حـــــديث العيــون والصمت المقدس !!
27-04-2021, 06:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم















حـــــديث العيــون والصمت المقدس !!
تسكن بالي وتعرف حالي ،، وأسكن بالها وأعرف حالها ،، تشاطرني المحبة في أعماقها ،، وأشاطرها المحبة في أعماقي ،، كم وكم تضعني في حدقات عيونها !،، وكم وكم أضعها في طيات فؤادي !،، تخفي حبها في الجوف وتضعني خلف دثار الأضلاع سراَ مقدساَ لا يقبل المساس ،، وأخفي حبها في الجوف وأجعل السر أغلى من الألماس ،، تلك الرموش لعينها كانت تمثل دوماَ لغة الحوار ،، ولم تتجرأ الألسن يوماً لتبوح بحرف يفضح الأسرار ،، وتلك البسمة اللطيفة كانت تمثل دوماً لغة الوصال والاتصال ،، وتلك الأيدي لم تتجرأ يوماَ لتتبادل الورود في حضرة الأشرار ،، وتلك الأنامل لم تتجرأ يوماَ لتسطر حروفاَ في طيها تلك القلوب المجروحة بسهام الانشطار ،، وتلك المسافات بيني وبينها كانت تمثل دوماَ قمة العفة التي توسمنا بالملائكة الأبرار ،، كنا نلتمس مناقب العفة والعفاف دوماَ منذ مولد الحب والمشوار ،، حين كانت ترغب في كلامي كانت تخاطبني بلغة التلميح والإشارة ،، وحين كنت أرغب في كلامها كنت أخاطبها بلغة الحياء والطهارة ،، لم نلتقي يوماً خلف سياج تلوث العفة بالظنون والإثارة ،، ورغم تلك الحيطة والحذر فقد نجحنا في مشاوير الغرام ،، وقد أقمنا عش المودة والمحبة قشةَ وقشةَ بمنتهى الشطارة والمهارة ،، كان الصمت رائدنا في بناء تلك الجسور مدداَ خلف سائر العفة ،، فيا عجباَ ويا عجباً من خواطر نبيلة تبني القلاع والحصون دون حرف أو نطق بعبارة !! ،، وقد علمتنا تلك التجارب بأن الصمت يمثل شيمة الملائكة ،، وتلك السماء لا يسمع الناس ضجيجها ورغم ذلك فهي عالية وشامخة .


الأديب والكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد