جهود المستشرقين، وازداد عدد المؤسسات الجامعية ومراكز البحوث المهتمة بهذه الدراسات، ويمكننا توضيح ذلك بمثال:( مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية) التي تأست بناء على توصيات من شخصيات سياسية مهمة مثل: اللورد كيرزون الذي طالب في 17سبتمبر 1907 في مجلس اللوردات البريطاني بضرورة استمرار الاهتمام بالشق وتقاليده وعاداته ومشاعره للإبقاء على الامتيازات التي حققتها الإمبراطورية البريطانية.
وقد حدد تقرير لجنة الدراسات الشرقية والسلافية والأوروبية الشرقية والأفريقية(1947&1961م) بعض جوانب الاهتمامات الاستشراقية، وذكر منها: الترجمة من اللغات العربية والإسلامية إلى الإنجليزية، والاهتمام بالتاريخ، وذلك لأن الدراسات التاريخية تساعد على فهم الأحداث التي تقع في الدول الأجنبية، ومن ذلك الاهتمام بالعلوم الاجتماعية والتجارة والاهتمام بالمكتبات، ويمكن أن نحدد طبيعة الاستشراق البريطاني بالصفات الآتي:
1- الصفة الدينية التنصيرية: وهنا لا يختلف الاستشراق الإنجليزي عن غيره، حيث شارك المنصرون في الدراسات الاستشراقية وفي الأعمال التنصيرية، وظهر عدد من المستشرقين ذوي الاهتمامات التنصيرية.
2- الصفة السياسية الاقتصادية الاستعمارية: كان لازدياد النشاط التجاري وتطور العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول الأوروبية والعالم الإسلامي دوره في ظهور هذه الصفة في الاستشراق الإنجليزي، وقد أدت هذه الصفة إلى ظهور مجموعة من العلماء الذين تظاهروا بالعلمية والموضوعية والتجرد، وكانوا أدوات في أيدي حكوماتهم تنفذ بهم أو عن طريقهم أطماعها الاستعمارية التسلطية، وقد ذكر آصف حسين في بحث له بعنوان:" أيديولوجية الاستشراق": أن الاستشراق ساعد الإمبريالية في جعل الاحتلال أمراً مشروعاً، حيث اشترك بعض المستشرقين اشتراكاً مباشراً في مساعدة الإدارات الاستعمارية.
وثمة صفات مشتركة بين الاستشراق الأمريكي والإنجليزي نذكرها بعد الحديث عن الاستشراق الأمريكي.
طبيعة الاستشراق الأمريكي:
1- الصفة الدينية التنصيرية : ظهرت هذه الصفة في الاستشراق الأمريكي منذ بداياته الأولى، حيث كان الاهتمام باللغة العربية طريقاً لفهم العبرية كما شارك الاستشراق الأمريكي في الحملات التنصيرية التي قصدت بلاد الشام، وأنشأت فيها معاهد علمية مختلفة، كما أسس الأمريكيون بعثة تنصيرية في الخليج العربي استمرت من عام 1889إلى 1973، ومن أبرز المستشرقين المنصرين: صموئيل زويمر وكينيث كراج.
2- الصفة السياسية الاقتصادية: لقد اهتم الاستشراق الأمريكي بالأطماع السياسية الاقتصادية منذ وقت مبكر يرجعه البعض إلى منتصف القرن التاسع عشر، ولكن اندفاع الاستراق الأمريكي في هذا الاتجاه كان بصورة قوية بعد الحرب العالمية الثانية، فأنشأت مراكز البحوث للدراسات الاستشراقية بدعم كبير من الحكومة الأمريكية، ويؤكد هذا اهتمام أقسام دراسات الشرق الأوسط ومراكز البحوث في تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للعالم الإسلامي.
3- التوجه إلى دراسة المناطق أو الدراسات الإقليمية: لقد أسهم الاستشراق الأمريكي في تطوير فرع جديد من الدراسات الاستشراقية أطلق عليه: الدراسات الإقليمية أو دراسة المناطق، وتتركز هذه الدراسات حول المشكلات الخاصة النابعة من التغيرات الاجتماعية الحديثة، ويشمل هذا تتبع التطور الاقتصادي، والقيادات والجماهير والسكان والتعليم وعلاقات الجماعات والقوميات…الخ.
4- الارتباط بالعلوم الاجتماعية : أدخل الاستشراق الأمريكي إلى هذه الدراسات: استخدام العلوم الاجتماعية من علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وغيرهما في دراسة الشعوب الإسلامية.
هذا بإيجاز أبرز خصائص الاستشراق الأمريكي والإنجليزي.
الاستشراق اليهودي: برنارد لويس نموذجاً.
أدرك المستشرقون اليهود أهمية مراكز البحوث والجامعات الغربية، وبخاصة الأمريكية في صناعة القرار السياسي في الغرب، فانخرطوا في هذه الدراسات لتحقيق كثير من مآربهم في محاربة العالم الإسلامي، ويقول في ذلك محمد بن عبود:" إن اليهودية هي القوة الثالثة التي تركت أثراً على تطورات الدراسات العربية والإسلامية في الغرب وبخاصة من الناحية المنهجية".
ومن الملاحظ أن كثيراً من المستشرقين اليهود تصعب معرفة هويتهم، ذلك أنهم يحاولون إخفاءها، ويؤيد هذا ما كتبه محمود حمدي زقزوق بأن اليهود عملوا داخل الحركة الاستشراقية دون كشف هويتهم حتى لا يعزلوا أنفسهم وبالتالي يقل تأثيرهم، ولهذا عملوا على أنهم مستشرقون أوروبيون أو أمريكيون، وكسبوا في تحقيق أهدافهم في النيل من الإسلام.
ومن المستشرقين اليهود البارزين في القديم: جولدزيهر الذي عدّه المستشرقون مرجعاً أساسياً في العلوم الإسلامية كالحديث والتفسير والفقه. أما في العصر الحاضر، فيمكننا أن نسمى آخرين مثل: روزنثال الذي اهتم بالدراسات الأندلسية بخاصة والثقافة الإسلامية عموماً، وكذلك التاريخ الإسلامي، ومنهم أيضاً: سبيسر الذي درّس في جامعة بنسلفانيا، وعمل أستاذا للغات السامية كما عمـل مدرياً للمدرسة الأمريكية بالأبحاث المشرقية في بغداد، وعمل أيضاً رئيساً لقسم الرق الأدنى في فرع الأبحاث والتحاليل في مكتب التنظيمات العسكرية، ومن المستشرقين اليهود: تشارز توري وهاري ولفسون الذي اهتم بالفلسفة الإسلامية والكتابات العقدية عند ابن سينا والغزالي وابن رشد.
ويمتاز المستشرقون اليهود بعامة: أن منابعهم الفكرية تنطلق أولاً من الثقافة اليهودية، ويضيف بعضهم - أو أكثرهم- الثقافة الصهيونية.
ويمكننا أن نقدم نموذجاً للمستشرقين اليهود وهو: المستشرق: برنارد لويس الذي وجه تخصصه في التاريخ الإسلامي لخدمة الدراسات اليهودية والبحث في المسائل التي تخص اليهود في العالم الإسلامي، وأصدر العديد من الدراسات التي ترصد أوضاع اليهود، ومنها كتابه: اليهود في الإسلام، الذي حاول فيه أن يجعل لليهود دوراً في بناء الحضارة الإسلامية، فضلاً عن خلق دور لهم في بناء الدين الإسلامي نفسه، ومن دراساته كذلك: دراسة الوثائق التي تخص الوجود اليهودي في الدولة العثمانية وفي فلسطين بالذات.
ومن منابع فكر المستشرقين اليهود: التأثر بالظروف السياسية العالمية، فقد تأثر لويس بما شهده من آثار الحرب العالمية الثانية، وظهور حركات التحرر في العالم، وبخاصة في العالم الإسلامي، واستقلال معظم دوله مما جعل المستشرقين، وبخاصة اليهود يركزون على دراسة قضايا معينة في فكر الأمة الإسلامية وعقيدتها، ودراسة أسباب تحررها، والتركيز على دراسة الخلافة: ظهورها وأسباب انهيارها، وكذلك دراسة الفكر السياسي في الإسلام.
كما اهتم المستشرقون - وبخاصة لويس- بظهور تركيا الحديثة والحركة العلمانية فيها التي أدت إلى تغريب تركيا، واهتم المستشرقون اليهود بالصحوة الإسلامية، ونبهوا إلى ما تصوروه من خطر سيواجه الغرب.
وحرص الاستشراق اليهودي على التأثير في الرأي العالم الغربي عن طريق الندوات والمؤتمرات التي يشارك فيها هؤلاء المستشرقون، وكذلك وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وصحافة وتلفاز، فاليهود يملكون عدداً من الدوريات والمجلات ينشرون من خلالها أفكارهم التي تحذر من الإسلام والصحوة الإسلامية.
26) السؤال: من الانتقادات التي وجهت لادوارد سعيد: تركيزه على تقديم نماذج من الاستشراقين الانجليزي والفرنسي، وإغفال الاستشراق الألماني والروسي وغيرهما زاعمين أن هاتين المدرستين تختلفان عن غيرهما، فأين الحقيقة في مثل هذا النقد؟.
الجواب: إن روسيا كانت ذات طبيعة استعمارية إمبريالية سواء في عهدها القيصري أو في عهدها الشيوعي، فالشيوعية كانت تعتقد أن نظامها هو النظام الأمثل الذي يجب أن يسود العالم، ولذلك سعت بكل ما أوتيت من قوة ومكر أن تنشر هذا النظام، بل إنها ارتكبت مئات المجازر من أجل فرض سيطرتها على البلاد الإسلامية في أواسط آسيا، وعمل مستشرقوها في الوقت نفسه على دراسة الشعوب الإسلامية عقيدة وتاريخا وحضارة من أجل تبرير هذه السيطرة، والمدرسة الشيوعية المادية معروفة تماما في مجال الاستشراق، بل إن تأثيرها لم يقتصر على تلاميذ الشيوعية من أبناء العالم العربي الإسلامي، بل تأثر عدد من المستشرقين الأوروبيين والأمريكان بالمدرسة الشيوعية، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر ماكسيم رودنسون و برنارد لويس (بالرغم من زعمه محاربة الشيوعية) .
أما الاستشراق الألماني، فهو نبت بيئته الأوروبية ذات الطبيعة الاستعمارية، وان لم يتحقق لألمانيا أن يكون لها مستعمرات في بلادنا، فقد كانت لها أطماع في أفريقيا، وكانت تنافس على السلطة في البلاد العربية. والاستشراق الألماني تعود جذوره إلى المذهب البروتستانتي الذي كان مؤسسه: مارتن لوثر يعرف الإسلام، وهذه المعرفة هي التي دعته ليعترض على استبداد الكنيسة الكاثوليكية، ومع ذلك، فلوثر كان حاقدا على الإسلام، وبخاصة الدولة العثمانية، لأنها كانت الدولة العظمى في أوروبا والعالم. والمستشرقون الألمان كانت لهم جهود واضحة في الدراسات الإسلامية حتى تتلمذ على أيديهم كثير من المستشرقين الأوروبيين، ونقلوا تشويههم المتعمد للتاريخ الإسلامي وحضارته، ومن هؤلاء: كارل بروكلمان، وفلهاوزن، وونولدكه، وبيكر وغيرهم.
يتبع إن شاء الله.